حملة لـ"الغذاء والدواء" للتوعية بمخاطر الاستخدامات الخاطئة للعبوات البلاستيكية

حملة لـ"الغذاء والدواء" للتوعية بمخاطر الاستخدامات الخاطئة للعبوات البلاستيكية
الرابط المختصر

تحرص "ام محمد جبران" على ان لا تخلو حقائب ابنائها المدرسية من عبوات المياه البلاستيكية التي تقوم باعادة تعبئتها لهم مرارا وتكرارا، غير مدركة لحقيقة انها معدة للاستعمال مرة واحدة فقط، وبحيث لا تعود آمنة بعدها، كما يؤكد خبراء.

 

وتبدو ام محمد مطمئنة الى سلامة ما تفعله، حيث انها -كما تقول- تعمد الى "غسل العبوات قبل تعبئتها، وتستبدلها باخرى بعد مضي اسبوع على استعمالها".

 

ولكن الخبراء يؤكدون ان تكرار غسل العبوات من شأنه تسريع تحلل بعض المواد "السامة" الداخلة في صنعها، ومن ثم هجرتها الى السوائل والمواد الغذائية الموجودة فيها.

 

ولا تقتصر اعادة استخدام العبوات البلاستيكية على تعبئتها بالمياه فقط، بل يشمل كذلك مواد غذائية منها الزيت بحسب ما تذكره ام محمد. وحالها في ذلك حال الكثير من ربات البيوت.

 

وفي هذا ايضا مخاطر يحذر منها الخبراء، حيث ان الزيت يحوي مواد حامضية تؤدي الى تحلل العوامل السامة في العبوات.

 

ولأن ايمان ابو دلو تتخوف من تاثيرات "تسرب" المواد البلاستيكية، مع عدم معرفتها بطبيعة هذه المواد، فهي تتخلص من العبوة بعد نفاد المادة الاصلية منها، او انها تستعملها في امور لا علاقة لها بالغذاء، كتحويلها الى اوعية للزراعة.

 

وتقول سيدة اخرى هي تغريد التميمي، انها لا تحدد سقفا زمنيا لاستخدام العبوة، بل تستمر في اعادة تعبئتها بالمياه الى ان تلاحظ تغير لونها، وحينها تستبدلها بغيرها.

 

وتضيف انها تلاحظ اعتماد الكثيرين على هذه العبوات من اجل تخزين المخللات والزيت وغيرها من المواد الغذائية، متوقعة انطواء هذا السلوك على ضرر، لكنها لا تدرك طبيعة هذا الضرر.

 

وعادة ما تقوم الشركات بصنع العبوات من خامات بلاستيك تناسب المادة التي ستعبأ فيها، وتعمد الى ارفاق كل عبوة برموز محفورة على جدارها على هيئة مثلث اسهم يتوسطه رقم يدل على نوع الخامة.

 

والمعني بالرموز هو الشركات بالدرجة الاولى، حيث تعتمد عليها في عملية تدوير العبوات، لكنها ايضا يمكن ان تخدم المستهلك من حيث تعريفه بنوعية المواد الغذائية التي تصلح للتعبئة فيها.

 

لكن الغالبية العظمى من المواطنين لا تستطيع تمييز دلالات تلك الرموز، كما هو الامر مع تغريد التي تقول انها ليست لديها اية فكرة عنها.

 

وايضا تقول نادية عصام انها تجهل دلالات هذه الارقام والرموز، مؤكدة انها ليست معنية باكثر من الارقام والتواريخ المتعلقة بمدة صلاحية المادة الغذائية الموجودة في العبوات.

 

حملة توعية

وفي ما يعكس ادراكا من الجهات الرسمية لحقيقة شيوع الاستخدامات الخاطئة لعبوات البلاستيك لدى قطاع واسع من المستهلكين، فقد اطلقت حملة تهدف الى تصحيح المفاهيم والتوعية بطرق التعامل الامنة مع انواع العبوات.

 

وكانت مؤسسة الغذاء والدواء هي المبادرة الى الحملة التي جرى تدشينها اعتبارا من الشهر الحالي، وبالتعاون مع وزارتي الصحة والبيئة وغرفة صناعة الاردن.

 

وقال محمد الخريشة مدير مؤسسة  الغذاء والدواء  ان الحملة ستتضمن نشر رسائل توعية في وسائل الاعلام وعقد ندوات للقطاع الصناعي الذي يقع على عاتقه جزء كبير من المسؤولية في الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين.

 

واضاف ان الحملة وهي بعنوان "الاستعمال الامن للعبوات البلاستيكية" ستعمل على بناء ثقافة مجتمعية حول كيفية التعامل مع انواع العبوات، سواء المستخدمة في تعبئة المياه والسوائل الغذائية او في تغليف الخبز وغيره من الاطعمة.

 

وكانت مؤسسة الغذاء والدواء اعدت مسودة قرار يمنع بيع مادة الخبز والخضراوات والفاكهة بعبوات او اكياس بلاستيكية والاستعاضة عنها بالورقية، وذلك اعتبارا من بداية العام الجاري.

 

وتضمنت المسودة ضوابط وتعليمات تنظم عمل مصانع التعبئة والتغليف، ونصوصا تجيز انزال عقوبات بحق المخالفين وفق ما ورد في قانون الرقابة على الغذاء ساري المفعول مثل الغرامة والاغلاق والتحويل الى الجهات القضائية.

 

واشار الخريشة في هذا السياق الى ان المصانع المحلية بدأت وضع علامة مؤسسة الغذاء والدواء على منتجاتها من عبوات وأكياس حتى يعرف المواطن انها مجازة وآمنة للغاية التي صنعت من اجلها.

 

وبين ايضا ان هناك مواصفات لصناعة اكياس التعبئة تم تعميمها على المصانع وسوف يصبح استخدامها قريبا امرا الزاميا لتجار الاغذية.

 

مفاهيم وسلوكيات

ولفت الخريشة في حديثه الى بعض المفاهيم والسلوكيات الخاطئة التي درج عليها الكثير من المواطنين خلال التعامل مع العبوات البلاستيكية، وخصوصا المعدة لتعبئة المياه.

 

وركز في هذا الاطار على تكرار تعبئة  الصغيرة منها، والتي اكد انها معدة للاستعمال مرة واحدة فقط، ولا يمكن القول انها لا تزال آمنة بعدها، على حد تعبيره.

 

كما شدد على ان هذه العبوات مخصصة للسوائل الباردة والمياه ولا يجوز تعبئتها بسوائل ساخنة، حيث ان ذلك يؤدي الى رحيل لبعض المواد البلاستيكية الى المادة الغذائية واختلاطها بها،  مما يؤدي الى الضرر الصحي.

 

وقال الخريشة ان من الملاحظ كذلك قيام البقالات بشراء عبوات المياه من الموزعين بكميات كبيرة، ولعدم جود متسع في محلاتهم فهم يعرضونها تحت اشعة الشمس المباشرة، وهو ما يعتبر مخالفة صحية.

 

وبين ان سوء استخدام العبوات من قبل كثير من المواطنين يتبدى ايضا من خلال تعبئة الكاسات البلاستيكية المعدة للمشروبات الباردة، بسوائل ساخنة مثل الشاي والقهوة، ما يجعلها غير امنة.

 

وفي ما يتعلق بتعبئة بعض عبوات المياه والمشروبات الغازية بالمخللات والزيت، فقد اعتبر الخريشة هذه الممارسة خاطئة، مشيرا الى ان هناك عبوات بلاستيكية مخصصة لهذه الغاية، مع تفضيله استعمال الاوعية الزجاجية.

 

وحول الرموز المطبوعة على العبوات، فقد اوضح الخريشة انها تشير الى نوعية المادة البلاستيكية التي صنعت منها والاغذية المسموح بتعبئتها فيها، وليس عدد مرات الاستعمال كما قد يعتقد البعض.

 

وقال ان هناك انواعا من البلاستيك تكون مخصصة للمواد ذات الطبيعة الحامضية او القاعدية، واخرى للمشروبات الغازية والعصائر، وغيرها للمواد الساخنة او الباردة، كما ان هناك اصنافا معدة بحيث يمكن ادخالها في المايكرويف.

 

رموز ودلالاتها

وتتضمن الرموز ارقاما تتسلسل من واحد حتى سبعة وهي محفورة على كافة انواع العبوات والمواد البلاستكية كالاكواب والقوارير والاواني وغيرها، ودلالاتها التي تهم المستهلك هي كالتالي:

 

“1″ يستخدم لعلب الماء والعصائر ذات الحموضة المنخفضة، مع الحذر من استخدام العبوات لأكثر من مرة، لأنها مصنوعة لتستخدم لمرة واحدة فقط وتصبح سامة إذا أعيد تعبئتها،

 

“2″ آمن فقط للاستخدام في علب الشامبو والمنظفات وبعض لعب الاطفال.

 

“3″ ضار وسام اذا استخدم لفترة طويلة، وهو مصنع من ارخص انواع البلاستيك ويستخدم خصوصا في صناعة انابيب المياه،

 

“4″ آمن نسبيا ومنه تصنع بعض قوارير الماء التي تستخدم لمرة واحدة فقط، وكذلك اكياس التسوق واكياس تعبئة الخبز.

 

“5″ يناسب السوائل والمواد الباردة والحارة ولكن ضمن صلاحية محددة،

 

”6″ خطر وغير آمن للاستخدام مع المشروبات الساخنة، ومن اشكاله اكواب وعبوات الفوم الخاصة بتغليف الاطعمة والوجبات،

 

اما “7″ فهو لايقع تحت اي تصنيف وكثير من الشركات العالمية بدأت تتجنبه وبخاصة شركات صنع العاب الاطفال.

 

وكما اسلفنا، فان المعني بهذه الرموز هو مصانع البلاستيك نفسها بالدرجة الاولى، حيث تعتمد هذه الارقام واحيانا بعض الرموز التي تترافق معها لتسهيل الفرز خلال عملية اعادة تدوير منتجات البلاستيك.