البحث عن حقيقة من اعتدى على المتظاهرين

البحث عن حقيقة من اعتدى على المتظاهرين
الرابط المختصر

من مبادئ الديمقراطية ومن أهم حقوق الإنسان، حق التجمع والتعبير. ولا شك أن هذا الحق مكفول في الدستور الأردني وفي المعاهدات الدولية التي وقعت عليها المملكة الاردنية الهاشمية. وهذا الحق يجب أن يكون مكفولا لكل الآراء من معارض ومؤيد.

أما الجهاز التنفيذي (أي الأمن) فمن البديهي أن مسؤوليته تكمن في حماية وصيانة حق المواطن إن كان معارضا أو مؤيدا.والشرطة ليست دائما قادرة على هذا العمل لأسباب فنية، كقلة الكوادر أو عدم توفر المعدات وأحيانا تكون في وضع لا تتوفر لها المعلومات حول من سيقوم بالتظاهر مع أو ضد هذا الموضوع أو ذاك.

أما الإعلام فدوره واضح في العمل على إعلام الجمهور بحيادية وتوازن أي عدم تكبير او تصغير حدث ما. ومن أهم مهام الإعلام خاصة في حال وجود خلاف أو اختلاف على مجريات حدث ما أو دوافعها أو شخوصها أن يتم البحث عن الحقيقة وعند التأكد من الحقيقة أن يتم إعلام الجمهور بها، ومن خلال ذلك، إن كان مفيدا أو ضروريا، إعلام الجهات الرسمية.

ما حدث يوم الجمعة 18/2 من اعتداء على متظاهرين معارضين لحكومة البخيث تشكل موضوعا بحاجة إلى إجابات عليه. فمن هم الذين قاموا بالاعتداء على المتظاهرين؟

الخبر الصادر عن وكالة بترا الرسمية قال "أكد مدير المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب أن المسيرة التقت مع مسيرة أخرى طالب منظموها بعدم العبث بالأمن الوطني حيث انضم إليها مجموعة من أصحاب المحلات التجارية والعاملون لديهم المتواجدون في المنطقة بداعي أن مثل هذه المسيرات تعطل أعماله موضحا أنه حصل خلال هذه المسيرات تلاسن واشتباك بين المشاركين ما حدا برجال الأمن العام للتدخل ومنع الاحتكاك بين كافة الأطراف لحماية حق الجميع في التعبير عن آرائهم بالطرق السلمية تماشيا مع النهج الذي تنتهجه مديرية الأمن العام في توفير جو ملائم من التعبير الحضاري الديمقراطي عن الآراء. "

فيما بعد صدر بيان من الناطق باسم الحكومة يدين الاعتداء واصفا من قاموا به بـ "المجهولين."

أما المشاركون ومنهم مصور تلفزيون عرمرم والكاتب موفق محادين وابنه الذين تم الاعتداء عليهم فأكدوا أن المعتدين هم من "البلطجية" والمدفعوين من جهات رسمية ولا علاقة لأصحاب المحلات التجارية والتي تكون أصلا مغلقة أيام الجمعة بهؤلاء الاشخاص.

وحيث أنه لم يتم اعتقال أو توجيه تهمة اعتداء لأي من المعتدين فيبقى السؤال المهم من هم هؤلاء الاشخاص؟

من المعروف أن المشاركين في مظاهرات المعارضة أشخاص سياسيون أو حزبيون أو حتى شباب نشطاء معروفين بالاسم من خلال نشاطاتهم ومواقفهم العلنية. ولكن من هم الطرف الاخر؟

هناك ثلاث احتمالات:

قد يكونون أشخاصا ذوي مواقف سياسية أو فكرية ومؤيدين فعلا للمحاولات الحكومة الحثيثة للإصلاح. ولا شك أن هناك شريحة واسعة في الأردن من كافة الأطياف تمثل هذا الرأي ولكن هل المشاركون في أعمال العنف فعلا من هذه الفئة؟ أشك في ذلك.

الخياران الآخران هما أن يكونوا إما أصحاب متاجر في وسط البلد كما تقول الجهات الأمنية أو أن يكونوا أشخاصا مأجروين تم استدعائهم فقط من أجل العبث والتضييق على المعارضين.

نحن كمؤسسة إعلامية مستقلة نحاول جاهدين عدم اتخاذ مواقف مسبقة من أي موضوع خلافي بما في ذلك ما جرى في منطقة راس العين يوم الجمعة. ولكننا وضمن مسؤوليتنا ومهمتنا الصحفية مسؤولين ومطالبين بالبحث عن الحقيقة.

لقد وفرت مظاهرات الجمعة وما رافقها كنزا كبيرا من الصور الفوتوغرافية والمتحركة. و حيث أن البحث عن الحقيقة في أمر مثل هذا يخدم المصلحة العامة فقد قررنا العمل الميداني والاستقصائي لمعرفة الأمور التالية:

· من هم الأشخاص الذين قاموا بالاعتداء على مظاهرات المعارضة. ولمعرفة الاجابة على هذا السؤال سنقوم بالتعاون مع خبراء فنيين بفرز صور شخصية لكل شخص تم تصويره وهو يهاجم أو يضرب المتظاهرين السلميين. وبعد فرز الصور سنقوم بحملة متعددة الأشكال لمعرفة أسماءهم وأماكن سكنهم، وسنستعين بتقنيات حديثة مثل face recognition وهي نفس البرامج الالكترونية التي استخدمتها شرطة دبي لتحديد المشاركين في عملية اغتيال المدبوح (وهي تقنيات متوفرة مجانا على الانترنت)

· كما وسنقوم ببحث ميداني متسلحين بالصور في منطقة وسط البلد للمعرفة من التجار نفسهم إن كانوا فعلا يعرفوا هؤلاء المجهولين.

· وسنزور غرفة تجارة عمان لعل وعسى يعرفون أيا من المشاركين والمعتدين إن كانوا فعلا من التجار أو العاملين معهم.

· وسنستعين في البحث أيضا بإعطاء نادي المستمعين من مواطنين في شرق عمان وغربها ومن سائقي السيارات لمحاولة معرفة أسماء هولاء الأشخاص·

. كما وسنستعين بمواقع اليكترونية عامة مثل فيسبوك وتويتر لسؤال الجمهور إن كان يعرف أي من المشاركين من خلال ما يسمى مشاركة اليكترونية للجمهور crowd sourcing.

فور معرفتنا بأسماء وأماكن سكن هؤلاء المعتدين سنقوم بتوفيرها فورا للشرطة ولكننا سنحاول أيضا إجراء لقاءات صحفية معهم لعل وعسى نفهم أكثر دوافعهم ونفهم أين يعملون وما هو الأمر الذي أوصلهم إلى القيام بهذه الأعمال العنيفة.

نحن لا نعرف من هم المعتدين وما هو سبب قيامهم بهذا العمل. وإن هدفنا من هذا البحث الاستقصائي هو الكشف عن المستور وإيضاح الحقيقة مهما كانت وسنقوم بنشر ما نصل إليه بدون أي رتوش أو تغييرات. واللة من وراء القصد

*مدير عام  راديو البلد وموقع عمان نت

مواضيع ذات صلة...

  •  

    أضف تعليقك