ارتفاع أسعار المواشي يقف حائلا دون تقديم الأضاحي

الرابط المختصر

المفرق - محمد الفاعوري ، مادبا - احمد الحراوي ، الكرك - صالح الفراية ، معان - قاسم الخطيب

تشكل اسعار الاضاحي التي تشهد ارتفاعا ملحوظا قبيل عيد الاضحى معضلة حقيقية للراغبين بالاضحية ، وتحول دون قدرة بعضهم على تحقيق هذه السنة النبوية التي ينتظرها الكثيرون في كل عام .

ولعل العديد من الناس يرون ان ارتفاع الاسعار تقع تحت مبررات كثيرة غير مقنعة وتشكل ضغطا ومعاناة لمن ينتظرها بفارع الصبر ويدخر لها لوقت لا يستهان به وسط اعباء مالية صعبة تعيشها غالبية الشرائح الاجتماعية ، بخاصة وان احتكار التجار وتصديرها الى الخارج دفع بالاسعار مرة اخرى الى ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة.

الدستور ومن خلال مندوبيها في المحافظات رصدت اسواق الاضاحي واسعارها واحوال التجار والمواطنين ومربي المواشي والتي جاءت على النحو التالي:

ما يشهده سوق الاضاحي من ارتفاع في الاسعار يجعل غالبية الشرائح الفقيرة محرومة من اداء الشعيرة الدينية بسبب غلاء اللحوم البلدية ووصولها الى اسعار قياسية تصل الى250 دينارا ، وقد توزعت حظائر المواشي في الساحات العامة واطراف الشوارع الرئيسية وبعض المناطق المخصصة في المدينة استعدادا لعيد الاضحى.

ورجح مراقبون في الشأن الاقتصادي الزراعي ان ارتفاع اسعار الاضاحي البلدية الى مايزيد عن 225 دينارا كحد ادنى بسبب قرار الحكومة مؤخرا بفتح باب تصدير الخراف الى السعودية واعتبروا سياسات التصدير ستحمل المستهلك المزيد من الاعباء المالية وتؤثر في الحلقة التسويقية ، لافتين ان الاسعار سترتفع الى حدود غير مسبوقة مع اقتراب حلول عيد الاضحى.

من جانبهم توقع مربو مواش ان تشهد اسواق الاضاحي اقبالا ضعيفا وان يكون الشراء ضعيفا وارجعوا ذلك الى ارتفاع الاسعار وصعوبة الاوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون .

ومن خلال جولة للدستور في بعض مناطق المفرق الغنية بالثروة الحيوانية فان الطلب على الابقار والابل هو الاقل بين المواشي نظرا لارتفاع اسعارها حيث وصل سعر الابل من عمر خمس سنوات فما فوق من 2000 - 2500 دينار ، اما رأس البقر والعجل عمر سنتين فاكثر فوصل سعره من 600 - 1100 دينار تقريبآ.

وحسب مربي المواشي واصحاب الحظائر فانه من المتوقع ان يصل سعر الخاروف البلدي عمرسنة ووزنه ( 50 - 60 ) قائما الى250 دينارا تقريبآ .

ويقول احد تجار الاغنام ان هناك زيادة في اسعار الاضاحي في هذا العام عما كانت عليه في العام الماضي ، عازيا ذلك الى احتكار تجار اللحوم سواء البلدية او المستوردة للمواشي.

ووصف احمد الحراحشه غلاء اضاحي العيد بالفاحش وغير المبرر ، واضاف ان المتضرر الوحيد في ذلك هو المستهلك صاحب الدخل المحدود حيث ان التجار الكبار واصحاب الشركات يحتكرون الخراف البلدية حيث قاموا بشرائها بكميات كبيرة قبل اشهر من صغار المزارعين وهم الان يتحكمون بالاسعار وباسعار خيالية.

ويرى العديد من المواطنين ان اسعار المواشي بانواعها البلدية والمستوردة غير معقولة مما دعا غالبية الاسر للجوء الى اللحوم المجمدة في ظل الاسعار الخيالية للحوم البلدية ، مما جعلهم يعلقون الاضحية منذ زمن طويل.

تنتشر حظائر الأغنام على مداخل مدينة مادبا وخصوصا على مدخل طريق مادبا - عمان الشرقي باصنافها منها البلدية والرومانية وغيرها ، حيث يباع الخروف البلدي بمبلغ 3,9 للكيلو القائم و4 دنانير لكيلو ( الجدي) القائم .

وتتعدد الخيار امام المواطنين لاختيار اضحيتهم بسبب تعدد الخيارات أمامهم حيث يتواجد في السوق أكثر من نوع وبأسعار مختلفة ، فهنالك الأضحية البلدية التي يتراوح سعرها بين 200 إلى 260 دينارا أي بسعر 4 دنانير للكيلو الواحد وهذا يشكل مبلغا كبيرا على المواطن الذي لايملك ثمن هذه الأضحية أو يضطر لاستدانة ثمنها ، كذلك الأضحية الرومانية بنفس السعر ولكن الوزن اكبر في حين أن ذبيحة الأضحية السودانية والأوكرانية يصل سعرها بين 120 إلى 150 دينارا وحسب الوزن.

و بحسب وائل المراعبه صاحب حظيرة أغنام قال أن تعدد الخيارات أمام المواطن يعطي أفضلية في الاختيار لكنه يحتاج إلى الخبرة لاختيار الأضحية المناسبة و المطابقة للمواصفات الشرعية ، مبينا أن ارتفاع أسعار الذبائح هو بسبب ارتفاعها عالميا .

فيما قال محمد الجبالي صاحب حظيرة أغنام بان سوق الاضاحي يشهد تراجعا كبيرا هذا العام ، كما أن تعدد أنواع الأضاحي و مصادرها أوقع المواطنين في حيرة لاختيار المناسب و يحتاج المشتري إلى مصداقية التاجر لعدم الوقوع في عمليات الغش .

فيما شكا المواطن ابو احمد الذي كان متواجدا في احد حظائر الأغنام من ارتفاع سعر الأضحية خصوصا انه لايملك ثمنها كاملا وكان يحاول أن يقنع صاحب الحظيرة بأن يؤجل باقي ثمنها إلى مابعد العيد حيث يكون قد استلم راتبه الذي ترتبت عليه التزامات كثيرة حسب قوله .

ساهمت ولائم النواب الجدد وقرب عيد الأضحى بارتفاع أسعار المواشي في محافظة الكرك ، حيث شكا مواطنون من ارتفاع اسعار المواشي وعدم استقرارها ، مؤكدين عدم قدرتهم على التماشي مع هذا الغلاء الفاحش ، حيث وصل سعر الذبيحة الى 250 دينارا .

وقالوا لـالدستور أن الارتفاع طال المواد التموينية الرئيسة مثل الحليب والزيوت والاجبان واللحوم المعلبة والمجمدة ، الأمر الذي سيدفعهم إلى تقليص مشترياتهم من هذه المواد بحسب قدرتهم الشرائية .

وقال علي النوايسه ان التجار يستغلون فرصة الاعياد لرفع اسعار اللحوم والتي لم تشهد انخفاضا في الايام العادية مطالبا الجهات المعنية وضع رقابة صارمة على الاسعار.

واوضح سليمان الجعافرة ان اسعار بيع لحوم الاضاحي وصلت في حدها الادنى الى 250 دينارا ، الامر الذي يحول دون اقبال الناس على شراء الاضاحي او شراء اللحوم البلدية التي ما زالت اسعارها مرتفعة جدا.

وقال محمود الجعافرة أن أسعار المواد التموينية الرئيسة مثل الزيت النباتي وحليب الاطفال قد ارتفعت اسعارها بنسبة تزيد عن %100 ما اثقل كاهل المواطن ، مشيرا الى ان الدخول المتدنية لشريحة كبيرة من ابناء المجتمع اصبحت لا تكفي ثمن المتطلبات الاساسية الشهرية.

واشار رئيس غرفة تجارة الكرك صبري الضلاعين إلى اهمية وجود رقابة على الاسعار من قبل جهات معينة لضبط الزيادة اليومية عليها ، لافتا إلى ان الغرفة ليس لها اي دور في ضبط الاسعار كون اسعار السلع التموينية تحدد من قبل تاجر الجملة اولا ثم تجار التجزئة.

وقال مدير سوق المؤسسة الاستهلاكية المدنية في الكرك عوني أبو نواس ان المؤسسة وضمن فلسفتها في توفير السلع بمواصفات وجودة عالية فانها قامت بخفض اسعار معظم السلع التموينية الضرورية كما وفرت كميات كافية من المواد التموينية استعدادا لعيد الاضحى المبارك. وانخفض الاقبال على الاضاحي لهذا الموسم بمعدل النصف على مستوى محافظة الكرك بسبب ارتفاع اسعارها مقارنة بالعام الماضي وفق اصحاب المواشي ومحلات اللحوم.

وقال عاطف البستنجي صاحب مزرعة مواشْ ان عدد الاضحيات التي تم بيعها للمواطنين خلال اليومين الماضيين لم يصل الى الف اضحية مقارنة بالعام الماضي الذي زاد على الفي اضحية بسبب ارتفاع اسعارها.

عمار السحيمات صاحب مزرعة مواش اشار الى ان اقبال المواطنين على الاضاحي هذا العام لا يزال قليلا جدا حيث تراجع العدد الى اكثر من النصف مقارنة بالاعوام السابقة ، موضحا ان ارتفاع الاسعار ومحدودية موارد المواطنين الذين يعتمدون في الغالب على الراتب الشهري كان السبب وراء ذلك .

وأكد المواطن سالم النوايسه ان ارتفاع اسعار الاضاحي منع غالبية المواطنين من شرائها.

ولفت المواطن عبدالله المعايطة الى ان الأسرة الفقيرة التي لا يتجاوز دخلها 200 دينار لا يمكنها ذبح الاضحية بمثل هذا الدخل الذي لا يكفي للالتزامات الضرورية الاعتيادية.

واصلت أسعار الأضاحي ارتفاعها مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ، وشهدت اماكن بيع الأغنام في مدينة معان إقبالا متواضعا من قبل المواطنين الذين طالبوا بضرورة وضع حد لهذا الارتفاع المضطرب باسعار الأضاحي.

ويثير ارتفاع أسعار الأضاحي القلق لدى المواطنين في معان لعدم وجود إجراءات تضع حدا لارتفاع اسعار الماشية التي تقوم الحكومة بدعم اعلافها .

وقال احد الجزارين وبائع للأضاحي علي دعديس كريشان أن المواطنين بدأوا قبل فترة من حجز الأضاحي قبل نفادها ورفع أسعارها (10%) مقارنة مع ما كانت تباع به العام الماضي ، عازين ذلك الى السماح بتوريد الماشية للأسواق القريبة التي تواصل استيراد احتياجاتها من الماشية من الأردن واستغلال بعض التجار الذين يقومون بإخفائها للاستفادة من موسم الأضاحي.

وحذر المواطن احمد عبد ربه البزايعة من مخاطر انقراض الثروة الحيوانية لدينا حال استمرار عملية التصدير وخاصة أن المملكة بأمس الحاجة حاليا للماشية التي يزداد الطلب عليها في العيد ، إلا أن ارتفاعها أصبح من الصعب على المواطنين تأمينها بالشكل المطلوب ، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات من شأنها أن توفر الماشية بأسعار تناسب دخول المواطنين ، موضحا أن سعر الأضحية قد وصل الى 200 دينار وأكثر هذه الأيام وخلال العيد قد تصل الى أكثر من 240 دينارا ، مشيرا الى ان ما نراه حاليا سيزيد الأزمة قبيل العيد لهذا لا بد من اتخاذ خطوات من شأنها أن تخفف من المعاناة التي يواجهها المواطنون خصوصا أن العيد يحتاج لمزيد من متطلبات الحياة اليومية وبعضهم لا يستطيع سد قوت يومه فكيف يستطيع أن يؤمن أضحية للعيد.

واستغرب البزايعة عدم شمول أسواق المؤسسة المدينة في معان ببيع الأضاحي.