يبدو الجو السياسي غائما بشدة وتظهر السحب على علو منخفض جدا ما يحجب الرؤية، لدرجة ان التحليق في هذه الاجواء يبدو خطرا. وعن مصادر ثقات ان عقبات كؤداء تقف في وجه العودة للمفاوضات المباشرة، وان الجهود الامريكية لم تفلح في تذليلها بعد ما حدا بالادارة الامريكية الى تأجيل موعد لقاء عريقات ليفني الى الاسبوع القادم دون الاعلان عن اشعار محدد.
مصادر معا تؤكد ان حكومة نتنياهو تبدي ليونة تامة في مسألة التوصل الى حل مؤقت للدولة الفلسطينية وتأجيل الحل النهائي الى اجل غير مسمى فيما تصرّ القيادة الفلسطينية وبشدّة متناهية على رفض الحل المؤقت وتعتبره خطوة الاجهاز على القضية الفلسطينية الى غير رجعة .
حكومة نتانياهو تبدي استعدادا غير مسبوق لتوفير جميع انواع الترغيب في وجه الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية من قبيل اطلاق سراح اسرى ولم الشمل ودراسة ملفات مثل عودة مبعدي كنيسة المهد وتسهيلات مالية واجراءات تخفيف على المعابر الحدودية بشرط ان يكون ذلك في اطار الحل المؤقت ، اما الرئيس عباس فيرفض ذلك ويطالب ان تطرح جميع ملفات الحل النهائي على الطاولة وفورا من قبيل القدس والحدود والمياه واللاجئين والنازحين وحق العودة .
من جانبه افيغدور ليبرمان شكك في استئناف المفاوضات السلمية ورأى أن " اتفاقاً مرحلياً " طويل الأمد هو الحل العملي الوحيد، وباعتاره رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ورئيس حزب إسرائيل بيتنا ، شكك باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين موضحاً أن لقاء واشنطن المرتقب يرمي إلى تحديد جدول أعمال المفاوضات .
وجدد ليبرمان رؤيته القاضية بأن اتفاقاً مرحلياً طويل الأمد هو الحل العملي الوحيد مع الفلسطينيين معتبراً أنهم لما كانوا سيوافقون على إنهاء النزاع حتى ولو وافقت إسرائيل فرضاً على الانسحاب إلى حدود 67 وتقسيم القدس .
على الصعيد الداخلي شكك ليبرمان في جدوى طرح أي اتفاق محتمل مع الفلسطينيين على الشعب في استفتاء عام, مرجِّحاً دعم أغلبية المواطنين لهذا الاتفاق على أي حال بسبب ما أسماه بغسل الدماغ الإعلامي, وضغوطات المجتمع الدولي.