الاستعصاء السياسي في الأردن .. الحلول الممكنة

الاستعصاء السياسي في الأردن .. الحلول الممكنة
الرابط المختصر

قمحاوي : المسؤولون يتصرفون استنادا إلى عقلية عرفية

العموش : الإصلاح يأتي "بالتدرّج"

توجان فيصل : الشعب لم يعلن عصيانه بعد

 

تشهد الساحة السياسية الاردنية صراع وجهاتّ نظر، حيث يرى البعض بأن قانون الانتخاب لا يشجع على المشاركة في العملية الانتخابية فيقاطعون ، فيما يرى آخرون أن التغيير يمكن أن يتحقق فقط من تحت القبة.

يؤكد الوزير السابق الدكتور بسام العموش أنه اختلف مع الاخوان المسلمين حول مسألة مقاطعة الانتخابات النيابية، حيث يؤمن بالتعددية والتوافق مهما اختلفت الآراء.

ويقول أنه يجب ألا ينظر إلى الأزمة السياسية في الأردن على أنها مجرد خلافات ثنائية بين السلطة والحركة الاسلامية. ويحذر من جر البلاد إلى حالة العنف كما في بلاد مجاورة.

ويرى العموش إن المقاطعة ستسهم في المزيد من الخراب وأن الإصلاح لا يتأتى إلا من خلال "التدرّج" لتغيير قانون الانتخاب، مؤكدا أن الحركة الإسلامية تؤمن بالتدرّج في التغيير. متسائلا عن سبب رفضها المشاركة بالانتخابات على إعتبارها أحد مفاتيح الحل للازمة في الأردن.

وينقل العموش ما سمعه من الملك عبد الله الثاني أنه "سيطلب من الكتلة البرلمانية الأكبر تشكيل الحكومة الأردنية القادمة".

تمكن الاحزاب والقوى السياسية من تشكيل ائتلاف سياسي يصل مرشحوه إلى المجلس النيابي، من الممكن أن يحدث التغيير بيدهم ككتلة كبرى تسهم في تحقق البرلمان السياسي عوضا عن البرلمان الخدمي. برأي العموش.

النائب السابق توجان فيصل وصفت ما تشهده الحياة السياسية في الأردن بالكوميديا السوداء، منتقدة خطاب الداعين إلى التدّرج بعد كل ما مرّ على الأردن من أحداث وخبرات.

من جهة أخرى، يشدد العموش على أن المطالبات الإصلاحية يجب أن يكون لها حدود، ويتهم القوى السياسية المقاطعة للانتخابات النيابية بأنها ستكون شهود زور في حال أصرت على قرار المقاطعة. باعتبار أن القانون الذي سيشرعه المجلس السابع عشر سيطبق على المشاركين والمقاطعين معا.

المحلل السياسي الدكتور لبيب قمحاوي يصرّ على أن البلاد أمام حالة من العقم السياسي، وليس مجرد استعصاء سياسي، منوها إلى أن الشعب يتحرك بوعي واضح، فيما يتصرف المسؤولون استنادا إلى عقلية عرفية وأن الإصلاح الذي ينشده الشعب يعكس رغبة الأغلبية في مواجهة الأقلية.

ويرى قمحاوي أن الحكومة اختطفت الحركة الاصلاحية وأعادت إنتاجها بشكل مقزم. بعدم تفاعلها مع الحركات والأحزاب ومهاجمتها للإسلاميين باعتبارهم نداً لها.

الحلّ السياسي لا يكمن في جزئية الصوتين والثلاثة أصوات وتفاصيل قانون الانتخاب بحسب النائب السابق توجان فيصل، وتقول "المطلوب إنجاز تغيير حقيقي للخروج من الأزمة الراهنة". بمحاربة جادة للفساد وإقرار عقد اجتماعي جديد باعتبار أن الدستور يستمد شرعيته من رضا الشعب عنه وأن الشعب الأردني يرى أن التعديلات الحالية غير كافية.

ويتفق معها قمحاوي بقوله "نريد تحويل الحكم من رئاسي ملكي إلى نيابي ملكي". وأن الشعب الأردني واعٍ ومطالباته كانت وستبقى سلمية، رافضا التخويف بإستخدام مفهوم الأمن والأمان.

وشددت فيصل في ردها على العموش بأن من يستعصى عليه إجراء الحلول للأزمة يكون قد أعلن العصيان ضد الشعب لأن الشعب لم يعلن عصيانه بعد.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية في خيمة اعتصام الصحفيين ضد قانون المطبوعات والنشر تحت عنوان "الاستعصاء السياسي في الأردن، وسبل الحل" مساء الثلاثاء.

وشارك فيها كل من النائب السابقة توجان فيصل، والوزير السابق د. بسام العموش، والباحث والمحلل السياسي د. لبيب قمحاوي، وأدارتها الإعلامية د. رولى الحروب.

أضف تعليقك