العاطلون عن العمل.. قنابل موقوتة

العاطلون عن العمل.. قنابل موقوتة
الرابط المختصر

p style=text-align: justify;دخل سامر الغرفة المخصصة للضيوف ليبتعد عن الجميع، يدفن رأسه بين ركبتيه ويتأمل ظروفه وهو لا يزال عاطلا عن العمل بعد مضي أربعة أعوام على تخرجه./p
p style=text-align: justify;سامر 27 عاماً يجهز نفسه للخروج بحثاً عن وظيفة فيتذكر أن جيوبه فارغة ولا يملك المال ليستقل وسيلة مواصلات إلى أي مكان يجد فيه ضالته فيعود من جديد لغرفة الضيوف ويفكر ملياً بالنزول إلى الشارع للإحتجاج على عدم توفر فرص العمل، شأنه شأن العديد من المحتجين على البطالة./p
p style=text-align: justify;وشهدت بعض المدن في الآونة الأخيرة إحتجاجات للمطالبة بتوفير فرص العمل، كان بعضها ذا طابع سلمي وبعضها تعدى ذلك إلى حالات شغب، كإغلاق طرق رئيسة وتكسير مبان حكومية وإحراق لممتلكات الدولة وقام بعض الأشخاص بإحراق أنفسهم./p
p style=text-align: justify;من مدينة سيدي بوزيد في تونس أشعل البوعزيزي النار في نفسه ولم يكن يدر وهو على سرير الموت أنه أشعل فتيل ثورة أطاحت بنظام بن علي، كما يرى دكتور العلوم السياسية محمد القطاطشة./p
p style=text-align: justify;يؤكد القطاطشة أن حجم الفساد الهائل والنهب المنظم لموارد الدولة من خلال أشخاص متنفذين كمدير مخابرات أو رئيس وزراء سابق أشعر العاطلين عن العمل بأن حقوقهم سلبت وأنهم ليسوا ضحية حظهم وواقعهم الإجتماعي./p
p style=text-align: justify;تصاعد وتيرة العنف في إحتجاجات العاطلين عن العمل يؤدي إلى ذهاب هيبة الدولة كما يؤكد القطاطشة حيث “بدأ يتلفظوا بألفاظ على رأس الدولة وهيبتها وهذه بداية لمرحلة تغيير سياسي” على حد قوله./p
p style=text-align: justify;ويستشهد القطاطشة بالمقولة المأثورة لعلي بن أبي طالب التي تقول “عجبت لمن لم يجد قوت عياله لا يخرج شاهر سيفه في وجوه الناس./p
p style=text-align: justify;مدير المرصد العمالي أحمد عوض يؤكد أن أعمال العنف مرفوضة إلا أن على الدولة الأردنية أن تلعب دورا في إحقاق الحقوق الإقتصادية للأردنين وأهمها الحق في العمل اللائق، موضحا أن ذلك يتم من خلال رسم وتطبيق سياسات إقتصادية تولد فرص عمل بشكل مستدام في القطاع العام والخاص./p
p style=text-align: justify;بلغ معدل البطالة أعلى معدلاته في أخر خمس سنوات إذ وصل إلى (14.1) بالمائة بينما انخفض معدل البطالة في المملكة في الربع الأول من عام 2012 إلى 4ر11 بالمئة وهو اقل مستوى لمعدلات البطالة في اخر خمس سنوات./p
p style=text-align: justify;فيما يرى عوض هذا الإنخفاض لا يعبر عن تدن حقيقي بمستوى البطالة وإنما هو مرتبط بأساليب وطرق القياس./p
p style=text-align: justify;المحلل الإقتصادي الصحفي خالد الزبيدي حدة الإحتجاجات ترتفع وتنخفض تباعاً لمستوى الفقر ومدى إهمال أو إهتمام الحكومات بقضايا الناس./p
p style=text-align: justify;ويؤكد الزبيدي أن الدولة لا تصل إلى الإستقرار الإقتصادي مادامت تعاني من نسب بطالة مرتفعة مشيرا إلى أن الإحتجاجات تضعف النسيج الإقتصادي وتهدر الموارد والوقت وتؤدي إلى تعطيل حركة العاملينعلى حد تعبيره./p
p style=text-align: justify;سامر الذي يمضي نهاره شارد الذهن تضائلت أحلامه بعد أن فقد الأمل في الحصول على وظيفة، يفكر داخل غرفته بالإنتحار لكنه يعاود تذكر عقوبة ذلك عند الله فيتراجع ويعود للشبكة العنكبوتية بحثا عن وظيفة./p
p style=text-align: justify;/p

أضف تعليقك