البنوك العربية مع تهويد القدس

 البنوك العربية مع تهويد القدس
الرابط المختصر

بصراحة من شدة الغضب لم اعرف كيف ابدأ هذه المقالة،بصورة مختلفة، خاصة وانها تتحدث عن قصة مؤلمة لدرجة لا تحتمل ، قصة تثبت مرة اخرى بعد المليون بان البنوك العربية والفلسطينية تساهم بشكل كبير ليس في صمود المقدسين في عاصمة الدولة الفلسطينية التي يتغنى بها كل مدير اقيليمى وعام لهذه البنوك ، بل على العكس من ذلك ، وتثبت مرة اخرى بعد المليون بان المقدسي في عيون تلك البنوك هو اللص والحرامي والمختلس ، الهارب من العدالة، هذه القصة تثبت مرة اخرى بعد المليون ان البنوك هي معول اخر من معاول هدم المدينة وترحيل ابناءها..عن قصد ..! فكيف نفسر ان قول موظفه كبيرة في احد اكبر البنوك العربية في رام الله لاحدى المقدسين انتقل للسكن في رام الله سوف تعطيك قرض ..

ما علينا !

المهم ، لنبدأ الحكاية من اولها ، ولكن ليس قبل التذكير ببعض الامور من باب انعاش ذاكره من يجب ان تنتعش ذاكرته، فمنذ زمن وسكان القدس يشتكون من الينوك العربية والفلسطينية ومن سوء معاملة تلك البنوك لكل معاملة تحمل اسم مقدسي او كل ساكن في المدينة المقدسة ، ويشتكى هؤلاء بان البنوك تتحجج بعدم منح قروض او تسهيلات لسكان القدس بسبب ان هؤلاء خارج السيادة الفلسطينية ، وتصعب ملاحقتهم في حال ان تخلفوا عن القيام بواجباتهم اتجاه البنوك ، وقلنا في مقالة سابقه ان من تمكن من المقدسين الحصول على تسهيلات من البنوك العربية وهم قله قليله للغاية ، كانوا اول من التزاموا بكل ما تعهدوا به للبنوك وارقام سلطة النقد الفلسطينية تثبت ذلك ، ورغم هذا استمرت البنوك بسياسة تجنب الاقتراب من المقدسين (كانهم مرض معدي ) بل وتطفيشهم ، ف"البنك العربي " الذي خرج من القدس وكانت استثمارتهم الاولى للملياردات من القدس ، اشد البنوك قسوة على اهل القدس، وعقد حياتهم والقصص كثيرة ، كما ان بنك "القدس "الذي يحمل اسم القدس لم يقدم دولارا واحدا من اجل القدس، واقترحنا سابقا ان يغير اسمه الى اسم "بنك رام الله " يكون هذا الاسم اكثر واقعية ابعد ما يكون عن القدس، فلا زلنا نذكر كيف ان هذا البنك يرفض باصرار تمويل اي مشروع في المدينة العاصمة ، ويتحجج بقله الاموال ولكن البنك نفسه يجد الاموال لرعايه احتفال ما يكلف اضعاف ما يكلف الحدث في القدس في قرية ما في اقصى الضفة الغربية ، اما البنوك الاخرى من "القاهرة عمان "و" الاردن" " التجاري " و"فلسطين" و"الاهلي" و"الاتحاد" " الرفاه " وغيرهم ، فان القدس غير موجوده على الاطلاق في قاموسهم ، ولسان حالهم يقول للمقدسيين ان المدينة اسرائيلية وعلى السكان ان يتوجهوا الى البنوك الاسرائيلية وليس الى تلك البنوك العربية بحثا عن التسهيلات ، في مجال الرعاية الثقافية والفنية فان حدث وان قدمت بعض تلك البنوك اية رعاية لاي مؤسسة ثقافية او نشاط فني فانها تكون على اساس شخصي يعنى المدير العام صاحب المسوؤل في تلك المؤسسة ، وهكذا يعنى الشلالية هي المؤشر ، والقصص كثيرة على ذلك !

ولنعد الى الحكاية التي بدات في البنك المقصود والذي حول حياة الزميل الصحفي محمد عبد ربه الى جحيم بعد ان قام البنك بملاحقه الزميل وهو من سكان القدس قانونيا واجرائيا في القدس وفق القانون الاسرائيلي ، وبمساعدة محامي يهودي متطرف معروف في اوساط المقدسين ، هذا المحامي قام باصدار اوامر من دائرة الاجراء والتفتيش والتي تعتبر الكابوس الحقيقي لكل مقدسي ، هذا الكابوس جاء للزميل من باب البنك العزيز ، وتم الحجزعلى حساب البنك ومنعه من السفر ولاحقا سوف يصدر امر اعتقال للصحفي ، والسبب هو اعطاء الزميل عبد ربه شيك بقيمة 600 شيكل قبل ست سنوات لصديق ما ، والذي قام بتجيره لشخص ثالث ، الان الزميل الصحفي في حالة حيص بيص ، فهو يعتاش من راتبه فقط ، لا يعرف من اين هبطت عليه هذه الكارثة ، وهي كارثة حقيقة لموظف في السلطة الفلسطينية، الكارثة اكبر كانت عندما ذهب الى المحامي الاسرائيلي والذي طلب مبلغ 1800 شيكل اجرته لتصل قيمة الشيك 600 الى 4 الاف شيكل على الزميل ان يوفرها باسرع وقت ممكن قبل ان يتم اعتقاله، وزجه بالسجن مع العشرات من المقدسين الذي يزج بهم بالسجن لنفس السبب ، وحتى لاتفه الاسباب ....

ان قصة الزميل مع البنك تثبت ان البنوك العربية والفلسطينية، تعرف كيف تحصل اموالها، اذا ما رغبت وان كل حججها عن خشيتها من عدم تحصيل الاموال كذب بكذب ، وخداع للراي العام .....وكان بامكان البنك العزيز ان بالتفاهم مع الزميل والذي يملك حسابا منذ سنوات في البنك .. وبالتالى فهو لن يهرب فهو موظف سلطة ..!

ان هذه القصة المؤلمة هي مؤشر الى ان كل الحديث من قبل الجميع في القطاع الخاص والرسمي عن القدس لا تخرج عن كونها شعارات سخيفة، وان المقدسي فعلا لوحده، فلا المستوى السياسي معنى به، ولا الدول العربية القريبة معنية به ، ولا حتى البنوك معنية به .. وما عليه الا ان يرفع يديه الى السماء قائلا:

حسبنا الله ونعم الوكيل..

وللحديث بقية

أضف تعليقك