الرياضة النسوية الأردنية..إنجازات وتحديات

تشهد الساحة الرياضية المحلية في الآونة الأخيرة تقدما رياضيا مميزا على الصعيدين المحلي والعربي، ومن أبرزها، الإنجازات التي حققتها البعثة الرياضية الأردنية خلال مشاركتها في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في الجزائر مؤخرا، وحصول الأردن على المركز الخامس برصيد 64 ميدالية ملونة، منها 12 ميدالية حصدت من قبل لاعبات من رياضات مختلفة.

 

وبالرغم من أهمية الإنجازات الرياضية للاعبات الأردنيات إلا أنها لازالت من ناحية العدد قليلة مقارنة بما يحرزه اللاعبون الذكور، وهذا يجعلنا نبحث في حال الرياضة النسوية في الأردن في الآونة الأخيرة من حيث التحديات التي تواجه اللاعبات ومدى تقبل المجتمع ممارسة المرأة الأردنية للرياضة.

الانتقادات السلبية من قبل بعض الأقارب في بداية مشوارها الرياضي، ومثلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن عائقا أمام كابتن المنتخب الوطني لكرة السلة سابقا ومدربة منتخبات محلية حاليا روبي حبش من الاستمرار في ممارستها للعب كرة السلة وتحقيق العديد من الإنجازات على الصعيدين الفردي والجماعي على المستويين المحلي والعربي وذلك بتشجيع من ذويها وأسرتها منذ الطفولة وحتى اعتزالها.

وأشارت روبي إلى أن المشكلة في عدم تقبل فئة من المجتمع لممارسة النساء والفتيات للرياضة تكمن في ثقافة المجتمع نفسه وتحديدا عندما يتم الخوض في أمور الدين، و برأيها لا يمكن تغيير هذا الفكر والثقافة المجتمعية بشكل سريع ومفاجئ، لكن مع التطور والانفتاح الذي نشهده حاليا تأمل أن يتم تقبل ممارسة الفتيات والنساء للرياضة بشكل أكبر مما هو عليه الآن، نظرا لما له من أهمية كبرى في خلق نمط حياة سليم وسوي وصحي للفتيات منذ الصغر. وأن التركيز يجب أن يوجه بشكل أكبر على الفتيات في المحافظات لأن التحديات والمعيقات التي تواجههن أكبر مما هي عليه في العاصمة عمان.

وتنصح حبش اللاعبات الراغبات بالاحتراف بالمواظبة على التدريب والتركيز نحو الهدف وأن يتجاوزن العقبات مهما كانت فالوصول للعالمية ليس مستحيلا. ورسالتها للأهل أن يستثمروا في بناتهن وأن يقدموا لهمن الدعم لتنمية مواهبهن ,لما في ذلك من أثر كبير على مواصلة مسيرتهن والتخفيف من العقبات التي تواجههن لتحقيق أهدافهن.

 

مدربة المنتخب الأردني لكرة القدم للناشئات سابقا أسيل البربراوي قالت أن أهم التحديات التي تواجه اللاعبات الأردنيات نقص جاهزية البنى التحتية فبالرغم من توفرها لكنها بحاجة للتجديد بالإضافة  لقلة المرافق الرياضية بشكل عام وافتقارها للخصوصية لللاعبات و أوقات التدريبات وعددها وعلى خصوصيتهن مما يؤثر سلبا على أداء اللاعبات.

وبما يخص المحافظات فتجد بربراوي أن المجتمع يفتقر للوعي حول تقبل ممارسة الفتيات للرياضة , فبالرغم من التطور وزيادة الوعي وتقبل نسبة كبيرة جدا من أفراد المجتمع لممارسة الفتيات للرياضة وبالأخص الرياضات التي كانت في السابق حكرا على الذكور ككرة القدم وألعاب القوى ورياضات الدفاع عن النفس والمصارعة - خصوصا في ظل الإنجازات التي تحققها اللاعبات الأردنيات في هذه الألعاب - إلا أننا نواجه مشكلة في عدم تقبل ممارسة الفتيات لهذه الرياضات في المحافظات. وتضيف أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في رفع الوعي بهذا الخصوص  , لكن الدعم مطلوب من الجميع. و مع ازدياد عدد اللاعبات في الآونة الأخيرة وانضمام الكوادر النسوية للتحكيم والتدريب وإدارة المنشآت الرياضية  بالإضافة للإنجازات من قبل اللاعبات على الصعيدين المحلي و العربي, إلا أننا لازلنا نواجه رفض من قبل فئات من المجتمع انضمام الفتيات لهذا المجال.

 

 

وترى بربراوي أن نجاح المرأة الرياضية الأردنية يحتاج لدعم منة جميع القطاعات وتحديدا من قبل الإعلام بزيادة التغطية الإعلامية على الإنجازات النسوية لزيادة رفعي الوعي المجتمعي حول الرياضة النسوية المحلية. وكون وسائل التواصل الاجتماعي هي المؤثر الأكبر في يومنا هذا فيجب استغلالها بالشكل الأمثل إلى جانب دعم الأهل والمدرسة للعمل على التثقيف المجتمعي بتقبل ممارسة الفتيات للرياضة على اختلاف أنواعها.

 

وبرأي مدرب التايكواندو محمد أيمن فإن الرياضة النسوية في الأردن في تحسن وتقدم , فكونه مدرب لرياضة كانت في السابق حكرا على الذكور ولازالت تلقى اهتمام اكبر من قبل الذكور ,  إلا أن تقبل الأهل لممارسة الفتيات لهذه الرياضة أصبح مختلفا الآن , نظرا لأن الرياضات الدفاعية  تعمل على تعزيز الثقة بالنفس وزيادة اعتماد الفتاة على نفسها بالإضافة لملأ أوقات الفراغ كبديل عن الألعاب الإلكترونية على سبيل المثال.

ويضيف أنه كمدرب يعمل على تقديم النصائح للأهل بأهمية ممارسة الفتيات لرياضات الدفاع عن النفس حيث أن البعض يتخوفون من تعرض بناتهن لمضايقات لممارسة هذه الرياضة , إلا أنه يرى أن المجتمع أصبح منفتحا بشكل أفضل عما سبق , وأماكن التدريب مهيأة للفتيات وأغلب النوادي والمراكز الرياضية تحتوي على مرافق مخصصة للفتيات , وبعض النوادي يتواجد فيها مدربات إناث وأحيانا تتوفر حصص مخصصة للفتيات لتشعر اللاعبات بحرية أكبر أثناء اللعب.

 

وكان الأردن قد حصد 4 ميداليات ذهبية و 4 فضيات و 6 برونزيات  من قبل لاعبات البعثة الأردنية في دورة الألعاب العربية 2023 في نسختها الثالثة عشر في الجزائر, في السباحة والمبارزة والجمباز والملاكمة  والكراتيه وريشة الطائرة وكرة الطاولة وكرة الطائرة وكرة السلة 3×3 .

هذا التقرير تم إنتاجه ضمن التعاون المشترك مع برنامج النساء في الأخبار-مؤسسة وان افرا الدولية

 

أضف تعليقك