الاذاعات الخاصة: دور فعال في خدمة الجمهور
حصلت الاذاعات الاردنية الخاصة على اعلى نسبة انتشار ووصول من قبل الجمهور وقد بلغت نسبة الاستماع للراديو 46% هذا ما خلصت اليه احدث دراسة اجريت على وسائل الاعلام في الاردن .
وتشير الدراسة التي اجرتها شركة الاستراتيجية للابحاث والدراست ونشرتن نتائجها في شباط/فبراير الماضي الى أن برنامج "بصراحة مع الوكيل" في اذاعة فن ام اف تصدر قائمة البرامج المفضلة للمستمعين بنسبة 26.6%.
اذا وضعنا جانبا وقت بث البرنامج. فأن "طبيعته" بما هو برنامج يؤدي خدمات مباشرة للجمهور قد يفسر نسبة الاستماع هذه.
لقد تحول معدو ومقدمو البرامج المباشرة في الاذاعات المحلية، التي وصل عددها الى سبع وعشرين محطة تبث على الموجة القصيرة، الى نجوم كبيرة فقد برز منهم محمد الوكيل وعدنان حميدان وسامية كردية وعصام العمري وغيرهم.
وحاول محمد ابو ليلى سائق تكسي الاجابة على سؤال حول جاذبية تلك البرامج بقوله "هي برامج ممتازة لانها تطرح مواضيع تهم المواطن، وتسعى إلى حل المشاكل التي نواجهها مع المسؤولين ولا نجد اجوبة عليها
ان نسب الاستماع الكبيرة للبرامج الخدمية هذه، التي عادة ما يقوم المقدم بمقارعة المسؤولين من خلالها حتى يحصل على رد منهم للقضية المطروحة دفع الكاتب في صحيفة الدستور رسمي حمزة الى :" الاعتقاد أن مؤسساتنا الخدمية والمسؤولين فيها لا يفعلون شيئاً إلا متابعة الملاحظات الوادرة في هذه البرامج ، ومن ثم الإجابة عليها من قبل المسؤولين على الهاتف ، ومتابعة حلها من قبل الفرق الفنية لتلك المؤسسات ، والغريب أن معظمها تحل فوراً.."
لا يكفي ان البرامج الخدمية ساهمت بحل مشاكل آنية وملحة للجمهور ما كان لها ان تحل لو لم تتبنها الاذاعات في برامجها الصباحية هذه. فلقد اسهمت هذه البرامج، تحديدا، في تعميق مفهوم الديمقراطية المباشرة من خلال الحوار مع المسؤولين الذين اصبحوا اكثر سعة صدر في تحمل النقد وفي البحث السريع عن حلول لمشاكل الجمهور.
اذا كان مفهوم "خدمة الجمهور" في الاعلام يستند اساسا على حل القضايا والمشاكل التي يعاني منها الجمهور فانه ايضا يشمل مساهمة الناس في صناعة القرار وهو ما ادته هذه البرامج بشكل واضح. فقد اصبح المواطن هو من يحدد اولوية عمل المؤسسات الى درجة كبيرة.
على ان التطور الاهم في عمل الاذاعات المحلية الاردنية هو بروز ظاهرة "الاذاعة المجتمعية"، التي يعرفها الصحفي دواد كتّاب، مؤسس اول اذاعة من هذا النوع، بانها :" اذاعة خاصة لمجتمع محلي صغير قوة بثها لا تتعدى حيا أو بلدة ولا تهتم في برامجها بالشأن الخارجي ولا حتى بالشأن العربي تهتم فقط بقضايا بلدتهم ومشكلاتها وهي تعد إذاعة تفاعلية تنموية غير ربحية تعتمد على المتطوعين للعمل فيها، وتتخصص عادة في حل المشكلات اليومية والبيئية والمطلبية لسكان منطقة البث.
ويضيف الصحفى كتاب"70% من مشاكل أي مجتمع يمكن أن تحل داخلها، ومن خلال هذه الاذاعة يستطيع المواطن توعية الناس وايصال مشاكلهم لمن لديه الحل وغالبا ما تكون البلدية أو المجالس القروية".
لقد ادى نجاح "راديو البلد"، عمان نت سابقا، الى انشاء عدد مهم من الاذاعات المجتميعة مثل : زهرة الاغوار، اذاعة معان ، اذاعة جامعة اليرموك، اذاعة لب ومليح. وهناك اذاعات اخرى قيد الانشاء.
لكن يبقى ان الحكومات التي تبدو انها تشجع انتشار الاذاعت غير مرتاحة لهذا التطور فقد رفضت الحكومة السابقة ترخيص اذاعة مجتمعية في محافظة الزرقاء اكبر واكثر المحافظات الاردنية فقرا. كما وضعت عراقيل امام ترخيص اذاعات اخرى. ذلك ان الحكومات بدأت تشعر بمدى تأثير هذه الاذاعات وبرامجها على رفع مستوى الوعي وعلى محاسبة المسؤولين المقصرين.