في تحد لميتا.. خبراء يتوقعون أن تكشف آبل عن سماعة الواقع المختلط في مؤتمرها
من المتوقع على نطاق واسع أن تعلن شركة "آبل" (Apple) عن سماعة رأس جديدة ستمزج بين فيديو العالم الخارجي والسماعة الافتراضية، في مؤتمرها السنوي لمطوري البرمجيات الأسبوع المقبل.
ويتنافس تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل والمدير التنفيذي لشركة "ميتا" (Meta) مارك زوكربيرغ على تحديد كيفية استخدام المستهلكين لجيل جديد من التكنولوجيا يلتقي فيه العالمان الحقيقي والرقمي.
فقد وضع زوكربيرغ رؤيته الخاصة بـ"الميتافيرس" (Metaverse)، وهو عالم رقمي مواز حيث يجتمع الناس للعمل واللعب، ولديه منتجات منذ سنوات في هذا المجال.
على النقيض من ذلك، قال غريغ جوسوياك رئيس التسويق في شركة آبل إنه "لن يستخدم" تكنولوجيا "ميتافيرس" أبدا، وإن جهاز آبل الذي يستخدم هذه التقنية هو مجرد شائعة.
وحتى الآن، لا يوجد مشروع واضح في مجال تكنولوجيا الواقع المختلط لشركة آبل، ويقتصر جهدها الوحيد في هذا المجال على التكنولوجيا التي تعمل على الأجهزة الحالية، على سبيل المثال تمكين تطبيقات تجار التجزئة من إظهار الأثاث الافتراضي في غرفة المعيشة الخاصة بالعميل.
وقال الخبير التقني آنشال ساغ "تتنافس ميتا وآبل مع بعضهما بعضا. الفرق هو أن ميتا تفعل ذلك علنا، بينما تقوم آبل بذلك بعيدا عن الأنظار".
يقول المحللون إن جهاز آبل، الذي أفادت بلومبيرغ بأنه قد يكلف ما يقرب من 3 آلاف دولار ويبدو مثل نظارات التزلج، هو نوع من أنواع الهواتف المحمولة.
الخطر الأكبر بالنسبة لشركة آبل هو الانخراط في معركة مكلفة مع ميتا للهيمنة على سوق بالكاد موجود حتى الآن (الجزيرة)
لا يوجد "تطبيق مميز" حتى الآن
لا تزال التكنولوجيا الخاصة بنظارات آبل بعيدة، وفي هذه الأثناء، قام منافسو آبل مثل "سوني" (Sony) و"بيكو" (Pico)، المملوكة لشركة "بايت دانس" (ByteDance) الشركة الأم لمنصة "تيك توك" (TikTok)، بإصدار سماعات الواقع المختلط التي تشير إلى ما هو ممكن من خلال مزج العالم الحقيقي والافتراضي.
كما أعلنت ميتا هذا الأسبوع عن سماعة "كويست 3" (Quest 3) الخاصة بها مقابل 500 دولار، بعد إصدار العام الماضي من "كويست برو" (Quest Pro) التي تباع بسعر ألف دولار.
تعمل شركة آبل على وضع ميزات الواقع المعزز في أجهزة "آيفون" (iPhone) و"آيباد" (iPad) منذ عام 2017، لكن استخداماتها السائدة ظلت محصورة في الغالب على تطبيقات تسوق الأثاث وعدد قليل من الألعاب.
يقول المحللون إن جزءا من السبب وراء إبقاء شركة آبل لجهودها سرية هو أنه لا يوجد أحد في وادي السيليكون متأكد تماما من كيفية استخدام الناس لتقنية الواقع المختلط أو الواقع المعزز، والتي يطلق عليها المطلعون في الصناعة اسم "إكس آر" (XR)، حيث لا يوجد "تطبيق مميز" حتى الآن لتسريع استخدام هذه التكنولوجيا.
لذلك يبدو أن شركة آبل تجهز جهازا متميزا يهدف إلى إظهار إمكانات هذه التكنولوجيا لمطوري البرامج حتى يتمكنوا من ابتكار تطبيقات مقنعة.
وقال الخبير بن باجارين "لا أحد يعتقد أن هذا السوق قريب من النضوج في المستقبل المنظور".
يتمثل الخطر الأكبر بالنسبة لشركة آبل في وضع سمعتها المعروفة بابتكار منتجات ناجحة على المحك من خلال الانخراط في معركة مكلفة مع ميتا للهيمنة على سوق بالكاد موجود حتى الآن.
ففي العام الماضي، كان لدى ميتا 80% من السوق الإجمالي لسماعات الواقع المعزز والواقع الافتراضي التي كانت 8.8 ملايين وحدة فقط، وفقا لبيانات شركة الأبحاث "آي دي سي" (IDC)، التي قدرت أن آبل باعت 226 مليون جهاز آيفون.
وقال غيتش أوبراني، مدير الأبحاث الذي يتتبع سوق الواقع المعزز في شركة "آي دي سي"، إنه بينما تمتلك ميتا منتجات في السوق، تتمتع آبل بمزايا كبيرة في تحديد المجال الناشئ الذي يمكن لمطوري البرامج اتباعه. فآبل تتمتع بعلاقات قوية مع المطورين الذين يرغبون في الوصول إلى ملياري جهاز من أجهزة آبل تمتد من أجهزة ماك وساعات آبل وهواتف الآيفون ومزيد.
وأضاف أوبراني "يمكن لآبل الاستفادة من هذا النظام الذي أنشؤوه بالفعل لإبقاء المستخدمين داخل حديقتهم المحاطة بأسوار، آبل في وضع أفضل بكثير لمنحك تجربة تعمل عبر الأجهزة أكثر من ميتا".