الموسم الثاني من "لعبة الحبّار": بين الإشادة والنقد

الرابط المختصر

 بعد انتظار طويل، عاد الموسم الثاني من مسلسل "لعبة الحبّار" إلى الشاشات، محققًا آراء متباينة من النقاد والجمهور. تراوحت الآراء بين الإشادة بالسرد المتعدد الطبقات والانتقادات الموجهة إلى وتيرة الأحداث وطريقة تقديمها، ما جعل هذا الموسم محور جدل واسع.

بداية بطيئة وانتقادات حادة

وصفت صحيفة الغارديان البريطانية المسلسل بأنه يبدأ "ببطء شديد"، لكنه يتحول لاحقًا إلى "عرض يثير عطشًا غير مريح للدماء". على الرغم من ذلك، أثنت على تحوّل الدراما الكورية في الحلقات المتأخرة إلى أجواء أكثر إثارة. من جهتها، أعطت ريبيكا نيكلسون تقييمًا بثلاث نجوم، معبرة عن خيبة أملها من الحلقات الأولى، التي وصفتها بـ"التباطؤ الممل"، لكنها أشارت إلى تطور نوعي في الأحداث لاحقًا.

إشادة بالتعقيد والرسائل الاجتماعية

من ناحية أخرى، رأت التايمز البريطانية في الموسم الجديد "قصة دقيقة ومتعددة الطبقات عن الانتقام والخلاص"، وقيّمته بأربع نجمات. وصف الناقد تيم غلانفيلد الحلقات بأنها ذات "وتيرة مدروسة وحذرة"، مع ومضات من الأمل وسط الظلام المروّع.

أما الإندبندنت البريطانية، فقد أثنت على مقاربة المخرج هوانغ دونغ هيوك، الذي تجنب تكرار صدمة الموسم الأول، وأعطته أربع نجمات. وذكرت أن الموسم الثاني يركز على استكشاف الجوانب الإنسانية بشكل أعمق، مشيدةً بالشخصيات الجديدة مثل "نو يول"، المنشق الكوري الشمالي، و"جيونغ سيوك"، رسام الكاريكاتير الذي يسعى لإنقاذ ابنته المصابة بالسرطان.

أوجه المقارنة مع الموسم الأول

الموسم الأول من "لعبة الحبّار" كان ظاهرة عالمية، حيث شاهدته 111 مليون مشترك خلال أول 28 يومًا من عرضه، وحقق إشادة واسعة بوصفه "سردًا بائسًا عن علل الرأسمالية". هذا النجاح الكبير وضع تحديات أمام صانعي الموسم الثاني. ورغم الجهد المبذول، يرى بعض النقاد أن الموسم الجديد لم يتمكن من تحقيق تأثير مماثل.

إد باور، من التلغراف، وصف الموسم الثاني بأنه أشبه بـ"ألبوم ثانٍ صعب لنجم بوب مشهور"، وأعطاه تقييمًا متوسطًا بثلاث نجمات، مشيرًا إلى أنه يحتوي على الكثير مما أعجب الجمهور في الموسم الأول، لكنه لم ينجح في تجاوزه أو تقديم شيء جديد كليًا.

نظرة إلى المستقبل

بينما أبدت بعض المراجعات تفاؤلها بشأن مستقبل المسلسل، دعت ريبيكا نيكلسون إلى تحسين الموسم الثالث المقرر عرضه في عام 2025. وأشارت إلى أن التركيز على الرسائل الاجتماعية، مثل انتقاد اللامساواة في الثروة، يجب أن يكون أكثر وضوحًا وقوة.

رغم الانتقادات التي طالت الموسم الثاني، لا يمكن إنكار أنه نجح في إثارة النقاش حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية. يبقى "لعبة الحبّار" تجربة فريدة في عالم الدراما، حيث يتداخل الرعب النفسي مع السرد الإنساني العميق.

هل سيتمكن الموسم الثالث من إعادة المسلسل إلى قمة النجاح؟ هذا ما ينتظره الجمهور بفارغ الصبر.