التعليمات المتضاربة للجلباب تربك الاهالي والطالبات

التعليمات المتضاربة للجلباب تربك الاهالي والطالبات
الرابط المختصر

تعيش الطالبات واهاليهن في الزرقاء حالة ارباك نتيجة تضارب تعليمات وزارة التربية حيال شكل الجلباب المدرسي، والذي اعلنت الوزارة تحديده باللونين الكحلي والسكني، فيما تؤكد مدارس انه تم حصره بالاخضر وبنفس صنف القماش المعتاد.

وكان وزير التربية محمد الذنيبات صرح قبيل بدء العام الدراسي بانه تم تحديد لون الجلباب للطالبات في كافة مدارس المملكة بلونين اما الكحلي او السكني، وذلك في اطار اعلانه عن التعليمات الجديدة لزي الطالبات والطلاب، والتي تشترط ايضا كتابة الاسم على الزي.

وذات الامر اكده مدير تربية الرصيفة سعيد الرقب لـ"هنا الزرقاء" مطلع آب، مبينا ان الهدف هو تحاشي حصول "خلط بين الطالبة والمعلمة (داخل المدرسة)، حيث ان هناك معلمات يرتدين الجلابيب، على ان يكون لون غطاء الرأس ابيض".

ومع نشر تقارير حول قيام مديرات مدارس بمنع الطالبات من ارتداء الجلباب الكحلي والسكني، سارعت الوزارة الى نفي اصدارها اي قرار مغاير لما كانت اعلنته سابقا بهذا الشأن.

وذهب الناطق باسم وزارة التربية وليد الجلاد الى درجة تحدي "من يدعي أن هناك قرارا من الوزارة بان يظهر كتاب القرار إن وجد"، وفق تصريحات له قالت وسائل اعلام انه ادلى بها خلال مقابلة مع محطة اذاعية محلية.

بيد ان مديرة مدرسة تماضر بنت عمرو الثانوية الشاملة للبنات في لواء الرصيفة اكدت لـ"هنا الزرقاء" ان هناك تعليمات لاحقة وغير مكتوبة من مديرية التربية تفيد بقصر الجلباب على اللون الاخضر ونوع قماش الزي المدرسي "المريول".

وبينت المديرة اسماء الخلايلة انه "تم عقد اجتماع مع مدير التربية.. وفيه تم الاتفاق على أن يكون لون الزي الشرعي لطالبات المدرسة باللون الأخضر، علما بأن الزي المدرسي المتعارف عليه يجب أن يكون تحت الركبة".

واقرت الخلايلة بان التعليمات الجديدة كانت "مفاجئة" واثارت "غضب واحتجاج" الطالبات والاهالي، حيث انها جاءت عقب بدء العام الدراسي وبعد ان كانوا قد كيفوا انفسهم مع ما سبق واعلنته الوزارة بخصوص شكل الزي.

وقالت "لم تكن هناك مدة كافية للعمل على هذه القرارات المفاجئة فكان الحل الوحيد لامتصاص غضبهم هو اعطاؤهم مهلة حتى نهاية شهر ايلول الحالي إلى أن تصدر قرارات نهائية من وزير التربية والتعليم".

ومن جانبها، انتقدت عضو نقابة المعلمين في الرصيفة رنا البزاري ما وصفته بـ"تخبط" وزارة التربية بشأن الزي، مؤكدة ان ذلك ادى الى ارباك الطالبات والاهالي.

وقالت بزاري، وهي مرشدة تربوية في مدرسة عوجان الثانوية الشاملة للبنات، ان "عملية تبليغ المدارس بهذا القرار من قبل مديريات التربية كان بشكل متخبط وضع الأهالي تحت ضغط وحيرة من أمرهم".

واوضحت انه "في نهاية العام الماضي تم تبلغ الطالبات بأن لون الجلباب يجب أن يكون رماديا (سكني) أو كحليا، وفي بداية العام الدراسي الحالي تم تبليغهم بأنه.. يجب أن يكون بنفس نوع ولون قماش الزي المتعارف عليه".

واشارت بزاري الى انها كانت ارسلت كتابا الى وزارة التربية عام 2012، تقترح فيه توحيد شكل ولون جلباب الطالبات، من اجل "الغاء" الفروقات الاجتماعية بينهن، والتي بات يكرسها تنوع موديلات وألوان الجلباب.

وبينت انه "في هذا العام تمت مناقشة (مضمون) الكتاب والعمل به"، لكن ليس بالصورة التي كانت تأملها.

وقالت بزاري ان الاقتراح كان "توحيد لون وتفصيل ونوع القماش للزي المدرسي وليس فقط اللون، لأن الجلباب الرمادي أو الكحلي منه ما هو بسبعين دينارا وما هو بخمسة عشر دينارا، وهنا تكمن الفروقات الاجتماعية بين طالبات المدرسة التي نسعى إلى إلغائها".

وشددت على ان "من الدوافع لتقديم هذا المقترح المساهمة في المحافظة على هوية الطالبة خارج المدرسة، وللتمييز بين الطالبات و المعلمات داخل الحرم المدرسي، وغير ذلك، فهو يشعر الطالبة أن الذهاب للمدرسة ليس كأي مكان آخر، فهي لها خصوصيتها ولها ضوابطها المعروفة".