اطباق تراثية تبعث الدفء في شتاء الزرقاويين

اطباق تراثية تبعث الدفء في شتاء الزرقاويين

الرشوف، شوربة العدس و"الكرزنش"، بعض اسماء لاطباق تفرض نفسها على موائد الزرقاويين في فصل الشتاء، وتجد مكانة محببة في نفوسهم بفعل امتداداتها التراثية، ناهيك عما تتضمنه من عناصر تمد الجسم بالطاقة وتبعث فيه الدفء.

ولعل ما يتصدر هذه الاطباق من حيث سعة الانتشار هو الرشوف الذي تشتمل مكوناته الاساسية على الأرز او البرغل الذي يطهى مع العدس واللبن.

وتصف ام يوسف سعادات البرغل الذي تحبذه اكثر من الارز في اعداد طبق الرشوف بانه "مسامير الركب"، كناية عن احتوائه عنصري الكالسيوم والمنغنيز المفيدين في تقوية مفاصل العظام، وخصوصا الركبتين.

وتمتاز طريقة التحضير بالسهولة، حيث تبين ام يوسف ان الامر لا يتطلب اكثر من غلي العدس مع الارز او البرغل ثم اضافة اللبن اليهما، ويفضل لبن الجميد، وبعدها يجري تزيين الطبق بشرائج البصل المقلي والسمن البلدي او زيت الزيتون البلدي حسب الرغبة.

وتؤكد هذه السيدة ان الرشوف الذي يتالف من مكونات اسعارها في متناول الجميع، هو اجمالا "طبق قديم ولذيذ في فصل الشتاء، وله فوائد عديدة"

وتاتي شوربة العدس بعد الرشوف مباشرة من حيث شعبيتها، وهي المفضلة لدى جلال وهدان، و"بلا منازع" كما يؤكد.

اما المكونات، بحسب وهدان، فهي تقتصر بشكل اساسي على العدس المجروش الذي يتم غليه في الماء حتى ينضج مع اضافة الزيت والملح اليه بحسب الرغبة.

ويضيف ان هذا الطبق يتم تناوله شربا سواء بالملعقة او مباشرة من الصحن، لكن المفضل هو سكبه على خبز مقطع الى اجزاء صغيرة، وانتظار تشبع الخبز به، ثم عصر قليل من الليمون عليه وتقديمه مع مقبلات كالبصل والزيتون الرصيع، والفجل والجرجير.

ويرى وهدان ان من بين اهم فوائد هذا الطبق "اللذيذ"، الطاقة التي يمنحها للجسم وتنعكس عليه دفئا خلال الشتاء.

فراس الداغستاني وهو صاحب محل حلويات، تحدث عن (الكرزنش) او الشيشبرك، وهو طبق شيشاني تقليدي "مفيد للجسم ويساعد على الشعور بالدفء" كما يؤكد.

واوضح الداغستاني ان هذا الطبق يتالف من عجين يطهى مع اللحم، وتقدم الى جانبه سلطة تتكون اساسا من الثوم او البصل.

فيما لفت ابو علاء الشركسي الى ان طبق معجنات "حلفا" سواء "حلفا بطاطا" او "حلفا جبنة"، هو الاشهر عند الشركس، واصفا اياه بانه "يزين ليالي الشتاء".

وقال ابو علاء ان هذه الاكلة هي عباره عن عجين يفرد ويرقق جيدا ثم يقطع الى مربعات تحشى كل منها بالجبنة البيضاء المالحة، او بالبطاطا المسلوقة بعد هرسها وخلطها مع البصل الناعم والملح والفلفل الاسود، ويصار بعدها الى طي العجين المحشو على هيئة مثلثات تقلى بالزيت، ويتم تناولها مع الشاي.

والى جانب الاطباق السابقة، فهناك الحلوى التي تتعدد اشكالها وانواعها، وتمتاز بالمكونات ذات السعرات الحرارية العالية، ومن بينها الهريسة والسحلب والبحتة والعوامة والمطبق والكرابيج، وغيرها.

وتشير اميلي الحوراني الى حلوى البربارة التي تتكون من قمح مقشور تضاف اليه القرفة والكمون والزبيب والسكر واليانسون، وتطهى جميعها على نار هادئة حتى تغدو اشبه بالمربى، وهي حلوى يجري اعدادها لمناسبة احد الاعياد الذي يحتفل به المسيحيون في الرابع من كانون الاول كل عام.

أضف تعليقك