الغد تدرس سحب الشكوى القانونية في “صلحة” مع المعتدين عليها

الغد تدرس سحب الشكوى القانونية في “صلحة” مع المعتدين عليها
الرابط المختصر

تدرس صحيفة الغد قرار سحب الشكوى القانونية التي سجلتها ضد العشرات من عشيرة مبيضين الذين اعتدوا على الصحيفة في محاولة لمنع توزيع طبعة الصحيفة التي تضمنت خبرا يتعلق بمدير الميناء بالوكالة محمد مبيضين.

سحب الشكوى واللجوء إلى “صلحة” مع المعتدين أثار انتقادات ناشطين وصحفيين رأوا في ذلك تشجيعا لاستمرار ظاهرة الاعتداء على الصحفيين ومحاولات تكميم وتقييد حرية الإعلام.

في الشهور الأخيرة تكررت هذه الاعتداءات على منوال متسارع، يقول مدير مركز حماية وحرية الصحفيين، نضال منصور، مضيفا أن المشكلة تكمن في مرور هذه الحوادث بلا عقاب ولا عبرة أو ردع.

ويقول منصور "لعين على الإعلام": “كنت ضد الصلحة التي تمت في قضية الصحفي جهاد أبوبيدر وضد كل ما يعلي من قيمة البعد العشائري على قيمة سيادة القانون”.

رئيس تحرير صحيفة الغد، مصطفى صالح، يرى أن القانون أخذ مجراه في حادثة الاعتداء على صحيفته.

ويضيف لعين على الإعلام: “كسرت ساق موظف في الغد والمعتدي في السجن. وأنا شخصيا بصفتي رئيس تحرير الغد تقدمت بشكوى للأمن العام ولم تسقط بعد”.

“لكننا نفكر بنوع من التسوية”، يتابع صالح قائلا: “نحن نعيش في مجتمع له خصوصية يجب أن نراعيها، وهي التسامح. نحن نتسامح لأنها حالة فردية وسلوك لمجموعة غاب عنها العقل. والخوف ليس من تغول هؤلاء الأشخاص الذين تسهل السيطرة عليهم ومحاكمتهم، وإنما الخوف من تغول السياسي”.

“وسحب الشكوى ليس قرارا لي وحدي وإنما لهيئة التحرير، ونحن لا ننظر إلى اللحظة الحالية وإنما إلى الأفق الأوسع”، يضيف صالح.

ويؤكد رئيس تحرير الغد على أن ما حدث “ليس فقط اعتداء على حرية الصحافة وإنما أيضا على الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي والحضارة والمدنية، وهو رجوع مئة سنة إلى الوراء. لكن نحمد الله أن هذه الحادثة لا تشكل إطار عام للسلوك الأردني، وإنما حادثة محدودة نأمل أن لا تتكرر”.

لكن مدير مركز حماية وحرية الصحفيين يرى أن “الصحافة حين تقبل أن نتعامل مع نفسها على أنها عشيرة تعقد صلحة مع عشيرة أخرى، تعطي ذرائع للآخرين لكي يقوموا بنفس الأعمال وأن يمارسوا ضغوطا على الصحافة ويصلوا إلى تسوية تحت مظلة التسامح بين أبناء البلد الواحد، وبذلك تعطي مسوغات لتكرار هذه الفعلة”.

ويلفت منصور إلى وجود مشكلة داخل الجسم الصحفي يجب أن يعترف بها. “يجري التعامل مع الاعتداءات على مؤسسات الإعلام وعلى الصحفيين وكأن الإعلام عشيرة والصحفيين أعضاء في العشيرة. وهذا فيه اعتداء على مفهوم سيادة القانون والدولة المدنية”.

“أدرك أن في الأردن روابط عائلية قوية جدا لكن يوجد مبدأ حماية حرية الإعلام ويجب إرسال رسالة واضحة إلى من يعتدون على حرية الإعلام ويتجاوزن القانون معتقدين أن بإمكانهم أخذ القانون بأيديهم. وهذا موضوع لا مساومة فيه. وهذه ليست قضية عشيرة، ففيها من يحترمون قيمة حرية الإعلام ولكن هناك من يتجاوز هذه القيمة. وحين نرفض تكريس الصلح العشائري لا يعني أننا نعادي هذه العشيرة وإنما نرفض من قاموا بالاعتداء على حرية الإعلام وسيادة القانون”، يقول منصور.

دور جهاز الأمن العام في الحادثة وصفه الصحفي موفق كمال الذي كان شاهدا وساعد في تخليص أعداد الصحيفة من المعتدين وتهريبها من الباب الخلفي للصحيفة، بأنه كان “محايدا” وأن رجال الأمن العام ونقيب الصحفيين طارق المومني كانوا يفاوضون المعتدين والإعلامية سوسن مبيضين التي قادت المجموعة المعتدية وأغلقت بسيارتها الخاصة مدخل الصحيفة لمنع سيارات توزيع الصحيفة من الخروج.

رئيس تحرير الصحيفة، مصطفى صالح، يصف تعامل الأمن العام مع حادثة الاعتداء على الغد بأنه جزء من “سياسة الأمن الناعمة التي يتبعها حاليا في ظل الربيع العربي”. ويقر بأنها “سياسة لم تلائم” الصحيفة.

للاستماع للحلقة والاطلاع على المواضيع الإعلامية: عين على الإعلام