أردنيون يحتفلون بالسيطرة على القصير والتيار السلفي يعتبرها "فتنة"
لم يكن خبر سقوط "القصير" في يد النظام السوري أخف وطأة على السورية أم علاء المقيمة في الأردن من نبأ إقامت اللجنة الشعبية الأردنية للدفاع عن سورية وتجمع القوى القومية فعالية احتفالية غداً الجمعة أمام السفارة السورية احتفالاً بإستعادة النظام للقصير.
أم علاء التي لا تبرح مكانها وهي ترقب بإهتمام المعركة الدامية التي مضى عليها أكثر من أسبوعين بين الجيش الحر وقوات النظام السوري المدعومة بقوات من حزب الله، أصابها الهلع فور الإعلان عن سقوط القصير بحمص في قبضة الجيش النظامي وانسحاب عناصر الجيش الحر منها.
تستنكر أم علاء إقامة الفعالية أمام السفارة وتؤكد أن المشاركين "يحتفلون بإراقة الدم السوري وقتل الأطفال والشيوخ العجز".
تنوع وجهات النظر
محمد شريف الجيوسي مدير وكالة الأنباء السورية سانا في عمان أحد منظمي الفعالية يؤكد أنها بمناسبة تمكن الجيش السوري من إستعادة القصير من أيدي "العصابات الإرهابية".
الجيوسي يرى بأن "العمالة تكون لأمريكا وبريطانيا الدول الإستعمارية لا في إقامة فعاليات وطنية كفعالية الغد".
الفرحة التي يعرب عنها منظموا الفعالية بإستعادة النظام السوري للقصير يصفها المنسق العام لتنسيقية الثورة السورية في الأردن حسين الشريقي "بالتصفيق والتهريج" من قبل أنصار النظام السوري.
بحرقة يتساءل الشريقي "كيف من الممكن لهؤلاء المحتفلين تجاهل الأدلة على ما يقوم به النظام الغاشم من ذبح الأطفال والنساء وتقطيع أوصالهم بالسكاكين أو جراء شظايا قصف صواريخ النظام.
يؤكد الشريقي أن الشعب السوري لن ينسى دعم رجالات حزب البعث الأردني والأحزاب القومية المناصرة لحزب الأسد "وسيتم حسابهم عبر الأجيال القادمة".
الرأي والرأي الآخر
ويخالفه الرأي المعارض السوري محمد عناد الذي يعد الفعالية الإحتفالية "وجهة نظر أخرى يجب احترامها" خصوصاً وأن هناك أناس من أنصار النظام لايزالون مضللين والصورة غير مكتملة لديهم.
ويضيف عناد "نحن ضيوف على الأردن ومثل هذه الأمور لا أتدخل فيها لا من قريب ولا من بعيد".
فعالية تأجج الفتنة
أبو سياف القيادي في التيار السلفي الأردني حذر من مغبة هذه الفعاليات التي تأجج الفتنة في البلاد وتخالف حسب وصفه توجه الأردنيين المناهضين لنظام الأسد.
ويأمل أبو سياف أن لا تحدث الفتنة فور تسرب خبر الفاعلية للناس الذين سيحولون دون وقوع الفاعالية غداً أمام السفارة "وعلى الإنسان أن يقف مع المظلوم ضد الظالم وليس العكس".
مواقف دولية
الائتلاف السوري المعارض أقر بسقوط مدينة القصير وتعهد باستمرار الثورة.
أما إيران فقد هنأت "الجيش والشعب السوريين" بما أسمته "الانتصار على الإرهابيين" في القصير.
الولايات المتحدة دانت الهجوم الذي شنته قوات الرئيس السوري بشار الاسد وحليفه حزب الله اللبناني على مدينة القصير الاستراتيجية وتمكنت في اعقابه من السيطرة على هذه المدينة الواقعة في ريف حمص بوسط سوريا.
لماذا القصير ؟
القصير هي أحد المدن السورية التي تقع جنوبي محافظة حمص التي تعتبر قلب سوريا من الناحية الجغرافية وملتقى خطوط المواصلات والنقل بين الجهات الأربع الشمال والجنوب والشرق والغرب وتتصل داخلياً مع محافظات هي طرطوس وحماة والرقة ودير الزور وريف دمشق.
كما أن أهميتها تكمن في موقعها الإستراتيجي الذي يتحكم بكافة الطرق المؤدية للساحل وكونها قريبة من الحدود اللبنانية ما يعني أنها خط الإمداد بين سوريا والبقاع اللبناني الذي يزود حزب الله.
بعد القصير
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة البويضة الشرقية التي لجأ إليها آلاف النازحين والمقاتلين من مدينة القصير قبل سقوطها في أيدي القوات النظامية السورية وحزب الله اللبناني تتعرض لقصف عنيف كما أن الأنباء تتوارد عن تقدم الجيش النظامي نحو حلب.
رغم أن كثير من الأردنين يرقبون الأحداث الدامية في سوريا بتعاطف شديد مع الثورة إلا أنهم ليسوا على قلب رجل واحد فهناك وجهة نظر أخرى ترى أن ما يجري في سوريا مؤامرة على القومية العربية ونظام الممانعة في سوريا ، وجهة نظر يحترمها البعض ويزدريها البعض الآخر.