نصائح لمستخدمي السجائر الإلكترونية: تحتوي على مواد سامة عند تسخينها
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمراسلتها للشؤون الصحية، آنا باودن، قالت فيه إن "دراسة أظهرت أن المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون شديدة السمية عند تسخينها واستنشاقها".
تقوم السجائر الإلكترونية بتسخين النكهة السائلة إلى درجات حرارة عالية لتكوين رذاذ يتم استنشاقه بعد ذلك. لأنها تحتوي على مواد كيميائية بما في ذلك الجلسرين النباتي، والبروبيلين غليكول، والنيكوتين والمنكهات، المخلوطة بكميات مختلفة.
وأظهرت التجارب السابقة أن بعض السجائر الإلكترونية بنكهات الفاكهة، مثل الفراولة والبطيخ والتوت، تنتج مركبات خطيرة تسمى الكربونيل المتطاير بسبب عملية التسخين هذه.
ومن المعروف أن هذه المركبات لها آثار صحية على مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات.
مع وجود الكثير من المواد الكيميائية المستخدمة في عشرات الآلاف من منتجات السجائر الإلكترونية المختلفة، فإن إجراء تجارب لاختبار سمية كل علامة تجارية ونكهة قد يستغرق عقودا من البحث.
وبدلا من ذلك، استخدمت الدراسة الذكاء الاصطناعي لتحليل التركيب الكيميائي لـ 180 نكهة من السجائر الإلكترونية ومحاكاة كيفية تحللها عند تسخينها. وتوقع البحث، الذي نُشر في مجلة Scientific Reports، أن تنتج السجائر الإلكترونية 127 مادة كيميائية "شديدة السمية"، و153 "من مخاطر صحية" و225 "مادة مهيجة".
أظهرت كل نكهة تقريبا تم اختبارها من خلال أداة التنبؤ بالذكاء الاصطناعي منتجا واحدا على الأقل تم تصنيفه على أنه يشكل خطرا على الصحة، واحتوى كثير منها على العديد من المنتجات. وارتبطت السموم مع السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على النيكوتين، وكذلك تلك التي تحتوي على النيكوتين.
وخلص فريق البحث في جامعة RCSI للطب والعلوم الصحية، دبلن، إلى أن هناك "تهديدا محتملا على الصحة العامة يواجه 4.5 ملايين شخص يدخنون السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة" وحاجة ملحة إلى "قيود معززة" على النكهات واللوائح التي تعكس المخاطر الصحية للتدخين الإلكتروني، خاصة بالنسبة للشباب.
وفي كانون الثاني/ يناير، أعلنت الحكومة أنها ستحظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة وتقيد النكهات الحلوة والفواكه. وقال المؤلف الرئيسي دونال أوشي، أستاذ الكيمياء في RCSI، إن حكومة المملكة المتحدة يجب أن تذهب إلى أبعد من ذلك وتزيل جميع النكهات من السجائر الإلكترونية. وأضاف أنه من المهم أن نفهم تأثير السجائر الإلكترونية ذات النكهة على الصحة "قبل فوات الأوان".
وقال: "من المعقول أننا على أعتاب موجة جديدة من الأمراض المزمنة التي ستظهر بعد 15 إلى 20 سنة من الآن بسبب هذه التعرضات".
وخلصت الدراسة إلى أنه نظرا لشعبية السجائر الإلكترونية ذات النكهة بين المراهقين والشباب غير المدخنين، فإن فهم الآثار طويلة المدى لهذه المنتجات على الصحة العامة والمرضى والوفيات أمر بالغ الأهمية.
وأضاف: "في غياب تنظيم شامل، ونحن نحاول علاج إدمان النيكوتين لدى مدخني التبغ الأكبر سنا، هناك خطر كبير في نقل القضايا الصحية الجديدة إلى الأجيال الشابة".
ردا على النتائج، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "النصيحة الصحية واضحة – إذا كنت لا تدخن، فلا تستخدم السجائر الإلكترونية، ويجب على الأطفال عدم استخدام السجائر الإلكترونية أبدا".
وأوضح: "لهذا السبب نحن نحظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، ويتضمن مشروع قانون التبغ والأبخرة لدينا صلاحيات للحد من النكهات والتعبئة وعرض السجائر الإلكترونية لتقليل جاذبيتها للأطفال..".
وتابع: "من الواضح أن النكهات مثل حلوى القطن وكولا الكرز تستهدف الأطفال عمدا، وليس المدخنين البالغين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق. ولهذا السبب نتخذ إجراءات حاسمة وسنقوم بتقييد نكهات السجائر الإلكترونية".
من جهته، قال البروفيسور سانجاي أغراوال، المستشار الخاص لشؤون التبغ بالكلية الملكية للأطباء، إنه في حين أن التدخين الإلكتروني يمكن أن يكون وسيلة فعالة للغاية للتخلص من الإدمان على التبغ، إلا أنه يجب استخدامه فقط لهذا الغرض.
وتابع: "إن التدخين الإلكتروني ليس خاليا من المخاطر، لذا يجب على أولئك الذين لا يدخنون، بما في ذلك الأطفال والشباب، ألا يستخدموا السجائر الإلكترونية أيضا".
وقال جون دون، المدير العام في الهيئة التجارية رابطة صناعة السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة: "إن العلم المتعلق بالتدخين الإلكتروني واضح للغاية، فهو الطريقة الأكثر فعالية للمدخنين للإقلاع عن التدخين، وهو أقل ضررا بنسبة 95 في المئة على الأقل من التدخين".
واسترسل: "يتم اختبار كل مادة كيميائية تستخدم في السجائر الإلكترونية السائلة في المملكة المتحدة بشكل صارم، بما في ذلك تحليل المواد الكيميائية عند تسخينها، ولا تتم الموافقة على استخدامها من قبل حكومة المملكة المتحدة إلا إذا اعتبرت آمنة".