البطاقة الانتخابية: مالها وماعليها
يترافق مع أول تجربة لإشراف هيئة مستقلة على الانتخابات النيابية في الأردن إجراءات جديدة لسير العملية الانتخابية وفق معايير محددة منها إصدار البطاقة الانتخابية بدلا من اعتماد الهوية الشخصية كما جرت العادة.
وبدأت دائرة الأحوال المدنية بإصدار البطاقة الانتخابية من يوم الثلاثاء ولغاية شهر من تاريخه في أول مرة تستخدم فيها البطاقة الانتخابية في الأردن، ما يجعل إيجابياتها وسلبياتها غير معروفة بشكل كامل.
الناطق الإعلامي بإسم الهيئة المستقلة للانتخاب حسين بني هاني أكد "لعمان نت" أن استخدام البطاقة الانتخابية ينسجم مع المعايير الدولية الخاصة بالانتخابات، مشيرا إلى أن الهيئة تطبق نص قانون الانتخاب الذي يوجب استخدام البطاقة الانتخابية.
وبين بني هاني أن الهيئة اعتمدت مواصفات ومحتويات البطاقة كصورة واسم الناخب ورقمه الوطني ورقم البطاقة المتسلسل ومركز الاقتراع الذي سيدلي الناخب بصوته فيه، وذلك في إطار التاكيد على سلامة العملية الانتخابية.
وبجانب التأكيد على سلامة الانتخابات، يهدف المشرع من إصدار البطاقة الانتخابية إلى اعتماد سجل جديد للناخبين.
البعض يرى في إصدار البطاقة الانتخابية إشكاليات متعددة كالحد من إقبال المواطنين على إصدارها وخصوصا في العاصمة ومحافظة الزرقاء اللتان تشهدان أصلا انخفاضا في الاقبال على الانتخابات.
ففي التجربة المصرية على سبيل المثال، واجهت العملية الانتخابية العديد من المشكلات المتعلقة بالبطاقة الانتخابية كعدم معرفة المواطنين فيها، وفي حال علموا فإن البعض لم يقدم على التوجه للحصول عليها وهؤلاء غالبا من سكان العاصمة وجوارها
أما في الولايات المتحدة الامريكية، فتتجه بعض الولايات التابعة للجمهوريين لطلب إثباتات شخصية عديدة من الناخبين منها إصدار رخصة قيادة تجنبا لأي احتمال تلاعب بالانتخابات، إلا ان البعض اعتبرها لاعتبارات عديدة متعلقة بالمجتمع الامريكي خطوة لثني الناخبين "الديمقراطيين" عن التوجه لصناديق الاقتراع
التحالف المدني لرصد الانتخابات "راصد"، يرى في البطاقة الانتخابية خطوة ايجابية في تعزيز نزاهة الانتخابات، مشيرا إلى احتمال تأثيرها سلبيا على إقبال المواطنين لإصدارها.
وفي ظل الاقبال الضعيف على إصدار البطاقة الانتخابية، بدأت الحكومة والهيئة المستقلة للانتخاب بتقديم تسهيلات عديدة للناخبين للتوجه إلى دوائر الاحوال المدنية لإصدار البطاقة ومنها فتح أبواب الدوائر المدنية بعد الافطار، بانتظار نهاية شهر رمضان لتحديد نسبة الاقبال الحقيقة للتسجيل.