القدس ومن يتغنى بها !
لا شك أن الزائر الأبيض أضفى على القدس جمالا ورونقا ونضارة، وأعطاها بياضا ينم عن نقائها وقدسيتها، رغم سواد انتهاكات الاحتلال على أرضها وعقاراتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وأسوة برام الله والخليل وطولكرم، علينا أن نولي القدس اهتماماً، وخصوصاً على المستوى الرسمي، وعدم إهمالها كما حدث خلال المنخفض الجوي الأخير.
ونظرا إلى كون الإعلام الفلسطيني يعتمد على ردات الفعل للأحداث، فإنه لا يبادر إلى صنع الحدث، مفتقدا إلى المبادرة في طرح قضايا المدينة المقدسة، المفترض وضعها على سلم أولوياته.
ولو تم توظيف الدعم المرصود للقدس، الكافي لبناء مدينة كاملة، لنهضت المدينة، إلا أن المقدسيين لا يرون منه شيئا حسب أقوالهم، والدعم يصل إلى أشخاص أو جمعيات معينة، وبالتالي فلا دور له لتحسين أوضاع المدينة وأهلها.
القدس اليوم، وسيلة البعض "للتغني والخطب الرنانة"، والسلطة لا تملك رؤية واضحة تجاهها، و أنها لا تمتلك خطة مدروسة للدعم والنهوض بقضاياها وقضايا مقدساتها.
فإذا كانت المدن الواقعة تحت سيطرة السلطة كُشفت سوأتها بعد المنخفض الجوي، بدليل ضعف بنيتها التحتية، فإن عذرا ملتمسا للمواطن البسيط عندما يتساءل عن وجهة المليارات المضخوخة على "دولة فلسطين " طوال السنوات الماضية.
فالمطلوب من المسؤولين نحو القدس إذن، وضع مدينة القدس على سلم اولوياتهم، وتخصيص جزء من ميزانية الحكومة لها، مع ضرورة تشكيل لجنة خاصة بمتابعة شؤون القدس، ليست مهمتها إطلاق التصريحات الإعلامية أو البيانات، وإنما متابعة الدعم، ومحاسبتها ومتابعتها وتصحيح الخلل وتعزيز التقدم والتطور.
أما على مستوى الإعلام، فالأصل تخصيص زوايا يومية تهتم بشؤون القدس في كافة وسائل الاعلام، وتسليط الضوء على قضاياها بصنع الإعلام الحدث، لا بانتظار تغطيته، وخصوصا أن القدس فيها من القضايا التي تغني وسائل الإعلام على اختلافها.
هذه وجهة نظر من يحملون القدس في قلوبهم
المصدر: شبكة هُنا القدس للإعلام المجتمعي