انقذوا مسرح الحكواتي
عندما سال أحد الاصدقاء ،عما يجرى في مسرح الحكواتي العزيز على قلب كل عاشق للمدينة و على قلب كل محب للفن والمسرح الاصيل، لم اعرف ماذا اجيب ! رغم انه من المفترض انني عضو في الهيئة العامة او مجلس الامناء، وللاسف فانه منذ زمن بعيد لم يعد لي اية علاقة بهذه المؤسسة التي تعيش صراع بقاء ! فلم يعد احد يعرف ماذا يجرى؟! ، فحتى من يطلقون على انفسهم المسوؤلين في السلطة وقياديين في الفصائل على اختلاف الوانها، لم يتمكنوا من انهاء الوضع غير الطبيعي ( بل ساهموا بشكل كبير في اضاعة البوصلة، وتعميق الخلافات، بسبب محاولة ارضاء الجميع، رغم علمهم ان انقاذ مؤسسة بهذا الحجم بحاجة الى حزم وصرامة في اتخاذ القرار من اجل المدينة ، ان كانوا يحبوها اصلا،) .
في تلك المؤسسة التي تعتبر الاكبر في مجال الثقافة بالقدس، وفيها المسرح الوحيد في المدينة، وكان الوحيد في فلسطين، والان اصبح وحيدا تتناحر عليه جهات مختلفة ، لاعتقاد تلك الجهات انه كنز، وهم لا يعرفون ان ادارة او السيطرة على مثل هذه المؤسسة بهذا الحجم تتطلب جهودا جبارة ، جهودا موحده وليست مفرقه ، فهذه الجهود قد تصل حد الاستحالة لانتشال هذه المؤسسة من الغرق المحتوم ، وحتى لا تنضم الى قائمة طويلة من المؤسسات الثقافية والاجتماعية والفنية الاقتصادية التي اغلقت ابوابها من تلقاء نفسها، او بجهود القريب قبل الغريب، وليصبح المسرح اثر بعد عين .!!
ما علينا
المهم اننا نتحدث في هذا المقام كمواطن مقدسي، وننقل ما يدور في خاطر المقدسي الذي يحق له محاسبة القائمين على المؤسسة والذين اوصلوها الى هذا الوضع الحرج! كما يحق لهم محاسبة المسوؤلين والفصائل على دورهم في هذه القصة التي اصبحت الشغل الشاغل، خاصة وان المسرح لم يعد بنشاطه المعهود، مما اظلم سماء القدس كثيرا، ذلك السماء الذي انارته خشبة مسرح الحكواتي من خلال النشاط الدائم ما بين مستورد ومحلي ، رغم ان المنتقدين يقولون ان المسرح لم يدعم المحلي وفضل المستورد من اعمال فنية ، قد يكونوا محقين ولكن ليس قبل ان يعرقوا كل التفاصيل !
نتسال كمواطينين تعودنا على نشاطات مسرح الحكواتي كل اسبوع من مسرحية الى امسية فنية او فرقة موسيقة زائرة،:خبرونا ماذا يجرى في تلك المؤسسة التي شلت ؟! فلا موقعها الالكتروني يعمل ولم يتم تحديثه، كما ان هناك من حرص على الابتعاد عن الحقيقية في تعريفه اسم المسرح الوطني ، فاثناء ابحث في غوغل عن تاريخ مسرح الحكواتي وجدت هذه الفقرة والتي تحتاج الى شيئ من التدقيق والتمحيص بمهينة عالية، فنحن لسنا في مقام تشويه كل شئ في القدس ، فبدل تشويه المؤسسة واشخاص كان لهم دور في ابقاء تلك المؤسسة حتى لو اعتقد البعض انهم اخطاوا، فهم اخطاوا من باب الاجتهاد !! علينا توحيد جهودنا لانقاذ المؤسسة.
فتعريف المسرح الوطني في موقع ويكبيديا جاء كما يلي" يطلق عليه اسم المسرح الوطني الفلسطيني، ولكن هو ليس بالفرقه القوميه الفلسطينيه للمسرح..وللتعريف كان يطلق عليه في الماضي القريب مسرح النزهة الحكواتي ,حيث قامت فرقة الحكواتي بتأسيسة سنة 1984وبعد خروج الفرقة من مبنى المسرح استحوذتة مجموعة من الاشخاص ليس لهم اي اهتمام ثقافي بل تحول المسرح لمشروع استثماري تجاري يعتمد على التمويل الغربي في إنتاجاتة المسرحية والتي تفتقد لاي رؤيا فنية أو ابداعية تعبر عن حالة الإنسان الفلسطيني وتطلعاتة الوطنية فهدف الإدارة الحالية هو الربح المادي.كما وتفتقد ادارتة للشفافية الإدارية والتي حالت دون تطور هذا المسرح الذي يعتبر بيت للمسرحيين الفلسطينين الذين ساهموا بأبداعتهم المختلفة في اعلاء اسمه.فهم الرافد الطبيعي لتطور اي بنية ثقافية في المجتمع الفلسطيني ،وهو لا يمثل المجتمع المسرحي المقدسي."
احقا هكذا يكتب عن هذه المؤسسة التي كانت مصدر رزق للعشرات من الفنانين والحرفين وكل من له علاقة بالمسرح والفن من قريب او بعيد ..؟!
انها مناشدة من كل مواطيني القدس الى كل من يهمه الامر، سواء في السلطة الفلسطينية او في الفصائل او من الوسط الفني والثقافي : ان يحاولوا قدر الامكان وباسرع وقت ممكن من انهاء هذه المهزلة الدائرة حاليا حول المسرح، حتى يمكن ان يقف على قدميه باسرع وقت ممكن ،
وان تتضافر الجهود ، جهود الجميع بلا استثناء، لانقاذ ما يمكن انقاذه، وبعد ذلك يمكن محاسبة من يجب محاسبه على هذا الوضع الذي وصل اليه المسرح الوطني الفلسطيني.
وعلى الجميع ان يعرف ان اول خطوات الانقاذ تمكن باحترام قانون المسرح في كل خطواتهم ، حتى يكون الانقاذ على اساس متين وليس على رمال متحركة ..... سوف تبتلع الاخضر واليابس وليتاكد الجميع اننا سنقف مع كل من ينقذ المسرح الوطني من الانهيار قبل فوات الاوان .. ان لم يكن الوقت قد فات فعلا ...
وللحديث بقية