أكاذيب حقوق الانسان وسقوطها

 

مما كشفته حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة أكذوبة حقوق الانسان والشرعة الدولية، وكل المنظمات والهيئات الدولية العاملة في حقول حقوق الانسان المختلفة سواء أكانت حكومية او مدنية.

سقط القانون الدولي الانساني بكل تفاصيله، وسقطت دول بكاملها وهي تدير ظهرها لما يجري من قتل للاطفال والنساء وتدمير ممنهج فاق أضعاف ما خلفته قنبلتان نوويتان ألقتهما سيدة وراعية الارهاب الدولي الولايات المتحدة على اليابان ابان الحرب العالمية الثانية.

وسقطت كل الاتفاقيات والمعاهدات لتي تباهت بها الامم المتحدة بدءا بالاعلان العالمي لحقوق وانتهاء بحقوق الطفل مرورا بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وكذلك الحقوق الاقتصادية، ومكافحة التمييز والتهجير للسكانـ ولاختفاء القسري، والحق بالحياة وباقي مروحة الحقوق الأخرى، وأصبحت جميعها مجرد نكتة سمجة مقابل اصطفاف امريكا ودول اوروبية خلف سياسة الابادة الجماعية التي تنتهجها دولة الاحتلال التي تدوس على كل الشرعة الدولية بدعم لا محدود من شركائها الفاعلين في قتل الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير كل ما يمت للحياة بصلة.

أصبح العالم اليوم أكثر جرمية وهمجية ودموية بقيادة الولايات المتحدة خدمة للقاتل المتقدم في ساحة تنفيذ الابادات الجماعية للفلسطينيين، ولم يتوانى هذؤلاء الشركاء عن تقديم كل ما يحتاجه القاتل من أدوات للقتل والتهجير وتعزيز روح الانتقام من شعب أراد الحياة ونيل حقوقه.

والعالم اليوم أصبح مصدرا لعنف وللكراهية ومبشرا وراعيا للابادات الجماعية، بل تحول لسادي بشع يتلذذ بقتل الاطفال والنساء، فيما يدير ظهره لكل ما يمت للانسان وللانسانية بصلة خدمة ودعما لكيان ولد أصلا من رحم الكراهية والارهاب وقتل الانسان.

والعالم اليوم تكشف تماما على حقيقته، فهو عالم خال من اي وازع إنساني، وليس لديه ما يحكمه غير منطق القوة، والقدر ة على القتل والتدمير بابشع صوره، وعادت الدول الاستعمارية القديمة لممارسة بشاعتها وإرهابها مجددا ضد الفلسطينيين، وفي تحالف لا إنساني تقوده امريكا وبريطانيا وفرنسا، وحتى المانيا، ودول هامشية أخرى منزوعة السيادة وتبحث هي الأخرى عن حصتها من اللحم والدم الفلسطيني.

نعم ..سقطت كل منظومة حقوق الانسان، والقانون الدولي، وسقطت مفاهيم وقيم العدالة وأصبحت مجرد خرافات وأحاديث سمر وتنكيت وتبكيت، وتسيدت مباديء القوة المحضة في خدمة القتل وسفك الدم وبسادية خيالية لم يتوقعها حتى الشيطان نفسه.

في السنوات العديدة الماضية كنت من المؤمنين تماما بمنظومة حقوق الانسان وبالشرعة الدولية الناظمة لتلك الحقوق، وكنت اعتقد أن العالم يمكنه النجاة بسبب وجود هذه المنظومة ولو في الحدود الدنيا، لكنني اليوم أسقطت كل هذه العقيدة من حساباتي، ولم تعد لدي اية رغبة حتى بمجرد تذكرها بعد أن تكشف  كل شيء واصبح منطق القوة والرصاص والقتل والكراهية والابادة الجماعية هي القوة المهيمنة في عالم يمارس القتل والتدمير بدون اي رادع أخلاقي او قانوني.

لقد سقط كل شيء وأصبح مجرد أكاذيب وخداع، وأصبح قتل  طفل بدم بارد أهم بكثير في عيون السياسي الامريكي والبريطاني والفرنسي والالماني والصهيوني ..الخ من اتفاقيات حقوق الطفل ، ومنظومة حقوق الانسان..

أضف تعليقك