الأقصى والأوقاف والهجمة القادمة

الأقصى والأوقاف والهجمة القادمة

في اذاعة الجيش الاسرائيلي قال المذيع وهو صحفي معروف  بان هذه هي المرة الثالثة التي يتناول فيها ببرنامجه  خلال الشهرين الماضيين قضية "جبل الهيكل"  المسجد الاقصى وتدخل المستوى السياسي لمنع موشيه فغلين رافع راية تهويد الاقصى  وعدد من اعضاء الكينست من اليمين من الذهاب الى المسجد الاقصى لانهم يعتبرون خطا احمر ويمكن ان يؤدى ذهابهم الى المسجد الى حالة من التوتر قد تصل الى مواجهات,

 وكان اول  الضيوف موشيه فغلين اليميني المتطرف والذي  اصبح من ابرز قيادي حزب الليكود الحاكم ويشغل منصب نائب رئيس الكنيست حيث قال بان اسرائيل ليست لها اي سيادة على المسجد الاقصى وان الاوقاف هي المسيطرة على اقدس مكان بالنسبة لليهود ، وان الاوقاف هي التي تحدد من يدخل ومن لا ، وهي التي تقول للشرطة الاسرائيلية من تمنع ( طبعا لم يكن هنا اي ناطق باسم الاوقاف او الجانب الفلسطيني ليعلق عل ذلك)  مضيفا: ان لبي كل مطالب الشرطة حتى تسمح له بالدخول الى الاقصى ، بما في ذلك عدم نشر اخباره ومواعيد زيارته الى ذلك المكان في الفيسبوك ، فعل ذلك،  ورغم ذلك استمرت السلطات بمنعه   ، وكان ثاني المتحدثين القائد السابق لشرطة الاسرائيلية في القدس والذي قال بان اسرائيل كانت المسيطرة على الاقصى فقط اربع ساعات وهي الساعات التي تبعت احتلال المسجد في حرب الايام الستة عام 67 وحتى اصدار موشيه ديان اوامره للجيش بالانسحاب من الاقصى واعادة تسليمه الى الاوقاف الاسلامية  التي تقوم بادارة هذه المكان منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا ، مضيفا انه يحق لكل يهودي التجول في ساحات الاقصى ولكن لا يحق له القيام باية شعائر دينية لانه بهذا يكون قد خالف القانون الاسرائيلي، كما لا يحق لليهود الدخول الى مسجد الاقصى ( المبني) ولا الى قبة الصخرة لانهما مكانان للمسلمين ( انظروا الى هذا الوصف في القانون )  ، واعتبر قائد الشرطة السابق  التخوفات الاسرائيلية من ردود الفعل العربية والفلسطينية في حال تم اقتحام الاقصى من قبل اعضاء الكينست ومن قبل موشيه فغلين بانه مبالغ فيه وان ما قد يحدث (حسب رايه) مواجهة محدود في المسجد والشرطة تعرف كيف تتعامل معها ، وبعد ذلك ثلاث او اربع تقارير في وسائل الاعلام العربية وانتهى الموضوع  على حد تعبيره

ما علينا

 المهم، ان هذا الحوار يظهر خطورة ما وصل اليه موضوع الاقصى في الحوار الاسرائيلي العام حيث ان هناك تقبل لفكرة ان ساحات الاقصى ليس هي الاقصى،  وانه يحق لكل يهودي ان يتجول فيها وان يلتقط الصور التذكاريه في المكان ، وإن قام ببعض الاعمال ( صلاة وغيره ) فان الشرطة ستقوم باخراج ولكن لن تقوم باعتقاله ، باعتبار ان ما قام به هو عمل مشين في مكان عام ( وليس في المسجد الاقصى) ، كما ان هناك تفاهم ضمني  وحتى علنى على ان الاقصى هو مكان مقدس لليهود ايضا وبالتالى يمكن تقاسمه في المرحلة الاولى مع المسلمين الذين يمكنهم الاحتفاط بمبني الاقصى وقبة الصخرة ، وهذا بحد ذاته يعتبر تحولا كبيرا في الراي العام الاسرائيلي( ولدى المتديين الذين حرموا حتى النظر الى الاقصى  ) الذي كان يعتبر الاقصى خط احمر لا يجب الاقتراب منه الا بعد نزول المشياح( المسيح المنتظر) لانه قد يهدد بقاء اسرائيل ، والان هذا لم يعد قائما بل على العكس اصبح التوجه الاسراع في خلق واقع يهودي حقيقي على ارض الواقع في المسجد الاقصى طالما ان علم الاثار لم يسعفهم بذلك حتى الان ولن يسعفهم ،  وهذا شئ خطير  للغاية ، وكما قال الصديق العزيز خليل التوفكجي الخبير  بانه لم يعد هناك اي شئ للتفاوص عليه في القدس الا  مساحة قبة الصخرة المشرفة فقط ....

 على الصعيد الاخر نجد تجاهلا تاما من قبل الجهات المسوؤلة عن الاقصى لهذه الحملات الاسرائيلية في الراي العام لخلق راي مؤيد لهذا التوجه الخطير ، فلم نسمع اي مسوؤل يتوجه الى وسائل الاعلام الاسرائيلية ليتحدث بلغتهم وليحاول على الاقل خلق تصدع في هذا التوجه الاسرائيلي العام ، كما اننا لم نرى اي مسوؤل في الاوقاف يتوجه الى وسائل الاعلام الاجنبية  ليشرح لهم خطوره الوضع  في الاقصى موضحا لهم ان الاقصى هو وحدة واحدة  وليس  المسجد فقط بل كل شئ ، لم نرى اي حملة توعية في صفوف المقدسين والعرب والفلسطينين باهمية المسجد الاقصى، اضافة الى كونه مكان للصلاة يوم الجمعه لرؤية الاصدقاء والاقارب ، او كونه مكان  عمل بالنسبة للبعض الاخر

 كل ما نراه او نسمعه من المسوؤلين المعروفين هو عبارة عن تصريحات فارغة رنانة لا تسمن ولا تغنى من جوع ، ولا تتناسب وحجم الكارثة التي تنتظر المسجد الاقصى في المستقبل القريب جدا رغم انف العرب والمسلمين

 لك الله يا اقصى

أضف تعليقك