مشاركة المرأة في سوق عمان المالي : هبوط في الفرص وارتفاع في القدرات

الرابط المختصر

" هذا عالم الرجال الي انتو صعب تشتغلوا فيه " ، هكذا اجاب سوق الأوراق المالية السيدات المالكات لشركة الوساطة الوحيدة في السوق ، من خلال زملائهن في المهنة او حتى العملاء .

فكرة تصفها السيدات بالنمطية ، تلك القائلة ان " البورصة عالم الرجال " ، حيث تعمل العديد من الفتيات كواسطات ماليات في السوق ، وسط الحد من  الفرص امامهن للتطور والترقية  لأخذ مناصب ادارية في السوق . بحسب فاتن عاملة الوساطة في احدى شركات الوساطة .والتي أكدت فقدان الدورات التدريبية للفتيات ، وفقدان الفرص في التعامل مع العديد من العملاء بسبب النظرة الإجتماعية غير الواثقة بقدرة  المرأة  العمل في هذا الميدان .

اعتماد السوق على المضاربات يعود لإعتماده على العلاقات الإجتماعية ، وهو العائق الأبرز امام المرأة العاملة في الوساطة بحسب تغريد النفيسي مدير شركة التداول للوساطة المالية . اذ تعتبر النفيسي ان العلاقات الإجتماعية في السوق يلزمها المشاركة في مختلف اللقاءات والإجتماعات التي غالبا ما تكون حصرية للرجال، وهو ما يساهم في ابتعاد العملاء عن شركتهم احيانا لإعتقادهم بأن السيدات لا يمتلكن المعلومات حول الأسهم والتوقعات المستقبلية .

وتشير النفيسي الى " التعامل بحساسية " حتى من زملائهن من شركات الوساطة الأخرى ، ذلمك عندما يقوم بعضهم بنصح العملاء الإبتعاد عن السيدات العاملات بالسوق لعدم امتلاكهن الخبرة بوجهة نظرهم .

بالرغم من توقع البعض بان تلاقي تلك السيدات التسهيلات الدائمة لكونهن سيدات ، الا ان النفيسي تؤكد ان ما يحدث هو العكس تماما ، حيث تزداد الرقابة والتفتيش  ، وتطبق الشروط بأقسى بنودها على خلاف ما يحدث مع الشركات الأخرى .

المعيقات الإجتماعية ، والمنافسة ، النظرة غير العادلة لعمل المرأة ، لم تكن لتمنع أولئك السيدات من الاستمرار بعملهن ، تقول النفيسي ان السيدات تغلبن على تلك المعيقات عن طريق التسلح بالثقة العالية بالنفس ، حيث لا بد للفتاة العمل بشخصية قوية نظرا لتعاملها مع مختلف العملاء ،مضيفة ان الخبرة  والتعلم الدائم يؤديا الى تقديم النصائح الجيدة للعملاء .

وبعد لجوء شركة التداول لإنجاز التقرير الأٍسبوعي الذي لا تنجزه معظم شركات الوساطة لما يتطلبه من جهد وخبرة ،اصبحت من افضل 20 شركة وساطة في السوق من اصل 70 ، وذلك على بعد 5 سنوات من انشاء الشركة ." بحسب النفيسي.

وُصِفَت السيدات العاملات بالسوق بأنهن "يجلسن  في برجهن العاجي " بعيدات كل البعد عن ما يجري من صفقات واتفاقيات ومضاربات بين العملاء ، وذلك لبعدهن عن " جلسات الرجال " ، ما جعل السيدات العاملات في السوق يلجأن للتعلم المستمر ، والتدريب ، وامتلاك الخبرة ، لتقديم النصح الأفضل للعميل ، ليثبتن ان النجاح في سوق الأوراق المالية لا يعتمد على " احاديث الرجال " فقط ، انما بالخبرة والمعرفة والإطلاع والثقة بالنفس  تفوقت  العملات بالسوق على العديد من زملائها في العمل .