إمام المسجد حجر الزاوية في محاربة التطرف

إمام المسجد حجر الزاوية في محاربة التطرف
الرابط المختصر

يجتمع
الفقر والجهل في أحياء عمان الفقيرة مع غياب الموجه الديني المعتدل - الدور
الحقيقي لأئمة المساجد - تاركا الشباب لقمة سائغة بين يدي أصحاب الفكر التكفيري
المتطرف..

مما يخلق جيلا شابا غاضبا لا يعرف المعنى الحقيقي للإسلام
المعتدل.

ومن الواضح ان الجهود الحكومية في مراقبة خطب الجمعة في
الأحياء الفقيرة هو من أهم أسباب سهولة انتشار الفكر المتطرف في هذه الأحياء،
خصوصا مع إغراق السوق بالكتب و" الكاسيتات" الدينية التي تحرض على
القتال والعنف.

ولا تقتصر مهمة
إمام المسجد على الاهتمام ورعاية مقتنيات بيت الله فحسب، بل يتعداها الى مهمة أكثر
أهمية من ذلك وهي نشر الدين والمعرفة الفقهية السليمة بين الناس، فالإمام سلاح ذو
حدين إما ان ينشر الفكر الإسلامي المتسامح
، أو ان ينشر الفكر المتطرف إذا كان على غير دراية بأمور الدين.

توعية الناس التوعية الدينية الصحيحة بعيدا عن الغلو
والتطرف هو أهم دور للإمام في رأي فكري دويري إمام مسجد ظفار الذي يرى ان " يجب ان يكون متسلحا بالعلم
والثقافة والزاد الإيماني حتى يتمكن من محاربة التطرف والجهل وبيان العيوب التي
يقع بها الكثير من الناس لذا يفترض في الإمام ان يكون واعي وملم بالأمور الدينية
وصاحب ثقافة علمية غزيرة، وان يكون ملم بالمجتمع المحيط فيه".

وعن أهمية خطبة الجمعة في نشر الثقافة الدينية المعتدلة
يعلق الدويري " تنبع أهمية خطبة الجمعة من رسالتها الإسلامية، فأهم ما تدعو إليه
العبادة ومحاربة الجهل والتيارات المنحرفة
والتطرف الذي لا تتسع له النصوص القرآنية، كما تلعب الخطبة دورا في بيان العيوب
السياسية والاقتصادية في المجتمعات".

ويرى خبير الجماعات الإسلامية إبراهيم غرايبة ان الإمام
هو أفضل من يستطيع محار بة الفكر المتطرف ويفوق دوره دور وسائل الإعلام
والمؤسسات الحكومية كون دور الإمام دور مباشر في التأثير في الناس، وفي
الوقت نفسه هو أفضل من يقوم بنشر الفكر المتطرف
والتدين المنقوص اذا أوكلت المهمة لمن ليسو أهلا لها ".

ويتابع غرايبة "من المفروض ان تقوم بالفتوى مؤسسة
متخصصة لان دون ذلك يحصل بلبله وتشدد وفوضى، لكن هناك حالة من عدم الثقة من الناس
بمؤسسات الحكومة كوزارة الأوقاف وخطبائها، لذلك يجب على الوزارة ان ترعى تدريس المذاهب
الإسلامية تحت إشرافها خوفا من نشر الفوضى الفقهية، لان الأئمة في تفاوتهم في
العلم يضعون أهل الحي في إشكالات وخلافات كثيرة ويتسببون في نشر تيارات منحرفة ".

لعل تجربة المدارس الإسلامية في أفغانستان وباكستان تعطي
مؤشرا على دور الإمامة والدروس الدينية في نشر الأفكار الخاطئة -وان تكن الحالة
والظروف مختلفة عن الأردن- لكن لا بد من الالتفات لما يدرس ويقال على منابر
مساجدنا خصوصا في الأحياء الفقيرة البعيدة عن أعين الرقيب والحسيب.

أضف تعليقك