الخريج و المشاريع واشياء اخرى
خلال الايام الماضية شهدت رام الله توقيع سلسلة من الاتفاقيات ذات مضمون واحد له علاقة بالخريجين الجدد والقدمى، واخرها هذه الاتفاقية التي تم توقيعها من قبل بعض الجامعات الفلسطينية ومؤسسة باديكو (الرائدة في العمل الانساني ) ومنتدى شارك الشبابي ومؤسسة الشباب الدولية برعاية رئيس الوزراء سلام فياض والتي جرت في فندق الموفنبيك،وبحضور كل من قال عن نفسه رجل اعمال او مدير شركة او كل مسؤول اقتصادي سابق وحاضر من وزراء سابقين او خبراء حاليا .
في هذا الحفل تم اطلق المشروع الذي يحمل اسم " "تميز" ، ولا ادرى كيف سيتميز الخريج او الخريجه؟! وهو يرى ان بعض المؤسسات الكبيرة تركب على موجه ازمته المتمثله بعدم ايجاد مكان عمل فور تخرجه ليقضى على احلام الجامعة بمستقبل وردي، تحول الى مستقبل رمادي، وسيتحول الى اسود ان لم يجد فرصة عمل مهما كانت،هذه المؤسسات الخاصة قال احد الخريجين الذين تواجدوا في الحفل الفخم بانها تسعى لجني ارباحا مادية اولا وارباح معنوية من خلال استغلال ازمته.
و وفقا لما جاء في البيان الصحفي الذي وزع عقب الاحتفال فان برنامج "تمَّيز" يهدف إلى إعداد جيل من الشباب الفلسطيني المتمكّن والأكثر دراية بسوق العمل، ودعمهم ليكونوا أصحاب كفاءة مؤهلين لدخول سوق العمل وتحسين فرص منافستهم في السوق المحلي والدولي، أو ليصبحوا رياديين مبدعين، بما يؤهلهم ليكونوا قادة في مجتمعهم مستقبلاً، وذلك من خلال برنامج متكامل وشراكة فاعلة بين مؤسسات القطاعين الخاص والأهلي والجامعات الفلسطينية.
وسيتم البدء في تنفيذ البرنامج مع جامعتي النجاح الوطنية وجامعة بوليتكنك فلسطين، إضافة إلى جامعة بيرزيت، بهدف استهداف طلبة الجامعات للاستفادة من البرنامج( وهذا اعتراف ان الجامعات عندنا لا تؤهل ولا تسلح الخريج والخريجه بكل ما يلزم لمواجهة الواقع ،وتكتفى هذه الجامعات بمنح الشهادات بالكيلو ) شهادات لا تسمن ولا تغنى من جوع بل ان احد الخريجين قام بنصب شهادته الجامعية الاولى والثانية فوق مقلى الفلافل حيث يبيع على قارعة الطريق ..!
قبل ذلك باسبوع تقريبا شهد الرئيس محمود عباس على توقيع اتفاقية اخرى لها علاقة بالخريجين وهذه المرة من مدينة القدس بين الغرفة التجارية التي تقوم بنفس البرنامج منذ فترة طويلة وبين المؤسسة الفلسطينية للتعليم من اجل التوظيف التي يتراسها المهندس مازن سنقرط وهو ايضا عضو في الغرفة التجارية في القدس ! الغريب ايضا ان مؤسسة التعاون التي مولت هذه الاتفاقية اختفت عن حفل التوقيع الذي جرى في مقر الرئاسة مما اعطى الاتفاقية صبغة سياسية!
ما علينا !
المهم ، ان هذه الاتفاقيات التي انهالت علينا فجاة ، تثير بعض التساؤلات حول جدية تلك المؤسسات خاصة وانها مؤسسات تجارية يعنى تسعى الى الربح اولا وقبل أي شئ، ومن يقول ان هدفها خدمة المجتمع فاليثبت ذلك ! فكل التجارب السابق اثبت ان هذه المشاريع تبدء بحفل كبير وضجة اعلامية وتنتهى بهدوء بعيدا عن اعين العامة، فلا زلنا نذكر الضجة التي رافقت اطلاق مؤسسة قيل في وقتها ان الذراع الاجتماعي لاحد الشركات الكبيرة وما رافق ذلك من نشاط هنا وهناك لمدير الشركة ومسوؤل المؤسسة الاجتماعية ولا زلنا نذكر ان هذه المؤسة الان هي اثر بعد عين ولا احد يتحدث عنها بعد ان انهت دورها في الترويج للمدير والمسوؤل عنها،
فقط للعلم فانه وفق ارقام الجهاز المركزي للاحصاء فان معدل البطالة في صفوف المواطينين الفلسطينين الذين تترواح اعمارهم ما بين 20 الى 29 عام ومن الحاصلين على مؤهلات عملية دبلوم وبكارلويس وصل الى اكثر من 40 %
ولهذا فنحن اذا نتمنى ان تنجح كل المشاريع الخاصة والعامة التي تحد من مشكلة البطالة في صفوف الخريجين لن نقبل ان يتم استغلال هؤلاء الشباب من اجل تحقيق اهداف خاصة لجهات معينة.