القدس والحديث الممل!

القدس والحديث الممل!
الرابط المختصر

اعتقد ان كل من يقرأ هذه المقالة سوف يصاب بالملل ، لتكرار الحديث عن اشياء تحدثنا عنها مرات عديدة وفي مقامات مختلفة وعبر مقالات كثيرة ، ولكن هذا الملل يجب ان يصل الى مرحلة الغضب والصراخ بوجه هؤلاء البشر باننا مللنا منكم ومن نصائحكم ومن كلامك الفاضي ، الذي لا يصب الا في خانة الدعاية الرخيصة لشخوصكم الباحثة عن علاقة بالقدس حتى تكتمل عندكم واجهة الورع الخداع ، وحتى يتحول الباحث عن المال الى الباحث عن الروح ، تلك الروح التي يعتقد انها في القدس ، وهو لا يعرف ان القدس لم ولن تعير امثالهم أي اهتمام، وان الاهتمام الوحيد يحصلون عليه من مجموعة من المتسلقين المنافقين النافخين ومقبلي الايدي ( وهم كثير)

ما علينا !

المهم ، ان سبب حديثنا الملل هذا اليوم ، هو نفس السبب الذي كتبنا عنه اكثر من مرة ، ففي الوقت الذي يستعد فيه الاخر الى الانقضاض على شارع الواد والذي هو قلب ما يسمى بالحي الاسلامي( تسميه اطلقتها بريطانيا الاستعمارية) من اجل انتزاع الاثار الاسلامية فيه لمرة واحدة والى الابد ، تمهيدا لتغير الماضي والحاضر والمستقبل ، في هذا الوقت بالذات الذي يعيشه فيه المقدسي تائه بين ما يقل وما يراها ويعيشه فهذه الصحيفة تقول ان هناك اقبلا كبيرا على تقديم طلبات الحجصول على الجنمسية الاسرائيلية وما يراه على الواقع والذي هو عكس ذلك ،

في هذا الوقت بالذات نجد مرة اخرى، رجل الاعمال المعروف والذي يستطيع بماله ان ينهض بالقدس من الحضيض الى السماء ، ولكنه غير مستعد الا اعطاء النصائح ، انه منيب المصري مستمر في اعطاء النصائح حيث قال اثناء مشاركته في اطلاق فعاليات مهرجان " القدس توحدنا" حرفيا كما نقلته عنه وكالة معا التي تحرص كل الحرص على نقل كل نشاطات وفعاليات رجل الاعمال منيب المصري "إن الحديث عن حماية القدس وحده لا يكفي فنحن بحاجة إلى خطة تحرك شاملة ومدروسة وطويلة المدى من أجل إنقاذها وحمايتها وتعزيز صمودها والنهوض بها اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وهذا يتطلب تضافر كافة الجهود، وتجنيد الطاقات والكفاءات والأموال، وتوحيد المرجعيات، وتنسيق العمل بين جميع المؤسسات في هذه المدينة، وهذا واجب علينا البدء في ترجمته على أرض الواقع لحماية هذه المدينة من التهويد"

ونحن نقول ان هذا الكلام جميل ، ولكننا مللنا الاستماع الى نفس الكلام عن استراتجية وخطة ، والسؤال المطروح :لماذا لم تقم انت بالمساعدة في اعداد هذه الخطة مستفيدا من مواردك المالية وعلاقاتك المتشعبة والواسعة والتي من شانها ان تحدث تغيرا في حياة المقدسين اليومية ، ان كنت صادقا في حبك الجارف للقدس ؟!

الحديث عن استراتجية وكلام من هذا القبيل سمعناه ايضا هذا الاسبوع ، من قبل رجل اعمال اخر وهو انشط رجال الاعمال في الضفة الغربية ، ولكن يبدو ان القدس الشرقية ليست في حساباته على الاطلاق ، انه رجل الاعمال بشار المصري الذي حل ضيفا لليس للمرة الاولى على نادي الصحافة في القدس حيث يحرص هذا النادي على القيام بدعاية ( ليست مجانية لبعض رجال الاعمال) وقال بشار المصري " التنمية الاقتصادية في القدس بحاجة الى جدية اكبر.." يا سلام هل هذا الكلام جديد؟! اطلاق لا !! الجدية يجب ان تكون من قبل رجال الاعمال من امثال بشار المصري الذي استثمر في كل شئ برام الله حتى في المطاعم ومحلات البوظة ، ولكنه لم يجد أية فرصة للاستثمار في القدس الشرقية ، وبدل ذلك نجده يحاول الاستثمار في القدس الغربية من خلال مشروع استيطاني حاول الحصول عليه ناسيا ان الاستثمار اليهودي في القدس هو استثمار عقائدي وليس استثمار تجاري، كما يفكر رجال الاعمال الفلسطينيين والعرب ( ولدينا الكثير من القصص التي تثبت هذا التوجه )

ويستمر الحديث عن الاستراتجية والخطط وهذه المرة من قبل د محمد مصطفى الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الفلسطيني والذي حل هو ايضا ضيفا على النادي اياه في القدس ، وتحدث طويلا عن الاستثمار في شركات تحمل اسم القدس ، ولكن لم يرى منها المواطن المقدسي سوى الاخبار عبر الصحف ، واكثر من الحديث عن مشاريع الاسكان ، ولكن د مصطفى نسي او تناسي ان يقول ان هذه المشاريع هي للاغنياء فقط ، واصحاب الدخول المرتفعه ، اما بقية الشعب والذين يشكلون الغالبية العظمي في القدس ، فلا اسكان لهم . حسب نظرة جميع الشركات التي تشحد باسم المقدسين وتبكى على حالهم في المؤتمرات الدولية وعربية والمحلية.. والقائمة طويله !!

الم اقل لكم ان هذا الحديث اصبح مملا لكثرة تكراره .. وكما قال صديقي بالعامية ..

حلو عنا ونحن بالف بخير ..

وللحديث بقية

أضف تعليقك