الزعتري: عام على استقبال أول لاجئ في ثاني أكبر المخيمات

الزعتري: عام على استقبال أول لاجئ في ثاني أكبر المخيمات
الرابط المختصر

في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2012 استقبل مخيم الزعتري أول لاجئ سوري هارب من أعمال العنف الدائرة في المدن السورية.

750 لاجئا فقط كانت الدفعة الأولى التي دخلت مخيم الزعتري 20 كم شرقي مدينة المفرق الذي يعد حتى اليوم ثاني أكبر مخيم في العالم ورابع أكبر مدينة أردنية يقطنها نحو 130 الف لاجئ سوري أي ما يشكل 30% من عدد اللاجئين السوريين في المملكة وعددهم 420 ألف لاجئ تقريباً.

اجتاز اللاجئ السوري فواز الشيك الحدودي نحو الأردن وهو يجر دماءه خلفه ليهرع عناصر القوات المسلحة لإسعافه وإدخاله للمخيم بعد أن تماثل للشفاء.

ويؤكد فواز أن "ظروف المعشية بدأت صعبة جدا في المخيم".

اللاجئة السورية أم مالك التي واكبت المخيم منذ بداية افتتاحه بعد أن لجأت من محافظة درعا السورية، تؤكد أن المخيم كان سيئاً إلى حد كبير بسبب الغبار والأوساخ والأتربة والزواحف قبل أن يتم استبدال خيمتها بكرفان.

وتضيف " لن أهنأ بالعيش لو كان في قصر في مخيم اللجوء".

بدأت الهيئة الخيرية الهاشمية بإدارة المخيم بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واليونيسف، بداية تخلو من أبسط الإمكانات، بلا ماء أو كهرباء أو شبكات صرف صحي أو حتى مرافق عامة وبنى تحتية مهيئة لاستقبال تدفق اللاجئين.

فرق كبير يجده أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية أيمن المفلح بين مخيم الزعتري اليوم والمخيم قبل عام، بعد أن تم تنظيم أمور المخيم وترتيبها بشكل يكفل حياة كريمة.

ويستذكر المفلح افتقار مخيم الزعتري للكهرباء طيلة الشهر الأول إضافة لوجود دورات مياه متنقلة مربوطة بحفر صحية مؤقتة يتم نضحها يومياً، حتى قدوم الدعم المادي الذي أتاح التعاقد مع شركة كهرباء إربد لإنارة المخيم وتحسين شبكات الصرف الصحي.

الخيمة تلو الخيمة اصطفت على الأرض الرملية لتدارك سرعة توافد اللاجئين، الأمر الذي تلافت إدارة المخيم تكراره في المناطق الجديدة بعد رصف أرضية المخيم وإطلاق حملة "بدلها بكرفان" للاستعاضة عن الخيمة بكرفان يصمد في وجه الظروف المناخية الصعبة التي ألمت باللاجئين آنذاك بحسب للمفلح.

رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد، يؤكد أن الزعتري كان ينقصه الكثير من التنظيم لدى افتتاحه بسبب موقعه الجغرافي الذي يحتاج لتأسيس بنية تحتية متكاملة وإقامة شبكات صرف صحي ومياه وخيام أفضل من المتوفرة وإنشاء مراكز صحية ونفسية.

وبعد مضي عام على المخيم يسهل على زائر مخيم الزعتري أن يلحظ الـ "نقلة النوعية" بحسب حماد بعد إنتشار الكرفانات وعددها 12 ألف، وتعبيد الطرق وإيصال الكهرباء وإنارة الشوارع.

يعمل داخل مخيم الزعتري اليوم أكثر من 50 مؤسسة دولية لتنمية المجتمع مدني، و6 مستشفيات رئيسة ويدخله يومياً نحو 4000 لتر مياه يومياً بحسب مدير التعاون والعلاقات الخارجية في المفوضية على بيبي.

ويضيف البيبي أن الزعتري يشهد اليوم عملية إستحداث لـ 12 تجمعاً سكنياً داخل المخيم يتم تزويد كل تجمع منها بكافة المرافق الخدمية من مخفر أمني، وبقالات، ومستشفى، ومدارس، ومناطق آمنة للعب الأطفال.

ويقول البيبي "على المؤسسات المانحة والدول القيام بدورها الإنساني في عملية تنمية الزعتري".

خلال العام، عاد أكثر من 70 ألف لاجئ سوري إلى بلاده هرباً من اللجوء وتم تكفيل 47 ألف لاجئ لغاية الآن، بحسب مدير المخيم العقيد زاهر ابو شهاب.

ويؤكد أبو شهاب أن الساتر الترابي الذي أسهم في ضبط عمليات التهريب من وإلى المخيم كان من أبرز التطورات التي شهدها المخيم، إضافة لإنشاء مركز أمني متكامل وتغيير أبواب المخيم وتسيير دوريات شرطة بشكل دوري في شوارعه.

كما تم استحداث مراكز حماية الأسرة داخل المخيم وتحديد آليات دخول وخروج الزوار والمواد الإغاثية وتحديد آليات واضحة للتكفيل والعودة.

ويتوزع اللاجئون السوريون في باقي المخيمات بواقع 500 في سايبر ستي، و1400 في الرمثا، و3 آلاف في مريجيب الفهود، كما تعتزم الحكومة البدء باستقبال اللاجئين السوريين في مخيم هو الثالث رسميا في منطقة الأزرق، مطلع أيلول المقبل.

أضف تعليقك