غياب الدعم يوقف ابحاثا واعدة حول المضادات بالجامعة الهاشمية
ادى غياب الدعم المالي الى توقف ابحاث واعدة كان طالبان في الجامعة الهاشمية بدءاها قبل بضعة اعوام، وافضت في مراحلها الاولى الى اكتشافات مبشرة في مجال استخلاص مضادات حيوية من نباتات برية منتشرة في الاردن.
وقال كمال حجاوي طالب الداراسات العليا في تخصص العلوم الطبية المخبرية، ان البحث الذي كان يعمل عليه مع زميله سائد خمايسة، واثبت تأثير خمس نباتات برية كمضادات حيوية، متوقف منذ مدة "لعدم وجود دعم مادي من اية جهة".
واشار حجاوي الى ان البحث كان توصل الى اثبات فاعلية خمسة انواع من النباتات البرية كمضادات حيوية، وخصوصا نبتة "الحرمل"، التي تبين ان لها تاثيرا قاتلا يشمل طيفا واسعا من انواع البكتيريا.
واوضح ان النباتات المبحوثة شملت الى جانب الحرمل، كلا من: الشيح وحصا البان وقثاء الحمار والاخيليا والشومر والعطرة، والتي اظهرت خواص مضادة للبكتيريا تفوق ما هو في اي نباتات مشابهة تنمو في اي منطقة اخرى من العالم.
وحول بدايات هذا البحث، قال الحجاوي انها "كانت عبر مسابقة البحث العلمي الطلابي الثالثة (2011) التي اعلنتها عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، حيث اشتركت فيها مع زميلي سائد ببحث حول التنوع البناتي في الاردن وأهميته الطبية".
واضاف انه "من خلال محور هذا البحث خرجنا بفكرة اطلاق بحث علمي مخبري حول الاسباب التي كانت تدعو الناس لاستخدام بعض النباتات الطبية للعلاج قديما، وهل يمكن ان تكون هذه النباتات مضادات حيوية قابلة للعمل عليها وتطويرها؟".
واكد حجاوي انه وزمليه كان لديهما ما يدعو للاعتقاد بان "هذه النباتات وان كانت موجودة في اماكن اخرى من العالم، غير انها لا تتمتع بالنفع والفائدة اللتين تتركزان في مثيلاتها في الاردن تبعا لطبيعة المناخ والتربة المتميزة".
وتابع ان فكرة بحثهما الذي بدأ بدعم شخصي من بعض اساتذة الجامعة تمثل في مواد مخبرية "تمحورت حول الاستفادة مخبريا من النباتات الطبية بعد تجفيفها وطحنها ووضعها ضمن ظروف مخبرية خاصة لنستطيع استخلاص المواد الذائبة فيها، ومن ثم تجربة هذه المستخلصات مخبريا في القضاء على انواع من البكتيريا".
وقد حصل حجاوي مع زميله خمايسة على المركز الأول في المستوى الثاني للمسابقة عن هذا البحث، والذي لم يكتب لهما الاستمرار فيه لاحقا نتيجة غياب الدعم المادي.
كما شاركا بنفس البحث في مهرجان التكنولوجيا الوطني الخامس في الجامعة الهاشمية لسنة 2012، حيث حازا على المركز الاول.
وقال حجاوي انه "حين سمعت عن البحث الفائز الدكتورة جوان العبيني وهي عضو بحث وتدريس في الجامعة الهاشمية اصبحنا نعمل معا ولكن على بحث مواز لفكرة البحث الاول الفائز، وبدعم من صندوق البحث العلمي في الجامعة الهاشمية".
ويحفل سجل هذا الطالب وزميله خمايسة بمشاركات في العديد من المحافل العلمية المحلية والعربية.
ومن ذلك مسابقة جائزة الملكة رانيا للريادة، التي انضما اليها عبر مشروع لانشاء مركز بحثي بكلفة 80 الف دينار، لكن لم يكتب لهما الفوز رغم بلوغهما مرحلة التصفية نصف النهائية، حيث منحت الجائزة وقتها لمشاريع انشائية صغيرة.
وعلى مستوى الوطن العربي حصلا على المركز الثالث في المؤتمر العربي الاول للابداع عن بحث حول مصادر المضادات الحيوية في النباتات الطبية المقاومة للبكتيريا.
وفي ضوء تجربته وما واجهه خلالها، فقد حث حجاوي اعضاء هيئة التدريس في الجامعات على "الالتفات الى تميز بعض طلبتهم وتمكينهم واعطائهم الفرصة لاثبات جدارتهم، وعدم الاستخفاف بأفكارهم"، وايضا تمنى على "الجهات البحثية وصناديق البحث العلمي الاعتناء بالشباب البحاثة ودعم مشاريعهم".
وقال طالب الدراسات العليا الذي حصل على منحة الماجستير عن طريق "جمعية ابداع" التي تنشط في دعم المبدعين والمتميزين من الفئات الأقل حظاً "انا شخصيا واصلت في العمل البحثي رغم كل المعيقات، لكن عددا من زملائي انسحبوا وذابوا في هدير الحياة ومتطلباتها".
إستمع الآن