العمر الزمني والهجرات الى المدن تلعب دورا كبيرا في طبيعة العلاقات الاجتماعية في الاردن علاقات وثيقة في التجمعات الشعبية وفتور في المناطق ا

إن وجود الجماعة البشرية يعني بالضرورة وجود تفاعل اجتماعي سواء كان في المدرسة أو العمل أو في المجتمع المحلي غالبا ما تكون هذه العلاقات بسيطة جدا وغير معقدة في المجتمعات الشعبية التي تمتاز بتمازج الوضع الاقتصادي والفكري حيث تكون العلاقات في هذه المجتمعات قائمة على التكافل الاجتماعي فيما بينها، فالافراد يعرفون بعضهم البعض ويمارسون طقوسهم التقليدية فيما بينهم مثل الزيارات وغيرها من الامور على عكس المجتمعات المدنية التي تنقطع فيها هذه العلاقات لدرجة ان الساكن في بناية معينه لايعرف حتى اسم جاره.



وينطبق تعقد العلاقات الاجتماعية وبساطتها على مجتمعنا الاردني الذي يشهد علاقات متينة في المناطق الشعبية والريفية وعلاقات هشه في المدن والاحياء الراقية لاسباب مختلفة رصدناها من نبض الشارع الاردني سواء في الاحياء التي تشهد علاقات اجتماعية متميزة او في الاحياء التي تشهد فتور في هذه العلاقات.



عمان نت التقت العديد من المواطنين وسألتهم عن طبيعة العلاقة التي تربطهم مع من حولهم في المنطقة التي يسكنون احد الاشخاص يسكن في منطقة شعبية اكد لنا وجود علاقة قوية تربطة بجيرانه ويرى ان السبب بهذه العلاقة الصداقة التي كونها على طول الايام مع من حوله على عكس المناطق المدنية التي لايعرف احد الاخر بسبب قلة الوقت والمشاغل الكثيرة للاشخاص .



فتاة تسكن احدى مناطق عمان الغربية عزت فتور العلاقات الاجتماعية في منطقتها لطبيعة المنطقة السكنية والمنازل المتباعده التي لاتسمح بتكوين علاقات اجتماعية قوية بين الاشخاص وترى ان سبب العلاقات الجيدة بين الجيران في المناطق الشعبية يعود للابنية المتراصة التي تخلق نوعاً من التآلف بين الناس.



ومن حانب اكاديمي التقت عمان نت مدرس مادة علم الاجتماع في جامعة اليرموك د. عبد الخالق ختاتنة لبيان اسباب فتور العلاقات الاجتماعية في بعض التجمعات وتماسكها في تجمعات اخرى حيث اكد ان الافراد في التجمعات المدنية يلتزمون بسلوك معين يأخذون به خصوصية الافراد الاخرين كما ان الهجرات الى عمان ادت الى خلق خليط من كل المناطق بالتالي الافتقاد الى الاعلاقات التقليدية والعشائرية.



ويرى الختاتنة ان الاستمرارية والعمر الزمني يلعبان دورا مهما في خلق نوع من التآلف بين الناس فالمناطق الشعبية تكون ذات امتداد زمني كبير مما يخلق ثقافة الجار والاتصال والمودة على عكس الجتمعات المدنية حديثة العهد.



وتبقى العلاقات الاجتماعية بين الناس في الاردن اقرب الى التواصل والتكافل منها الى الجفاء وذلك لطبيعة الشعب الاردني التقليدي الذي يغلب عليه الطابع العشائري ولكن يجب على الشخص احترام خصوصية الاشخاص الاخرين واحترام وقتهم.

أضف تعليقك