ادارة النفايات الالكترونية بالرزقاء.. ثقافة شعبية غائبة واداء رسمي خجول!

ادارة النفايات الالكترونية بالرزقاء.. ثقافة شعبية غائبة واداء رسمي خجول!
الرابط المختصر

تكاد ثقافة ادارة النفايات الالكترونية تكون غائبة في الشارع الزرقاوي، فيما يبدو الاداء الرسمي خجولا على صعيد التعامل معها، برغم ما لها من مخاطر جمة على صحة البشر وبيئتهم.

 

وتنحى مؤسسات دولية الى تصنيف النفايات الالكترونية ضمن اخطر عشرة ملوثات يعاني منها العالم حاليا، ومن بين اكثرها تداولا في الاردن: الهواتف النقالة القديمة وتوابعها كالبطاريات والشواحن، وكذلك الحواسيب والتلفزيونات والرسيفرات.

 

ومكمن خطر هذا النوع من النفايات هو في احتوائه على عناصر ضارة بصحة الانسان مثل الرصاص والزرنيخ، بحسب ما توضحه وفاء دعيبس منسق مشروع النفايات الالكترونية في وزارة البيئة.

 

وتقول دعيبس ان هذه العناصر قد تنتقل الى جسم الانسان في حالة التعامل مع النفايات الالكترونية بطرق خاطئة مثل حرقها او تذويبها في مواد كيماوية من اجل الحصول على معادن ثمينة تدخل في صنعها او معدن الرصاص.

 

وتضيف ان انتقال هذه المكونات الى جسم الانسان ربما يسبب السرطان خلال ستة اشهر، كما انها تلوث الهواء والتربة وتؤثر بشكل مباشر على مصادر المياه الجوفية.

 

وبينما يشدد الخبراء على ضرورة التعامل بحذر مع الاجهزة الالكترونية القديمة والتخلص منها بطرق سليمة، الا ان كثيرين يجهلون مخاطرها، او لا يجدون بديلا متاحا سوى القائها ببساطة في الحاويات.

 

عالية حامد (ربة بيت) تقول انها تتخلص من كل شئ انتهت صلاحية استخدامه عبر ارساله الى الحاوية مباشرة، وهي اقرب طريق على حد تعبيرها، ولا تعرف غيرها.

 

ذات الامر ينطبق على شيرين مراد وهي صاحبة متجر للنثريات، والتي تتمنى ان تكون هناك بدائل اخرى وارشادات للناس حول الطرق الصحيحة للتخلص من تلك النفايات.

 

اما ياسر الظهراوي (تاجر اراضي)، فهو يعطي هذه النفايات لجامعي الخردوات الذين يجوبون الشوارع من اجل ان يستفيدوا منها سواء بصورة مباشرة او من خلال استخلاص وبيع المواد التي تدخل في صناعتها.

 

والبدائل التي توفرها الجهات الرسمية ممثلة بوزارة البيئة لضمان التخلص منها بصورة آمنة، هي متواضعة الى حد بعيد، وتتركز في مشروع النفايات الالكترونية الذي اطلقته الوزارة في 2013 وينتهي في 2015.

 

واوضحت دعيبس ان المشروع الذي تتولى ادارته يجري تنفيذه من خلال برنامج الامم المتحدة للبيئة، ويأتي ضمن جهود الوزارة الرامية الى تحسين ادارة النفابات بشكل عام، وبهدف حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

 

وقالت انه يشتمل على ثلاثة محاور، يتعلق اولها بتقييم التشريعات بهدف الوصول الى تشريع خاص بالنفايات الالكترونية، والثاني يتضمن توزيع نشرات تعريفية ودفاتر رسم وتنظيم محاضرات في المدارس وامعيات البيئة الخاصة بالسيدات.

 

اما المحور الثالث، كما تضيف دعيبس، فيتمثل في تطبيق مبادرة ريادية تهدف الى جمع تلك النفايات من خلال 200 حاوية بلاستيكية جرى توزيعها في انحاء المملكة، وبلغت حصة الزرقاء منها 20 حاوية واربعة صناديق خشبية.

 

وجرى وضع حاويات الزرقاء في كل من: مديرية البيئة ومدينة الامير محمد ومستشفي الامير هاشم العسكري والحكمة والسيفوي والجامعة الهاشمية وكلية الزرقاء الجامعية وغرفتي التجارة والصناعة ومعهد التدريب المهني وجمعية الجيل الابيض لربات البيوت وعدد من المدارس.

 

وبينت دعيبس ان النفايات التي تجمع عبر تلك الحاويات يصار الى نقلها الى مكب النفايات الخطرة في منطقة سواقة جنوب عمان، مشيرة الى ان هناك شركة واحدة فقط مؤهلة ومرخصة لمعالجة النفايات الالكترونية واعادة تدويرها في الاردن.

 

واقرت المسؤولة في وزارة البيئة بان المشروع يواجه تحديات ناجمة عن ضعف الموازنة وقلة الكادر المؤهل لنشر المعرفة فضلا عن ان الوزارة ليست لديها ارقام حقيقية حول حجم هذا النوع من النفايات.