إغلاق جسر الملك حسين يهدد بتعطيل التجارة بين الأردن وفلسطين

الرابط المختصر

ما يزال جسر الملك حسين، المعروف في الجانب الفلسطيني باسم جسر الكرامة، مغلقا أمام حركة المسافرين والشحن منذ يوم الخميس الماضي بقرار من جانب الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية حادثة أمنية. 

ويعد هذا الجسر المنفذ البري الوحيد تقريبا الذي يربط الضفة الغربية بالعالم الخارجي عبر الأردن، ما يمنحه أهمية استراتيجية على المستويين الاقتصادي والإنساني.

أهمية الجسر

يستخدم جسر الملك حسين لنقل البضائع والمسافرين، ورغم القيود المتزايدة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي في السنوات الأخيرة على حركة الأفراد، ظل الجسر شريانا حيويا للتجارة والاتصال الإنساني.

 ويؤكد المختص في الاقتصاد السياسي زيان زوانة أن أهمية المعبر لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تمتد إلى البعد الإنساني، إذ يمثل الجسر وسيلة تواصل أساسية بين الأردن وفلسطين منذ عام 1967، ما حافظ على الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين الشعبين.

ويرى زوانة أن هناك جانبين أساسيين في هذا الملف، أهمهما البعد الإنساني، فعندما يقدم الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق معبر الملك حسين، فإن ذلك لا يعني سوى فرض حصار مباشر على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، حصار يمس مختلف جوانب حياتهم اليومية.

ويعتبر  أن إغلاق الجسر يرقى إلى مستوى الحصار المباشر على سكان الضفة الغربية، حيث ينعكس على تفاصيل حياتهم اليومية، ويضاف إلى سلسلة من ممارسات الاحتلال مثل اقتحام المدن والقرى، هدم البيوت وتهجير السكان، محذرا  من أن أخطر ما في القرار هو عزله للفلسطينيين عن الأردنيين، مما يقطع سبل التواصل بين الشعبين، فضلا عن كونه وسيلة ضغط إضافية تمارسها إسرائيل ضد الأردن،  مشيرا إلى أن هذه الضغوط لم تتوقف منذ عام 1967، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو من خلال الانتهاكات المتكررة في المسجد الأقصى.

وكانت زعمت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير لها أمس الثلاثاء أن إسرائيل أغلقت الحدود مع الأردن لأن الملك لم "يرد بحزم" على الهجوم القاتل على الحدود.

 

التأثير الاقتصادي

بحسب غرفة تجارة عمان، بلغ حجم التبادل التجاري بين الأردن وفلسطين عام 2021 نحو 179.4 مليون دينار، ارتفع في 2022 إلى حوالي 432 مليون دولار أمريكي، بنمو نسبته 32%، وتشمل الواردات الفلسطينية من الأردن منتجات غذائية وصناعية واستهلاكية، إضافة إلى مواد خام ومدخلات إنتاجية.

ويؤكد زوانة أن إغلاق الجسر يوقف هذه الحركة بالكامل، مما يتسبب بخسائر اقتصادية مباشرة، يكون وقعها الأكبر على الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يعتمدون على الأردن في جزء كبير من تجارتهم، أما الأردن فرغم تأثره اقتصاديا، إلا أن خسائره تظل أقل مقارنة بالأثر العميق الذي يواجهه الفلسطينيون.

وحول البدائل، يوضح زوانة أن الخيارات محدودة، فالمعبر الشمالي مخصص بشكل رئيسي للشحن التجاري ولا يمكن أن يشكل بديلا حقيقيا عن جسر الملك حسين، واصفا  الإغلاق بأنه إجراء غير إنساني وغير أخلاقي، كونه يشكل عقابا جماعيا لشعب بأكمله.

ويطالب زوانة بموقف عربي ودولي أكثر فاعلية للضغط على إسرائيل لاحترام القرارات الدولية وحماية حقوق المدنيين الفلسطينيين، مؤكدا أن استمرار هذه السياسات يستدعي تحركا حازما يحفظ كرامة الشعوب.

هذا وشهدت حركة العبور عبر الجسر تراجعا ملحوظا منذ اندلاع الحرب على غزة، ففي تشرين الأول عام  2023، انخفضت حركة الشاحنات إلى نحو 6,000 مقارنة بـ15,000 في الشهر السابق، كما تراجع عدد الركاب من 19,000 في أيلول إلى 3,000 فقط في تشرين الأول.