الغرب وصناعة الكراهية للفلسطينيين

في كل الحروب التي خاضها الاحتلال الصهيوني مع العرب والفلسطينيين كانت الولايات المتحدة الأمريكية الذراع الذي تستند اليه دولة الاحتلال في عدوانها على العرب والفلسطينيين، وتحديدا بعد وراثتها لبريطانيا بعد عام 1948 .
واشنطن كانت ولم تزل عدوا قاتلا ومنحازا للاحتلال ضد الفلسطينيين، وليس في مواقف الرئيس الأمريكي جو بايدن وزمرته ما يشي بجديد، إذ ان الدم الفلسطيني لا يساوي عند الأمريكي بنسا واحدا مقابل الدم الاسرائيلي.
وليست المشكلة عند الأمريكي فقط الذي يحترف قتلنا، بل تمتد  تلك المشكلة الى كل  القصور السياسية الاوروبية التي ترى فينا مجرد كائنات طارئة على الارض لا تستحق الحياة، ومن الأفضل للانسانية تقديمنا كطعام لتغذية الوحش الاسرائيلي لإدامة حياته وتفوقه.
والمشكلة هنا فينا نحن العرب عامة والفلسطينيين خاصة حين نصدق مزاعم امريكا والغرب عن الحرية والعدالة وحقوق الانسان وعلى رأسها بالطبع الحق بالحياة الحرة الكريمة، بما فيها كل ما ورد في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الى كل ما صدر عن الأمم المتحدة وهيئاتها من اتفاقيات تبدو هذا الأوان وكأنها مجرد أكاذيب وأضاليل لا تساوي لدى العالم والأمم المتحدة ثمن الحبر الذي كتبت به.
الان وفي ظل جرائم الابادة التي يتعرض الفلسطينيون لها، والتي تمثل في أبسط صورها جرائم حرب ضد المدنيين والأطفال والنساء فضلا عن التعطيش والتجويع ومنع العلاج ...الخ ، فإن العالم الغربي والأمريكي يبدو للناظر وكأنه يعاني من الإندماج في لعبة يريد منها التخلص من الفلسطينيين والقضاء عليهم واغتيال حياتهم.
يسأل الفلسطيني والعربي لماذا كل تلك الكراهية من قبل الغرب لنا؟ لماذا يكرهنا الأمريكي والاوروبي لتلك الدرجة التي يعمي فيها عينيه عن الحقائق والوقائع ويعلن في كل مواجهة عن كراهيته لنا وينحاز بكل صلافة ووقاحة إلى القاتل على حساب المقتول.
حاولت تقليب هذا التساؤل على أكثر من وجه وأكثر من مسطرة، ولم أجد سببا غير الكراهية الدينية، او كراهية الاسلام، وكأن المسلمين هم من أشغل اوروبا وأمريكا في حروبها البينية خلال القرون القائتة، وكأن الإسلام نفسه هو الذي يريد تدمير الغرب وأمريكا.
هل هناك تفسير آخر؟
قد يذهب البعض لرفض ما اقوله هنا ــ وهو حق لكل رافض ناقد ــ ولكن أين الاجابات التي تجعلني أقتنع ان ما اقوله غير حقيقي ومنافيا للواقع، ما الذي يجعل امريكا تقاتل في خندق واحد الى جانب الاسرائيلي ضد الفلسطيني والعرب؟ هل هي المصالح وقوى النفوذ؟ إن كان هذا التبرير مقبولا فان مصالح امريكا مع العرب والفلسطينيين أكثر قوة وتأثيرا وقبولا من مصالحها مع الاسرائيلي، وقس على ذلك بقية الغرب المتذيل لواشنطن وعلى رأسهم بالطبع بريطانيا، وفرنسا والمانيا..الخ.
أمريكا وأوروبا يكرهوننا إلى حد رغبتهم بقتلنا بدم بارد ويقدموننا قرابين مجانية لصالح المذبح اليهودي، ويكرهوننا الى الحد الذي ينفون فيه أية علاقة لهم بالإنساني، الذي يحاولون تسويقه علينا صباح مساء إذا كان الأمر يتعلق بالفلسطيني والإسرائيلي.
هل ما نحن فيه صراع حضارات ام صراع أديان يتخفى في عباءة السياسي؟ وهل هي كراهية متأصلة في العقل الأمريكي والغربي بحسب الأصولية الدينية؟ أم أنها كراهية عرقية حين لا يقبل الشمالي الأوروبي كل ما يمت للجنوبي المتوسطي بصلة.
أسئلة ستفتح أبوابها مرة أخرى على فضاءات التأويل والتفسير أكثر بكثير مما فتحت عليه إبان العدوان الأمريكي على برجي التجارة العالمية سنة 2001 .

أضف تعليقك