الأردن: الطلبة السوريون لا يستكملون تعليمهم الثانوي

يتلقى الطلبة من اللاجئين السوريين في الأردن تعليمهم في المدارس الحكومية،  يدرس نصفهم تقريبًا  في مدارس مسائية استحدثتها وزارة التربية والتعليم في البلاد بهدف منع حدوث اكتظاظ داخل الصفوف.

تتركز أعداد الطلبة من المدارس المسائية في محافظة العاصمة داخل إقليم الوسط ومحافظة إربد التابعة لإقليم الشمال، إذ يقطن في المحافظتين نحو نصف اللاجئين السوريين عمومًا؛ وهو ما يكافئ نحو ثلثي اللاجئين السوريين القاطنين خارج المخيمات.

 

 

 

 

 

تشكل المدارس المسائية المخصصة للسوريين في عمان وإربد عصبًا رئيسيًا في تعليم الطلبة السوريين، فهي تستقبل نحو ثلثي الطلبة السوريين في عمان و 75  في المائة تقريبًا من الطلبة السوريين في إربد. ومع ذلك لا يحظى التعليم الثانوي في تلك المدارس باهتمام جيد، فهي تضم نسبة أقل من الشعب الثانوية مقارنة مع المدارس الحكومية الأخرى في المحافظتين.

 

 



 

يكشف تحليل بيانات المدارس الحكومية في المحافظتين عن أن نسبة المدارس المسائية المخصصة للسوريين التي تضم الصف العاشر شبيهة بتلك التي تم رصدها في المدارس الحكومية الأخرى.

في حين يقل تواجد الصف الحادي عشر والصف الثاني عشر في المدارس المسائية، مقارنة مع الحكومية المدارس الأخرى.

 

 

 

 

ترى منظمة هيومان رايتس ووتش أن نجاح الأردن في زيادة التحاق الأطفال السوريين اللاجئين بالمدارس الحكومية في المرحلة الاساسية يجري تقويضه بسبب الفشل في بقائهم في المرحلة الثانوية، إذ أن أقل من ثلث اللاجئين السوريين في سن الدراسة الثانوية في البلاد يلتحقون بالمدارس. 

 

يتزامن ذلك مع استهداف الأردن والجهات المانحة تمويل القليل من البرامج التي تركز على احتياجات الطلبة في سن الدراسة الثانوية ، حسب تقرير أصدرته المنظمة في العام 2020.

لا ينحصر ضعف الالتحاق بالتعليم الثانوي داخل مجتمعات اللجوء في الأردن، إذ تبلغ تلك النسبة نحو 24 في المائة في المستوى العالمي، فعلى سبيل المثال تصل نسبة اللاجئين السوريين الملتحقين بالتعليم الثانوي في تركيا 27 في المائة، في حين تقل عن 4 في المائة في لبنان.

 

أطلق صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) في العام 2017 برنامج حاجاتي الموجه إلى تقديم الدعم المالي لمساعدة الأطفال المسجلين في مدارس بنظام الفترتين من الأسر الأكثر ضعفا في الأردن، معظمهم من اللاجئين السوريين، إذ يحصل كل طفل على 20 دينارًا شهريًا خلال الفصل الدراسي.

اضطرت يونسيف إلى وقف المساعدة التي يقدمها البرنامج عن 45 ألف طفل في العام 2018، بسبب شح التمويل، في حين بات يقتصر الدعم الموجه من البرنامج على 10 آلاف طفل فقط.

وتقول يونسيف إن البرنامج يساعد في زيادة فرص متابعة التعليم، إذ تبين أن الأطفال الذين يتلقون الدعم من "حاجاتي" هم أكثر احتمالية بنسبة 25 في المائة لإكمال تعليمهم الثانوي .

 

تنص اتفاقية حقوق الطفل على اعتراف الدول الأطراف بحق الطفل في التعليم، وعليه فهي تقوم بجعل التعليم الابتدائي إلزاميًا ومتاحًا مجانا للجميع، وتشجع "تطوير شتى أشكال التعليم الثانوي، سواء العام أو المهني، وتوفيرها وإتاحتها لجميع الأطفال، واتخاذ التدابير المناسبة مثل إدخال مجانية التعليم وتقديم المساعدة المالية عند الحاجة إليها،".

ومع ذلك يعاني التعليم الثانوي للأطفال اللاجئين في الأردن التجاهل ونقص التمويل. كما أن القليل من المانحين يُبلغون عن تمويل المشاريع المصممة خصيصا للأطفال في سن المدرسة الثانوية، ما يجعل من المستحيل معرفة مقدار التمويل المخصص لتلك المرحلة،

 

ومع ذلك لا تحدد خطط التعليم عبر المساعدات الإنسانية أهدافًا للالتحاق بالمدارس الثانوية،كما يبدو من المستحيل معرفة مقدار التمويل المخصص للتعليم الثانوي،  حسب منظمة هيومان رايتس وواتش.

 

أنتجت هذه القصة بالتعاون مع أريج وبدعم من سفارة مملكة هولندا في الأردن- مشروع 100 واط



 

أضف تعليقك