مواطنون في الزرقاء يلفهم الحنين الى "رمضان زمان"- فيديو

مواطنون في الزرقاء يلفهم الحنين الى "رمضان زمان"- فيديو
الرابط المختصر

تلمس عمق الحنين الى اجواء رمضان القديمة في الزرقاء في نبرة من يحدثونك عنها ممن يعدون انفسهم محظوظين لانهم كتب لهم ان يشهدوها قبل ان تسحقها عجلات الحضارة المتوحشة.

ولا تخفى المرارة التي تعتمل في نفوس هؤلاء وهم يعقدون مقارنة بين ما مضى وبين ما هو كائن اليوم، ليخرجوا لك بنتيجة مؤداها ان "البركة انتزعت".

ام محمد واحدة من هؤلاء، وهي ليست بحاجة الى كثير عناء وتفكير لتخبرك بعبارة حاسمة ان "رمضان زمان ابرك واحسن".

في "رمضان زمان"، وكما  تروي هذه المراة "كان الجيران يسالون عن احوال بعضهم، وكذلك الاخوة والاخوات، اما اليوم، فلا احد يسال عن الاخر".

وتضيف "في وقتنا هذا اصبح تذكر الجار بسكبة رمضان امرا نادرا، وقد تنام جائعا ولا يعلم بك جارك".

والسكبة هي اطباق اطعمة يتبادلها الجيران في مابينهم على سبيل التواد، وهي عادة درج عليها السابقون ممن اعتبروا ان من العيب ان يشم الجار طبخهم فيشتهيه ولا يتذوقه.

هيا احمد، عايشت في صغرها الاجواء التي تغمرها المحبة ويسودها التواصل والتراحم، وتروي لنا من جعبة ذاكرتها الحية بعض فصول رمضانات السابقة.

وتقول "اكثر ما افتقده اجتماع العائلة ساعة الافطار..امي وابي واخوتي. وحتى بعد ان توفي والداي واصبحت يتيمة، تكفلني جدي واستمرت  في كنفه الاجتماعات الحلوة على الفطور".

وتخلص هيا الى القول "كنت ايامها استشعر البركة تحفنا وتظللنا".

واكثر من تحن اليه بسمة عليمات (ام ايمن) هي طقوس السحور وطبل المسحر واجتماعات النسوة للاعداد لكعك العيد في الايام الاخيرة من رمضان.

وتقول "كان طبل المسحر يوقظنا على السحور، وكنا نجتمع مع بيوت اقربائنا وجيراننا احيانا على مائدة واحدة، وكانت اجواء ولا اروع، ولكن الان تجد البعض يتسحر والبعض لا يفعل، وبعض اخر اما نائم او يسهر على الاغاني".

وتضيف "وقبيل العيد، كانت القريبات والجارات يجتمعن باعداد تزيد احيانا عن عشر نساء، وينهمكن في اعداد كعك العيد..اما اليوم، فالناس اصبحت تشتري الكعك الجاهز".

وتصمت ام ايمن برهة ثم تتنهد وتقول "رمضان ايام زمان كان عادات وقيما طيبة، ولكم انا مشتاقة الى تلك الايام واتمنى عودتها".

ويحدثك محمود السلايلة عن اجتماعات الاهل في رمضان القديم وعن "البركة" التي كانت تعم كل شئ برغم الفقر الذي كان سمة عامة.

ويقول السلايلة "اجواء رمضان تغيرت وخاصة الجَمعة. الان كل واحد يفطر في بيته. وفي السابق كان الابناء يجمعون عائلاتهم ويتوجهون لتناول الفطور في بيت ابيهم، خاصة وان البيوت كانت جميعها متجاورة وتشترك في حوش واحد".

ويتابع "لم يكن مع الناس نقود في تلك الايام، ولكن كانت هناك الالفة والجميع قلوبهم على بعض، بعكس اليوم حيث بالكاد يدعو القريب قريبه على افطار. وايضا كانت البركة تحف كل شئ، ولم يكن احدنا يفكر سوى في ان يعيش يومه".

ويقول محمود راشد "رمضان ايام زمان بساطة وطيبا من دون تكبر وتصنع، زمان كنا نشرب العصير في طاسة، اما  الان، فانه الاتيكيت ولا بد من الاتيكيت".

اما احمد عبد القادر ويعمل في صناعة وبيع الحلويات منذ نحو اربعين عاما، فيقول "رمضان قديما كان احلي، وكان كله بركة رغم اننا لم نكن نعيش في مستوى رفاهية كما هو الحال اليوم".

ويضيف "كنت تستطيع ان تشتري بالدينار كل ما تريده، اما اليوم فان خمسين دينارا لا تكاد تشتري لك شيئا"