العرب والقدس ووفودها !
في الاوانه الاخيرة زاد حديث من يطلقون على انفسهم لقب القادة او المسوؤلين عن الشان المقدسي من حدة واصبحت تصريحاتهم حامية ضد السلطت ا الاسرائيلية ( وهذا متوقع منهم ) وبنفس الوقت زادوا من حدة تصريحاتهم ضد الدول العربية، بسبب ما اسماه البعض من هؤلاء التقصير العربي في دعم القدس ، بينهم حمل بعضهم الاخر العرب المصير الذي ستؤول اليه احوال القدس اذا لم يتم بسبب توفير الدعم المالي للمدينة ولاهلها باسرع وقت ممكن ( فالمسالة في النهاية تعنى الصمود ، والصمود يعنى المال) ، بينما اقترح رابع ان يتم الاعلان عن القدس عاصمة لكل الدول العربية كوسيلة للضغط ،( على مين ؟!) في حين راح خامس الى ابعد من ذلك واتهم العرب بالتواطؤ مع اسرائيل لبيع القدس بابخس الاثمان..!! هذه التصريحات من منطلق اراحة الضمائر لهؤلاء الذين نبوا انفسهم باسم القدس واصبحوا يتحدثوا صباح مساء عن بيت المدس وحتى عن اكناف بيت المقدس
ما علينا
المهم ، ان هذا النفر ممن نصبوا انفسهم ناطقين باسم القدس واهلها، لم يتمكنوا من توحيد انفسهم جميعا وراء استراتيجية واحدة للنهوض بهذا المنكوبة ، كما انهم لم يتمكنوا حتى من توحيد انفسهم وراء لجنة مشتركة تتحدث باسم القدس امام العرب الذين فضلوا ان يقتصر دورهم على توفير الحد الادنى من الدعم المالي والحد الاقصى من التصريحات الفضفاضة ،( انطلاقا من مبدء الله يبعدك ويسعدك، او حلوا عنا ) تلك التصريحات التي لا تحرك شعرة واحدة في راس اي مسوؤل اسرائيلي يخطط لتهويد ما تبقى من القدس .
وهنا سوف اذكر قصة كنت قد ذكرتها في مقالة سابقة ، بانه بعد تخصيص القمة العربية في سرت الليبية قبل عامين او اكثر بقليل ، مبلغ 500 مليون دولار دعما للقدس واهلها، وعلى الفور وكالعادة سارع عدد من الشخصيات واصدقائهم واقرباهم في الهدف والمصلحة بتشكيل وفود ، التي قيل انها تمثل المصالح المقدسية وتوجهت هذه الوفود الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ، ووفقا لاقوال مشاركين فان عدد الوفود التي سافرت عارضه نفسها ممثلة للمقدسين وسكان المدينة اكثر من ستة وفود، بعضها عرض مشاريع تتناقض ومشاريع الوفود الاخرى،وبعض البضاعة التي عرضت من قبل الوفود كانت فااسدة وقد انتهت فترة صلاحيتها ، مما حدى بالسيد عمرو موسى الى الطلب من الفلسطينين بعدم العودة مرة اخرى القاهرة والحديث عن الاموال الا بعد ان يتفق الجميع على وفد واحد يمثل كل المقدسين، وان ياتى وبيده خطة استراتيجية واضحة العالم، وقابلة للتطبيق حول الاحتياجات الضرورية للمدينة المقدسة خاصة وان هذا المبلغ يعتبر ضئيلا مقارنة مع الاحتياجات الضخمة التي تحتاجها القدس لتبصح في مسار بقية المدينة ( كما قالنا سابقا فان القدس بحاجة الى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار يوميا على مدار سنوات لسد النقص الحاد في البني التحتية ) ،
ومنذ ذلك الوقت والوفود تجتمع فرادا وجماعات من اجل الخروج بشئ ما ولكن يمكن وصف تلك اجتماعات بانها عقيمة وتعقد خلف الابواب المغلقة في المؤسسات او في الفنادق او ان بعض تلك الوفود تتخصص في تسريب الاخبار والشائعات حول البقية بهدف الافشال تطبيقا من المقولة من لا تستطيع ان تنافسه اقضى عليه .. وباختصار فان الجامعة العربية لا تزال تنتظر الوفد المقدسي المرجو الذي يمثل القدس الحقيقية واهلها المخلصين الصاميتن الذي يحبون بصمت ويضخون بصمت وينفقون بصمت من اجل القدس ، والجميع يستبعدهم من القيادة الفلسطينية وحتى الدول العربية !!! ، وحتى ذلك الحين سوف تتغير الامور في العالم العربي ، ولن يبقى المبلغ المخصص للقدس كما هو في حساب الجامعة العربية ، ولكن سيبقى من يطلقون على انفسهم ممثلي القدس يلفون حول انفسهم ويسيرون في دائرة مغلقة ، ممنين انفسهم بحلم الحصول على تلك الاموال، التي اكاد احزم انها لن تصل باي حال من الاحوال الى مقاصدها الضرورية بل ستصل الى حيث يجب ان لا تصل، حيث الغني يزداد غنى وجشع !!
وطالما ان العرب يتفرجون، ولم يعودوا لاعبين اساسين وطالما ان المقدسين عازفين عن تلك الوفود ستبقى القدس تنزف بهدوء ويقضم منها الاحتلال قطعة تلو القعطة بهدوء حتى نفيق ذات يوم ونبحث عن القدس فلا نجدها الا في صفحات الكتب..
وحديثنا مستمر