أردنيون لا يحملون الجنسية الاردنية ! او أي أوراق ثبوتية تدل على جنسيتهم، سبب عدم حصولهم على الجنسية كما يقولون إن آباءهم وأجدادهم كانوا بدو رحل يتنقلون في الصحراء بحثا عن الماء والكلأ ولم تكن الجنسية تعنيهم.
قعود الشنابلة وهي من مواليد الأردن عام 1975 لا تحمل أي جنسية وتملك جواز سفر مؤقت لا يعود عليها بأي فائدة " لا رقم وطني ولا هوية ولا تأمين صحي ".
وذكرت الشنابلة ان اساس المشكلة متسلسلة منذ القدم حيث ان المعاناة التي يعيشونها بسبب آبائهم وأجدادهم ومعاناة أبنائهم الان بسببهم.
ال "بدون" وعدم امتلاكهم رقم وطني جعلهم اليوم بدون اي وظيفه يعيلون أنفسهم بها تلاقي الشنابلة الأمرين بخروجها من البيت بحثا عن العمل فلا عمل متوفر للمرأة ولا هي تحمل الجنسية، ناهيك عن خوفها على اطفالها الصغار المعرضين لخطر الطبيعة اثناء تركهم وحيدين في "بيت الشعر" بحثا عن العمل.
الشنابلة تقول إن لديها ثلاث بنات تم اخراجهن من المدرسة من قبل والدهن بسبب عدم امتلاكهن لرقم وطني، ولا تستطيع الشنابلة امتلاك عقارات حيث قالت ان بيتها ليس ملكها.
اما نصرة عوض العزي وهي تحمل الجنسية الاردنية ومتزوجة من رجل لا يحمل اي جنسية وهو من مواليد الأردن 1958 " رغم ان أخوته يحملون الجنسية الاردنية" ... لدى العزي ثلاث من الذكور اعمارهم فوق ال 18 عام عاطلين عن العمل ولا يحملون اي جنسية ...وتروي انه تم تسجيلهم في الجيش العام الماضي بعد صدور المكرمة الملكية و تدربوا لمدة 14 يوم وفي اليوم الـ 15 تم اخراجهم بسبب عدم امتلاكهم رقم وطني.
وتضيف العزي ان زوجها خاض رحلة بين اروقة الدوائر الحكومية حاملا معه استدعاءات وبعض الشهادات من شيوخ ووجهاء القبيلة للحصول على الجنسية او اي اثبات ...و لكن بعد كل هذا العناء لم يحصل على شيء سوى جواز سفر لابنه لمدة سنة.
الناشط الاجتماعي والعشائري في البادية الشمالية الشرقية محمود الشرفات، يقول إن ال "بدون" موضوع مؤرخ في البادية الشمالية، وانه قام بمساعدة بعض العائلات في منطقة المنارة بتقديم الوثائق اللازمة للحصول على الجنسية و لكن لم يسعفهم الحظ منذ 18 سنه الى الان بسبب التشديد في الدوائر الحكومية.
ويخشى الشرفات من تغير سلوك هذه العائلات وانحرافهم للتوجه الى سبل غير قانونية من أجل العيش, ويناشد الشرفات الجهات المسؤولة ان ينظرون الى ال " بدون" بعين العطف والاعتبار وضمهم الى اقاربهم اللذين يحملون الجنسية.
دائرة الاحوال المدنية والجوازات في وزارة الداخلية ليس لديهم أرقام محددة بخصوصهم وتقول ان عدد طلبات الحصول على الجنسية من البادية الشمالية بلغ نحو 1497 طلب منها طلبات ل أشخاص ومنها طلبات ل ارباب أسر لم يتم حصرها بعد.
أعدادهم بحسب ما ذكروا هم انها تقريبا تجاوزت الـ 5 الاف شخص .
قانون الجنسية الاردنية ينص في المادة الثالثة منه أنه" يعتبر أردني الجنسية جميع افراد عشائر بدو الشمال الواردة في الفقرة "ي" من المادة 25 من قانون الانتخاب المؤقت كانوا يقيمون إقامة فعلية بالأراضي التي ضمت الى المملكة سنة 1930"
الحرمان من الجنسية يعني ل هؤلاء عمليا الحرمان من السفر ومن تملك العقارات والمركبات وصعوبة توثيق عقود الزواج وصعوبة التنقل والحصول على الوظائف وبتالي العمل في مهن شاقة و بأجور زهيدة كما أنهم يجبرون على دفع اجور التعليم الاساسي وشراء الكتب المدرسية
والجدير بالذكر ان اماكن تواجدهم في البادية الشمالية هي: المفرق, زملة الامير غازي ,الرويشد, منشية الغياث, الزعتري, السعيدية , المنارة, البستانة, الحميدية.