الشباب الجامعيون.. الهجرة و"تكوين" الذات

الشباب الجامعيون.. الهجرة و"تكوين" الذات
الرابط المختصر

يؤيد الشباب الأردني فكرة الهجرة إلى خارج الأردن بسبب قلة فرص العمل حيث وجد الشباب أن فرص العمل في الأردن أصبحت عملة نادرة  وحتى إن وجد عملا فلن يلبي طموحه بشكل كبير، كما أن الحياة الاجتماعية كانت أيضا سببا في تأييد الشباب لفكرة الهجرة، ويبقى السؤال مفتوحا هل أصبحت الهجرة لدى الشباب ظاهرة مؤرقة للمجتمع الأردني الذي يحتاج إلى الكفاءات والطاقات الشبابية..

 الطالب في جامعة الإسراء قسم الهندسة- أحمد عدنان يبدي تأييده لهجرة الشباب إلى خارج الأردن ويضيف" أنا أؤيد هجرة الشباب الأردني إلى دول أخرى لأسباب كثيرة وأهمها أن الطلبة الذين يتخرجون من الجامعات يعانون بشكل كبير من قلة فرص العمل وحتى إن وجد فرصة للعمل فإن المردود المادي يكون قليلا جدا ولا يلبي طموح الكثيرين من المتخرجين، فأصبح الشباب يلجؤون إلى الهجرة لـ"تكوين" أنفسهم واحتياجاتهم بشكل سريع، فحين يعمل في الأردن يحتاج إلى عشر سنوات أما حين يهاجر فهو يقتصر المدة التي لا تتجاوز ( 2 – 3 ) سنوات،  وعلى الصعيد الشخصي لي أصدقاء هاجروا وحين عادوا تحسن وضعهم المادي والمعنوي"

 وشاطره الرأي الطالب حسن العكور قسم الإعلام- الذي سيتخرج هذه السنة وأضاف"أنا أحبذ بشكل كبير الهجرة خصوصا لمن يتخرجون حديثا من الجامعات والأسباب عديدة لكن هذه المرة لن نطرق باب الوضع المادي، فحين يهاجر الطالب الجامعي أو الشباب تتوسع أفاقه بالتفكير والنظرة إلى الحضارات الأخرى وهذا ينعكس إيجابا على شخصية الإنسان وتمكنهم أيضا من بناء علاقات ليست تقليدية أو محدودة داخل البلد الواحد وهذا يساعد الكثير من الشباب على إيجاد فرص عمل كثيرة أما إذا بقينا جالسين هنا بعد تخرجنا دون عمل أو شيء نفعله لعدة أعوام فبتصوري هذا سيجعلنا عالة على مجتمعنا بشكل كبير"

 الاقتصادي الدكتور مازن مرجي يرى أن الحكومة لا تمانع من هجرة العقول الشبابية، بل وتحبذها ويضيف" في ما يتعلق بهجرة الشباب الأردني والشباب الجامعي بشكل خاص  فهي هجرة مستمرة منذ عشرات  السنين وليست شيئا جديد لكن في هذه الأوضاع والضغوط الاقتصادية الصعبة ومع تراجع فرص العمل ومع تراجع فرص الأمل بإيجاد عمل شجعت على الهجرة لتصبح ظاهرة وخصوصا لفئة الشباب المتعلم

  الدكتورة في علم الاجتماع نجوى عارف تجد أن لهجرة الشباب إيجابيات وسلبيات وتضيف "يجب توعية الشباب على مخاطر هذه الهجرة إلى خارج الأردن وخصوصا من قبل الطلاب الجامعيين والعقول ذات الكفاءة"، مستثنية الحالات التي تكون فيها الهجرة من باب الوضع المؤقت أي لمدة سنوات معدودة لتحسين الوضع المعيشي أو لاكتساب خبرات معينة، مشيرة في الوقت ذاته إلى إلى إيجابيات الهجرة كاتساع مدارك الشباب في اكتشاف ثقافات جديدة.

  يذكر أن أكثر الفئات الاجتماعية هجرة، هي فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم ما بين ( 28 – 35 ) عاماً، أما المناطق الاكثر جذبا للشباب الأردنيين فهي دول الخليج كالسعودية، حيث بلغ عددهم فيها ( 260) ألف مغترب، تلتها الإمارات ( 250) ألف مغترب، أما في الكويت فبلغ عدد المغتربين الأردنيين فيها( 72) ألفا، وفي قطر بلغ عددهم ( 31) ألف مغترب.

 كما استقطبت الدول الغربية هجرة الأردنيين، حيث يتوزع 80 ألف مغترب أردني في كل من الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا .

 والجدير بالذكر، أن رصيد الأردن من الحوالات المرسلة من قبل المغتربين بلغ ( 9.87) بليون دولار خلال العام الماضي، وبنسبة نمو قدرها 14.6% عن العام 2009  وفقاً لدائرة الإحصاءات العامة.

أضف تعليقك