الشّخصيّة المتمرّدة في المجموعة القصصيّة الموسومة بـ النّمرود لمؤنس الرّزاز

مؤنس الرّزاز، واحدٌ من الأدباءِ والكتّابِ الأردنيين القلائل، الذين يمتلكون ناصيّة السّرد، قصّةً وروايةً، ويعدّ من جيلٍ غير معزول عن أعمالِ الكتّابِ العربِ المعاصرين، مثقلٌ بالخبرةِ، والمعرفةِ، والتّجربة، معلّمٌ في حرفته، ينصبُ خيوطه بعنايةٍ ودقةٍ، ويمتلكُ أطرافَ موضوعه ومعرفته الدّقيقة بتفاصيله المعاشة بحرارةٍ وصدق، قاصٌ وروائيٌّ واعٍ، منحازٌ إلى قضيّةِ الإنسان، والشّعب، والأمّة وهمومها وتطلّعاتها. على أنّ الإشارة واجبة إلى أنّ وجه الرّيادة السّردية تعود إلى تيسير سبول وأمين شنّار.

ولد مؤنس الرّزاز في مدينةِ السّلط، سنة 1951م، درس الفلسفةَ في جامعتي بيروت وبغداد، وتوفّي سنة 2002م، في عمّان. وتعدّ أعمالِه الأدبيّة القصصيّة والرّوائية إضافة بارزة إلى تأريخِ الأعمال الأردنيّة والعربيّة المعاصرة. فأعماله القصصيّة: مدّ اللسان في مواجهة العالم الكبير 1973م، والنّمرود 1980م، وفاصلة في آخر السّطر 1995م، أمّا الرّوائيّة: أحياء في البحرِ الميّت 1981م، اعترافات كاتم صوت 1986م، ومتاهة الأعراب في ناطحاتِ السّراب 1986م، وغيرها(1).

إنّ مؤنس الرّزاز في مجموعته النّمرود، يُواصل ما بدأهُ في قصصهِ السّابقة بخبرةِ الأديبِ النّاضج المتمكّن من أدواتِ القصّة وتقاليدها، وفي عام 1980م نشر مجموعةَ "النّمرود" القصصيّة، وقد قامتْ المؤسسة العربيّة للدّراسات والنّشر في بيروت بنشرها، وتقع في مئةٍ وإحدى وثمانين صفحة، موزّعة على ثلاثَ عشرة قصّة. والمتتبع لقصص مؤنس الرّزاز، يلاحظ التّركيز الشّديد على موضوعِ التّمرد والرّفض، إلى جانبِ ذلك بالإمكانِ إخضاعها تبعًا للتفسيرِ السّياسيّ. وبالرّغمِ أنّ الخطّ الأساس في المجموعةِ مكرّس لموضوعِ التّمرّد، إلّا أنّ الرّزاز لم يغفل التّطرق إلى مواضيع أخرى كالوطنيّةِ، والقوميّةِ، والوحدة العربيّة، والسّجن، والمقاومة، والنّضال، والكفاح المسلّح، والفقر، والقمع، والحرب، والاغتراب، واللجوء، والتّشرّد(2).

القصّة الفنيّة

من المؤكّدِ أنّ أدبيّة الأديب ناثرًا أو شاعرًا، تكمن في مقدرته على نقلِ التّجربةِ الواقعيّة البسيطة وتحويلها إلى مغزى مثير للاهتمامِ، هذا ونستطيعُ أن نعدّ القصّة الفنيّة كـ"تعبيرٍ حي عن مظهر حياتي، أو عن صورة واقعيّة، أو خياليّة في ذروة الانفعال"(3).

النّمرود

العنوانُ يلخّصُ محورَ المجموعة القصصيّة، وفي حقيقةِ الأمر، يلخّص بالإضافةِ إلى ما سبق، هدف مؤنس الرّزاز من تأليفِ القصص؛ حيثُ يجهدُ الرّزاز من خلالِ السّاردِ المشارك والعليم تقديم شخصيّة مكتظّة بالتّمرّد، من خلالِ الرفض، والثورة، والإدانة، والاحتجاج، والتّحدي.

لا نبالغ إذا قلنا: إنّ ظاهرة الرّفض والتّمرّد في الأدبِ، تكاد تكون المظهر الصّادق عمّا يختلج في صدرِ الأديب ويشعر. لهذا كلّه، أقدمنا على الموضوعِ انطلاقًا من مجموعةِ النّمرود القصصيّة التي تحمل في داخلها رفضًا، وتمرّدًا، وثورة.

وبعيدًا عن التّنظيرِ النّقدي، فإنّ للتأويلِ الفنّي تفسيرين: ظاهر وخفي، وقد يمتلك الثّاني من الأهمّيةِ والضّرورة ما يمتلك الأوّل، طبقًا لذلك، يفتتحُ الرّزاز مجموعته بـ قصّة "النّمرود"، قصّة عن الإنسانِ الحّر الذي يقبع داخل المعتقل والزّنزانة، وفي ركنِ السّاحةِ الممتد أمام المعتقل جلسَ الأبُ والأمّ وزوجته وأقاربه وأحبابه ينتظرون الإفراج عن النّمرود، وقد انقسموا إلى فريقينَ: فريق يراهن أنّ النّمرود سيبكي، والآخر يراهن بأنّه لن يلمح دمعة في عينيه. لحظة خروج النّمرود، هجمَ الأهلُ والأصحابُ يقبّلونهُ ويراقبون باهتمامٍ وفضولٍ هبوط أوّل دمعة من عيني هذا العملاق، انطلقتْ الزّغاريدُ ابتهاجًا والأغاني احتفالاً بحريّةِ النّمرود دون أن يسقط دمعة، وما إن أقفل بابَ الحمّامِ من ورائهِ بعنايةٍ، حتّى انهار ساجدًا ضاربًا رأسه بالجدار، وقد غطّى وجههُ بكفّيه، واستسلم لبكاءٍ طويل، وحين استبطأتهُ أمّهُ وزوجتهُ خرج شامخًا يبتسم بكبرياء. ومن النّاحية التّأويليّة، فإنّ النّمرود كونه بطلَ القصّة، من الصّعبِ جدًا ترويضه بسهولة، بالإضافةِ إلى ذلك، أنّه يمثّل سليل معاصرٍ لأبطالِ الصّعاليك؛ حيثُ التّهوّر، والعِناد، والقوّة. وبشكلٍ ما، فإنّ النّمرود رمزُ الحرّية، والكرامة، والكبرياء.

وعلى النّقيضِ من ذلك، يصوغ الرّزاز قصّة "الفارس المدجّن" في تجسيدها الرّمزيّ من خلالِ شخصيّة متعب القحطانيّ والصّبي، الرّؤيةَ السّياسيّة والعسكريّة صياغة قصصيّة وفق متطلباتها. قصّةٌ تدور حول صبي في المدينةِ مأخوذ إلى حدّ الانبهار والإعجاب بشخصيّةِ البدوي متعب، كونه رمزًا أسطوريًا وفارسًا وبطلًا، يعيش في الصّحراء، ومن عينيه تشعّ براءةٌ ومهابة وعفوية نبيلة، وما إن عرف الصّبي حقيقة الفارس وسقوطه في تداعيات المدينة، حتّى أطلق الرّصاص على رأسه وأرداه قتيلًا. وبطبيعةِ الحال، يمكن القول بأنّ قصّة "الفارس المدجن" قصّة تخلّي الفارس عن الفرسِ، والسّيف، والبندقية؛ لقاء الزّواج، والوظيفة، والاستقرار في المدينة. وعلى أيّة حال، فإنّ القصّة في مستواها الثّاني الأعمق، إدانة صارخة لشخصيّةِ الفارس الذي يتجسّد في الذّهن بالصّورةِ المثاليّة؛ ذلك بسهولة ترويضه عبر ثراء المدينة وبذخها ومغرياتها. من هنا، يمثّل الصّبي الصّوت المتمرّد والضّاج بالرّفض، لذلك، لم يكن إطلاق النّار تتويجًا لمسار درامي متكامل في القصّة قدر ما كان بمنزلة وضع حدّ لهذه الخيبة والصّدمة. 

إنّ  ضوءَ مسرحِ قصّة "من اعترافات موفّق الحردان" مركّزٌ على وجهِ شخصيّةِ موفق ذات السّمات الكاريكاتوريّة. والقصّة تأكيد آخر للتّمرّدِ، حيث طلبت زوجة إبراهيم باشا من موفق أن يذهب إلى البريد ويرسل الملابس الصّوفية إلى ولدها الذي في السّجن، وقد أخبرته بأنّه يناضل من أجل الفقراء والبسطاء. عرف موفق من صاحب الحانة (أبو شعبان) أنّه ابن الباشا، كان مناضلًا أيام كان طالبًا مراهقًا في الجامعة، وقد ظلّ متمسكًا برفاقه ومبادئه، غير أنّه لم يصمد طويلًا، فقد استطاع والده جذبه إلى عالم المقاولات، وسبب زجّه في السّجن أنّ الحكومة طرحت مناقصة، ونزلت عدّة شركات في المناقصة تتنافس وصاحب المنافسة لشركة السجين، وقد كان ذا نفوذ وعلاقات مع أولياء النّعم، ولمّا كانت شروط شركته أفضل من غريمه، صار إلى اعتقاله أيامًا معدودة إلى أن ترسو المناقصة على الغريم المنافس، والتّهمة التي اعتقل بسببها هي أنّه اغتصب امرأة، ولقد اعترفت بذلك بعد رشوتها. ما إن ولج موفق إلى مرحاض عمومي، وإذ به يتجرّد من ثيابه ويلبس الملابس الصّوفية الدّاخليّة. دخل موفق السّجن كجاسوس وفقًا لرغبة مدير السّجن، وقد جالت عيناه في زنزانة رحبة، وشاب أنيق حليق الوجه على سرير وثير. دفع الشاب ابن الباشا إبراهيم إلى موفق نصف دينار وطلب أن يحضر له علبة سجائر، وما إن سمع موفق حتّى هاج وهو يمضي نحو بوابة الزّنزانة ممزقًا نصف الدينار بشدة وعنف وعصبية. زعق موفق في وجهه يكاد ينفجر باكيًا عن سبب ترك الفقراء والتّحول إلى مقاول، إلى أن اشتبكا في عراك عنيف انتهى بأن مزّق موفق سروال ابن الباشا الصّوفي حتى بات عاريًا. 

تكتسب شخصيّة (أبو الحن) في قصّة "شظايا من حياة أبو الحن" موقعًا وتأثيرًا، لتمثّل القصّة أزمة البحث عن الذّات والهويّة، وإن يكن من المهمّ أن نستدرك هنا، فنقول: إنّها تمثّل تمرّدًا على قوانين التّابو: الجنس والسّياسة، ويطرح المؤلّف القصّة بواسطة سارد مشارك، موضوعَ المرأة والجنس كبديل عن الخيبة السّياسيّة، بحيث تتأجج الرّغبة في صدر (أبو الحن) وتتفجّر جامحة في عينيه. تسلل أبو الحن إلى المدينةِ دون المرور بجوازِ السّفر؛ كونه قوميًا وعروبيًا وضد اتفاقية سايكس بيكو وحدوده المصطنعة، ولمّا سأله المحقق عن كيفية دخوله، رفع رأسهُ مقرونًا بالاعتداد: "علّمونا في المدارسِ أنّ الوطن العربيّ الكبير كالأم، وزيارة الأم لا تحتاج إلى حاجزٍ وأبواب".

وقصة "صورة النّمرود الكبير في شبابه"، تنزع إلى الحرّيةِ والتّمرّد، ذلك من خلال الإيمان الثّوريّ الذي يستعير أواره في صدر الشّخصيّة، إذ تركّزت عدسة المؤلف على العجوز طراد الزّين رائد الحركة القوميّة، والشّاب مسعود، مناضل ومطارد في ذاتِ الوقت؛ بسببِ إطالة لسانه على المقامات العليا. وعلى كلّ حال، يمثل الشاب تجسيدًا وانعكاسًا للعجوزِ في شبابه. إنّ الثّيمة الأساسيّة في القصّة هي التّمرّد، تحكمها رغبة مجنونة في الرّفض والتّحدي؛ إذ كان العجوز في شبابه مدرسًا، ولمّا كان يمرّ ناظر المدرسة يهب روّاد المقهى واقفين إجلالاً واحترامًا باستثنائه، ثمّ انصرف عن التّدريس إلى الطّب، وذات مساء مرّ وزير الصّحة فوقف الجميعُ باستثنائه إلى أنّ استدعاه الوزير، فأطلق عليه النّمرود. من هنا، يسعى المؤلف إلى إعادةِ إضاءة الجوهر الثّوري في القصّةِ من خلال شخصية مسعود، وقد أشهر مسدسه مشيرًا إلى رجالِ الأمن كتعبيرٍ عن التّحدي، والتّمرد، ولا جدوى للاعتقال.

أمّا قصّة "البحث عن الجذور" بمنطلقها الفنّي، مكرّسة لإدانةِ السّقوط السّياسيّ والثّوري الذي أفضى إلى السّقوطِ الأخلاقي والثقافيّ، وقد طرح الرّزازُ التّمرد في القصّةِ من خلالِ شخصيّةِ ناصر؛ كونه محرضًا لردّ الاعتبار وإعادة الأمور على ما كانت عليها. تدور القصّةُ حول شاب يدعى (ناصر) كان في أمريكا وأراد العودة إلى بلاده، ولكنّه تفاجأ بالتّغيرِ الجذري سياسيًا وثقافيًا تمامًا، كما لو أنّه في بلادِ الغرب، وقفَ ناصرٌ كالمأخوذِ بنظرةٍ مليئة بالخيبةِ، وهو يرى عمّهُ وابنه يستقبلانه بلهجةٍ أجنبية وبسيارةٍ فارهة، وقد كانا يرتديان بذلتين أنيقتين، ظانا أنّهما يعتمرانِ الكوفيّة والعقال ويمتطيان الخيل. ولمّا سأل ناصرٌ عمّه عن الخيلِ والأرضِ، أجابهُ دون اكتراث: بعناها، وأنشأنا فندقًا للسيّاحِ الأمريكان، ومعظم العشيرة يعملون به. هتف محنقًا بأحدِ أبناء العشيرة: لماذا لا تثورون على العمّ وتطالبون بحصتكم من الفندقِ طالما أنشأهُ بالمبالغِ التي باع بها أراضيكم؟! عبثًا حاول تحريضه وإقناعه، وقد خرج وعرق الغضب والخيبة يتصبب من جبينه.

وتظهر شخصيّة عودة أبو شنب في قصّة "الجنون والمخافر" التي تعدّ امتدادًا لقصّة "شظايا من حياة أبو الحن" كشخصية مخبولة، إلى جانب كونه متمردًا وممنوعًا من دخول العاصمة واسمهُ في القائمةِ السّوداء في المخافر بمظهر كاريكاتيري، لا يملك القارئ إزاءها إلّا الضّحك، وتحفل البنية القصصيّة بالإدانةِ والنّقد عبر فعل السّخرية. باختصار، فإنّ الشّخصيّة في القصّةِ تنهض بمهمّةِ التّعبيرِ عن الوضعِ السّياسيّ والعسكريّ، في ظلّ أجواء حربيّة متخمة بالتخاذل، والهزيمة، والانكسار، والتفكك، والضّعف. لهذا، ينشد عودة أبو شنب في القصّةِ إلى وحدةِ البلاد والأمّة.

إنّ القارئ لا يخطئ في قصّة "اضطراب" العناصر المتناقضة في شخصيّةِ قحطان؛ بحيث إنّ المؤلف يستخدم طريقة التّقابل والتّضاد؛ لتوصيلِ رؤيته السّياسيّة من خلالِ صوتين: صوت يفضح وصوت يبرر. تطرح القصّةُ على رمزيتها هموم البطل الثوريّ، كما يُطالعنا إحساسٌ تمردّي في شخصيّةِ قحطان، الذي نذر نفسهُ بحثًا عن الشّيطان وقتله كي يخلّص العالم من شرّه.

وقصّة "الرّجل الذي كان مستوحشًا" في مستواها الدّلاليّ تجسّد التّحدي، رجلٌ حاصر بيته طابور من الأمنِ المسلّحين، وقانون الأحكام العرفيّة ينصّ على إعدامِ أي مواطن يحتفظ في بيته بمسدس، لم ينصع لأوامر الضّابط، رفع مسدسه، وأخذ يطلق النّار على رجالِ الأمن.

وقياسًا على هذا، تكتسب قصّة "زوربا العربيّ" المنتمية للفعل الثّوريّ بعدًا تمرديًا واضحًا، مع الإشارةِ في أّنّ الجدّة التكنيكيّة التي تُطالعنا في القصّةِ، اللغة المشبّعة بإحساسِ الكاميرا السّينمائيّة وهي ترصد وتتابع وتنتقل. وعلى كلّ حال، فإنّ القصّة تمثل نقدًا للمؤسسةِ السياسيّة وتعرية الأحزاب البيروقراطيّة والتّنظيمات العسكريّة التي تئد الآمال وتنكر على منتسبيها الحرّية. ومن النّاحية التّأويلية، فإنّ زوربا معادل موضوعي للحرّيةِ، يختار الحرّيّة والموت والحياة الكريمة، بدلاً من العيش بالذّل والهزيمة. ومن الجدير بالملاحظةِ هنا، إضافة إلى ما تقدّم، أنّ الرّزاز في القصّةِ يُحاول أن ينسج صورة جاهليّة قديمة في إطارٍ من الحداثةِ، فقد كان للصّعاليكِ والشّنفرى على وجهِ الخصوص حضورٌ متميّز في القصّةِ، ليجعل شخصيّة يوسف خليل مقابلا للشاعرِ الصّعلوك الشّنفرى وكرمز للعربيّ الثائر والمتمرّد على قوانين السّلطة والواقع ومعادل موضوعي للحريّة المطلقة، وعلى هذا الأساس، ينزع القاص إلى رسمِ نموذج البطلِ المتشح برداءِ المهابةِ والكبرياء.  

إنّ المحصّلة النّهائيّة لما سبق، أنّ الشّخصيّة المتمرّدة تشكّل بؤرة مركزيّة في مجموعة النّمرود القصصيّة، وتتفتق منها دوائر شعوريّة، تمامًا كما لو أنّها الشّمس وباقي الشّخصيّات كواكب تدور حولها. لهذا، يستغرق مؤنس الرّزاز ـ غالبًا ـ في الشّخصيّة المتمرّدة، بحيث يكاد ينسيه الشّخصيّات الأخرى، ويستغلها؛ خدمة وتعبيرًا عن آرائه. 

وأخيرًا، ومهما يكن من شأن، فإنّ التّمرّد يشكّل محور المجموعة ومادتها، ومن هذا، فإنّ الرّزاز في مجموعته قدّم أنموذجًا ساطعًا للشخصيّةِ المتمرّدة المتطلعة إلى أفقِ الخلاصِ كتعويض رمزي وكامل عن الحرّيّة، من خلال مظاهر وصور وأشكال متعددة.

باحث وناقد مستقل، حاصل على درجة الدّكتوراه في الأدب والنّقد الحديث.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإحالات

(1) ينظر، معجم الأدباء الأردنيين في العصر الحديث، ط1 ـ 2014م، منشورات وزارة الثقافة الأردنيّة، ص 238.

(2) النّمرود: مؤنس الرّزاز، ط1 ـ 1980م، المؤسسة العربيّة للدّراسات والنّشر، بيروت.

(3) في النّقد القصصيّ: عبد الجبّار عبّاس، ط1 ـ 1980، منشورات وزارة الثقافة والإعلام العراقيّة، ص 276.

 

أضف تعليقك
أحمد البزور، مواليد الزّرقاء، سنة ١٩٩٠، حاصلٌ على درجة الدّكتوراه في الأدب والنّقد الحديث من الجامعة الأردنيّة، وعضو في الاتّحاد الدّولي للغة العربيّة، ولديه العديد من الأبحاث المنشورة في مجّلات محليّة وعربيّة محكّمة، وكتب عددًا من المقالات والمراجعات عن الأدب والنّقد في الصّحف والمواقع الإلكترونيّة المتخصصة.