"الحدود" عندما تسخر من واقع العرب دون حدود

الحدود صحيفة عربية ساخرة تلامس خطوطا حمراء في قضايا سياسية واجتماعية، تقدم نقدا لاذعا من خلال اخبار ساخرة من الواقع العربي.
الرابط المختصر

شاب يعتنق الإسلام والمسيحية والبوذيَّة معاً من باب الاحتياط”..”جبران باسيل يتخلَّى عن المسيحية بعد اكتشافه أنَّ المسيح فلسطيني ومار مارون سوري”..يسخرون من كل شيء، من اليمين  إلى اليسار، حتى انهم يسخرون من انفسهم أحيانا، انها شبكة الحدود، أول صحيفة عربية ساخرة.



 

تأسست شبكة الحدود في عام 2013 على يد الصحفي عصام عريقات، للتتوسع لاحقا بطاقم يضم عشرة موظفين الى جانب عشرات المتعاونين على مستوى الوطن العربي، وفي نيسان\ابريل 2019  تحولت من موقع الكتروني الى صحيفة ورقية تصدر من لندن، لتسخر من نفسها ومن العودة للصحافة الورقية في وقت تتصدر فيه الصحافة الرقمية، وحمل عددها الأول عنوانا ساخرا "موت الصحافة الرقمية".."حل أزمة تنظيف النوافذ بعد سنوات من تراجع الصحافة الورقية".

 

استطاعت الصحيفة خلق جدل كبير بعد أن تطرقت بأخبارها الساخرة الى خطوط حمراء في المجتمعات العربية كالسياسة، والدين، والجنس، "السعودية تسمح للمرأة بالموت دون إذن وليِّ أمرها"، "شاب يكبح شهوته عند قراءته إعلانًا توعويًا عن سرطان الثدي"، "دليل الحدود: كيف تلوم اليهود على كل تياسات العرب".

 

سنابل سلامة، وهي مديرة المشاريع في شبكة الحدود، تقول لـ"لعمان نت"، "نستخدم السخرية لتسليط الضوء على القضايا المهمة للمتابع العربي سواء كانت قضايا سياسية أو اجتماعية من خلال نقد الواقع بأخبار يومية، يتم اختيارها بواسطة فريق يجتمع يوميا لوضع ما يهم القارئ العربي".

 

وحسب سلامة "خضع العاملون والمتعاونون مع الحدود الى تدريب خاص على كتابة الأخبار بطريقة ناقدة، نحن نسخر من الجميع الا من الطرف الأضعف الذي ندافع عنه، قمنا بتكسر تابوهات لدى الناس في مواضيع حقيقة، من خلال سرد الموضوع الحقيقي في طريقة بسيطة".

 

"هذه السخرية وضعت امامنا عقبات خصوصا من السلطات، والمجتمع الذين لا يتقبلون النقد".

 

وأطلقت الحدود الخميس 9 كانون ثاني\يناير، جائزة الحدود للصحافة العربية (الموسم الثاني)، وهي جائزة سنوية تمنحها الحدود لأسوأ المواد الصحفية العربية، تُسلط  الضوء على الاخفاقات المهنية التي تمارسها الصحافة العربية.

 

تقول سلامة "تقوم الحدود بالرصد اليومي لعشرات الصحف والمواقع الإخبارية والصحفية العربية وتقوم بترشيح أسوأ المواد الصحفية اعتماداً على عدد من المعايير من بينها  أهمية الناشر، ومدى تأثيره، ودرجة الضرر المحتمل على القارئ".

 

8

وقسمت الحدود جائزتها إلى 9 تصنيفات: "افضل خطاب كراهية"، حصدتها قناة (أو تي في - لبنان)، عن رسم كايكاتير (نعتذر منكم، المدرسة مفوّلة.. سـوريين-عراقيين– فلسطينيين– هنود – زنوج – أحباش – بنغلاديشيين )، أما عن "أفضل نظرية مؤامرة"، حصدها موقع صدى البلد الإخباري- مصر، عن مقال (خبير أمني: احتمال تورط الإخوان فى حادث نيوزلندا الإرهابي)، بينما حصدت صحيفة الشرق- قطر جائزة "الانحياز الواضح" عن مقال ( وزير خارجية البحرين يفقد عقله بعد كلمة قطر في أبوظبي).

 

وفي تصنيف "الكذب الصريح"، حصد موقع سرايا نيوز الأردني، الجائزة عن مقال (المعلمين طلبت خلال حوارها مع الحكومة بزيادة أسعار البنزين وإلغاء مشاريع صيانة المدارس مقابل منح العلاوة)، وفي تصنيف "صراع الأجندات"، كان هناك فائزان، موقع العرب المباشر عن مقال (الجيش الليبي: ميليشيات طرابلس تقصف عشوائياً المدنيين لاستعطاف العالم)، وقناة الجزيرة، عن (صواريخ حفتر تقتل المدنيين في طرابلس.. والسراج يقاضيه بالجنائية الدولية).

 

أما تصنيف "البوق الإعلامي"، كان من نصيب وكالة الأناضول، عن مقال (بفضل الجيش التركي.. أرمنيان يتمتعان بكامل الحرية بجرابلس السورية)،  وفي "الخبر الأقل أهمية"، ذهبت الجائزة الى صحيفة الشرق المصرية عن خبر (مديرة الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب للسيسي: عندي برد.. والأخير: ألف سلامة)، ومن التصنيفات "صُرّة الدنانير" للاخبار التي فيها تملق للسلطة، ذهبت لصحيفة الرأي الأردنية على مقال ( الشيب في شعر الملك)، واخيرا "الجائزة الخاصة"، كانت من نصيب روسيا اليوم، عن خبر (موظفة تغتني من تحرش ملياردير بها ).



 

رسام الكاريكاتير عمر العبداللات أحد الذين حضر توزيع الجوائز، يرى في حديث لـ"لعمان نت" أن "الحدود نضجت تجربتها واصبحت مؤثر في الوطن العربي، وتساعد الشباب في التعبير عن رأيهم بعيدا عن الإعلام التقليدي، وأصبحت الحدود تطرح قضايا تعتبر تابوهات للقارئ العربي".

 

أما الصحفية الأردنية احكام الدجاني، تقول لعمان نت"الحدود تعتبر صحافة حقيقة ساخرة على المستوى العربي، في حفل الجوائز كان سقفها مرتفع حتى كان هنالك جائزة تتعلق بمقال يتملق الملك عبد الله الثاني،  سخريتهم توصل للناس وعدد متابعيهم كبير، البعض يعتقد للوهلة الاولى ان اخبارهم حقيقة لدرجة أن بعض وسائل الإعلام تعيد نشرها دون أن تعرف أنها أخبار ساخرة".

 

وانطلت بعض الأخبار الساخرة للحدود على وسائل اعلامية تمتهن النسخ واللصق دون تحقق، فقد نشرت صحيفة الدستور الأردنية خبرا ساخرا نقلا عن الحدود بعنوان (اعتقال بابا نويل في جبل عمّان ومصادرة جميع هداياه)مما دفع الأمن العام الأردني لإصدار بيانٍ ينفي فيه صحة الخبر، ويؤكِّد أنَّ قوات الأمن لم تعتقل "بابا نويل".

 

ومن الزوايا الملفت في الصحيفة زاوية "ليتها الحدود" التي تنشر أخبارا حقيقية غريبة تصلح أن تكون ساخرة مثل (نزلاء السجون يهنئون السيسي بعيد ميلاده)، (نتنياهو: من يستهدف المدنيين هو مجرم حرب).

 

السخرية في الحدود وصلت للأبراج، نعي الأموات، تجد في احد الاعداد نعي لموظفي شركة يزفون بمزيد من الفرحة والبهجة وفاة مديرهم، راجين من الله الأخذ بحقهم وطرده من الجنة، بينا تنشر الصحيفة رسائل من بريد المعجبين يكيلون الشتائم للصحيفة!.

 

س