العراقيون في الأردن.. بين مد وجزر دعم المنظمات الإنسانية

العراقيون في الأردن.. بين مد وجزر دعم المنظمات الإنسانية
الرابط المختصر

يعاني العراقيون في الأردن من الكثير من المشاكل على صعيد التعليم والاحتياجات الصحية، التي لا تستطيع المنظمات الإنسانية تغطية متطلباتها لهم.

 فقد بدأ العراقيون يشتكون من عدم قدرة منظمات كالصليب الأحمر والهلال الأحمر والمفوضية السامية لخدمة اللاجئين، على دفع رسوم التعليم والاحتياجات الصحية لفترة مستمرة، نظرا لما لدى هذه المنظمات من ميزانيات لا تسمح لها بتجاوز المبالغ المخصصة.

الطالبة العراقية " نور " وصفت معاناتها حينما تركت مدرستها لعدم قدرتها على دفع التكاليف وتخلي المنظمات التي كانت تمنحها المساعدة وتقول "في الحقيقة كنت طالبة في إحدى المدارس في الأردن وكانت واحدة من المنظمات لمساعدة اللاجئين في تساعدني على دفع أقساط المدرسة ولكن بعد فترة لم يعطوني أية مساعدة وحرموني من إكمال دراستي والآن أنا أجلس في البيت وأشتاق إلى أن أعود إلى أصدقائي الذين كانوا معي في المدرسة"

 سعدون محمد الذي يعاني من أمراض مزمنة ذهب إلى إحدى المنظمات الصحية التي رفضت دفع تكاليف علاجه الباهظة بحجة عدم وجود ميزانيه كافية وأضاف "أنا أعاني منذ فترة طويلة من أمراض مزمنة وخطيرة بالإضافة إلى مرض السكري وقد سجلت في جمعيات خيرية ومنظمات تهتم بشؤون اللاجئين حتى يساعدوني في إعطائي ما أحتاج من الأدوية، لكن للأسف في كل مرة أذهب إليهم وكل ظني بأني سأستلم الأدوية أجدهم يقولون لي لا تتوفر لدينا الأدوية التي تحتاجها"

 الدكتور والناشط في حقوق الإنسان العراقي يحيى الكبيسي يرى أن هذه المنظمات ترتكب أخطاء كبيرة خصوصا في مجال دعم التعليم للاجئين وأضاف "في ما يتعلق بموضوع التعليم والدراسة للاجئين العراقيين في الأردن هناك مشكلة حقيقية، فهذه المنظمات التي تمنح الدعم للطلبة سواء طالبي الابتدائي أو التعليم العالي يفترض منها أن تؤمن المرحلة الدراسية كاملة  للطالب وأن تؤمن الحد الأدنى الذي يحتاجه لاستمرار دراسته، وهذه هي المشكلة التي تواجه المنظمات والجمعيات التي تساعد العراقيين، فيجب عليها تخصيص ميزانية تكفي لإتمام الطالب المقررات الدراسية بالكامل وليس من حقها أن تقول اكتفيت بنصف الطريق ولا أستطيع أن أدفع المزيد لهؤلاء الطلبة، هذه هي المشكلة التي يعاني منها الكثير من الطلاب العراقيين في الأردن وأتوقع أن هذه هي المشكلة الأبرز للمنظمات والجمعيات المتواجدة حاليا"

  وأضاف الدكتور يحيى بأن على العراقيين في الأردن أن يعلموا أن هذه المنظمات والجمعيات ليست دائمة لهم "وكما نعرف فإن كل هذه المنظمات والجمعيات الخيرية هي غير حكومية وتستقدم جميع الأموال والمنح والتبرعات من دول أخرى وليس لديها تمويل مستمر ولا تعتمد على أي شخص بالتحديد فنلاحظ في كثير من الأحيان أنها لا تستطيع الإيفاء بكل التزاماتها، ليس بسبب عدم قدرتها أو العجز بل بسبب ارتباطها بالدول المانحة، ولهذا نجد أن هناك مشاكل دائمة بين اللاجئين العراقيين وبين هذه المنظمات فاللاجئ العراقي هو معذور بطبيعة الحال ولكن يجب أن يكون لديه وعي كافي بأن هذه المنظمات ليست دائمة ومستمرة وعليه يجب أن لا يكون متذمرا ودائم الغضب على هذه المنظمات، ولن نقول إن هذه المنظمات لا ترتكب الأخطاء فهي ترتكب الأخطاء حينما لا تقدر الإحصائيات للمحتاجين وما هي احتياجاتهم لتتم المساعدة على هذا الأساس".

 ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عمان عمران رضا، أوضح من جانبه أن وضع اللاجئين العراقيين المقيمين في الأردن صعب على المستويين المادي والمعنوي، بسبب مرور وقت طويل دون وجود حل نهائي للحالة العراقية، مشيرا إلى أن المفوضية تعمل مع مختلف الجهات في دول أخرى لتحسين وضع اللاجئين رغم أن ذلك ليس سهلا.

وعلى صعيد التعليم ومساعدة المرضى والمحتاجين فالمفوضية، بحسب رضا "لا تملك الإمكانية الكافية لمساعدة ما يقارب المليون لاجئ عراقي في الأردن، فالتعليم كما نعلم في الأردن مترفع التكاليف جدا، ونحن لا نستطيع توفير كامل الأقساط للطلبة العراقيين، فالمنحة التي تأتينا لا نستطيع أن نوفي بها كافة الالتزامات التي تتعلق بالتعليم والأمراض الخطيرة والمزمنة، مما لا يسمح أن نخصص مبالغ باهظة مستمرة بشكل دائم، فنحن لسنا دولة أو حكومة نحن منظمة نستقدم دعم ومنح وتبرعات من قبل دول أخرى".

 ويبلغ عدد العراقيين ما يقارب المليون شخص يقيمون في الأردن، وهذا ما دعا إلى ظهور بعض الشكاوى من قبل المواطنين العراقيين تجاه هذه المنظمات والجمعيات الخيرية، ويبقى السؤال مفتوحا هل سيبقى دعم العراقيين من قبل المنظمات والجمعيات الخيرية كمد وجزر أم سيتغير الحال؟!

 

أضف تعليقك