حراك مقاوم للتشيع: نشاط ديني للتحشيد الشعبي

برز مؤخراً خبر تناقلته وسائل الإعلام مفاده “تعهد رئيس الوزراء عبدالله النسور لعدد من أعضاء الهيئة الشعبية لمكافحة التشيع بوقف جميع الأنشطة المتعلقة بالسياحة الدينية الشيعية في لواء المزار الجنوبي”.

ليظهر اسم الهيئة لأول مرة في وسائل الإعلام كهيئة شعبية نشطة في عموم محافظة الكرك، تهدف إلى ما وصفه القائمون عليها “مقاومة الشيعة والتشيع في الأردن”، معتقدين أن “توافد الشيعة إلى مقام جعفر بن أبي طالب في المزار يهدد الأمة والدين”.

أعضاء الهيئة الحالي 20 عضواً تأسيسياً، سيقوموا بعد ذلك بتأسيس جمعية ثقافية أطلقوا عليها اسم “فاطمة أم المؤمنين” حيث ينتظرون في القريب العاجل فتح باب العضوية أمام عموم الناس. ويوضح لنا الناطق الإعلامي باسم الهيئة الشعبية الشيخ عوض المعايطة أن الهيئة ستلقى إقبالاً كبيراً في البلاد، أو كما قال في مقابلة صحفية هي الأولى لهم بأنها متاحة لـ”أهل السنة قاطبة”.

الهيئة الشعبية لمقاومة التشيع تأسست في شهر رمضان العام 2012 وجاءت فكرة التأسيس بعدما لمس مؤسسوها ما اعتبروه “خطورة وجود الشيعة في المزار”.

اللقاء التالي يرصد أهداف الهيئة وماذا تعمل على أرض الواقع:

ما هي دوافعكم لتأسيس هيئة مقاومة للتشيع؟

أولا، عدد الشيعة الوافدين لمنطقة المزار، وحجم المبنى الضخم الذي بني قرب مقام جعفر بن أبي طالب. هذا المبنى مؤلف من خمسة طوابق، كل طابق بمساحة ألف متر مربع. وهذا أمر خطير بالنسبة لنا، حيث أن المنطقة مقبلة على غزو شيعي وبهري عجيب جدا، لذلك تداعينا لتشكيل الهيئة من مختلف الأطياف والمناطق من الكرك، وقمنا بأول وقفة احتجاجية في رمضان الماضي وتوالت النشاطات وراعينا عدم التصعيد الاجتماعي والشعبي لذلك قمنا بالضغط على الدولة من خلال اللقاءات العادية، قمنا بالاجتماع مع محافظ الكرك لأكثر من أربع مرات وكذلك المحافظ الحالي كذلك، وارسلنا برقيات إلى وزير الداخلية ورئيس الوزراء والديوان الملكي، كنا نضعهم بصورة خطورة الشيعة في محافظة الكرك وتحديدا في منطقة المزار.

وماذا دار في لقائكم العابر مع رئيس الوزراء قبل عدة أيام؟

اللقاء ليس عابرا وقد جاء عن طريق الضغط الشعبي ومن خلال الوقفة الشعبية التي كانت بتاريخ 3-5-2013 بعدما وزعنا منشورات تدعو إلى احتجاج شعبي سلمي أمام قصر البهرة وبجانب الفندق الذي سيقام، فهب المواطنون بعد خطبة الجمعة، حيث كنا نتوقع مشاركة 100 مواطن لنتفاجئ بعد ذلك بتوافد أكثر من 600 مواطن جاءوا بعد انتهاء خطبة الجمعة، حتى أن رئيس الهيئة لدينا، الدكتور أمين البطوش الذي ألقى خطبة الجمعة، ونائب الرئيس سميح الطراونة الذي كان الخطيب وانا الناطق الإعلامي، تكلمنا معهم في خطبة الجمعة وبعد ذلك عن وقفنا ضد رفع الأسعار والكهرباء، وكان لا بد لنا من وقفة لنصرة هذا الدين أمام الغزو الشيعي الذي سوف يؤثر على أبنائنا وبناتنا وعقيدتنا وحتى على نظام الحكم.

إذا استفدتم من خطب الجمعة بوصفكم في غالبيتكم أئمة مساجد؟

نعم. كنا نوزع منشورات على المساجد، ونحث خطباء المساجد للتحدث عن هذا الأمر فكان ما كان من هذه الوقفة. الوقفة كانت سلمية شعبية لكن بسبب احتقان الناس الكبير وغضبها الشديد على تواجد الشيعة، قاموا بحرق المبنى وتكسيره وللأسف تفاجأنا بوجود مفاتيح المقامات داخل المبنى وهذه تعتبر مفاتيح حكومية وتعبر عن نقص السيادة، وكيف لنا تخيل أن المفاتيح ليست في مكان عام، وعدا عن وجود صور للخامينئي وآلاف الدولارات كما سمعنا من المقتحمين للمنزل. فقاموا بحرق كل شيء. عملية التشيع موجودة وقائمة من خلال طرق اجتماعية يتعرض لها بعض أبناء وبنات الكرك.

ما الدليل؟

من خلال تواصلنا معهم نشعر بذلك لكنهم قد لا يعبرون عن ذلك، أو من خلال مدافعتهم عن الشيعة باستحياء.

وكيف كان الأمر بالنسبة لمن هم داخل المبنى؟

المبنى باسم أحد الأردنيين، وكذلك متعهد البناء أردني، لكن ثمة اتفاقيات خاصة بينهما، على أن هذا المبنى ملكهم، بالنيابة عن هذا الهندي من البهرة.

ما موقفكم من حرق المنزل وإصابة أحد سكانه بحجة نشر التشيع في الكرك؟

الحرق طال المبنى الذي يدعمه البهري في المزار، وأثناء الوقفة الشعبية نعم تم حرق المبنى وما تضمنه من موجودات كما ذكرت، ولم يكن يدري المواطنون بأن هناك شخص في المبنى، لكن الدفاع المدني أنقذه بعد ذلك.

هل وجود الشيعة يخيفكم في الكرك إلى هذه الدرجة؟

لا أخفي عليك، بعض الناس المتواجدين في نفس المزار والذين اختلطوا ببعض العراقيين المقيمين في الكرك وخاصة في منطقة المزار يشعرون بالنفس الشيعي لديهم، حتى أنهم أطلقوا على مدينة المزار اسم مدينة العلوية، لكن الناس العاديين لا يشعرون بهذا الأمر مع وجود بعض الأنفس المريضة من الأردنيين في المزار الذين يميلون للنفس الشيعي ولولا الوضع الاجتماعي الموجود ضدهم لشهدنا البعض يدافع عنهم، لكن شعرنا بالخطورة وقلنا لا بد من القضاء على الأمر قبل استفحاله.

ما الذي يضركم لو أتى أبناء الطائفة الشيعية لزيارات مقام جعفر بن أبي طالب؟

أولا، للأسف مقام سيدنا جعفر يزوره الشيعة، أما مقامات سيدنا زيد بن اسامة وعبدالله بن رواحة الذين لا يبعد مقامها عن مقام سيدنا جعفر أكثر من عشرين إلى ثلاثين مترا فلا أحد يزورهما، ولا يدركون بوجودهما، فهم متمسكون بزيارة مقام الجعفر بوصفه من آل البيت، وهذا زعم مرفوض لدينا وهو مسمار جحا أمام ما نسمعه عن تخصيص إيران عشرة آلاف مقاتل من أجل حماية المقامات في دمشق وبعد فترة قد يتداعوا للأجل حماية مقام سيدنا جعفر في المزار.

ما هي نشاطات الهيئة الشعبية؟

من فضل الله عز وجل، قمنا بطباعة كتاب وهو عبارة عن تجميع من مراجع عن الشيعة وخطرهم على المجتمع وعن طائفة البهرة وتم طباعة 4 آلاف نسخة تم توزيعها بالمجان على المواطنين وخطباء المساجد والمصلين، وكذلك تم توزيع منشورات، وعقدنا الأسبوع الماضي ندوة عن السياحة الدينية وخطرها على المجتمع واستضفنا الباحث اسامة الشحادة وأحد المواطنين من منطقة المزار وكانت له تجارب سيئة مع الشيعة حيث كان يقيم في منطقة القطيف في السعودية، وتكلم عنهم بحرارة، بالإضافة إلى أحد المشايخ وهو الشيخ معتصم الجماعات، ومداخلة من الدكتور سليمان الطراونة. أول نشاط كان الأسبوع الماضي وكانت ثمرة جهود رسمية بعد تأسيس الهيئة الشعبية وبعدها قمنا بتأسيس جمعية عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وسجلناها عن طريق وزارة الثقافة والان لدينا جمعية رسمية ثقافية ومقرها في المزار وتعنى بتثقيف الشباب، ونمد يد المساعدة من المحسنين لأجل فتح مدرسة بعد ذلك. وكل ذلك لتوضيح العقيدة بعيدا عن التشنج.

ما موقفكم من الأحداث التي وقعت في المركز الثقافي الملكي وحالة التحشيد بين الأردنيين والعراقيين والبعد الطائفي؟

الموقف الذي حصل داعم لموقفنا في محاربة الشيعة، وهذا السفير الشيعي الرافضي المجرم يجب محاربته وطرده من الأردن، ونحن في الهيئة نرفض أي شيعي على أرض الأردن الطاهرة، وكدنا نكتب لافتة على مدخل مثلث القطرانة في الشارع الدولي “ممنوع دخول الشيعة” وهذه الفكرة موجودة الآن لدينا في منعهم من دخول المزار.

حتى وأن اختلفنا في وجهات نظرنا مع المحامين الذين تم الاعتداء عليهم من قبل موظفي السفارة العراقية في أفكارهم البعثية إلا أننا نرفض الاعتداء على أي مواطن أردني.

هل لديكم أرقاما عن عدد المتشيعين في الأردن؟

لدينا أرقام لا نريد الإفصاح عنها، وهي غير مخيفة ولا نريد الإعلان عنها، من باب أنها غير دقيقة فقط.

هل لديكم تخوف من تحول الموضوع إلى كراهية طائفية؟

لا يوجد عندنا طائفية وكلنا أهل سنة وجماعة، وإلى كل من يفكر بأننا حاليا في الهيئة نقاوم الشيعة في الكرك وغدا مقاومة النصارى، فأؤكد أننا نتعايش مع أهلنا النصارى في الكرك مئات السنين ولم يقع أي اعتداء، لكم دينكم ولنا ديننا، لكن هؤلاء الشيعة الروافض نرفضهم جملة وتفصيلا، مهما قالوا عنا لا نقبل بوجودهم على أرض الأردن.

وماذا عن وزارة الأوقاف، هل تعلم بنشاطكم؟

نعم، وأؤكد أننا هاجمنا وزير الأوقاف محمد نوح القضاة وخاطبناه بشكل شديد اللهجة وكتبنا رسالة إلى رئيس الوزراء من خلال محافظ الكرك بسبب زيارته لمقر السيستاني في العراق وطلبنا في الرسالة من الرئيس سحب الثقة من الوزير الذي زار بعض المقامات في العراق. لكن بعد المقابلة التي كانت مع رئيس الوزراء، حضرها الوزير نفسه القضاة واعتذر شخصيا لنا وقال أنه يرفض الدين الرافضي وأفكار الشيعة لكن ثمة برتوكولات دولية ولابد من المجاملات حسب قوله، لكننا نحن رفضنا المجاملات على حساب الدين.

ونؤكد أن رئيس الوزراء تعهد بمخاطبة كل من السفارة العراقية والإيرانية في عمان بعدم دخول الشيعة إلى البلاد خلال السنتين القادمتين ونحن كهيئة شعبية لا نضمن قيام أي مواطن بالاعتداء على سائح شيعي في المزار من باب الحرص على اوراح هؤلاء الأنجاس الروافض وحتى لا تكون لنا مثلبة في اعتداء يقع بحقهم من باب كفاية شرهم، ومن باب حفظ خط الرجعة قمنا بتحذير الأجهزة الأمنية من مغبة دخول أي شيعي أو بهري إلى منطقة المزار لأننا لا نضمن سلامتهم وتعرضهم للضرب والقتل.

 

أضف تعليقك