ندوة «الحرية والأديان» تتناول الاستحقاقات الفكرية

 أثارت الندوة الفكرية التي أقامها مركز إنتلجنسيا للدراسات والأبحاث بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية حول الحرية والأديان وشارك فيها نخبة من المثقفين والمفكرين والباحثين والنواب ورجال الدين جدلاً واسعاً،.

تناولت الندوة عددا من المحاور التي عدها المحاورون من الاستحقاقات الفكرية في عصرنا الراهن، تركزت في أربعة عناوين رئيسة هي: الحرية والاديان ـ علاقة تطوير أم إعاقة؟، الحرية بوصفها عابرا للأديان، أثر الأديان على التشريعات المتعلقة بالحرية، الحرية والأديان بين الماضي والحاضر.

وعمد منظمو الندوة إلى إبراز وجوه جديدة في المشهد المجتمعي المدني الأردني بعيدا عن الاسماء المكرسة، حيث قدمت د . نادية سعد الدين بحثا مهما عن ماضي وحاضر العلاقة بين الاديان والحرية منتقدة التزمت المتبادل بين طرفي هذه العلاقة إستنادا إلى مجموعة من المراجع الفكرية والفقهية. وركز د. عامر الحافي في ورقته على رفض الإسلام فكرة الإكراه وقبوله مسألة الحرية الفرديةوالجمعية في إطار التفاعل بين الإنسان ودينه، منطلقا من فهم مفاده أن حرية الانسان حق مقدس لا يجوز المساس به.وتناول الكاتب المحامي جمال القيسي مسألة التشريعات وم تأثرها بالنصوص الدينية، متخذاً من الدستور والقوانين الأردنية نموذجا لهذا التأثر، وشددت الكاتبة هيفاء حيدر في ورقتها، على قدرة الحرية في عبور الأديان والعادات والتقاليد والمواضعات الاجتماعية، وهو ما أكدت عليه البا سوزان عفيفي التي تناولت في ورقتها التأثير السحري لمفهوم الحرية وتطبيقاته على السلوك الانساني ومحاذير إخضاع الحرية لاجتهادات المؤلين.وتحدثت الإعلامية د. ليلى جرار في ورقتها عن حقيقة العلاقة بين الحرية والاديان، متسائلة عما اذا كانت هذه العلاقة هي علاقة تطوير أم إعاقة، متوصلة في نهاية بحثها إلى أن علاقة الأديان مع الحرية لم تزل قيد البحث وأن المثقفين لم يجيبوا بعد على هذا السؤال الكبير. المدير العام لمركز انتلجنسيا للدراسات والأبحاث الروائي جمال ناجي، والمدير الاقليمي لفروع الاردن وسوريا ولبنان والعراق رالف إربل، أكدا منذ إبتداء أعمال الندوة على حق المشاركين في التطرق لكل ما يمت الى عنوان الندوة بصلة من دون كوابح أو حدود أو قيود.جاء في كلمة الافتتاح التي القاها ناجي: «مثلما أن الحرية هي من أهم الضرورات الإنسانية التي لا تستقيم الحياة من دونها، فإن الأديان أيضا هي من أهم الضرورات الحياتية الروحية التي رافقت الإنسان منذ ابتداء شوطه على هذه الأرض، ومما أكسب الضرورة الدينية أهمية وتأثيراً حاسماً في مسار الحياة البشرية، أنها ارتبطت بما بعد النهايات الحتمية لحياة الإنسان، حياة ما بعد الموت».

وأضاف ناجي: «ومن هنا فإن من الصعب إن لم يكن من المستحيل فصم العلاقة بين الإنسان وبين الدين الذي هو مهجع القيم السامية. وبطبيعة الحال ، فإن هذا الوئام الجوهري لم يغيّب الروح النقدية عند الفلاسفة والمفكرين الذين كان لهم دور في تصويب وضبط تفاصيل هذا الوئام في ظروف الاحتكاك التي شهدتها علاقة الأديان مع الحرية .

http://www.alrai.com/article/544162.html

أضف تعليقك