مؤتمر صحفي لمنظمة أطباء بلا حدود: الإجراءات الإسرائيلية القسرية تقوض صحة الناس في مسافر يطا- فيديو

الرابط المختصر

 

نظّمت أطباء بلا حدود مؤتمراً صحفياً اليوم في فندق الهيلتون في عمان، لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية في منطقة مسافر يطا، في جنوب الضفة الغربية للأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي يواجه أهلها خطر الإجلاء القسري. وتناول المؤتمر الصحفي الآثار الصحية الناجمة عن الإجراءات الإسرائيلية لإجلاء سكان مسافر يطا قسراً، والتي شهد عليها فريق المنظمة الإنسانية الدولية من خلال عمله في قرى مسافر يطا ومحيطها.

 

واستهل الحفل بكلمة للسيدة إيناس أبو خلف، رئيسة المكتب الإعلامي الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود في عمان، قالت فيها: "يواجه الفلسطينيون الذين يعيشون في مسافر يطا ومحيطها، في جنوب الضفة الغربية للأراضي الفلسطينية المحتلة، تحديات عظيمة كالعيش في خوف دائم من الإجلاء، والتعرض لهدم منازلهم ومنع المياه عنهم، وتقييد تحركاتهم. بالإضافة إلى التعرض للعنف من قبل المستوطنين. وتفرض السلطات الإسرائيلية ضغوطاً هائلة على سكان مسافر يطا، في الضفة الغربية، لكي يغادروا المنطقة، مما قد يرقى إلى كونه تهجيراً قسرياً، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني."

 

وبعد عرض فيلم وثائقي بعنوان: "مسافر يطا، المُرحّلون قسراً"، والذي يتضمن شهادات لسكان القرى الذين يعانون من هدم البيوت، والخيم، تخلل الحفل مداخلات لفريق منظمة أطباء بلا حدود القادم من الأراضي الفلسطينية المحتلّة   للمشاركة في المؤتمر.

 

فقال السيد ديفيد كانتيرو بيريز، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "يعيش قرابة 1100 شخصاً من سكان مسافر يطا تحت خطر التهجير القسري، ويمكن القول بأن خطر التهجير يشكل مخالفة للقانون الدولي الإنساني والذي يجب على إسرائيل احترامه بوصفها قوة محتلة. ويمنع القانون الدولي الإنساني بشكل صريح "النقل الفردي أو الجماعي القسري"

للأفراد في المناطق المحتلة إلا ضمن مجموعة محددة من الظروف ويمكن أن يُعتبر "الإخلاء القسري" الناتج عن التهجير، نقلاً قسرياً، مما يشكل خرقاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة، وبالتالي يصبح جريمة حرب."

 

ويضيف كانتيرو بيريز: "يتعرض سكان مسافر يطا لكافة أشكال العنف، فيدخل الجنود القرى ليلاً، ويفرضون حظر تجول وغيره من القيود على الحركة، ويقومون بتدريب عسكري بالقرب من مناطق معيشة الناس، ويصادرون المركبات ويهدمون المنازل. إنهم يجعلون حياة الناس لا تطاق ".

 

وقد كثفت السلطات الإسرائيلية إجراءاتها منذ مايو/أيار 2022، في أعقاب حكم صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية أزال جميع الحواجز القانونية التي تحول دون التهجير القسري للفلسطينيين من مسافر يطا لإفساح المجال أمام إقامة منطقة عسكرية. وكان لذلك تأثير شديد على قدرة السكان على الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية.

 

وهذا ما أكدت عليه السيدة فريديريكيه فان دوغن، مسؤولة الشؤون الإنسانية لمنظمة أطباء بلا حدود في القدس، فقالت: "خلال السنة الماضية، شهدنا تصاعداً في الإجراءات المقيدة للحركة، مما أثر على إمكانية وصول الناس إلى الخدمات الطبية. فكان المرضى يُمنعون بشكل متكرر من الوصول إلى القرى التي تقدم فيها المنظمة الخدمات الطبية إذا أظهرت بطاقة هويتهم أنهم من قرية مختلفة. كما تعرضت سيارات الإسعاف التي تسعى لدخول مسافر يطا إلى التأخير أو المنع أحياناً ويتم اعتراض المرضى وهم في طريقهم إلى المستشفيات من قبل الحواجز، مما يؤخر وصولهم. ونتيجة لذلك، أفاد العديد من السكان أن الوصول غير المضمون إلى الرعاية الطبية في مسافر يطا أجبر الأشخاص الضعفاء طبياً – بما في ذلك النساء الحوامل في الثلث الأخير من الحمل، وكبار السن الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة – على مغادرة منازلهم وعائلاتهم إلى مدينة يطا القريبة".

 

ويؤثر العيش في ظل هذه الظروف الصعبة بشكل كبير على الصحة النفسية للناس، وهذا ما تطرقت إليه السيدة مريم قبس المشرفة على فريق التثقيف الصحي في الخليل، فأشارت إلى "الزيادة الحادة في الطلب على خدمات الصحة النفسية بين السكان الذين تعرضوا لعمليات اقتحام المنازل وهدمها. وبعد هذه الحوادث، وقد أبلغ أكثر من نصف مرضى أطباء بلا حدود في عام 2022 عن أعراض نفسية جسدية؛ وظهرت على ربع المرضى أعراض ما بعد الصدمة؛ ووصف ثلثاهم وجود أعراض اكتئابية".

 

وختم السيد ديفيد كانتيرو بيريز: "على مدى العام الماضي، شهدنا مباشرة تأثير التدابير القسرية المتزايدة على الصحة الجسدية والنفسية للناس في مسافر يطا، وبوصفنا منظمة طبية إنسانية، فإننا ندين السياسات الإسرائيلية وندعو السلطات الإسرائيلية إلى الوقف الفوري لخطة الإخلاء ووقف تنفيذ الإجراءات التي تقيد الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية، للفلسطينيين في مسافر يطا. يجب لهذه المعاناة أن تتوقف. كما تدعو منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير عاجلة وضرورية لحماية سكان مسافر يطا وضمان احترام حقوقهم الإنسانية".

-انتهى-

 

 

وقدمت أطباء بلا حدود الخدمات الطبية والنفسية لسكان مسافر يطا عبر العيادات المتنقلة منذ عام 2021، والرعاية الصحية النفسية في محافظة الخليل، والتي تشمل مسافر يطا، منذ عام 1996. وفي هذا الوقت، شهدت فرق أطباء بلا حدود تأثير الإجراءات القسرية الإسرائيلية على كل جانب من جوانب الحياة اليومية للسكان.

 

حقائق سريعة:

 

  • 1981: أول سنة عينت فيها إسرائيل مسافر يطا منطقة إطلاق نار للجيش.

 

  • 1,144: عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في 12 تجمعاً في مسافر يطا، بينهم 569 طفلاً

 

  • مايو/أيار 2022: أزال حكم صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية جميع الحواجز القانونية أمام التهجير القسري للفلسطينيين من مسافر يطا لإفساح المجال أمام إقامة منطقة عسكرية.

 

  • من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول 2021، تعرض 20.7 في المئة من مرضى الصحة النفسية في أطباء بلا حدود لاقتحامات منازلهم، و3.8 في المئة هُدمت ممتلكاتهم. ارتفعت هذه الأرقام إلى 39.8 في المئة و 21.8 في المئة على التوالي خلال نفس الفترة الزمنية في عام 2022. وبعد ارتفاع الحوادث، أبلغ أكثر من نصف هؤلاء المرضى عن أعراض نفسية جسدية؛ وظهرت على ربعهم أعراض ما بعد الصدمة؛ ووصف ثلثاهم وجود أعراض اكتئابية.

 

  • عند مقارنة الفترة من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول 2022 بالفترة نفسها من عام 2021، لاحظت أطباء بلا حدود انخفاضاً بنسبة 27 في المئة في إجمالي عدد الاستشارات للأمراض المزمنة لكل عيادة متنقلة. وأظهرت مقابلات المتابعة أن غالبية المرضى توقفوا عن الحضور إلى استشارات المتابعة المنتظمة بسبب قضايا تتعلق بالوصول، مثل مصادرة سياراتهم من قبل الجيش الإسرائيلي والحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت في بلدة يطا القريبة ليكونوا أقرب إلى المرافق الطبية.

 

  • في مسافر يطا، تُقطع أنابيب المياه بانتظام، وتُدمر خزانات المياه ويتم إيقاف الشاحنات التي تنقل خزانات المياه وتصادر. وتتفاقم تحديات الحصول على ما يكفي من المياه بسبب نقص الأمطار. ويثير نقص المياه مخاوف بشأن الصحة الجسدية للسكان.

 

شاهد المقابلة : https://www.youtube.com/watch?v=ZFGTj5_b-Xo

لقاء مع فريديريكيه فان دوغن/من منظمة أطباء بلا حدود

 

أضف تعليقك