بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام على انطلاق الاستراتيجية العشرية للتعليم الدامج، والتي تهدف إلى تعزيز حقوق التعليم للطلبة من ذوي الاعاقة الملتحقين في المدارس، ارتفعت أعداد الطلبة حاجز 17 ألف، إلى ما يقارب 24 ألف طالب، حتى بداية الفصل الدراسي الحالي، وفقا لتقديرات وزارة التربية والتعليم.
وتعمل الوزارة حاليا على تطوير قاعدة البيانات بالتعاون مع المجلس الأعلى لذوي الاعاقة، بهدف توثيق وتسجيل معلومات الطلبة الملتحقين من الاشخاص ذوي الاعاقة في المراكز النهارية، والمدارس الخاصة، و الأونروا، والثقافة العسكرية، ما يساهم في تطوير الخطط والاستراتيجيات وتوسيع الاستفادة وتقديم الفرص التعليمية لمزيد من الطلاب في مختلف أنحاء المملكة.
العديد من المدارس الحكومية والخاصة تجاوبت مع تطبيق استراتيجية التعلم الدامج، حيث استقبلت طلاب ذوي الإعاقة في أروقتها التعليمية، وهذا نتيجة لتوعية أولياء الأمور والطلاب بأهمية الالتحاق بالمدارس والاستفادة من حق التعليم، الذي يعد من أبرز الحقوق الأساسية للفرد، بحسب رئيس قسم التعليم العام والتدخل المبكر في مديرية متابعة خطة التعليم الدامج في المجلس يزن الخليلي.
ويقول الخليلي لـ "عمان نت" إن المجلس الأعلى لذوي الإعاقة يواصل تنفيذ نشاطات متعددة وورش توعية تعزز من مفهوم "التعلم الدامج والتنوع" في القطاع التعليمي، بمشاركة الكادر التعليمي وأولياء الأمور، وإلى جانب ذلك، يساهم المجلس في تبسيط مبادئ وأهداف استراتيجية التعليم الدامج التي أطلقت في عام 2020.
ويوضح الخليلي أن الاستراتيجية تتوافق مع قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتؤكد على أهمية تحسين التعليم من خلال تطوير المهارات التعليمية للمعلمين ومواءمة المناهج بشكل ملائم، بالإضافة إلى توفير بنية تحتية تعليمية تتيح للجميع فرصة التعلم بمنتهى الجودة والمساواة.
ويعمل المجلس على تطوير وتعديل التشريعات التربوية التي قد تتعارض مع قانون حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، خاصة تلك المتعلقة باسس قبول الطلبة، بحيث يضمن وصول كافة الطلبة إلى المساواة الكاملة مع أقرانهم .
وتأتي الاستراتيجية إنفاذا لأحكام قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لسنة 2017، الذي ألزم وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع المجلس بإعداد خطة وطنية شاملة للسنوات العشر المقبلة.
بحسب قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يلزم كافة المدارس الحكومية والخاصة باستقبال طلبة ذوي الاعاقة، ويحظر استبعاد أي شخص ة من أي مؤسسة تعليمية على أساس الإعاقة أو بسببها.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · يزن الخليلي يوضح الاستراتيجية العشرية للتعليم الدامج التي تهدف إلى زيادة أعداد الطلبة ذوي الإعاقة
أكاديمية التحالف أنموذجا
من إحدى المدارس التي حققت نجاحات ملموسة في تنفيذ استراتيجية التعليم الدامج، يبرز نموذج الأكاديمية الإحترافية الأردنية كإحدى المدارس التي قدمت فرص تعليمية لجميع شرائح المجتمع، وتمكين ذوي الإعاقة ليكونوا فعالين في رحلة التعليم والتنمية.
وتعمل الأكاديمية من خلال تصميم برامج تعليمية مبتكرة، تجمع بين التعليم العصري والتقنيات المبتكرة، مما يسهم في تحفيز الاهتمام وتعزيز عملية التعلم، بالاضافة الى اعتماد منهجيات تعليمية متعددة ومتنوعة، حيث نجحت الأكاديمية في تقديم تجربة تعليمية فريدة تلبي احتياجات جميع الطلاب، سواء كانوا ذوي إعاقة أو غيرهم.
مديرة مدرسة أكاديمية التحالف الأردنية جمانة عكاوي تقول لـ "عمان نت" إن جهود الأكاديمية ساهمت بفعالية في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، وتحفيزهم على تطوير مهاراتهم والتفوق في مجالات مختلفة.
وتشير عكاوي إلى أن نجاحات الأكاديمية تجسد التزامها بتنفيذ استراتيجية التعلم الدامج، وتحقيق التعليم المتكامل والشامل، وتشكل هذه الخطوة قاعدة مهمة لبناء مجتمع يتسم بالتساوي والتنمية المستدامة، حيث يمكن فيه كل فرد من تحقيق إمكاناته بكاملها.
وتوضح عكاوي بأنه منذ تأسيسها، قامت الأكاديمية بتطوير البنية التحتية لاستقبال طلاب ذوي الإعاقة، حيث تم تجهيز مرافق الأكاديمية لتلبية احتياجاتهم المتنوعة، بما في ذلك صالة رياضة حسية وقسم مساندة متكامل، ومن خلال الدمج المبكر في البيئة المدرسية، يتلقى الطلاب الدعم اللازم لتطوير قدراتهم الاجتماعية والأكاديمية.
تستقبل الأكاديمية طلابا من مختلف الفئات ذوي الإعاقات، بما في ذلك طيف التوحد والإعاقة الذهنية و شلل الدماغ واضطرابات التواصل، تعمل على دمج هؤلاء الطلاب في بيئة تعليمية شاملة، تسهم في تنمية قدراتهم الاجتماعية وذلك يهدف بناء جيل متعلم ومتسامح يتقبل الاختلاف ويساهم في تطوير المجتمع.
على الرغم من التحديات المالية، تواصل الأكاديمية تقديم خدماتها بكفاءة، إذ تعتبر الخدمات المخصصة للطلاب ذوي الإعاقة مكلفة، وتعكف على تطوير برامج خاصة للطلاب ذوي الإعاقة الذهنية في الصفوف العليا، مواجهة ذلك تحديات فردية للوصول إلى حلول دائمة مع الجهات المعنية.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · جمانة عكاوي توضح فوائد دمج الطلبة من ذوي الإعاقة مع أقرانهم في المدرسة لترسيخ قيم التنوع