استئصال عين الطالب الدويكات

استئصال عين الطالب الدويكات
الرابط المختصر

عاد الطالب صالح الدويكات إلى سرير الشفاء من جديد، بعد أن فقد عينه اليمنى كلياً، عقب عملية جراحية لاستئصالها وتفريغ محتوياتها، لضرورة اقتضت إزالتها خوفا من انتشار الالتهاب الى أعضاء جسده وخصوصا العين الثانية على ما يؤكد الطبيب المشرف على حالته الدكتور إبراهيم سعيدات.

عاد صالح، ابن الاثني عشر ربيعا، أمس بجسده النحيل إلى غرفة العمليات في مستشفى ابن الهيثم، وهو لا يعلم أنه "لن يرى في عينه اليمنى نهائياً بعد الآن"، وهو ما يحاول والده سامي الدويكات أن يتملص من الإجابة عنه لفلذة كبده، الذي ما يزال يرفض أن يبقى المعلم الذي ضربه وأفقده عينه في السجن.

وارتجفت يدا والد صالح وهما تمتدان إلى سرير ولده أمس بينما يغط الطفل في نوم عميق في غرفة الإنعاش بعد العملية الجراحية، التي أجراها البروفيسور محمود السالم والدكتور سعيدات، من تأثير المخدر عليه، وبدا القلق واضحا على معظم أفراد الأسرة المجتمعين حوله.

معاناة صالح التي ابتدأت منذ أكثر من شهر، لم تنته بعد "فلا بد من تركيب قشرة خارجية للعين بعد مدة يحددها الأطباء"، على ما يؤكد والده إلى "الغد".

وفي ذلك، يقول الدكتور سعيدات إلى "الغد" "بعد إعطاء فرصة أكثر من شهر لعين صالح لكي تتعافى، وجدنا أنه لا أمل من استعادة الطفل المريض ولو حتى لجزء من بصره".

ويؤكد أن بقاء العين المصابة قد يشكل بؤرة للالتهاب في المستقبل، لذلك جرى تفريغ محتويات العين بهدف الحفاظ على حجم مناسب بقصد وضع قشرة تجميلية في المستقبل.

وكان الأب الدويكات عبر عن "حزنه الشديد لقرار إزالة عين ابنه"، مكتفيا بالقول "إنا لله وإنا إليه راجعون".

وقال الأب الدويكات إنه "لم يملك القدرة لإبلاغ ابنه بقرار إزالة عينه"، لافتا إلى أنه "كان يأمل خلال الأيام الخمسة الماضية بأن لا تتم إزالة العين وأن تتم معالجتها".

ولم يتمكن الأب من إخفاء دموعه عند الحديث عن وضع ابنه الصحي، بعد أكثر من شهر على معاناة الطفل، الذي كان ذنبه الوحيد أنه "دخل إلى قاعة غرفة المعلمين لشرب الماء"، ليقابل بضربة على عينه التي غادرت جسده الى الأبد أمس.

وما يزال المعلم الذي تعرض لصالح بالضرب "موقوفا" بقرار من المدعي العام، بعد أن كانت وزارة التربية والتعليم أعلنت منذ مطلع الشهر الماضي "فصله" من وظيفته.

وكان الطفل الدويكات أجرى مطلع الشهر الماضي عملية جراحية لترميم حجرة العين التي كانت تعاني من "كسور متعددة"،

وعانى كذلك من "هواء على الدماغ"، بحسب الاختصاصيين المشرفين على حالته، فضلا عن انفجار في العين وكسور أدت إلى خروج معظم محتوياتها.

ويشترك الطفل الدويكات، في "مأساته" مع الطفل محمد الهويمل الذي فقد عينه اليمنى أيضا بعصا أستاذه العام الماضي في منطقة الغور الجنوبي.

ويواجه الطفل الهويمل عجزه بـ "محاولة نسيان ما جرى"، على حد تعبيره، لكنه يعود ويتذكر مأساته كلما نظر إلى المرآة، شأنه في ذلك شأن الطفل الدويكات.

وعانى الطفل الهويمل، ابن الاثني عشر ربيعا أيضاً، من "خلخلة" في وضع عدسة العين، وتشكل مياه بيضاء فيها، ما تطلب معه إجراء عملية جراحية من أجل زراعة وإعادة العدسة إلى وضعها الطبيعي وإخراج المياه البيضاء من حولها.