الحكومة العراقية "تعيّد" لاجئيها في الأردن بـ200دولار

الحكومة العراقية "تعيّد" لاجئيها في الأردن بـ200دولار
الرابط المختصر

تهافت آلاف من اللاجئين العراقيين في الأردن إلى بنك الرافدين العراقي لاستلام ما أسموه " العيدية " بمناسبة حلول عيد الفطر والتي بلغت 200 دولار خصصت من قبل الحكومة العراقية للاجئين العراقيين المسجلين لدى الأمم المتحدة -المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فقط.

مسعود البرزاني لاجئ في الأردن منذ 5 أعوام وجد هذه المنحة بادرة طيبة من قبل الحكومة العراقية وأضاف "وأخيرا شاهد المواطن العراقي شيئا ملموسا من الحكومة العراقية على الصعيد المادي والمعنوي حيث أن المبلغ الذي صرف للعراقيين اللاجئين دليل على أن الحكومة العراقية مهتمة بالمواطن العراقي ونشكر هذه الحكومة على ما قدمته لنا"..

سعدية الحسيني أم لثلاثة أولاد قتل زوجها في العراق إبان الحرب وهربت إلى الأردن لطلب اللجوء والهجرة سعدت بهذه العيدية التي اعتبرتها حجرة صغير تسند به غلاء المعيشة وأوضحت "أنا أم ولدي ثلاثة أولاد صغار أعيش على المساعدات من المنظمات والجمعيات الخيرية ولا أستطيع العمل في الأردن لهذا وفي كل عيد لا أستطع تلبية طلبات أولادي خصوصا من حيث الملابس و"العيدانيات" لكن هذه المرة سعدت جدا باستلام هذا المبلغ حتى أشتري لأولادي ولو لمرة واحدة ملابس جديدة"..

ومع هذه الفرحة التي وصفها عراقيو الأردن بهذه العيدية إلا أن الأمر لم يخل من الشكاوى حيث وصف عبد الزهرة احد اللاجئين أن التجمع كان أشبه بالمظاهرة والهمجية "في الحقيقة مع سعادتنا بهذه المخصصات المصروفة إلا أننا عانينا الكثير حتى يأتينا الدور لكي نصل إلى مكان تسليم المبلغ حيث عانى الكثير من سوء التنظيم وبعض المشاكل الأخرى حيث علمنا أن العيدية خصصت فقط للمسجلين في الأمم المتحدة لكن هناك أشخاصا لديهم إقامات ولكنهم استلموا فأين مثلنا أين دور المعنيين بهذا الأمر؟"..

كما شاطره الرأي أحد المتواجدين فضل عدم ذكر اسمه بأن المصرف لم يكن دقيقا في عملية التسليم "مضت ثلاثة أيام على توزيع هذه العيدية ولم يعلم أحد بها ولكن علمت بالصدفة من أحد الأصدقاء أن هناك 200 دولار تصرف للاجئين العراقيين وللأسف المصرف أرسل رسائل نصية للبعض والبعض الآخر لم يعلم بها ولا يخفى على أحد أن هذا المبلغ سيساعدنا كثيرا ولا أعلم من هو المسؤول عن هذا..

مدير مصرف بنك الرافدين عبد الحسين الياسري شكر هذه المكرمة واعتذر للاجئين العراقيين عن سوء التنظيم  وأضاف "لا يسعني إلا أن اشكر الحكومة العراقية التي اهتمت أخيرا بأوضاع ألاجئين العراقيين في الأردن وجاءت هذه العيدية بمثابة دعم معنوي ومادي في نفس الوقت للأخوة العراقيين كما أريد أن أعتذر أن كان هناك سوء تنظيم من قبل العاملين في المصرف وعن التأخير الذي حصل في استلام المستحقات حيث أن الوقت لم يسعفنا في تنظيم عملية تسليم المستحقات والسبب كان في أن المخصصات التي وصلتنا من العراق كانت متأخرة لهذا تعاونا مع المفوضية السامية لشؤون ألاجئين العراقيين لإبلاغنا بعدد اللاجئين المسجلين لديها بالإضافة إلى أسمائهم.. 

السفير العراقي في الأردن سعد الحياني وجه كلمة للاجئين العراقيين في الأردن ذكر فيها دعم الحكومة العراقية للمواطن العراقي أين ما كان"الحكومة العراقية الحالية والمقبلة ستبقى سندا للعراقيين في المهجر على الصعيد المادي والمعنوي ونحن جاهزين لمد العون لأي مواطن عراقي خصوصا في الأردن حتى إن لم يكونوا راغبين في العودة إلى العراق سنقف معهم وسنحاول مساعدتهم بحسب الإمكانيات المتوفرة أما عن المخصصات التي وزعت للعراقيين بمناسبة العيد فهذه ليست سوى هدية بسيطة تقدم للعراقيين بمناسبة هذه الأيام المباركة..

فيما وصفت وكالة "سي ان ان" في تقريرلها اليوم الجمعة، تأخر استلام المعونة المقدمة من الحكومة العراقية بأنه تحول إلى "كابوس بيروقراطي".

وأضافت "أن حركة المرور تباطأت يوم الثلاثاء الماضي إلى حد الوقوف التام في منطقة الدوار الثاني في جبل عمان، فيما كان المئات من العراقيين، وكان بعضهم ينتظر منذ ساعات تحت الشمس وفي شهر رمضان، في محاولة لشق طريقهم إلى مدخل مصرف عراقي.

ويوضح التقرير سبب وقوفهم وانتظارهم الطويل وهو أن نحو 9500 مواطن وأسرة عراقية يقيمون في الأردن ومسجلين لدى المفوضية الدولية للاجئين، منحوا حق الحصول على معونة مالية بقيمة 200 دولار، من وزارة الهجرة العراقية، غير أن البرنامج تأخر، ما أدى لأن يعمل الفريق القادم من بغداد، على إقامة مركز داخل المصرف العراقي في عمان.

ونقلت الـ"سي ان ان" عن المتحدث باسم الفريق الذي أرسلته وزارة الهجرة العراقية، أكرم مراد علي، أنه لا يوجد جدول زمني لتنظيم وتنسيق عملية دفع المعونة المالية للمستحقين.

ويعود سبب بداية الأزمة إلى الارتباك بشأن الأوراق الضرورية المطلوبة لتسليم الأموال للمعنيين، ما تسبب في حدوث فوضى داخل البنك.

وقال علي "إن الفريق كان يعتقد أن تسليم الأموال من خلال البنك سيكون أمراً مفهوماً وسهلاً، غير أنه يقر بأن المبنى كان أصغر من أن يستوعب الحشود المتدفقة لاستلام المعونة المالية، الذين بدأ بعضهم في التجمع خارج البنك منذ يوم الأحد، موضحا أن الفريق يبذل جهده، مشيراً إلى أن برنامج صرف المعونة سيستمر للأسبوع القادم، بحسب تقرير "سي ان ان".

 والجدير بالذكر أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها التي تقدم للاجئين العراقيين في الأردن، حيث يبلغ عدد اللاجئين العراقيين المسجلين في الأمم المتحدة حسب إحصائيات الأمم المتحدة بحوالي 4530 ألف لاجئ عراقي منهم من ينتظر السفر إلى دول أخرى ومنهم من ينتظر أن تتحسن الأوضاع في العراق للعودة إلى وطنهم..

أضف تعليقك