فن الخط مظلوم على مستوى العالم العربي والاردن ينظر إليه من زاوية أكاديمية بحتة

فن الخط مظلوم على مستوى العالم العربي والاردن ينظر إليه من زاوية أكاديمية بحتة
الرابط المختصر

ينظر رئيس جمعية الخطاطين الاردنيين احسان التركماني الى الدور الذي يؤديه مع رفاقه في الجمعية باعتباره يحقق الرسالة السماوية المقدسة في احياء الخط العربي ويظهر بجلاء وجه الهوية العربية الحقيقية.

وهو اذ ذاك يأسى لتجاهل الجهات الرسمية جسامة هذا الدور، ولتقتيرها في تقديم الدعم الذي تحتاجه جمعيته حتى تستطيع مواصلة حمل تلك الرسالة.

وفي مقابلة "هنا الزرقاء"، تحدث التركماني عن بدايات الجمعية التي تضم نحو 300 عضو، والصعوبات التي تواجهها، وكذلك عن خططها للنهوض بفن الخط الذي ينفرد به العرب عن بقية الامم.

وتاليا نص المقابلة مع التركماني، وهو من مواليد الزرقاء عام 1961، وبدا مشواره مع الخط العربي بعد رحلة اكاديمية نال خلالها درجة الماجستير في الادارة اضافة الى دبلوم الفنون الجميلة من جامعة اسطنبول التركية:

 

متى، وكيف جاءت فكرة تاسيس الجمعية؟

- عند عودتي الى الاردن بعد حصولي على دبلوم الفنون الجميلة.. بدأت تاسيس الجمعية مع عدد من رواد الخط العربي في الاردن ومنهم محمد الهندي وفيصل العزة ورياض الطبال، واشتملت الهيئة التأسيسية كذلك على خمسين خطاطا اخر.

وهدفت الجمعية انذاك الى لم شمل الخطاطين الاردنيين وبلورة جهودهم في ائتلاف فني واحد يظهر فن الخط ويحتفي به، ويكون قادرا على احتضان فكرته وتحقيق أهدافها..وكان ذلك في تسعينيات القرن الماضي، وتحديدا عام 1993.

من ثم بدأت نشاطات الجمعية تظهر على شكل معارض ومحاضرات وندوات ودورات وزيارات وبعض المشاركات الدولية.

وكان المعرض الاول عام 1993 برعاية سمو الاميرة وجدان علي، وكان معرضا شاملا كبيرا لاقى استحسان كل من حضره وهدف الى تجميع الجهود المبعثرة للخطاطين في الاردنيين. وكانت الاعمال المشاركة من كل المستويات الفنية.

وهذا جميعه كان لبنة اساسية للمعرض الثاني عام 1996 الذي انصبت فيه الجهود على اختيار مشاركات بمستوى أعلى فنيا. من ثم توالى عقد المعارض على مستوى المحافظات فقط. وكانت تستقطب أحيانا مشاركات دولية بهدف دعم الخبرة المحلية.

هل لقيتم دعما رسميا للجمعية؟

- فن الخط العربي فن مظلوم على مستوى العالم العربي، وفي الاردن خاصة ينظر إليه من زاوية أكاديمية بحتة حيث تقوم على رعايته وزارة التربية والتعليم، والدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة ينحصر في دعم ثانوي كتوفير مكان المعرض أو الدعم السنوي الذي لا يغطي أجرة المقر، مثل أي هيئة أخرى.

رة الثقافة ليس عندها تمييز لمشروع الخط العربي برغم انه من أهم معززات الهوية العربية بوصفه دالة على الشخصية العربية والإسلامية، وتنفرد به ألأمة العربية عن بقية العالم .

وكيف أصبح الخط العربي فنا يحمل كل هذه الأهمية والتفرد؟

- لم يكن الخط العربي فنا قائما بذاته الا بعد نزول الوحي بالقرآن الكريم، فالقرآن أكسب الفنون بأكملها القدسية.

واللغة والشعر والزخرفة والعلوم الأخرى لم تصبح فنا الا بعد أن تسابق الفنانون في بلورة فنهم، فكان الخطاط يجوّد خطه لتدوين القران الكريم، وكان هذا نوعا من التعبد بالقران، وكذلك المذهب والمزخرف والوراق، كانوا جلهم ينشدون الصفة الكاملة للعمل.

وهكذا يظهر أن القرآن الكريم حث على هذه الفنون وشجعها وهو ما يعكس قدسية واعجاز وأهمية كتاب الله سبحانه وتعالى.

 

ما هي اهم التحديات التي واجهتموها ولا تزالون خلال عملكم في الجمعية؟

- تعرضت الجمعية لعوامل شتى ولصعوبات ظاهرة أهمها العقبات المالية التي كانت تتحدى استدامتها.. وكل المؤسسين كان ولا يزال عملهم تطوعيا.

عملنا يعتمد على مبادرات وتبرعات شخصية قائمة على الافراد وهذا ينذر مستقبلا بوقف الجمعية ان توقف الافراد لسبب او لآخر، كما ان نقص الدعم المادي أدى الى تأخير تحقيق الاهدف المرسومة للجمعية واضعف تلقائيا دورها الادائي والفني.

ومهمتي كرئيس للجمعية تزداد صعوبة في كل في ظل تجاهل الجهات الرسمية لما نحن عليه ولمشروعنا.

ولكن هذا لم يقف أمام طموحاتي الفردية، حيث واصلت العمل من أجل الخط العربي وقمت بتأليف وترجمة الكتب الخاصة بهذا الفن، ومن الكتب ترجمة كتاب (ملك جلال) الخطاط التركي الشهير أحمد الكامل، وكذلك هناك كتاب تحت الطبع عنوانه: الخطاط سامي أفندي: حياته ومسيرته وابداعاته.

ولي من المخطوطات "رحلة الخط العربي" وهو معجم للخطاطين، وأيضا كراسة تعليم الخط بطرق ابداعية قمت بابتكارها.

 

وماذا عن دور المؤسسات الأكاديمية في تبني ودعم مسيرة الجمعية؟

- في موضوع الخط العربي لا توجد جهود منظمة حتى عند الجامعات والمؤسسات الاكاديمية، وما هو موجود الان محاولات متناثرة لدى بعض الجامعات مثل جامعة اليرموك وجامعة الزرقاء الخاصة، وهي تستدعيني لأقدم محاضرات تعريفية في موضوع الخط العربي ولكنها محاضرات متناثرة وليست متواصلة.

الاهتمامات المنظمة في موضوع الخط العربي تنحصر في كلية العمارة في جامعة العلوم الاسلامية حيث تمنح درجة البكالوريوس في فن الزخرفة، والمكان الآخر هو مركز الاميرة سلمى للطفولة التابع لوزارة الثقافة. ولهذا المركز دور ايجابي في تعريف الاطفال الهواة وتعليمهم فن الخط العربي، واقوم بالترديب فيه.

 

ما هي طموحاتكم المستقبلية على صعيد الجمعية والصعيد الشخصي ؟

- الطموحات تكمن في تحقيق الاهداف التي أنشئت الجمعية من أجلها. ونطمح لإنشاء متحف خط عربي شامل لجميع أعمال القدماء والمحدثين وحتى المبتدئين في ما بعد.

اتمنى على كل الجهات الداعمة والراعية أن تتفهم دور الجمعية لما له من أهمية، ولانه يحقق الرسالة السماوية المقدسة في احياء الخط العربي ويظهر بجلاء وجه الهوية العربية الحقيقية .

فالفنون جميعها معروفة لدى العالم غير ان الخط العربي فن وحيد تتميز به الامة العربية وهو فن راق بشهادة عمالقة الفنون الغربيين الذين يقفون امامه مبهورين.

أما على الصعيد الشخصي، أشرت الى أن لي مؤلفات مخطوطة وأطمح الى نشرها بشكل لائق، كما اطمح الى اقامة معارض شخصية ومهرجانات دولية جامعة لكافة الفنانين من المحيط الى الخليج .

هل ثمة أنشطة قريبة للجمعية؟

- نعد حاليا لمهرجان الاردن العالمي للخط العربي الذيي سيعقد بين 18-22 من شهر ايار الحالي في مركز الحسين الثقافي التابع لامانة عمان، وسيعرض أعمال فنانين من أربع عشرة دولة.

وهذا المهرجان تظاهرة فنية وعرس وطني يشتمل على عرض اللوحات واقامة ورشات العمل في الخط والزخرفة والتوريق والتذهيب، وسيضم جناحا خاصا يقدم شرحا عن حياة الرواد في هذا الفن، وقسما لادوات الخط واخر للمراجع العلمية والكتب.

ولا افشي سرا اذ أقول ان المهرجان واجه عجزا كاد يعصف به، وقد تم جمع جزء كبير من ميزانيته من جيوب المساهمين والمتطوعين من الخطاطين في الجمعية.