صناعة الحب جدل العقائد والافكار والعواطف

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم .. وبه أستعين .. وعليه الاعتماد ..

يقولون إن أكثر من مليار وربع من سكان البسيطة يؤمنون بعقيدة التقمص، هل هذا صحيح؟

إن اللغة كثيرًا ما تكون قاصرةً عن التعبيرأحيانا، فتزيد من غموض بعض المسائل، والشؤون التي نريد أن نوجه الإهتمام نحوها! اليوم حيث أبثّ بعض فنون الكلم، وفنون الصور التي نقشت منذ زمن، أشعر بإخراج هذا (السفر) - إن صح التعبير - بفرحة تمتزج بالألم حيث أنزع شظيّة استقرت لزمن بين الظفر واللحم.

الأدب والفن في هذه الصفحات ضمّ زخماً كبيراً من الصّور، فأنت تشاهد العبارات، والمقاطع، كأنك أمام فيلم سينمائي مكتمل، بحاجة كي تتبناه إحدى دورالانتاج، حيث .. وأنا من جهدت بالتأليف، أحسست في كل مرة أنني أتسائل عما يجري في فصول هذه الحكاية، وما هي (الثيمة) الأساسية المراد كشفها، لكنها لك أخي القارىء - أو جدلا المشاهد - حافز لتفتح عينيك، ولتدهش، ولتتشوق إلى معرفة المزيد، سيّما النهاية، التي قد تخطها لاحقا أنت ببحثك واجتهادك، لكنني أجزم أن في الأمر ما يمنعك من إزاحة هذا العمل عن يديك،  قبل إتمام القراءة حتى الصفحة الأخيرة، والعبارة الأخيرة.

رجائي أن يتحول الأصل السينمائي لهذه الحكاية في وقت قريب، إلى فيلم سينمائي، حيث يحتوي النص على القسم الأكبر من عناصره ومتطلباته.

عبدالرحمن أبو سنينة

= = = =  = = =  =

** لتواصل دور النشر، وشركات الإنتاج الفني، ووسائل الإعلام مع الكاتب :

الأردن – عمّان – هاتف خليوي :00962797327225

البريد الالكتروني : [email protected]

الصفحة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك" :

http://www.facebook.com/abedalrahmana.abusninh

*** *** *** ***

الأصل الروائي

أكتبُ..

كي أفجر الأشياء، والكتابة انفجار

أكتب..

كي تفهمني الوردة، والنجمة، والعصفورة،

والقطة، والأسماك، والأصداف، والمحار..

أكتب..كي أنقذ من أُحبها

من مدن اللاشعر، واللاحب، والإحباط، والكآبة

أكتب..كي أجعلها رسولةً..

أكتب.. كي أجعلها أيقونةً..

أكتب..كي أجعلها سحابه..

لا شيء يحمينا من الموت،

سوى المرأة والكتابة...

نزار

بالضبط، فلا أدري ما الذي جعلني أعيد الكرة هذه المرة، بعد أن آليت على نفسي أن أبدأ مرحلة جديدة من العمر، وان أنطلق في (ولادة جديدة) ملقيا خلف ظهري أوجاع الماضي، وذاكرة الأيام، محاولا افتتاح عهد جديد لطالما تقت إليه، وهي ساعة طال انتظاري لها وما كنت مبطئا باختياري عنها، فتكبيلي طيلة سنوات مضت كان بالفعل رغما عني، عدت هذا المساء بعد مشاهدة فيلم (الزوجة) لمخرجه وكاتب السيناريو:  -مهدي فخيم زادة- لم يكن حضوري لهذا الفيلم السبب الرئيس لإطلاق عنان يراعي في هذه الحكاية، لكن أصدقكم القول، فمن وحي تأثيره أكشف لكم حكاية (سامر) التي سمعتها من لسان قلبه، وتفاعلت معها لدرجة التطهير، وتساءلت لفرادتها، عن هذه المتراكمات من العقائد، ومن المشاعر، أود أن أبحث عن الأسباب التي تحول أحيانا بين أن يجتمع قلبان أرادا من كل بد أن يجتمعا، ليجدا كم هي الفجوة عميقة، وكيف كانا يبنيان ذلك القصر المأمول، في الهواء ليس إلا!

كان سامر يا أصدقاء، ومنذ نعومة أظفاره يعيش هموم الكبار، من بواكير عمره وهو يتطلع لحياة زوجية زاخرة بالجد، والحب، والمثابرة، تطير بجناحي (الفكر والعاطفة) واعتمادا على فضوله المعهود، وطبعه الاستقرائي، فبالإمكان القول: بأنه استطاع رغم حداثة سنه تشخيص النموذج الأفضل، وأن تلك (الفتاة) التي اختارها، وفي ظل شراكة كاملة في الحياة والمصير، فإنه مع ما عرف عنه من نباهة وكياسة، سيكون قادرا على تطوير أنموذجها، حيث الأرضية الخصبة الصالحة، والذوق الرفيع زائدا عن مواصفات الجسد الأخاذة.

لقد ضمتني وسامر جدران واحد من بيوت دمشق القديمة وتحديدا في حارة اليهود، كان لا يزال طالبا في السنة الثانية، لوحدي - كما كان يقول لي - فهمت هذا الشخص، لطالما أحسست بذاك الشيء في داخله يكاد ينفجر، كان كلامه قليلا، فإذا منح الفرصة؛ أطال دون أن تمل منه، في بعض الأوقات كان يخاطبني وقد اختنق:

-      أخشى من اليوم الذي سأنفجر فيه..

غيري ممن كان من الممكن أن يستمع إليه، لاسيما إن كان عينا أمنية سيعتقد أنه ينوي أن ينضم لفئران التجارب؛ التي تستغلها الجماعات الظلامية والأجهزة المشبوهة فتتمزق بين الفينة والأخرى هنا وهناك دون أن تتبصر طريقها، أو تتيقن من مآلها، كنت أصدقه ؛ وهو يشير إلى طاقة مكبوتة لم يحسن هو ولا المحيط من حوله الاستفادة منها، وهي كنز بأعماق كل منا وإن كان سامر يحاول أن يحسن الانتهال منه بين الحين والحين.

ذات مساء عاد إلى بيتنا الصغير، لكنه مختلف هذه المرة، صهيل الذكريات كما اتضح يعج بأعماقه، فمنذ عام وأكثر لم ألاحظه بهذه الحالة، بدا كالمستفيق من موت قصير خلد إليه بعد عمل مضن، يبحث عن أي شيء، ويسعى لعمل أي شيء يشعره بضجة الحياة، عمد يقلب أوراقا مخزنة في أكياس قديمة، يفتح ويغلق بطون بعض الكتب والدفاتر الحبالى بالذكريات، ومعظمها قد علاها الغبار، بدأت أراقبه وهو منتبه إلي، جلس خلف المنضدة وبدأ يطالع، ويمارس عاداته الخاصة برفقة تلك المدونات، راح يوزع ابتسامات تهكمية، ويعلق بكلمات لا افهم محتواها قلت له:

ـ سامر إدامك مستمع من الدرجة الأولى والملل ما بيندل الطريق لقلبو.

صحيح أخي طارق؟

ـ لك انت الحكواتي تبعنا، فضفض، ردد آهك، ارسم لوحاتك، خليها تحكي، صدقني بحس فيك!

ابتسم سامر ابتسامة رضا وراح في عزفه المنفرد:

- أنا بعد هذه المطالعات، وخلف هذه المنضدة أواجه ذلك الغياب، أحس وكأني بمثل هيئتي أجلس على رصيف ذكريات الطفولة المثقلة بهموم الكبار، وتحديدا فوق رصيف الشارع الرئيسي، قرب مسبح البلدة، هناك العديد من المحطات، والأهم كونه ظرف المكان الذي وقعت فيه عيناي على تلك اللوحة للمرة الأولى، أشاهد جلال الصانع، وذوق الجمال تخطه ريشة السماء المبدعة، حينذاك كانت اللوحة غضة طرية بحيث منحت الفرصة، لقد رمقتها متذوقا القليل من الفاكهة الطازجة وحدي كمعني بالأمر سبقت كل مدعي الأحقية.

تنهد سامر قليلا، ثم صمت، طلبت إليه أن يتابع فقد شدني أنينه، قال بحرقة:

- ذلك التذوق في مثل سني يومها كان مقنعا لخيالي فمنذ طفولتي ورغم صعوبة ما يرافق ذلك أتجنب الأطباق التي تكون مدعاة للاعتياد المبكر على إرهاق الذهن مرات وكرات دون طائل، ولا أمل في مثل دائرتي ودائرتها حتى بتفاوض حر مباشر يحقق التفاهم المرجو، أو حتى الحد الأدنى من التوافق.

هاهي عيناه تدمع، وفي هذه اللحظة يعيش واحدة من حالات جذبه وانجذابه إلى ما لا يدركه، إلا أصحاب القلوب المنكسرة المكلومة، يتجه نحوي ويسأل:

- بالله يا أخي هل ترى؟ ويتابع بالعربية الفصحى؛ لأنه في جذبته:

- ها هي تقف باندهاشها وانبهارها أمام هذه المنضدة !! ثم يطرق رأسه، ويتمتم:

-      منضدة ذهولي ودعائي، إيه.. الله يعلم كم كنت منبهرا ومولعا !! لكن يا صديقي أمام وقوفها هذا؛ أنسى انبهاراتي، وولعي بكل تلك الأطباق الفاخرة، وبكل الطاقات الحبيبة المكتنفة في وعيها والتي لأجلها ذات يوم بنيت قصوري الشامخة في الهواء !!!

-      قلت له وقد ازددت تشوقا لسماع المزيد منه:

-      - سامر، الله يسلمك كمل حكياتك، عم بسمعك بكل جوارحي، وانت بهالحالة بحب إسمعك!

-      - ليتك حقا تشعر بي لحظة أستعيد وأسترجع ذاكرة مخبوءة !

ثم ألقى نحوي بورقة مهلهلة وطلب أن اقرأها بصوت عال، وضّح بقوله:

-      إنه رد كتب لطيفها منذ سنوات، وبالنسبة لي هو ساري المفعول، كان صرخة في وجه منطقها ولمّا يزل مؤهلا كهزة جبارة لأنها من ذاك الصنف الذي لا يؤمن بالأشياء سوى تلك المحدثة للهزات العاطفية في الشعور والتفكير، فلتقرأه يا أخي الآن ليموت فوق هذه الأوراق وقد كنت مصرا في الماضي على منحه الحياة، فأداعبه من حين لآخر، أحممه كل صباح، فإذا قرأته أنت لا أعود المؤتمن كي أحافظ على روحه الطاهرة.

رحت اقرأ كما طلب بصوت مرتفع:

-      ..أي صديقي العزيز في غربتك الموحشة، برغم ما ذكرته عن نفسك وحاولت إلصاقه بكيانك اللطيف، رغم كل ذلك، تظل أنت الهوى، ومن أحب أن ألقاه، وأضم بين يدي كفك البيضاء، احلم بالمريول الأخضر، بقهوة الشوق، ستبقى عنوان همهمات مسائي المثقل بالحنين، وفؤادي على حاله باب مشرع لتمر زنبقة الجمال، أرجوك!! زنبقة الجمال لا زئبقته !!

إنه يبكي.. سامر يبكي، صدقوني هذه هي صورة المشهد هنا، لم أطلب إليه أن يتوقف، فانا هارب من مللي وقد يستجيب لالتماسي فمن طبعه المطاوعة ، ولا أريده أن يخرج من حالته فأنا حقا محتاج كي انهل من لوعة قلبه، قلت:

- قرأتلك متل ما طلبت.. ايه وبعد هيك؟

أردف:

تساءلت هي بشدة:

- ولكن لماذا؟ ولم أنا؟ ثم كتبت قبل أن تلف الخطاب حول حجر ثقيل بعض الشيء، ناعم الملمس، و تلقيه خلفها نحوي:

سامر بحق العذراء والزهراء، استوعب المعطيات، اتركني وشأني، ألست الشاهر سيفك في وجه طاغوت الأنا؟؟ وها أنا بين يديك مقرة.. فلست إلا الباحثة عن ذاتي وأناي، واعترف: قد تكون الأقدر على حمل السيف في هذا السبيل، وأنا تراني اخلع جلدي، أبدل هذا الذي يغريك باستعداده لاستقبال وشمك، هي ظروفي يا سامر، ولمعرفتي كذلك بتحرشات أنامل خيالك؛ ليس أمامي سوى خلع جلد كهذا.

كان سامر يرددها دون النظر إلى أي من أوراقه، سألته:

- هاد مضمون كلامها؟

 -إنه النص الحرفي، أحفظ كل خطاباتها.

- لك سامر شو هالحكي؟ بدك تقنعني كلام بهالعمق ، كتبتو مراهقة ما أنهت المرحلة

الثانوية؟!

 -إذا قنعت بهذا أدركت سر ولعي وهيامي.

- ايه، وأنت شو عملت بعد هيك؟

- تعلمت منها لعبة (الحجر المسلفن) بورق الحكايات المليئة بالآهات، وفعلت ذات الأمر وقد

كتبت:

يا صانع غربتي، أيها اللائذ بهزات لا تناسب القانون ؛ وبمثلها تنشغل عني ومنها تستمد عزم

جفائك !

ماذا عساي أن أصنع؟

أأتركك للعقول المركبة الجهل؟

أم تود بتقديمك لقمة سائغة لأولئك الذين لا يفرقون بين لحم النساء وبين الرطب؟

أو أهديك قصيدة غراء لمن لا يتقن فك الحرف؟

كان سامر هو من قرأ هذه المرة وبصوته المتهدج أكمل يقرأ:

طوعا مني لن اسمح بهذا يوما، و انتشالك من واقع اغترابك، ثم اتحادنا سيكون الطريق المعبدة الوحيدة، نمضي معا نبحث عن تلك الوصفة السحرية لإصلاح العالم قبل أن يسير بنا قطار العمر سريعا لنجد نفسينا في محطة رهيبة لا نعبئ فيها إلا بإصلاح أنفسنا، إذا آمنت أيها الغالي بقولي سيرافق مسيرتنا حملة مباخر المحبة الممنوع عليك استنشاق عطرها في خلوة غربتك. وبخصوص ما أشرت إليه ويعتريك، فلا يعنيني سوى بشريتك، وكنز بأعماقك، وميزان الحسن والقبح مركوز في فطر العالمين، أما حبيبي ما أخشاه، فأشباح متسربلة بالسواد، تتظاهر بالتعقلن، صدقني أخافها تسرق ظلال أحلامنا.

- كلمات متقنة يا سامر لكن شو القصة؟! ليه اليوم رجعت تنبش الدفاتر القديمة؟!

- هيئ لي هذا اليوم وكأني أجدد هذا النداء أمام غيابها، الماثل كمثول الملاك جبرائيل للعذراء خاصة بعد ما رأيت فيما يرى النائم اليقظ !! وهي تستنجد بي، تخبرني عن خيبة ما، وأنها بعد هذه السنين تنتبه لهويتها الضائعة، وان احتفظت بهوية اعتمدتها لها، أملا بزلزال شديد جديد يحرك حمم المشاعر الخامدة.

- لك أخي اترك هالاحلأم ما بتجيبلك إلا وجع الراس.

- ليس هذا فقط،أرسلت لي (سهاد) قصتها القصيرة(براءة) لكتابة ملاحظاتي، قرأتها، وفوجئت في الأوراق التالية تعليقها عليها، عجبت لاجتماع الأضداد !!

- شلون يعني؟ شو مكتوب؟

- دعتها فيها لتنضيد الحروف واللغة غير آبهة بتنضيد المشاعر وتهذيب الأفكار، فلتسقط إذا كل لغات العالم، ليت شعوب المعمورة تفقد كل لغاتها عندما نسقط عمل العقل والقلب، أحزن وربي من هذه الحجارة المقذوفة بمنجنيق القرون الغابرة تستقر – وآسفاه – في عصر القرية الكونية و تبادل الأفكار، و حوار الحضارات.

- كتبت شي غير هيك في التعليق؟

- دعتها لبث الدفء في القصة، أترى؟ فثلوج (جبل العرب) تصدر حمم النار لشمس (جزيرة العرب)!! تلاحظ كما كتبت جفاف كلمات القصة، غافلة عن تجفيفها لمنابع صدق الوعود و العهود،، ثم تتمنى عليها مطالعة ( النظرات و العبرات ) للمنفلوطي، و إن كنت أشاركها الدعوة لكنني أسأل: أيتها الحاذقة:

يوم اتخذت أفظع قراراتك، ألم يخطر لك حال الفتى البائس المسكين منفردا بنفسه في غرفته العارية الباكية يشكو هما من هموم الحياة قبل بلوغه سن الهموم و الأحزان؟؟!! وإن حال المتنفذون الجهلة بينك و بين أن يراودك حال الفتى المكلوم فيمكنك العودة الآن إلى العبرات و لتقرئي قصة اليتيم إن شئت، لتدركي كم فاتك من التقصير!

- عن جد أنا متفاجئ بكل شي وكأنك عم تحكي عن عالم تاني!!

- لا تفاجئ بمثل شقشقتي الهادرة فأنت الأعلم كيف تربى معظم العائلة ، وأي منا كان من الجسارة فيجرأ كي يتلاعب بمشاعر الظباء؟ ومن منا اعتاد على زراعة الشوك؟! وهل تذكر فيها من مارس القتل في خلوة الحب؟

وتدري يا صديقي.. إبان تلك الجذبات الشعورية كنا نركن إلى الحد الأدنى من الوصل و التواصل، ونقنع أنفسنا كذبا، غير أن اعتمادنا على (ركيزة الإخلاص) ووجود عامل الثقة، كان بمثابة السلاح الذي يؤسفني أن أعلن اكتشافي خصوصا في حكايتي، فهو شديد الشبه بمسدسي كبير الحجم ذلك الذي كنت ألهو به طفلا فمنظره مهيب، وباطنه لا يقوى على الرصاص الحي، كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا وعند الاقتراب منه لم يجده شيئا.

- كِل ما استرسلت عم تزيد عذوبة سردك لو كتبت هالحكاية صدقني راح تكون شي مميز.

- أذهب مذهبك، ولو دونت فإني لا أسود صفحات الورق من فراغ، و اليوم أفصح عن أدلتي، دعني أحدثك عن رمز الارتباط وجوهر الاعتراف المتبادل ((محبس الخطبة)) وحده خاتمنا كفرادة خاتم سليمان، وببراءة عاشقين ولدا من رحم المعاناة، و عاشا الهموم المتجانسة، و كليهما صاحب قضية مثخنة بالجراح ف(الخليل و القدس) تستصرخان و (الجبل و الكرمل) يبكيان، كذلك هو شاهدها طفلة لم تبلغ الحلم، وكانت هذه مرة، والثانية، يوم أن رآها ورآها ورآها، ناهيك هنا من اللقاءات الماورائية !! هي كذلك لم تهمل الاستماع إلى حكاياته من هنا وهناك.

-      لك ما فهمت شو بخصوص محبس الخطبة؟

 - أتعلم أي كلمان نقشت بجوفه؟!((منذ الأزل و إلى الأبد ))

 - وهل قبلته، أو ارتدته؟

 - تماما كما أجلس اليوم مقابلا لغيابها، وقفت يومها أمام غيابي، تحدت حظر التجول، وارتدته أمام الجموع الغاضبة! في ذلك الفصل الدراسي، ولما جاءت مرشدة المدرسة هالها أن ترى قطعة تتحد معها، وتزين الوسطى من ذلك الكف ليبقى الموقف شاهدا صامتا، ولا أنسى شهودي الأربعة الذي واحدها اضطراب جوارحي أثناء حديثي إليك... وبحدة وجهت المرشدة كلامها إليها:

- أنّى لك هذا؟!

- هو من عند الله انه يرزق من يشاء بغير حساب.

قلت لسامر: برأيك هي تلت الآية تهكما واستهزاءا؟؟

- لا أظن ذلك، كلينا كان يؤمن بانعكاس جمال الرب وكذا جلاله على كل ذرات الوجود، فضلا عن محبس يطوق بحنو(فلقة كف) سيوعز لاحقا بسبب ضعف صاحبه!! للعفاريت أن تحمل مصائر مخلوقات آدمية أحد أبعادها الدم واللحم فوق أكفها، أليس هذا الموقف - مضافا إلى ما سبق من مواثيقها- يعد ميثاقا غليظ؟ يشهد به الآخرون، والمرشدة العزيزة أخالها حية ترزق، ومن يدري؟ لعل تنظيم القاعدة يخطط لذبحها!!

- في مواقف تانية بتأكد انسجامها ومبادلتك بحر المشاعر؟

- بمناسبات عزيزة، يتقدم من النسوة من يطلب يدها بدافع مقاييس حكام مسابقات ملكات الجمال غير المتقنين لمهنتهم، الباحثين عن تقاطيع الظاهر لاغير، وفي كل مرة تردهن بأدب جم، ودون تردد تهمس: معاذ الله!! لا انكث عهدا.

- لكان شو يلي صار؟

- تستوقفني محكمة عاتكة الصورية ضحكا على الذقون !

- دخلك و مين هاي عاتكة؟

- صديقتها التي فاتها القطار، فهي عندما أخبرتها، وقفت بكل ما أوتيت من قوة التصحر وعزم الجفاف، كقضاة بني إسرائيل تحاكم من كانت واسطة الخير بيننا بأقسى ما تكون أحكام الطغاة، تحاسبنا على المشاعر مفترضة امتلاكها لها مقدما، تتسلط على الإنس والجن، الحكم علي كان بالإعدام غيابيا، عندما قرأت خبر الحكم في صفحة قلبها السوداء، بكيت قليلا واستذكرت حال ذلك الجرذ وقف يخطب عن النظافة ومن حوله الذباب وصراصير البيوت القديمة في الصيف يصفقون

- إيه وأنت شو عملت؟

- كنت واثقا من عجزها، وهي القاضي وأنا المتهم المقيد باعتبارات المحيط البالية، تحديتها أن تقف دقيقة أمامي فاقلب الصورة عندها، أحاكمها وجها لوجه فاسقط منطقها أرضا، ولما أتيت بيتها بعد مدة صدت الباب في وجهي، كانت أبسط بيناتي، أني ولجت البيت من بابه يوم وجدت القتامة متقمصة بشخص، مسرورا بحكمته المدعاة، منشغلا بهموم قيامته عن دنياي، وعن قيامة العالمين، والأفظع !! وجدتها، هذه الروح الغريبة في قلقها وتوجسها.

- اتركنا من عاتكة ولؤمها،هي شلون تصرفت بعد لقائك بأبوها؟

 - حضرت بعد ليال عصيبة على كلينا، برفقة من يسمى ولي أمرها، لتعلن أخطر قراراتها، متمنية التوفيق لشخوص ذكرياتها !!

- شلون كانت ردة فعلك؟

- حافظت على هدوئي، إذعانا بان الخير فيما وقع، وصرفت النظر عن القيام بأي سذاجة، عرفانا بلحظات صفو رفت بقربي ذات يوم، ومراعاة للعرف السائد، متعلقا بخيط ضوء يشعرني بقدر جميل يكون بعلة خافية عنّا ليست كسائر الأسباب والمسببات !

- لشو كانت تهدف لما حكت لعاتكة، ما لاحظت بالفترة الأخيرة خف حماسها لإلك؟

- ما كنت افهم بالضبط دوافع وغايات مجموعة حماقاتها الأخيرة ! كنت اقدر أن نتيجة أعمال ومواقف وأقوال كهذه هو البعاد -لا سمح الله- وبحكم حماستي، وقلة خبرتي، وانعدام أصدقاء يتناغمون مع آمالي وآلامي، وفقدان المرشد لحركتي كان يغلبني القلق وهذا أفهم واعرف مصادره ودوافعه.

- أخي أنت ما خبصت شي، يعني أنت ملاك هالحكاية !! ما عليك ولا زنب؟

- صحيح يا صاحبي،لا أبرىء نفسي ولكن أقول: أمام هذه الكمائن التي نصبتها أيادي الجهل والعصبية في طريقي، استعرض حماقاتي، وفي كل مرة أتوصل إلى أنها على هامش المسالة وليست من الأهمية بحيث تخلخل أسس البناء.

- إيه؟

- لأجل ذلك كان مستغربا أن تكتب لي بعد اقتحام عاتكة للزمان والمكان غير المناسبين (ليتك كنت أكثر روية)هيه... لعنت إرهاب الفكر يومها، وأدركت خطره أكثر من أي وقت مضى، وتساءلت:

أنا الذي حتى الكلمات المحتشمة ما أسرفت بها، فضلا عن تلك المتعرية على الورق!! هذه الروح الغريبة في قلقها وتوجسها عن أي روية تتحدث؟ أحسست في ذلك اليوم بأصابع خفية تعبث وتهدف تحديدا لنشوء سوء التفاهم.

- تصرفت بعد هاد الإحساس؟

- وجدت من الضروري إيجاد طريقة مباشرة للدفاع المشروع عن النفس مع انقطاع أملي من الجميع أن يكونوا قادرين على بيان نظافة القصد، فالوسيط المحترم بعد محاكمة عاتكة لعله

سئم الحياة فضلا عن متابعة خدماته.

- حلو، شو عملت؟

- مرت أيام ثقيلة على النفس، حتى جاء يوم عزمت فيه على عمل ما !! ثم عدلت، وفي صبيحة احد الأيام ارتديت جلبابا ونقابا لأجد نفسي داخل فناء المدرسة التي تعمل فيها عاتكة، وقد عزمت على المواجهة، قبل دقائق فقط من (الغزو) صرفت النظر وقلت في نفسي: ابق قليل التروي على أن تدان بجرم الاغتصاب في الساحات العامة لمدارس الإناث، ثم غيرت وجهتي إلى(سارة) في جامعتها حيث هي في أيام دوامها لسنتها الأولى، ولما وصلت عاودني الشعور ذاته، وخشيت من اتهام مشابه في حرم الجامعة لو ترافق وجودي مع حنين عاتكة لصيدها الطري!!!! تزوره في هذا اليوم، غادرت المكان، لكن الحدث، ورمقي لها من بعيد ظلا في أعماق ذاتي، كغارة ليلية يغتالني فيها شبح كحلي لا تميز أعلاه من أسفله ينظر من حين لأخر من خلف نافذتي .

- لك أخي انسى،شغلة عادية هيك معظم البنات.

- أردت أن أنسى..وهيهات..لتعود الرسائل القصيرة، بكل تلك الروح السبعية، ومع هذا فقد برئت ساحتها ولحظت اليد الآثمة الممتدة من كمها تكتب الحروف، أليست هي القائلة (الست سارة)تحسن فهمك و(نسب) كما تحب أن تسميني تحسن الكتابة و(جندر) شجاعة إلا أن يكون ظهرها تحت السياط.

-      لك لشو كل هالحكي..مين بيستاهل هالأيام؟

-      قليلة هي لحظات بصيرتي في تلك الحكاية، هيه، حبا كنت انسج بخيوطه مدينة فاضلة فإذا به يهددني بكل أذى حتى اغتيال شخصيتي إن لم يستطع زبانية عاتكة اغتيال شخصي، وصدق برنارد شو بقوله: " تعلم انك عاشق عندما تبدأ بالتصرف ضد مصلحتك الشخصية".

-      وبعد هيك؟

-      لا زلت اذكر هاتف الوسيط ذاك المساء عندما اخبرني بلقائها وأنها أطلقت بيانها في مؤتمرها الصحفي، حسبت المسكينة انه الأخير، وبحكم متابعاتي، التقط راداري رسالتها الأهم والمنطوية على ما لم يعرفه الوسيط، ظنت أنها فازت بمن يمكن أن يحررها وبالمعية يخلصها من كابوسي، وبأنه أعظم الفتوح !!

-      ليه أنت شايف غير هيك؟

-      الأيام قادمة، وستتضح لك أوهامهم، وهي إن اعتقدت أن كل بريد الشوق بعنف بريدي وأبعاده، حتما عندها ستفوقهم وهما.

-      وهيك خلصت الحكاية؟

-      بعد ساعات في ظلمة ذلك الليل البهيم من تلك الليلة ضحكت من صميم قلبي لدرجة أن أمي المسكينة فزعت وظنت أن هناك من يشاركني ليلتي في بيت أحزاني !!

أحسست في تلك الساعة أن الحالة الضوئية المتعلقة بذكرياتها الممتدة في عتمة أرجائي تكاد تنطفئ،

-      والمضحك المبكي فقد ألفيتني أسلك مسلكها وهي ترقص بعنف عند شعورها بحالة من التبعثر، وحاجتها لمغناطيس قوي وأقلد ذلك القديس الذي قام يرقص جذلا لحظة كان عليه أن يبكي، وأسدل الستار على فصل مهم يجدد اليوم ومعك رفيقي.. أما كتابي الأبيض المسالم فسيبقى ما حييت يحمل فصوله الثلاثة:

•      فصل لكل أحد.

•      وفصل لمحكمة عاتكة.

•      وفصل بيني وبين الحاكم الواحد.

وتمثلت موقف النبي سليمان (ع) عندما احتجب أربعين يوما يدعو الله أن يفرغ قلبه لمحبته، وان لا يخالطها بمحبة غيره ذلك عندما رأى العصفورة تمنع نفسها عن عصفورها لأنه يحب معها غيرها.

لم يكن احد في تلك الليلة يصلح اللجوء إليه فكان لزاما الالتجاء إلى المحبوب الأكبر، وقمت بين يديه أصلي وأدعو بمناجاة تلقيتها ذات مرة من رونقها، وحفظا للوصايا ناديت سلمان مستغيثا متوسلا، فلا زلت اذكر آخر كلماتها قبل أن أسال يومها أراجعة أنت؟؟

-      إليه التجأ إن ضاقت بك الحال.

-      وإن هزتني لغربتك المضاجع؟

-      اصنع ذات الأمر.

18/7/2000

صناعة الحب

فيلم لعبد الرحمن أبو سنينة

الملخص؛ المخطط التمهيدي

 

بأسلوب التعليق (Narration) سيروي لنا طارق (الراوي العالم بكل شيء) وهو الصديق المقرب جدا من سامر، والأخير يروي له وللمشاهدين في بعض مقاطع الفيلم، فهي رواية من قلب رواية،  تحكي تفاصيل علاقة عاطفية جمعت (سامر) وفتاة من طائفة دينية أخرى، يقرر طارق أن يكشف لنا الحكاية بعد مشاهدته لأحد الأفلام التي أثارت لديه كوامن، منها تفاصيل حكاية صديقه (سامر) ..

تعليق الراوي (طارق) سيرسم لنا بعض التفاصيل التي لا تتضح بسهولة على الشاشة كخلفية بعض أحداث الحكاية، وظروفها، وتتلخص قصة الفيلم بالتالي:

في أواخر الدراسة الجامعية يلتقي صديقا الطفولة (سامر وطارق) في شقة مشتركة، لقاؤهما يفتح ذكريات الماضي، فسامر الطالب النبيه، ونتيجة إعجاب فكري ترتسم عليه بوادر علاقة عاطفية مع (سارة) ابنة الحي المجاور الذي يضم مجموعة كبيرة من الأسر المنتمية للعائلة الروحية التي تنتمي إليها محبوبته سارة، في البداية تتم لقاءاتهما مع انعقاد بعض المجالس الثقافية، والندوات الفكرية، والملتقيات الفنية، التي كان والدا سارة يسمحان بأن ترتادها من حين لآخر.

تستمر العلاقة بينهما على هذا النمط، حتى دخولهما الجامعة، وهناك يقتنصان الفرصة من حين لآخر من أجل أن يلتقيا، تنضج العلاقة شيئا فشيئا بين الحبيبين، وتحين لحظة الحصار القاسي للحب، وتكثر نقاط الحبكة، فنتعرف على الخلفيات والعقبات التي تحول دون التقائهما معا في بيت الزوجية، فتحريم الزواج بغير الدرزي هو جزء من المفهوم للمذهب ككل ما دامت الدعوة أقفلت، ولا يجوز لغير الموحد الموقع على ميثاق التوحيد منذ أجيال وأجيال أن ينصهر ضمن العائلة الروحية التي أمضت العهد منذ أدوار نشأتها الأولى، وبالرغم من الرأي الواضح داخل طائفة الموحدين الدروز  يعزم (سامر) على مقابلة ذويها ومفاتحتهم بأمر علاقته بسارة ورغبته الأكيدة في الارتباط بها، لكن دون جدوى.

أمام شدة الضغوط  تستسلم سارة وتوافق على الزواج من عامر قريبها، ومع هذه التطورات الدراماتيكية؛ يعود سامر من حين لحين يقرأ الدفاتر الحبلى بالذكريات ومنها كتابات فلسفية في الحب المثالي الفلسفي، كان يتبادلها بين آونة وأخرى مع سارة، ثم يطيل العزلة في حجرته بجوار حجرة طارق.

لاحقا يحلل سامر أن أكبر العقبات التي وقفت في طريقه إنما هو الصراع المشاعري في أعماق سارة بين الولاء للحب، أو للعقيدة، الأمر الذي يدفعه  ليبدأ من جديد، فيتزوج بأمل التي طالما أخفت حبها لسامر، وتتطور الأحداث عندما يموت عامر في حادث سير، ولما تلجأ سارة إلى سامر راغبة في تجديد العهد يكون هو في طريقه برفقة أمل لإكمال دراسته في اليابان، فلا تجد في سكنه المهجور إلا الليل البهيم والجدران الباردة.

م1(ساحات وشوارع)  ن/خ

 

ساحات كبيرة، شوارع، مساكن، محلات تجارية، أناس من جميع الفئات والأعمار يملؤون المساحات والشرفات، يبدو في مركز الاهتمام حيث الإضاءة الواضحة (سامر وسارة) طالبان في المرحلة ما قبل الثانوية، (سارة فتاة حسناء طويلة سمراء الشعر، وسامر معتدل القامة، أبيض البشرة، يكبر سارة بعامين (بسبب تأخره في الدراسة) يقف كل في زاوية، يبدوان وكأنهما يبحثان عن أمر ما، تظهر في الكادر مجموعة تبدو قليلة نسبة إلى كل هذا الجمع يتبخترون وهم يتكلمون بالموبايلات، أو يجلسون في مقهى مكشوف مستخدمين أجهزتهم (اللاب توب).

في طرف آخر من الساحات مشاهد لجنازات يتم تشييعها وبعض الناس يبكون عليها، الكاميرا وهي تصور هذه الفوضى تعود بين الفينة والأخرى لمركزي الاهتمام (سامر وسارة) كل في زاويته يحدقان في هذا الصخب العارم، محاولين فهم سر كل هذه الفوضى، يبدو ذلك من أبصارهما الشاخصة وحركات وجهيهما وأيديهما.

Cut

م2      بستان أخضر      ن/خ

 

حماران (ذكر وأنثى)  يلعبان في الطبيعة، سارة وسامر يراقبان الحمار والأتان من بعيد، ولا يظهر الشاب والفتاة هنا كمركزي اهتمام في الكادر.

لقطة متوسطة : (سامر وسارة) كلاهما ينظر بتمعن إلى الحمارين الزوجين.

لقطة مقربة: (out focus) على وجهي (سارة وسامر) بزاوية تصوير مائلة مع اهتزاز الكاميرا قبل أن يتحول جسداهما إلى حمارين يسيران نحو بعضهما، يلتقيان في خط مواز للحمارين الحقيقيين، ويتحدثان معا بهيئتهما الحيوانية..

سامر:

- إذا أنا مجنون وتمنيت أكون حمار، بتعملي  متلي؟

سارة:

- مين بصحلو هالأيام يكون حمار وبقول لأ؟ (مشيرة برأسها إلى الحمارين الحقيقيين): شفت هالقمرين كيف مو سائلين بحدا؟ ما عم يركزوا بشي غير لحظة الحب!  حاسس متلي قديش منتميين لبعض؟

سامر:

(هازا برأسه موافقا) حاسس بعيونهم طاقة غريبة، صافية صافية، بالآخر حسيتها طاقة متوحدة بتطلع من عينها ومن عينو!

امم.. تمنيت أعيش إحساسهم..  وزي ما إنت شايفة ربنا ما خيبني.

تتراجع الكاميرا (dolly out) ويختفي سارة وسامر كحمارين، ونعود للمشهد السابق في لقطة عامة، الحماران يلهوان، وسارة وسامر يراقبان.

Cut

م3      صالون منزل والد سامر      ل/ د

 

(والد سامر في الخمسين من عمره، رجل بملامح قاسية) يصور المشهد مشادة بين الأب و(أم سامر المرأة الهادئة في الأربعينيات من العمر) يشدها من شعرها، يكسر الزجاج، يركل برجله كل ما يراه، ويصرخ في وجهها بوحشية، يدخل سامر إلى البيت، ويغضب لاضطهاد أمه محاولا بهدوء إبعاد والده عنها، تناله بعض الصفعات أثناء محاولة إبعاد والده عن أمه، يسمع صراخ الأب.

والد سامر:

- (بعصبية) يلعن أبو جوعك، الله لا يشبعك، لو صحلك قفاي لتاكليه، خليكي ردي ع فلانة وعلنتانة.

تجلس أم سامر منهكة باكية على الكنبة، يقترب منها سامر، يهدئ من روعها، يخرج الأب من البيت، تتجول الكاميرا من زاوية (كرين) مرتفعة في حنايا البيت  تنقل الفوضى والخراب الذي خلفه الأب، مع الربط الصوري بين الخراب المادي وأم سامر المحطمة وولدها سامر وقد ظهرت عليها وعليه آثار لكمات أبيه، بعد فترة من الصمت يسأل سامر أمه ..

سامر:

 - ماما عادي إنت بتنامي مع أبوي؟

الأم:

 - (بابتسامة قهر) سامر شو بدك بهالحكي؟ إنت خليك منتبه لدراستك، عشانك بتحمل كل شي.

سامر:

- ماما بالله لسى بتفكريني صغير؟ أنا ما بخلي جريدة إلا بقرأها، وبشوف أفلام دايما، حتى فلسفة بقرأ!

تبتسم الأم، تأخذه في عناق ودموعها في عينيها، وبعد قليل..

أم سامر:

- ما بيوم عرفت معنى للحب مع أبوك، ليلة عرسنا تمنيت يطعميني لقمة من إيدو، أحكيلك؟ حتى كوّش ع الأكلات، وضليت جوعانة هديك الليلة، في عروس بتظل جوعانة ليلة دخلتها؟!

لقطة كبيرة لوجه أم سامر وهي تحدث بالقول..

أم سامر:

- (ببطء وبلغة درامية مؤثرة) حتى لمى بنام معاه، دايما بوهم حالي انو مو موجود، بصنع فارس حبي بخيالي، رجّال طويل،  بلحية خفيفة، أبيضاني، حنون، قبل ما ننام بناكل مع بعض، وبيطعميني بإيديه.

لقطة كبيرة: وجه أم سامر (مع ابتسامة التحسر) يملأ أغلب الكادر.

Superimposition

م 4(على طاولة السفرة في منزل أنيق) ن/ د

اللقطة الكبيرة لوجه أم سامر مزدوجة  مع مشهد فانتازي يجمعها مع رجل أحلامها الذي تمنت أن تكون زوجة له، يطعمها بيديه، ويلاطفها بحب وحنان، مع الاختلاف في لون وإضاءة  المشهدين.

 Dissolve

م5      صالون منزل والد سامر   ل/ د

ما زال سامر يتفرس في وجه أمه بعد أن صارحته بعدم حبها لوالده، ثم يقول وقد تقابل وجهاهما باستقامة واحدة..

سامر:

- (مداعبا ومبتسما) خلص إمي لا تزعلي، أنا إبنك وابن الزلمة الحنون.

يبتسمان ويضحكان بصوت مسموع ثم يتعانقان.

لقطة مقربة: رأس سامر فوق كتف أمه.

مقربة جدا لعين سامر مع استخدام إضاءة العين تمهد للمشهد التالي.

Dissolve

م 6           معبد مفترض        ل/ د

 

(فانتازيا) معبد مشيد من القصب، تتوزع فيه اللوحات الجميلة، وصور القديسين (صور السيدة العذراء (ع) السيد المسيح (ع) أي صور تستخدمها الطوائف لأنبيائها، صورة المهاتما غاندي.

في طرفي المعبد آلتان موسيقيتان تعزفان نفس الألحان مع بعض الاختلاف في شكلهما،  سامر وسارة يتربعان في جلستهما فوق أكوام من القصب سارة في الطرف الأيمن، وسامر في أقصى الطرف الآخر، يرفعان أيديهما يثبتان بها سقف المعبد، بحيث لو أنزلاها لسقط السقف.

تظهر في المعبد بعض الكتب فوق الأرفف (النبي لجبران، ما وراء الحرف لكمال جنبلاط، الفتوحات المكية لابن عربي، أشعار ابن الفارض).

أسلاك موصولة بجسد سامر وجسد سارة تضيء  مصابيح المعبد.

(fade out)

م7           حي سكني          ل/ خ

زاوية الكاميرا من شرفة (بلكونة) غرفة سامر في الطابق العلوي، يجلس سامر على الكرسي في الشرفة، يطالع إحدى المجلات، لكنه يعود ليلقي بعض النظرات على المنازل المجاورة ثم  يتأمل النجوم.

لقطة عامة: تنقل صورة للحي السكني والمنازل المجاورة لبيت والد سامر، تظهر بوضوح سبعة بيوت مضاءة بإضاءات مختلفة، تنعكس الإضاءة بألوانها الزاهية باتجاه الشرفة التي يجلس فيها سامر، ومن ثم إلى وجهه  فتعطي تأثيرا دراميا جماليا مع الجو الليلي، والطقس الجميل، سامر يحادث نفسه (منولوج):

- يا ترى كيف العالم عايشه مع بعض؟

-  أكيد بكل بيت فيه قصة!

 -  كل اتنين متزوجين يا ترى متفاهمين مع بعض بحق وحقيق؟

يستدير بوجهه نحو منازل الحي، وتبدأ الكاميرا بالإجابة على تساؤلات سامر مع نفسه؛ وهي تنقل مشاهد من ما يدور في بيوت الحي.

Cut

م 8                 صالون منزل          ل/ د

 

المنزل الأول:

تنقل الصورة زوجين في حالة خصام، يسمع صوت الزوجة تقول ببرود:

الزوجة

- يلا خلصني، ما عندك إلا هالشغلة.

الرجل:

 - (بتأفف) خلصت، خلصت، قومي تحممي وتعالي إكوي تيابي بدي أطلع عندي مشوار مهم.

الإضاءة الصادرة من هذا البيت تقترب من اللون الأصفر الداكن.

Cut

م9              غرفة الضيافة              ل/ د

 

المنزل الثاني:

تجلس امرأتان في غرفة الضيافة، تتناولان القهوة، وتتحدثان وقد اقتربتا من بعضهما بما ينم عن وجود حديث خاص، تقول إحداهما للأخرى:

المرأة الأولى:

- آه..  وكيفك هلأ مع جوزك لسى بتتخانقوا؟

المرأة الثانية:

- (تبتسم).. شوفي .. نص وقتنا متفاهمين ونصه متخانقين، بنفرح أوقات، بس معظم الوقت نكد، اممم.. ما بعرف؛ بوقت النكد بظل قلبي يخفق للأوقات الحلوة معو (بهمس) يعني بصراحة بالفراش مرتب وما في منو، بس بحياتنا العادية أي نقرة بتخلينا نتقاتل.

الإضاءة الصادرة عن هذا البيت  تميل إلى اللون البرتقالي.

Cut

م10            صالون المنزل           ل/د

 

المنزل الثالث:

زوجان يشاهدان التلفاز بصمت، يتبادلان النظرات الباردة، بعد قليل تتأفف الزوجة فقد ملت مشاهدة ما يجبرها زوجها على مشاهدته، تصرخ قائلة:

الزوجة:

- يا ربي.. شو قصتك يا زلمة؟ ما زهقت من هالمحطة؟ حطلك ع شي برنامج ولا فيلم نتسلى.

الزوج :

- أوف..  طيب.

يلقي لها بالريموت صارخا بغضب:

الزوج:

- خدي..  قلبي محطات براحتك يا ست الحسن.

يستلقي الزوج على الكنبة، تظهر لقطة لفتاة جميلة على إحدى المحطات، يتحول بكليته لينظر جيدا في الشاشة، يبتسم وهو يقول:

الزوج:

- إيه.. وين يا ترى صارت أيامك يا سمر، يا الهي شو بتشبهها.

الزوجة:

(بغضب) ومين هاي سمر؟

الزوج:

- حب قديم.

ترفس الزوجة الطاولة برجلها، وتطفئ التلفاز غاضبة، وتأخذ كوب الماء على الطاولة المجاورة وتسكبه في وجه زوجها ثم تقول بعصبية جنونية..

الزوجة:

- الله لا يسامحك يا يابا زي ما جوزتني هالمعتوه (متوجهة نحو زوجها المذهول): أصلاً جبرني جبر لحتى آخذك، ولعلمك كان في واحد بحياتي قبلك.

الزوج:

- (بتفاجىء) خلص مالك عصبت؟ بمزح معك ع طول بتصدقي؟

الإضاءة في هذا المشهد من داخل البيت رمادية بين الإعتام وضوء النهار.

Cut

م 11          مطبخ المنزل           ل/ د

 

المنزل الرابع:

الزوجة تضع الطعام على المائدة، يبدأ الزوج بالتهام الطعام قبل أن تجلس زوجته، لكنه يمتعض بعد تناوله القليل منه، ينتفض غضبا، موجها حديثه لزوجته..

الزوج:

-  صدقيني حاسس حالي بمستشفى  يا بنت الناس! هاد أكل ناس مريضين بدون طعم، لا ملح ولا بهار!  شو قصتك؟ ع الحساب لمى خطبتك ساعة وأمك تحكي عن بطولاتك في الطبخ.

الزوجة:

- إنت هيك دايما.. بس بدك تطلعني هبلة وما بعرف أعمل شي، ما عمرك حكيتلي يعطيك العافية، أو يسلموا ايديك، انتو كلكم هيك يا الرجال، خسارة الواحد يعمللكم شي، من يوم وطالع مو مجبورة أطبخلك، جيب جاهز  وكول، أنا أكلي لحالي بعملو، ومن راتبي كمان، ما بدي جميلتك.

يغضب الزوج ويقوم عن السفرة، يذهب للمغسلة، يغسل وجهه ببعض الماء، يستخدم المنشفة ثم يعود معتذرا لزوجته..

الزوج :

- (ملاطفا لزوجته ومبتسما) خلص آسف، أنا غلطان، سامحيني تسرعت شوي.

الزوجة:

- (ببرود) طيب خلص مسامحاك.

لون الإضاءة في هذا المشهد تميل للأحمر الأرجواني.

Cut

م 12              في صالون المنزل          ل / د

 

المنزل الخامس:

زوجان وطفلهما في جلسة عائلية ودية، يخرج الطفل دفتره من حقيبته، ويذهب به متجها إلى أمه..

الطفل:

- شوفي ماما النجوم إلي حطتلي اياها المعلمة عشني بحل وظايفي.

تبتسم الأم بحنان، وتخاطب طفلها..

الأم:

- هاد عشان بابا بشتريلك الدفاتر والأقلام، إحكي لبابا شكرا.

الطفل:

- شكرا بابا.

يبتسم الأب ويتألق وجهه، معانقا طفله وملاطفا ثم يقول موجها حديثه للطفل..

الأب:

- وعشان ماما بتراجعلك دروسك وبتهتم فيك، إحكيلها شكرا ماما.

الطفل:

- شكرا ماما.

تأخذ الأم طفلها معانقة، تقبله، تنظر لزوجها بابتسامة آسرة، وتهمس لولدها..

الزوجة:

- بحبك كتير انت وبابا.

لون الإضاءة في هذا المشهد  بيضاء ساطعة، لكنها تظهر حمراء مع ابتعاد الكاميرا عن قلب المشهد مؤطرة البيت ونافذته الخارجية، مظهرة لأفراد العائلة الثلاثة بانسجامهم وتآلفهم.

Cut

م 13            كريدور البيت          ل / د

 

المنزل السادس:

يدخل الزوج المنزل قادما من العمل وبيده الهدايا وحاجيات البيت،  بوجهه البشوش، الزوجة ما زالت تضفي الألوان على لوحة ترسمها، يضع الأكياس جانبا، يمد يديه مشجعا على ذراعي زوجته.

الزوج:

- الله.. شو هالجمال، يقبروني الفنانين، جد شي بطيّر العقل!

الزوجة:

- هاد من زوقك حبيبي، معلوم، مو أنا مرت حبيب قلبي الشاعر والأديب الكبير؟ (مبتسمة وقد استدارت باتجاه زوجها)  كيف كانت الأمسية؟

الزوج:

- كتير حلوة تمنيتك جنبي، والجمهور متفاعل وبصفق.

الزوجة:

- أنا دايما جنبك يا روحي.

الإضاءة في المشهد زرقاء تضفي الأجواء الحالمة.

Cut

م 14           بيت متواضع           ل / د

 

المنزل السابع:

زوجان في الخمسينات من العمر تقريبا، يجلسان في غرفة جلوس عربية، في بيت متواضع الأثاث لكنه نظيف ومرتب، يشع وجهاهما بالوقار والهيبة، ينتبه الزوج لشرود زوجته فيسألها..

الزوج:

-  شو وين سرحت يا حجة؟ أمانة  في شي مدايقك؟  مستعد أعمل أي شي بس تكوني سعيدة.

الزوجة:

- مين بيكون معك وبيدايق؟ بالعكس.. عم براجع بعقلي شريط حياتنا، وبشكر ربنا ع نعمة زواجي من أعظم قلب، ما بتزكر شي يوم  زعلتني، أو دايقتني، دايما ضارب مثل في الأخلاقية العالية يا أبو سميح.

يتجه بوجهه نحوها وتتسع ابتسامته ويضغط على يدها، في الأثناء يسمع الطرق على باب البيت، ينهض أبو سميح ويفتح الباب، يقف على الباب محتاج يسأل المعونة.

السائل:

- مسا الخير يا عمي، ممكن تساعدوني لله؟ أي شي بيطلع من نفسكم.

لا يتأفف أبو سميح بل يرحب به ويبتسم في وجهه يسأل أم سميح..

أبو سميح:

- شو في عنا؟

أم سميح:

- فلوس هلأ ما في.. ممكن نساعده بشوية تموين.

أبو سميح:

- أعطيه أي شي موجود، وربك ما بينسانا.

أم سميح:

- حاضر.

تحضر من الداخل كيسا فيه بعض الخضار والمعلبات، تناوله للفقير.

إضاءة المشهد خضراء.

Cut

م 15          شرفة بيت والد سامر      ل / خ

 

يدخل إلى سامر في الشرفة صديقه ورفيق عمره طارق (متقاربان في العمر، ملامح وجهه تدل على الشهامة وتحمل المسؤولية) لا ينتبه سامر لوجوده في البداية؛ فهو ما زال يحدق في نجوم السماء، ينتبه لوجوده فيفزع..

سامر:

- يا زلمة قول احم خوفتني.

طارق:

- ههه.. أمك حكتلي إطلع، قال انت سهران، شو مالك وين سرحان؟ لسى ما رجع أبوك؟

سامر:

- أبوي؟؟ (مشيرا إلى داخل البيت ثم متطلعا إلى النجوم):

بهذا الظلم أعيش === لكن طرفي لامس النجمة.

طارق:

- يا عيني يا شاعر.

سامر:

- (مبتسما ثم متجها بنظره للمنازل المجاورة) طارق شو في أسرار بهالبيوت؟

طارق:

- سامر هدي هدي، ما في إلا كل خير، وان شا الله الحال بيتحسن مع أمك وأبوك، لا تكون متشائم، أنا ماشي هلأ،  قلت آجي أتفقدك، شد حيلك، أوكي؟

سامر يهز برأسه، ويقف يربت على كتف طارق امتنانا ومودعا له.

Slow fade out))

بعد ثلاثة أعوام

م  16 +17          قاعة سينما               ن/ د

photo montage)  : مشهدان قصيران مرتبطان ببعضهما)

لقطة عامة: طارق في الصالة يتابع  بشغف خاتمة أحد الأفلام التي تبين فشل علاقة عاطفية، تقترب الكاميرا شيئا فشيئا حتى تظهر بوضوح طارق المتأثر، والتأثر عموما باد على معظم الجمهور، يستمر المشهد حتى نهاية الفيلم، يسمع صوت حوار البطل والبطلة في خاتمة الفيلم تتخله الموسيقى المناسبة.

الحضور يغادر، طارق غارق في تفكيره، فجأة ينتبه مع إضاءة الصالة، فينهض مغادرا.

Cut

دورة مياه تابعة للسينما                     ن / د

طارق يغسل وجهه الذي تتضح عليه علامات التأثر بالفيلم، يجفف يديه، يشعل سيجارة، ثم يهم بالخروج.

Cut

م18              غرفة سامر                  ن/ د

غرفة متواضعة نظيفة مرتبة تمتلئ جوانبها بالكتب والوسائل التعليمية، على الجدران صور معلقة تمثل شخصيات فلسفية وعرفانية، يظهر سامر في وضعية هادئة وكأنه في حالة تأمل ومناجاة، ينظر طويلا إلى صورة فتاة حسناء سمراء الشعر (سارة) علّقت قرب سريره، ينهض مبتسما كمن أحرز نصرا، ينزع الصورة، يضع مكانها صورة أخرى للزعيم الهندي (المهاتما غاندي) تبدو الغرفة معتمة بعض الشيء، مع وضع صورة غاندي نشعر بتحسن الإضاءة في المكان، وابتسامة سامر أصبحت أعرض.

 لقطة كبيرة Insert: صورة المهاتما التي علقها سامر.

طيلة المشهد تسمع صوت موسيقى هندية صوفية (قوالي) ترتفع وتيرتها مع تعليق صورة غاندي.

Cut

م19       في الخارج             قبيل الغروب/خ

طارق يتناول بعض الحاجيات من البقالة المجاورة، ثم يسير باتجاه منزلهما حيث يسكن في شقة مشتركة مع سامر، يفتح الباب الخارجي ويدخل، ينظر باتجاه شباك غرفة سامر، وفي هذه الأثناء يشعل سيجارة.

Cut

م 20       غرفة سامر         ل/ د

من وجهة نظر طارق سامر على الأريكة، يقرأ بكتاب (هكذا تحدث زرادتش).

 Insert : على عنوان الكتاب.

تظهر في الجانب مدفئة المازوت (البواري) والمثبتة مدخنتها في السقف.

طرق على باب غرفة سامر.

سامر:

 - اتفضل.

يدخل  طارق الذي يرتدي بيجامة منزلية، يلقي التحية، يلاحظ عدم وجود صورة سارة، ينظر إلى سامر مستغربا، تقع عينه على الصورة المقلوبة، يأخذها، يتأملها، ثم يعود لينظر إلى سامر.

لقطة كبيرة: تظهر تعبيرات وجه سامر..

(Inner monologue)  طارق يحدث نفسه:

غريب.. سامر يشيل صورة سارة؟! شو صاير؟!

ينتبه سامر لشروده، ويهز رأسه متسائلا..

يجلس طارق بجانب سامر، ويتمازحان كصديقين قريبين من بعضهما.

طارق:

-  يا الله من زمان احنا اصحاب يا سامر.. هيه.. الله ع هديك الأيام..

Lap - Dissolve

م 21+22  ساحة المدرسة، قاعة المسرح  ن / خ

 ( photo montage : مشهدان قصيران مرتبطان ببعضهما)

يأتي صوت الراوي طارق فوق الصورة: إيه يا جماعة، هاد سامر وما أدراك، من طفولته عايش هموم الرجال الكبار، بطلو أبوه من المدرسة بحجة يساعدو  بمصروف البيت،  لكن ظل يحاول إقناع أبوه حتى يرجع ويدرس، وبالفعل رجع بعد سنتين من ترك الدراسة، حتى بالحب تفكيره كان غير، ما بيوم حسيت إنو بعيش ظروف المراهقة مثل ما عشناها!

(موسيقى مناسبة)

(flash back) Panning)  ) تستعرض الكاميرا جموع الطلاب ومعالم المدرسة، تتوقف عند سامر حيث يلقي كلمة أمام شباك الإذاعة المدرسية.

Cut

أيضا سامر، وهو يقدم مشهدا مسرحيا في إحدى قاعات الاحتفال في المدرسة.

Out focus

م23     غرفة سامر       ل / د

لقطة عامة: تظهر طارق وسامر بشرودهما من دون تفاصيل.

Dolly in: تتحرك الكاميرا إلى الأمام باتجاه طارق الذي يتأمل صديقه سامر هذه المرة، وسامر غير منتبه وشارد.

out focus

م 24+25+26             ن / د

 

photo montage) : ثلاثة مشاهد قصيرة مرتبطة ببعضها)

Flash back

يأتي صوت الراوي طارق فوق الصورة:

لسى شنباتنا ياله طالعات، وكان بدردش معي عن الزواج المثالي، وصناعة الحبيب! الحياة الزوجية مثل ما كان يحكي وقتها، وعشان تكون رائعة لازم تطير بجناحين: (الفكر والعاطفة).

(موسيقى مناسبة كخلفية)

1-  بداية اللقطة في المشهد (out focus): وتتضح على طارق وسامر جالسين على أحد المقاعد الموجودة في أطراف ساحة المدرسة ثم ينهضان ويتجولان في الساحة، يتناقشان بهدوء مع الابتسام وضرب الأكف.

Cut

2-  يطالعان في مكتبة المدرسة.

Cut

يتابع الراوي طارق:

كانت سارة جارتهم، وقويت علاقتو فيها بآخر سنة ونص من المدرسة، الاتنين كانوا مهتمين بشؤون الطلاب، وبالنشاطات الثقافية والفنية.

3- (flash back) سارة وسامر بلباسهما المدرسي يتحادثان ويتبادلان الابتسامات بعد خروجهما من لقاء طلابي ثقافي، مع إظهار عام لجمع الطلبة الحضور.

يتابع الراوي طارق: في البداية شعرت انو عم يناقض مبادئه، حكيتلوا: إيش يا سامر، هاي صناعة الحب؟ نسيت محاضراتك ودروسك؟!

Out focus

م 27       غرفة سامر             ل / د

(Out focus)  سامر ينظر في صورة سارة، ويوجه حديثه إلى طارق:

سامر:

-  سارة  مختلفة، لم تولد لزمانها.

يضع صورة سارة جانبا، يوجه بصره للأعلى، يتناول طارق صورة غاندي:

طارق:

- هاي صورة غاندي محرر الهند من الاستعمار، مو؟

يومئ سامر بالموافقة...

سامر:

- ولا تنسى، إنه رائد مبدأ اللاعنف بين الجماعات، والقوميات، والأديان.

ينهض سامر إلى رفٍ مقابل يوجد فوقه جهاز لتشغيل الصوتيات، يضغط سامر على زر مشغل (السيدي).

تسمع موسيقى (القوالي الصوفية) الهندية.

بعض الصمت..

سامر:

- (بابتسامة باردة) سيأتي يوم انفجر فيه!

طارق:

 - (بابتسامة ساخرة ) بأي حارة، أو سوق، أو مسجد، أو فندق، رح تتطاير أجزاء جسمك؟

سامر:

- ما زالت فينا بقية من عقل لا تجعلنا ننساق مع أفكار إجرامية، مع أن الأرضية خصبة، والأجواء من حولنا تهيئك.

طارق:

 - (بتفهم) مفهوم، متلك متايل يا سامر، طاقات مهدورة.

سامر:

- (متنهدا) كل منّا بداخله كنز ثمين، ومارد ينتظر من يوقظه، ويردد:

أتحسب أنك جرم صغير  = = = =  وفيك انطوى العالم الأكبر

أثناء ترديد بيتي الشعر الكاميرا تدور بحركة بانورامية في المكان، من سامر مرورا بطارق المتفاعل مع كلام سامر.

لقطة كبيرة: خارطة للعالم معلقة على الجدار.

Cut

م 28             قاعة محاضرات         ل / د

المحاضر على المنصة، من ورائه تبدو خلفية بألوان زاهية، ترمز للمحبة والسلام.

الأستاذ المحاضر:

-  الطرائق إلى الحق على عدد أنفاس الخلائق، وعندما تتوجه للحق سائلا في لحظة صفاء وخضوع، استحضر المحسن والمسيء، كان المسيح عليه السلام يقول: (إنما بعثت لخدمة الخطاة)  وعشاق الحق، قوم يحبون الحق ويحبهم الحق.

(القليل من الحضور يتابعون المحاضرة) معظم المقاعد فارغة.

Dolly in: باتجاه سامر تظهر انسجامه واندماجه مع المحاضر.

Cut

م 29  فناء منزل طارق وسامر   ل / د

 

طارق يشرب النرجيلة، ويشاهد التلفاز، بعد قليل يدخل سامر، يجلس مع طارق لبعض الوقت، وهو شارد الفكر، ينتبه إليه طارق.

طارق:

-  إيش أبو السمر؟  شايفك مو ع بعضك!

يرفع سامر رأسه، ينظر للأمام ثم باتجاه طارق.

سامر:

-  لا طارق، السكون وحتى الشرود ليسا بالضرورة إشارة سلبية.

يسعى طارق لإدخال إطار العجلة في الوتد المنزرع بفناء المنزل، برهة، وينهض سامر مستأذنا، يفشل طارق عدة مرات بإصابة الهدف، ينظر لسامر وهو يهم بدخول غرفته.

طارق يحدث نفسه (Inner monologue):

- أمرك عجيب يا صاحبي، وسرك كبير.

في اللحظة يلتفت إليه سامر قبل دخوله ويقول وهو يوجه الحديث لطارق:

- ركز على الهدف لتصيبه، دعني أجرب.

يلقي له طارق بإطار العجلة، ومع حركة التتبع البطيئة واللقطة المقربة تتابع الكاميرا الإطار الذي بالفعل يستقر في وسط الوتد وبكل خفة.

Cut

م 30            غرفة  سامر           ل / د

 

سامر بملابس منزلية، يجلس خلف منضدته، أمامه النافذة، يقابله طارق جالسا على السرير، يداه للخلف يتكئ عليها، أمام سامر بعض الكتب، أوراق مكدسة، أكياس قديمة، يقلب بين كل ذلك، يبتسم ابتسامات تهكمية، تصدر من سامر أصوات غير مفهومة.

الإضاءة خافتة بتأثيرات درامية..

طارق:

 - يا سامر، أنا صاحبك المستمع من الدرجة الأولى إلك، والملل ما بيندل الطريق لقلبي.

سامر:

- (بفرح) شكرا طارق؟؟

طارق:

-  (مؤكداً) يا صاحبي انت الحكواتي الأروع، فضفض (بنبرة أعلى) ردد آهك، أرسم لوحاتك، خليها تحكي، (بمودة وابتسامة حانية) صدقني بحس فيك.

يبتسم سامر ابتسامة عريضة، ثم يتحدث بنبرة حزينة، وبأسلوب الرواية، بلغة فصحى:

- أنا بعد هذه المطالعات، وخلف هذه المنضدة أواجه ذلك الغياب، أحس وكأنني بمثل هيئتي، أجلس على رصيف ذكريات المراهقة المثقلة بهموم الكبار..

(إبطاء في طريقة السرد)  يتابع: وتحديدا فوق رصيف ذاك الشارع.

Out focus)) لكل ما يظهر في كادر المشهد.

م 31           الشارع العام             ن  / خ

 

Flash back

ما زال صوت الراوي (سامر) يأتي بوضوح - صوت فوق صورة-  وكلما تغول في الرواية ازداد التأثر في نبرته:

.. قرب محول الكهرباء، حيث اعتاد (كنترول الباص) يسأل الركاب:

- ع المحول في حد؟

هناك الكثير من المحطات، والأهم كونه ظرف المكان الذي وقعت فيه عيناي على  لوحة اسمها (سارة) أبدعتها ريشة السماء، أشاهد جلال الصانع، وذوق الجمال، حينذاك، كانت غضة، آسرة، فاتنة، هيه..

منحت الفرصة، رمقتها، وحدي كمعني في الأمر، سبقت كل مدّعي الأحقية.

ظهور تدريجي: حافلة ركاب تمر بالقرب من رصيف، وعلى يمينه محول للكهرباء، يترجل سامر من الباص، وهو طالب الثانوية، بزيه المدرسي، يجلس تحت المظلة في الجوار، تمر سهاد شقيقته وقد انتهت من دوامها في المدرسة، تؤشر بيدها محيية.

سهاد:

- سامر لا تتأخر على البيت ما رح أتغدى لتيجي.

يهز سامر رأسه بالموافقة وتتابع سهاد سيرها، دقائق وتمر الطالبة (سارة) بمريولها الأخضر، يبتسمان لبعضهما، يسير أمامها وتسير خلفه، وأثناء ذلك يبدو أنهما يتحادثان، ويتبادلان عبارات الشوق، وبذكاء وخفة يتبادلان البطاقات والرسائل دون أن يلحظ أحد، تصل منزلها، يعود سامر أدراجه، تنظر إليه من البلكون، تبتسم، يبتسم لها.

Out focus

م 32             غرفة سامر              ل / د

 

(لقطة كبيرة)على التلفاز الذي ينقل برنامج من حياة الطيور، يظهر زوج من الحمام يزقان، ويطعمان بعضهما.

يرفع طارق جالون ماء الشرب ويقلبه أشارة إلى نفاذ الماء النقي.

صمت..

طارق:

-  تابع حديثك.

سامر يأخذ نفسا عميقا..

سامر:

لقاءاتنا كانت قليلة، كنت أعرف حدودي، وأتفهم التعقيدات القائمة.

هدوء يخيم على الصديقين، يبدو سامر المنفعل، وطارق المتأثر بكلامه، بعد برهة من إطراقة رأسه، يقف  سامر ويسأل طارق بكل جدية..

سامر:

- ألا ترى؟

Out focus على وجه سامر، ومن ثم على بقية المكان.

الصور من وجهة نظر الراوي سامر:

(In focus) على المشهد المترائي لسارة، التي تجلت بتكوين بيضوي على هيئة شعاع متجمع كسحابة مضيئة حول جسدها حيث ترتدي فستانا أبيض، يسمع صوت سامر وتشاهد تأشيرات يديه ..

سامر:

ها هي تقف باندهاشها، وانبهارها، أمام هذه المنضدة.

السحابة المضيئة حول جسد سارة تذهب وتأتي، تضعف وتشتد، يطرق سامر رأسه.

يختفي المشهد الفانتازي لسارة.

يضرب بقبضة يده على المنضدة .

سامر:

منضدة ذهولي! إيه، الله يعلم كم كنت منبهرا ومولعا بذاك الأثر!

عودة للمشهد الفانتازي

يتقلص الشعاع حول جسد سارة  شيئا فشيئا بشكل دائري ثم يختفي.

تحمس طارق للاستماع من سامر يتزايد من دون ملل ويتضح ذلك باندماج طارق بالكامل مع حديث سامر..

طارق:

- كمل أبو السمر عم بسمعك بكل جوارحي والله.

سامر متجاوبا، وهو يعبث بأوراق مكدسة في أحد الأكياس..

سامر:

- هيه.. ليتك حقا تشعر بي لحظة أسترجع ذاكرة مخبوءة!

سامر يناول طارق إحدى الرسائل، وتبدو الأوراق قديمة.

سامر:

-  رد كتب لها منذ سنوات، كان صرخة في وجه منطقها، ولمّا يزل، اقرأه الآن، ليموت فوق هذه الأوراق، وقد كنت مصرا على منحه الحياة.

طارق موافقا بهزة من رأسه، يأخذ الرسالة، تمر عيناه على كلماتها،  كلمات الرسالة تظهر بصوت سامر (Off Screen):

"أميرتي الحبيبة في غربتك الموحشة.. رغم كل ما ألصقته بكيانك اللطيف، ولأجل تواضعك الجم، تظلين أنت الهوى، ومن أحب أن ألقاه، أحلم بالمريول الأخضر، بقهوة الشوق، ستبقين عنوان همهمات مسائي المثقل بالحنين، وفؤادي على حاله: مشرع لتمر زنبقة الجمال، زنبقة الجمال أرجوك، لا زئبقته.

: Medium  طارق وهو يقرأ، ثم يبدأ يقل وضوح اللقطة قبل المزج .

Dissolve

م33+34+35     (photo montage)

Flash back

م33           قاعة مسرح              ل / د

Out focus  سامر وسارة يتابعان مسرحية سياسية ساخرة.

(نسمع جملة واحدة دالة من المسرحية)

Cut

م34     على الرصيف      ن / خ

 

سارة في الطريق إلى المدرسة، بالمريول الأخضر، تمر من نفس الرصيف وقرب نفس المظلة، سامر يختبئ بجانب باب المسبح الكبير الموجود بالجوار، تتعمد سارة إسقاط  بعض الحاجيات من كيس تحمله، تتظاهر برفعها عن الأرض، يخرج سامر يبتسم لها، يقدم لها إحدى الروايات، بعد أن يضع الوردة في طيات الكتاب.

لقطة كبيرة: سارة تستنشق رائحة الوردة الجورية، تضمها والكتاب إلى صدرها، تتراجع الكاميرا تظهر سامر وهو يتابع سيره وسارة تطيّر له قبلة يقابلها بمسج عبر الموبايل، تسمع رنة الموبايل في حقيبة سارة تحاول بسرعة إخراج الموبايل، ولكن يسقط على الأرض ويتحطم.

 Insert:  لقطة كبيرة للجهاز المتحطم.

Cut

م35   باحة معدة لرواد الدارة   عصرا / خارجي

طاولة تضمهما، يشربان القهوة معا، في إحدى الدارات الفنية .

Wipe

م 36                  غرفة سامر                ل / د

بوسيلة الانتقال : (Wipe)  تدخل صورة طارق يمين الكادر على الشاشة تمسح صورة المشهد السابق، ثم تأتي أيضا صورة سامر وقد بدا عليه التأثر الواضح من حديث الذكريات .

طارق المتأثر أيضا، يعيد الرسالة في أحد الأكياس .

طارق:

- وبعد هيك؟

سامر :

-  (مبتسما) تعلمنا طريقة جديدة نتواصل بها .

يهز طارق رأسه متسائلا ..

سامر :

الحجر المسلفن بورق الحكايات والآهات، تكتب ردودها وتلف الورقة على الحجر، تسقطه من يدها، أشاهدها من بعيد، ثم ألتقطه.

تلاشي بطيء (Slow  fade out)

م 37             في الشارع                ن / خ

Flash back

 Fade In سارة تسير على الرصيف مغادرة المدرسة، تتلفت متأكدة أن لا أحد يسير خلفها باستثناء سامر، مشيتها أنيقة وتسير بخطوات ثابتة، تمد يدها إلى الحقيبة، تلقي بالحجر المسلفن خلفها، تتابع السير، يتجه سامر حيث ألقت بالحجر، تظهر أمارات الفرح على وجهه.

لقطة كبيرة : سامر يضم الحجر المسلفن إلى صدره.

لا يستطيع الانتظار، فيجلس تحت المظلة المعهودة، يفتح الرسالة، يتابع بنظراته سارة من بعيد حيث ما زالت تسير باتجاه منزل ذويها في الحي المجاور .

(out focus)

م 38              غرفة سامر               ل / د

In focus سامر يذهب ويجيء في الغرفة ممسكا برسالتها ومن دون النظر إلى الرسالة .

يسمع صوت سارة بكلمات الرسالة Off Screen :

".. سامر please، خفف من عواطفك، خلينا واقعيين، وبسألك وبتمنى جواب شافي: ليه بالزات أنا ؟ رغم اختلافنا في المذهب والعقيدة!!

سامر أيها الغالي، بحق من تعبد..

سامر بعينيه الدامعتين يتوجه ببصره إلى جهة السماء ..

يستمر صوت سارة بكلمات الرسالة:

. . استوعب المعطيات، اتركني وشأني، ألست الشاهر سيفك في وجه طاغوت الأنا؟

ها أنا بين يديك مقرة، فلست إلا الباحثة عن ذاتي وأناي، في وقت تطالبني فيه بالعودة إلى الذات، وأعترف قد تكون الأقدر على هذه العودة، تعقيدات الحالة عندي أيها العزيز، وقوانين الديانة، لا أدري إلى أين نسير، لكن ارتباطنا يعني الكفر البواح هكذا هو الناموس عند الموحدين، قدّر كل ذلك أرجوك.

لقطة كبيرة: على شاشة التلفاز الموجود في غرفة سامر لراعي ماشية يرعى أغنامه، يحركها بالعصا والحصى.

طارق الواجم يطفئه بالريموت متضايقا.

طارق:

- هاد مضمون رسالتها؟؟

ما زالت الرسالة بيد سامر ..

سامر:

- إنه النص الحرفي، أحفظ كل خطاباتها.

طارق:

 (باستغراب) شو هالحكي يا رجل؟! هيك كلام ، كتبتو مراهقة ما أنهت المرحلة الثانوية؟!

سامر:

- (بابتسامة هادئة) إذا قنعت بهذا، أدركت سر ولعي وهيامي.

طارق:

- (متسائلا بحماس)  وشلون اتطورت الأمور بعد هيك؟

يمسك سامر بيده كأس الماء يريد الشرب، لكنه يجيب قبل ذلك على تساؤل طارق..

سامر:

- (مبتسما): تعلمت منها لعبة الحجر المسلفن.

تتقدم الكاميرا إلى الأمام لتحصر سامر في اللقطة.

يرفع كوب الماء ، يشرب، تصيبه الشردقة، ويسعل، يضع الكأس على المنضدة، تقترب منه الكاميرا في لقطة تظهر معظم جسده ويده التي تضع الكوب .

Cut

م 39           غرفة سارة                         ل / د

Flash back

يبدأ المشهد بلقطة مقربة ليد سارة الجالسة  خلف الكمبيوتر، تضع كوب ماء شبيه بكوب سامر، بحيث تبدو اللقطة بالتوالي لوضع كوبها وكوبه، تنهض، تغلق باب غرفتها بالمفتاح، تخرج حجرا ملفوفا برسالة سامر من الحقيبة، تضع الحجر الثالث بجانب حجرين آخرين على أحد الرفوف وقد رسمت على الحجارة بعض الأشكال (كالقلوب) تستلقي على السرير، تأخذ الرسالة وتمرر عينيها على كلماتها، ردود الفعل تتضح على وجه سارة بما يناسب مضامين الرسالة..

يسمع صوت الموسيقى المعبرة، يأتي صوت سامر(Off Screen) بكلمات الرسالة:

"حياتي سارة:

يا من أعيش الغربة وهي نائية عني، احتار مع النار التي في صدري من أين تستمدين عزم جفائك؟!

ماذا عساي أن أصنع ؟

أأتركك للعقول المركبة الجهل ؟

أم تودين بتقديمك لقمة سائغة لمن لا يفرق بين لحم النساء وبين الرطب ؟!

أو أهديك قصيدة غراء لمن لا يتقن فك الحرف ؟

طوعا مني يا حبيبتي لن أسمح بهذا، وانتشالك من واقع اغترابك ثم اتحادنا، سيكون الطريق المعبدة الوحيدة، نمضي معا، نبحث عن تلك الوصفة السحرية لإصلاح العالم، قبل أن يسير بنا قطار العمر سريعا لنجد نفسينا في محطة رهيبة، لا نعبئ فيها إلا بإصلاح أنفسنا، وبخصوص ما أشرت إليه، ويعتريك، فلا يعنيني ..أنت بشر على صورة أبينا آدم، والكنز بأعماقك، وميزان الحسن والقبح مركوز في فطر العالمين".

Intercut) (تتنقل الكاميرا أثناء قراءة الرسالة بصوت سامر  بين ردود أفعال سارة، وعودة للقطة من نفس المشهد السابق لسامر يقرأ مسودة من رسالته لسارة مع الدموع المترقرقة داخل عينيه .

ما زال صوت سامر يأتي بكلمات الرسالة ..

... إذا آمنت أميرتي، سيرافق مسيرتنا حملة مباخر المحبة الممنوع عليك استنشاق عطرها في خلوة غربتك.

سارة كمن أصابها النعاس، تغفو، تبدو كأميرة حسناء في فراشها .. تتململ، تبتسم، كمن يرى حلما جميلا، الكاميرا تقترب إلى الأمام تأخذ لقطة قريبة تصور الجزء العلوي من جسدها، ثم لقطة جانبية لوجهها المبتسم .

Fade out

م 40         حديقة غنّاء (قطعة من الجنة)       ل / خ

 (Flash forward ) فانتازيا :

صفين من حملة المباخر، وفي المنتصف عروسين (سامر وسارة) بلباس الزفاف، وفي الصدر المنصة، يجلس فيها كبار الضيوف، ومنهم رجال يرتدون الزي الديني لرجال دين من المسلمين السنة، والمسلمين الدروز، ولفيف من الأصدقاء والأقارب ينثرون الزهور (الديكور، والأزياء، والإكسسوار في هذا المشهد الفانتازي؛ متنوع يبرز تقاليد وعادات الطائفتين معا في جو من الألفة والتعايش المثاليين).

بأسلوب النقيض الصوتي للبصري تسمع في الخلفية الصوتية :

 المقطوعة Secret Love) ) للعازف اليوناني Nicos  .

Cut

م 41                غرفة سارة                     ل / د

سارة ما زالت مستلقية، وفي غفوتها توزع ابتسامات، تحضن الرسالة ، طرق على باب غرفتها، تنتبه كالمذعورة، تخبأ الرسالة أسفل فراشها، تنهض وتفتح الباب لوالدتها (امرأة في الأربعين من العمر، تلبس الزي الدرزي المعروف للنساء، فستان أسود، مع شال طويل أبيض) تقبّلها، تلاحظ والدتها اضطرابها، تسألها (بلهجة الدروز ، جبل العرب) ..

والدة سارة :

- مالك يا بنتي في شي؟

سارة :

- لأ أبدا ماما، بس كنت غفيانة شوي وانتبهت فجأة ع دقة الباب .

ترتب والدتها بعض ملابسها المتروكة دون وضعها في دولاب الملابس .

سارة :

 - ليه ماما حرام نتجوز من غير اولاد ديننا؟

انتقالة سريعة ولقطة كبيرة تنقل رد الفعل الذاهل لأم سارة من سؤال ابنتها، تبتلع الأم ريقها.

والدة سارة :

-  لشو هالأسئلة يا بنتي؟ عم تحكي كفر يا قلبي!

تنتفض سارة من هول مفاجأة إجابة والدتها ..

سارة :

- كفر؟ يا لطيف، طيب شو الحكمة من هالشي؟  شوفي بأوروبا وأمريكا مسيحيات عادي عم يتزوجوا مسلمين وكل واحد بيبقى ع دينو.

تبتسم والدتها، وتحاول إقناعها، وإبراز الأمر كميزة في الطائفة..

والدة سارة :

 -  يا بنتي نحنا طايفة صغيرة بنحافظ  على نقاوة الدم وطهارة العقيدة، وطهارة الأسرة، وقدسية البيت، لهيك ما بنزوج للأجانب مهما كان الدافع، وهيك بضل الموحد  نقي وطاهر.

لا يظهر أن سارة اقتنعت بالجواب، وتستفهم مرة أخرى:

سارة :

- نقاوة الدم؟! ماما يعني نحنا خلقنا الخلاّق وبطل، ولا دمنا أزرق شي؟! عم تزكريني باليهود بيحكوا هم شعب الله المختار، وبقية العالم انخلق لخدمتهم، وبعدين إنتِ عم تقولي نحنا طايفة صغيرة، بلكي بهاي الطايفة الصغيرة ما لقيت البنت توأم روحها؟ بتنجبر تمشي حالها بمين ما كان عشان تحافظ ع نقاوة الدم؟!

بابتسامة حانية ، تقترب منها والدتها، تقبلها  ..

والدة سارة :

- يا بنتي ليه عم تفتحي جروحي ؟

سارة:

- (بتعجب): جروحك؟

تحاول والدتها تغيير مجرى الكلام ..

والدة سارة :

- ما شاء الله عنك حبيبتي، كبرت وعم تناقشي مثل الكبار .

تخرج مسرعة .

Cut

م 42                 غرفة سامر                ل / د

ما زال سامر يعبث بالأوراق والدفاتر القديمة، يبتسم طارق ابتسامة خفيفة ..

طارق:

-  لو مارس معك نيوتن لعبة الكلمات والكتابة، ممكن كان غير رأيه بقانون الجاذبية.

يتبادلان النظرات، مع ابتسامات باهتة .

طارق :

 - ليه اليوم رجعت تنبش الدفاتر القديمة؟

يصمت سامر قليلا، يتنهد، ينظر باستقامة إلى الأمام ونظره شاخص  ..

سامر :

- (بتأثر واضح) هيئ لي اليوم وكأني أجدد النداء أمام غيابها الماثل أمامي كمثول الملاك جبرائيل للعذراء، خاصة بعد ما رأيت بأنها ...

Out focus  ثم المزج والدخول في مشهد تهيؤات سامر

م 43 +44   خارج البيت+غرفة الجلوس      نهاري

( photo montage : مشهدين قصيرين مرتبطين ببعضهما)

Flash back

م 43 / عند الباب الخارجي

سامر يفتح الباب الخارجي، المطر منهمر بشدة، سارة هي من يطرق الباب، يتردد في إدخالها، تبدو كمن ترجوه أن يدخلها، يوسع لها الطريق، تدخل باتجاه غرفة الجلوس المشتركة .

Cut

م 44               غرفة الجلوس               ن / د

Flash back

سامر يدعوها كي تجلس قرب المدفأة، يحضر المنشفة، يجفف الماء عن جسدها وبعض ملابسها، يحضر ملاءة بيضاء كبيرة، يلفها بها، تتوجه إليه بالحديث، دون أن يسمع الصوت تبدو كمن تسطعطفه، وتستنجد به، تخبره عن خيبة ما ألمت بها، وتفاجأت بوقوعها، وكأنها تقول : كل ما حذرتني منه قد وقع، والآن أرجوك لا تتركني (يظهر كل ذلك بإيماءات سارة وتفاصيل وجهها المتأثر).

  تسمع في الخلفية أغنية (بلاش العتاب) لعبد الحليم حافظ  .

Out focus

Cut

م 45               غرفة سامر               ل / د

يمسك سامر بيده  دفترا مكتوبا عليه بخط اليد، طارق بدا مستنكرا لمضمون الحلم والتهيؤات ..

طارق :

- أوهام وأحلام يا صاحبي، وما بتجيب إلا وجع الراس.

يناوله سامر الدفتر، ويهز رأسه متأسفا ..

سامر :

- هذه قصة صغيرة، كتبتها أختي سهاد، وهي كتبت هذا التعليق بعد أن قرأتها .

طارق يمر سريعا على القصة المكتوبة بخط اليد، والمعنونة (براءة) .

 Insert على عنوان القصة، ثم على تعليق سارة عليها.

Off Screen  بصوت سارة وهي كلمات التعليق :

عزيزتي سهاد :

بعض كلماتك بحاجة للتنضيد، وكذلك تهذيب بعض الأفكار الواردة، بما يناسب المقام، أحسست بخلو القصة من الدفء المطلوب، ومن المهم يا صديقتي تطوير مهاراتك في الكتابة من خلال المطالعة، خاصة ما كتبه كبار  كتابنا، كالأديب الرائع المنفلوطي في (النظرات والعبرات).

يرفع طارق رأسه من الدفتر ..

طارق :

- نصيحة بمحلها من سارة  .

سامر يتغير لونه من شدة التأثر، وينعقد حاجباه، يقوم من مكانه، يتجول في الغرفة، وبتهكم يقول :

سامر :

-  تنضيد الحروف واللغة؟! فلتفقد شعوب العالم كل لغاتها، عندما يسقط عمل العقل والقلب، ألا تحتاج المشاعر والأحاسيس لتنضيد وتهذيب ؟ تدعوها لبث الدفء في أحداث الحكاية،(بنبرة أعلى) ماذا عن من يجفف منابع صدق الوعود والعهود؟! تنصحها بقراءة (عبرات المنفلوطي)  (تنخفض نبرة صوته)  :

كنت قرأته قبل أن أنهي الثانوية، وفيه قصة ذاك (اليتيم) الفتى الشريد، لم أتصور أنني ذات يوم قد آخذ مكانه.

يتجه سامر نحو الشباك، ينظر إلى الظلام في الخارج، شيئا فشيئا يتراءى له ضوء خفيف ينبعث من أحد الشبابيك في البناية المجاورة .

 Zoom In   باتجاه الشباك، حتى يظهر في الكادر فناء الغرفة لهذا الشباك.

 يبدأ في تذكر حكاية اليتيم للمنفلوطي .

Out focus

Cut

م 46+47+48 غرفة صغيرة لطالب فقير (سامر حاليا)  ل / د

photo montage

Flash back

سامر يستعيد مرحلة من حياته، حيث كان يقطن وحيدا قبل أن ينتقل للسكن مع طارق، ويتخيل كيف كان في تلك الوضعية البائسة، غرفة متواضعة جدا لشاب أعزب شاحب نحيل الجسم (هو سامر) جالس إلى مصباح منير في إحدى زوايا الغرفة، ينظر في كتاب، أو يكتب في دفتر .

Cut

سامر في الفراش، ويبدو كالمريض، ثم ينهض، يكب بوجهه على دفتر منشور بين يديه، يغفو ويصحو .

Cut

سامر باكيا، مطرقا رأسه، ضاربا برأسه على صدره، منطويا على نفسه في فراشه، واضح عليه التعب والوجع، ينهض باتجاه النافذة ويحدق بالقمر المنير ثم يسمع صوت دعائه :

- "اللهم انك تعلم أني غريب في هذه الدنيا لا سند لي فيها ولا عضد، وإني فقير لا أملك من متاع الحياة ما أعود به على نفسي، وإني عاجز مستضعف، لا أعرف السبيل إلى باب من أبواب الرزق بوجه ولا حيلة، وأن الضربة التي أصابت قلبي قد سحقته سحقا، فلم يبق فيه حتى الدماء، وإني أستحييك أن أمد يدي إلى هذه النفس التي أودعتها بيدك بين جنبي، فانتزعها من مكانها، وألقي بها في وجهك ساخطا ناقما، فتول أنت أمرها بيدك، واسترد وديعتك إليك، وانقلها إلى دار كرامتك، فنعم الدار دارك، ونعم الجوار جوارك".

أثناء دعائه يكون صديقه طارق قد دخل غرفته، ووقف خلف رأسه ينتظر انتهائه من الدعاء، ثم يربت طارق على كتفه، ويعانقه، وبعدها يسرع طارق في لملمة حاجيات سامر في صرة من القماش، يحمل طارق الصرة، ويحمل سامر الكتب، يخرجان من باب الغرفة، ويغلق طارق الباب.

الخلفية الصوتية آخر مقطعين من أنشودة : أخي إن أشرقت شمسٌ بصبحُ...

Fade Out

م 49                  غرفة سامر                    ل / د

سامر واجم وهو يستعيد هذه المحطة البائسة من ذكرياته، وبلمسة فنية يغلق الشباك، كما أغلق طارق الباب في نهاية المشهد السابق، يستند للحائط ، يبتسم لطارق..

سامر :

- (مع تعبيرات بحركات يديه) وكما ترى، أسكن اليوم مع طارق أفضل أصدقائي .

 ينهض طارق ويتعانقان بحرارة .

Cut

م 50 +51+52     ((PHOTO MONTAGE         ليلي

م 50              غرفة طارق          ل / د

يأتي صوت حشرات الليل. طارق نائم في غرفته ، يتقلب في فراشه

Cut

م 51         الحديقة الخلفية للمنزل       ل  / خ

ما زال صوت حشرات الليل يسمع .

سامر خلف المنزل يتأمل النجوم ويناجي ربه، رويدا، رويدا، يظهر وكأن نورا يجلل المكان حيث يقف سامر، وشعاع كشعاع البرق، دون صوت، ثم ينتشر من حول سامر .

Cut

م 52          غرفة طارق                ل  /  د

طارق في الفراش وكأن الأنوار الآتية من قبل سامر قد اخترقت النوافذ ووصلت إلى طارق، الذي استيقظ فجأة.

 لقطة كبيرة : للساعة الرقمية بجانب الفراش والتي ناهزت على الثالثة والربع صباحا .

ينهض من فراشه، يغسل وجهه، يذهب لغرفة سامر ويكون بابها مفتوحا، حاجيات سامر، كالكتب والأوراق وبعض الإكسسوارات ما زالت مبعثرة، تقع عين طارق على صندوق صغير يحوي بطاقة جميلة، ودبلة خطوبة، يحمله، وباليد الأخرى يحمل ضوء (نيون صغير) يعمل على البطارية، يتجه خلف البيت، يبحث عن سامر.

الخلفية الصوتية لهذه المشاهد القصيرة، تفريدة عبد الحليم حافظ (أنا من تراب) .

Cut

م 53            خلف المنزل              ل / خ

طارق يحمل المصباح ، يتجه نحو المكان المعتاد للجلوس خلف المنزل، يلاحظ طارق وجود سامر الغارق في تأملاته ومناجاته، يحدث طارق نفسه:

- (منولوج) الله يصلحك يا صاحبي، لمتى رح تظل هيك ؟

إذا بظل ع هالحال مخو بيضرب، لا لا، سامر مو من هالنوعية الضعيفة، لا.

يجلس طارق على أرجوحة تقابل جلوس سامر، بعد قليل ينتبه سامر لوجوده فيرحب به بحركة من رأسه ..

طارق:

- الليلة الماضية كأني بحلم وانت بتحكيلي قصتك، جرب أكتب، صدقني بتكون رواية مميزة .

 يلحظ سامر وجود العلبة بيد طارق .

سامر :

- اليوم أفصح عن بعض أدلتي  (رمزالارتباط، وجوهرالاعتراف) كما يرى معظم الناس .

وبلمسة فنية تنتقل الكاميرا إلى يد طارق التي تخرج البطاقة من العلبة .

لقطة كبيرة جدا :  للبطاقة وما كتب خلفها .

الإضاءة في هذه اللحظة من السَحَر مائلة للبرتقالي .

 الكلمات واضحة خلف البطاقة بحيث يمكن قراءتها .

  يأتي صوت سامر بكلمات المعايدة :

(Off  Screen)  لصوت سامر :

"..وحده يا حبيبتي خاتمنا، كفرادة خاتم سليمان، وببراءة عاشقين ولدا من رحم المعاناة، وعاشا الهموم المتجانسة، وكليهما صاحب قضية مثخنة بالجراح (فالخليل والقدس) تستصرخان، و(الجبل والكرمل) يبكيان، مذ رأيتك طفلة لم تبلغي الحلم ملأتني بالبهجة، ويتضاعف النور حيث أراك، وأراك، وأراك، ناهيك عن سكناك في ميتافيزيقيا وجودي .

تتراجع الكاميرا Dolly Back

ما زالت عينا طارق تمران على كلمات البطاقة، ويتأرجح بتؤدة مع الأرجوحة، مع انتهائه من القراءة، يسقط أحد أطراف الأرجوحة، على قدمه.

لقطة قريبة : قدم طارق يسيل منها الدم .

Cut

م 54             غرفة سامر                 ل / د

سامر يضمد جراح طارق ، الذي وضع  رجله في طشت أحمر، ويتكلم أثناء ذلك  ..

سامر :

- لم نكتب تاريخا على الخاتم ، نقشنا بجوفه (منذ الأزل ، وإلى الأبد)

يناول سامر الدبلة لطارق، يقرأ طارق ما نقش فيها، ويتابع سامر تضميد الجرح .

طارق:

- شو كان ردة فعلها لما بعتلها المحبس؟

هنا يبتسم سامر ابتسامة خفيفة، يهز رأسه بالإيجاب، يرفع رأسه وكأنه يريد التحدث إلى طارق ..

موسيقى مناسبة تدخلك في مشهد من العودة إلى الماضي .

Fade Out

م 55           فصل دراسي للطالبات            ن / د

Flash back

(سهاد) شقيقة سامر تظهر بجلاء في هذا المشهد، والتي كانت من قبل ساعية في التوفيق بينه وبين سارة، بذوق  تقدم علبة الخاتم إلى  سارة، أمام جميع الطالبات تصعد سارة على كرسي مخصص لجلوس المعلمات، تقول وقد أسمعت كل زميلاتها ..

سارة :

- ( بحماس وصوت عالي) : اشهدوا يا صبايا، هاي دبلة الارتباط ، الدين لله والحب للجميع .

إحدى الزميلات تصدح بزغرودة شعبية (يفضل أن تكون من التراث والبيئة الدرزية) :

الزميلة :

- (هاويها ، وسارة خطبت ...الخ ) .

تتقدم سهاد، تلبس الدبلة لسارة وتتعانقان بحرارة .

لقطة كبيرة : تظهر عيون سارة الدامعة فرحا .

تنسل من الغرفة الصفية (أمل)  زميلة سارة (فتاة تقاربها في الجمال، ترتدي غطاء للرأس، ملابسها ليست متبرجة) من ذات الطائفة التي ينتمي إليها سامر، يلاحظ من تعابير وجهها انزعاجها وغيرتها، تتبعها  الكاميرا حتى تخرج من الباب، ما زال الهرج والفوضى وعبارات التبريك لسارة على أوجها في الصف .

Cut

م 56              كوريدور المدرسة                  ن / د

لقطة كبيرة : على يافطة (المرشدة التربوية)

zoom Out  حيث تظهر (أمل) تدخل مكتب المرشدة، وتتمتم معها دون سماع الصوت، ثم تخرج مسرعة باتجاه الصف، تتبعها المرشدة، تصمت طالبات الصف فور دخول المرشدة.

لقطة من وجهة نظر المرشدة لكف سارة تزينه دبلة الخطوبة، تقف المرشدة خلف الطاولة، تستدعي سارة، تخرج سارة واثقة، والسرور باد عليها.

المرشدة التربوية :

-  سارة، عرفتك مجتهدة، وأخلاقك عالية، اليوم شايفك  عم تفسدي أخلاق البنات .

سارة :

- (بتفاجىء) أعوذ بالله مِس، شو حكولك عني ؟

المرشدة :

- بشوفك عاملة حفلة بالصف .

تخفض سارة رأسها  والطالبات يضحكن  ..

المرشدة :

- شو بإيدك يا بنتي ؟ مين عم يدغدغ عواطفك بهيك حركات ؟

سارة :

- (بسرور ظاهر) : "هو من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب".

المرشدة :

- الشب قريبك ؟

تنزل سارة عينها إلى الأرض وتحرك رأسها بخجل نافية أن يكون قريبها .

المرشدة  :

- (بتفاجىء) اسمعيني منيح يا سارة، لا تعيشي أوهام، ولا تبني قصور في الهواء، مو معقول تخسري عيلتك وجماعتك، وما بترضي تكوني أنانية وتأثري ع مستقبل اخواتك كمان، الدروز جيراني من عشر سنين، وبعرف تقاليدهم منيح، حرام حرام بنت تتجوز من برة طايفتها .

يتغير لون سارة وتبدو منزعجة قليلا ..

سارة :

- صحيح مِس، بس لازم ما نستسلم بسهولة لتقاليد أو أحكام إذا كانت خاطئة، بالعزيمة والإخلاص ممكن أي واحد فينا يترك بصمة ايجابية بمحيطه، العالم قرية صغيرة اليوم، وكلنا بنآمن بإله واحد، هو معنا وبياخد بإيدنا .

المرشدة :

- (بذهول وإعجاب ) موفقة يا بنتي، أنا عملت يلي علي ..  لكن حتى لو ما قدرت تغلبي العقل على العاطفة أحيانا حاولي انك توفقي بينهم.

Out focus

م 57             غرفة سامر                ل / د

لقطة كبيرة : برواز معلق لآية "الله نور السماوات والأرض ...الخ الآية".

طارق ضاحكا يعيد شِفاها قراءة الآية التي تلتها سارة على المرشدة ..

طارق :

-      "هو من عند الله انه يرزق من يشاء بغير حساب"

سامر :

-      صدق الله العلي العظيم.

طارق:

- المرشدة وين صارت هلأ؟

سامر :

-      (متهكما) أظنها حية ترزق، إن لم يذبحها  تنظيم القاعدة .

صمت ..

سامر :

- لم تتلُ سارة الآية جزافا، كلينا كان يؤمن بانعكاس جمال الرب وكذا جلاله على كل ذرات الوجود .

يعود لصمته  قليلا ..

سامر :

 سافر والدها إلى لبنان .. في اليوم التالي .. وفي تلك الليلة المشهودة ..

Fade out

م 58         المدينة المائية            عند المغرب

Flash back

سارة وسامر يجلسان في مكان مرتفع، المشهد حافل بالشاعرية والرومانسية، في الأسفل برك الماء الموزعة، الزاوية مختارة بعناية، فالمتواجدون في الموقع بعيدون كفاية، كي لا يعكروا صفو الحبيبين، يجلسان على الحشائش، سامر يتأمل سارة بنظرات موحية، وسارة تتأمل في المكان، وتراقب السماء .

سامر في نفسه (منولوج) :

- (تبارك الله أحسن الخالقين ) .

تنتبه سارة لشروده ..

سارة:

-  (برقة) شو أبو السمر، وين سرحت ؟

عينيه لا تفارق النظر إليها..

سامر :

- (مع ابتسامة وصوت وادع): أبدا، بس وأنا طالع ع المدرسة بعض الأحيان بقطف ورد لأستاذ العربي من حديقة البيت، ماما بتكون توضب في الحديقة، كنت أقطفلها وحدة وأحكيلها هالوردة بتجنن لألك خص نص، كانت كانت تحكيلي أحسن من هالكلام قول :

(تبارك الله أحسن الخالقين).

سارة تبتسم ابتسامة آسرة، يقابلها سامر بأخرى، يقترب منها سامر مع صمت مطبق، تتقابل نظرات عينيهما .

سارة :

- (بهدوء )الله يا سامر! شايف حبيبي ما أروع المنظر؟! شوف شوف السما عم تحس بنسمات الهواء بدّاعب وجناتك ؟ الله .. سبحان الحاكم الواحد، كل الوجود نفحة من جمال الموجود .

(موسيقى مناسبة، أو موشح يناسب المشهد)

يقترب  سامر منها، وقد فاضت المشاعر لديهما، يريد تقبيلها، تنسحب سارة بلطف إلى كرسي مجاور في اللحظة الأخيرة، يتبعها سامر، يجلس إلى جانبها ..

سامر :

- (بارتباك) آسف حياتي، بس ما بتعرفي متى بتتكرر فرصة متل هيك ؟

سارة :

- (بصوت متهدج) المهم ما نوقع بالغلط .

سامر :

- (بانزعاج) غلط؟ حبيبتي، علاقتنا يا بتكون صحيحة يا بتكون باطلة، مع فاضلة متلك ضروري تكون طاهرة ونقية .

سارة :

- هاد الأمل  سامر .

ينهض سامر باتجاه الناحية الأخرى حيث وضع حاجيات له، يحضر وردة بيضاء جميلة كان قد اشتراها خصيصا، ويعود للجلوس بقربها.

صمت ..

سارة :

-      (مبتسمة) مالك ساكت ؟ شو بإيدك ؟

سامر :

- (متنهدا ضاحكا) الصمت في حرم الجمال جمال .

يقدم الوردة بذوق لسارة، تتقبلها بسرور، يصمتان ، ويبتسمان ، وكل منهما يحدق بعيون الآخر   ..

سامر :

-      سارة، ربنا بعلم مقدار حبك، ملكت القلب يا ملاكي،  سر جمعتنا همس قلبين مو أكتر يا عمري (يصمت)  ثم: كيف حاسة شعورك؟

سارة :

-      (محمرة الوجنتين) ببادلك عظيم المشاعر، وأكتر يا حبيبي.

سامر :

- بس أنا إنسان بسيط، وفقير، وما بملك إلا أحلى عيون بستمد منها العزم والقوة .

سارة :

- بساطتك هي أكثر ما جذبني فيك .. من  الحرمان بينبلج الأمل، مو هيك بيحكوا ؟ قلبي اختارك والباقي عند ربنا .

يرى سامر أنها اللحظة المناسبة لشرعنة علاقته، وإراحة ضميره، ينهض يحضر حقيبته، يضعها بجانب الكرسي الذي يجلسان عليه، يخرج محرمة قماش كانت في الحقيبة، يأخذ يد سارة ويضعها في يده، وتفصل القماشة بينهما ..

سامر:

- ردي من وراي ولا زغرة حبيبي .

تهز سارة رأسها موافقة مع ضحكها بخجل .

سامر :

- زوجتك نفسي .

سارة تردد :

- ( بخجل ورأسها إلى الأرض ) زوجتك نفسي .

يتابع سامر تلقينها :

- أنا سارة بنت جميل ..

سارة تردد :

- أنا سارة بنت جميل ..

سامر :

 - على صداق مقداره ..

سارة تردد :

- على صداق مقداره (تتابع لوحدها)  إنسانيتك، والكنز جواتك..

سامر :

-      (بفرح كبير تظهره قسمات وجهه ) ووردة حمراء مقبوضة ..

سارة تردد:

- ووردة حمراء مقبوضة ..

سامر :

- وأي شيء آخر نتفق عليه عند إشهار الزواج ..

سارة تردد:

- وأي شيء آخر نتفق عليه عند إشهار الزواج ..

سامر :

 وأنا قبلت (يكررها ثلاثا).

يلقيان بالمحرمة جانبا، يطبع قبلة على أطراف أناملها، ثم يخرج وردة حمراء من حقيبته ويقدمها لزوجته العرفية ! ويقتربان وفي عينيهما الرغبة والحب الصادق.

Out focus

م 59      باحة إحدى الدارات الفنية الفنون    ن / خ

(لقطة عامة): يجلس سامرعلى طاولة منزوية، أمامه على الطاولة كأس أعشاب (مليسة) بيده كتاب، لحظات ويضع الكتاب جانبا .

(لقطة متوسطة) سامر يطالع، تعابيروجهه توضح انشداده أثناء القراءة .

(لقطة مقربة جدا): تظهر عنوان الكتاب (وحدة الوجود).

 يتوجه سامر إلى المعرض في الداخل، جاليري الدارة، سامر ينظر إلى اللوحات بتمعن .

 الكاميرا تستعرض اللوحات في المعرض، سامر يدقق في لوحة معينة .

 تدخل الجاليري سيدة متوجهة إلى مكتبها، تلقي التحية، يجفل سامر قليلا، فقد كان منسجما، ثم يرد التحية.

 تقترب الكاميرا على  مرحلتين من سامر ونظره متجها نحو السيدة أم علاء.

Fade Out

م 60      صالة كبيرة –  معرض للكتاب       ن / د

Flash back

(لقطة عامة) : معرض للكتاب، سارة تبيع في أحد الأجنحة، أم علاء تسير باتجاه الجناح الذي تبيع فيه سارة.

أم علاء تطالع بعض عناوين الكتب، ترحب فيها سارة، تختار أم علاء كتابين، تقترب من سارة ..

أم علاء :

- ممكن آخد من وقتك شوي ؟

سارة :

-  أكيد تفضلي .

أم علاء :

- بتهيئلي شايفتك قبل هيك ، أم طلال بتقربك ؟

سارة :

- ( مبتسمة ) بتكون ماما .

أم علاء :

 - جد ؟  كيفك حبيبتي، وكيفها الماما ؟

سارة :

- بخير خالة، الله يسلمك .

  أم علاء  تنزوي بسارة كمن تريد أن تسرّ لها ..

أم علاء :

 - سارة افهميني حبيبتي، انت بنت ما شاء الله حولك، صرت كبيرة وبتفهمي منيح، إبني لسى ما كمل 30 سنة، وعم يعمل دكتوراة حقوق في أمريكا، نحنا من طايفة وحدة، بصراحة شفتك أكثر من مرة وعجبتيني، ممكن نزوركم شي يوم ع البيت بهاد الخصوص؟

تتفاجىء سارة من طلب أم علاء ..

سارة :

-  خالتو ،  إن شاء الله بيكون نصيب ابنك صبية أحسن مني وبطيّر العقل، بس هلأ  أنا مو مفكرة، وبتقدري تحكي متل المرتبطة .

تربت أم علاء على كتف سارة وتبتسم لها وتبدو كمن تقدم لها الشكر والتهنئة .

Out Focus

م 61               دارة الفنون                 ن / د

 

سامر عائدا للجلوس على الطاولة، يطالع نفس الكتاب، لحظات ويدخل طارق يتجه مباشرة نحو سامر، يسلمان.

طارق :

 يا عيني، سامر بالدارة ! شو فكيت خلوتك ؟

سامر :

- (هازا رأسه) الجو هون محفز،  الهدوء، لمسات الفن.

طارق :

- (ممازحا ومتهكما ) يسلمولي الفنانين .. ماشي عمي ..  رح أوصي، شو بتشرب ؟

سامر :

- لا تغلب حالك شربت مليسة من شوي .

يتجه طارق إلى داخل الدارة .

(من وجهة نظر تأملات سامر) حركة بانورامية للكاميرا تسجل المناظر الطبيعية الجميلة الموجودة في الدارة خاصة الأزهار .

 يعود طارق ويجلس مقابلا لسامر .

طارق يشرب المتبقي من كأس سامر .

طارق :

جد طيبة المليسة .

سامر :

-      مفرحة القلب المحزون، هيك كانوا يسموها  .

سامر :

- انتبهت بطريقك لأم علاء ؟

طارق :

-  قصدك الست في المكتب جوا؟

يهز سامر رأسه بالإيجاب .

يقترب منهما موظف البوفيه ، يقدم القهوة لطارق، يسارع سامر بدفع الحساب .

طارق :

-  شكرا سامر . ما حكيتلي شو قصتها أم علاء ؟

سامر :

 - كانت سارة تخبرني عن سيدات يتقدمن لخطبتها مع كل مناسبة، وأنها بدورها تردهن بأدب جم، ومع إصرار بعضهن كانت تجيبهن بصراحة :

""معاذ الله، لا أنكث عهدا""

 (تنهيدة من سامر) يتابع :

يصيبنا نحن الشباب الوسواس في غمرة الحب، أردت أن أتحقق من مصداقيتها، اتفقت مع أم علاء، أن تذهب إليها وتتظاهر بأنها سيدة درزية تود خطبتها لولدها الدكتور !

طارق يضحك بقوة مستغربا من تكتيك سامر .

طارق :

- بخالف هيك أسلوب في اختبار الحبيب، لكن بحال نجاح سارة أكيد هيك موقف بأكد التماهي معك، ومبادلتك بحر المشاعر .

سامر يهز رأسه ويبدو كالمتأسف على ما فات .

 بحركة لا إرادية من يد طارق يسقط فنجان القهوة أرضا وينكسر .

Fade out

م 62       مقهى الانترنت في البلدة          ن / د

شاشة بلاك، ظهور تدريجي .

( لقطة عامة ) الطلبة محتشدون في المقهى للحصول على نتيجة الثانوية .

(لقطة أمريكية) سامر  مع صديقيه، أحدهما طارق .

(لقطة متوسطة) سارة ووالدتها تجلسان على المقاعد وسط المقهى .

(لقطة كبيرة) على اليافطة المكتوب عليها ( أحصل على نتيجة الشهادة الثانوية فقط بنصف دينار) .

يأتي صوت طارق راويا :

- (صوت فوق صورة) وهيك عرفتم جزء مهم من حكاية سامر، أعز أصدقائي، كل هاد كان قبل الثانوية، وإجى هداك اليوم (النتائج) سارة وسامر كالعادة براس قائمة المتفوقين، سارة الأولى ع المحافظة، وسامر وراها ع طول .

مع الزحام وانتظار النتائج تتشابك يد سامر وسارة بخفة ودون أن يلحظ أحد.

(لقطة كبيرة) ليد سامر وسارة المتشابكتين .

يسمع صوت الموظف خلف الكمبيوتر ينادي :

 سارة زين الدين،  مبروك ناجحة بتفوق .

يد سامر تضغط بقوة على يدها، تتراجع، تتعانق مع أمها، تهم والدتها بالمغادرة، تحاول سارة الانتظار قليلا حتى تعرف نتيجة سامر، تتلهى سارة مع إحدى الصديقات.

الموظف :

-  سامر محمد، مبروك نجاح بتفوق .

تتلاقى عيناهما، سارة ليست قريبة  لتضغط على يده مهنئة، يلتفت فجأة على يد طارق تضغط عليه ويتعانقان.

تنقطع الكهرباء فجأة، تشاهد أضواء  بعض أجهزة الموبايل، ثم شاشة سوداء بالكامل .

Cut

م63 +64+65    مشاهد من الحرم الجامعي   ن - خ/ د

photo montage)  : ثلاثة مشاهد قصيرة Flash back مرتبطة ببعضها )

يأتي صوت الراوي طارق (صوت فوق صورة) :

طارق :

 تصدر اسم العاشقين قوائم القبول في الجامعة، كان بإمكانهم اختيار التخصص إللي بدهم ياه، لكن سامر اختار دراسة الفلسفة، وسارة انضمت لكلية الفنون الجميلة .

م63       قرب مدخل الجامعة الداخلي      ن /خ

سامر وسارة يسيران بالتوازي على الجانبين بهيئتهما الطلابية، ويتبادلان النظرات .

Cut

يستمر صوت طارق فوق الصورة :

طارق :

 سامر وسارة ما كانوا أي طالبين، نموذج للطالب المثالي المجد، والمجتهد، حتى خارج المنهاج الدراسي، مع انتهاء الفصل سامر انتخبوه زملاؤه مندوب المستجدين في اتحاد الطلبة، وسارة عن الطالبات .

م64        إحدى باحات الجامعة        ن / خ

زملاء سامر يرفعونه على الأكتاف ابتهاجا بفوزه في انتخابات اتحاد الطلبة.

Cut

م 65              مدرج جامعي            د / ل

أمسية شعرية ضمن أنشطة جامعية، يشارك فيها سامر وسارة بقصائد من تأليفهما، ويظهران خلف المنصة .

Cut

م 66  قاعة محكمة صغيرة ، أو في مكتب القاضي  ن / د

القاضي خلف المنصة، بالبدلة الرسمية (ملامحه قوية) في العقد الرابع من العمر .

المتهم الأصلي في القضية، مقيد أحضر للتو من إقامته في احد السجون، في العشرينيات من العمر، سامر في سياق الاتهام .

بجانب القاضي يجلس شخص  ثلاثيني ضعيف البنية، هو كاتب القاضي الذي لا ينفك قلمه عن الكتابة .

القاضي :

-  (بجفاء) سامر محمد .

سامر :

-  (بهدوء) نعم .

القاضي :

- ما ببين عليك صاحب مشاكل ! كيف بتشتري أموال مسروقة ؟

سامر  :

- (بدماثة) عطوفة القاضي، إللي صار إني انتقلت لبيت جديد، احتجت شوية أثاث ومنها اسطوانة غاز، هاد الشخص (يشير للمتهم المقيد) حكالي أنه من أسرة معدمة ، ما كان بإمكاني مساعدتو بتعرف طالب ع قد حالي، رجاني اشتري جرة الغاز من بيتهم، سألتو :  طيب شو رح تستخدموا بدل الغاز ؟ حكى بابور الكاز بمشي الحال لبين ما تنفرج .

كاتب القاضي يدون كل ما يقوله القاضي، والمتهمين .

يتابع سامر :

- اشفقت عليه، اشتريت جرتين غاز وبسعر أعلى من سعر السوق، وأعطيتو شوية مواد تموينية .

موجها كلامه للمتهم الرئيسي ..

القاضي :

- صحيح كلام سامر ؟

يبكي المتهم، ويهز رأسه تصديقا لكلام سامر .

Cut

م 67            استراحة المحكمة             ن / خ

سامر وطارق يجلسان على أحد الكراسي الخشبية، يشرب طارق عصيرا باردا ، ويشرب سامر مشروبا ساخنا، سامر غارق في تفكيره .

سامر:

-      مسكين هالشب كان  حرامي بيبي، بكرة بيتخرج محترف لصوصية، ما بعرف ليه سجوننا بتخلو من منهاج  لتأهيل المجرمين؟!

طارق :

- (بتهكم) لا يا زلمة ما عنا سجون، هاي مراكز إصلاح وتأهيل .

لقطة كبيرة : على يافطة المحكمة .

قليل من الصمت .

سامر :

- والقاضي اليوم أرحم من عاتكة بيك .

ضحكة مجلجلة من طارق وهو يردد : عاتكة بيك ؟

سامر :

 تستوقفني محاكمتها الصورية .

يتوجه بكليته إلى سامر :

طارق :

-      ما فهمتني بالضبط إيش كان تأثير عاتكة بينك وبين سارة .

تلاشي بطيء (Slow  fade out)

م68+69                ن / خ – د

photo montage)  : مشهدان Flash back مرتبطان)

يأتي صوت سامر فوق صورة المشهدين التاليين :

- قريبة أمها، لم تجد كفؤا لها من بين شباب الطائفة وفاتها القطار، تسرب إليها الخبر بواسطة سهاد، يومها وقفت بكل ما أوتيت من قوة التصحر وعزم الجفاف، تحاكم أختي سهاد، تحاسبنا على المشاعر كمالكة لها .

كانت تعمل أمينة للمكتبة في الجامعة، لم تكن جلسات الكافتيريا العامة تناسبنا، كنا نأوي إلى ركن من المكتبة، نراجع الدروس ونتناجى بهمس .

نفس عميق ثم يتابع :

 لكنها كانت بالمرصاد .

(تلاشي)

م68        أمام ساحة المدرسة        ن  / خ

Fade In (دون أن نسمع صوتهما) عاتكة الثلاثينية المكتنزة الجسم، بوجهها المتجهم، تناقش سهاد بحدة، توبخها لأنها سهلت العلاقة بين سامر وسارة ..

سهاد تنظر إليها بمقت ولكنها لا تجيبها  .

Cut

م 69          في مكتبة الجامعة            ن /  د

شخص يحل الكلمات المتقاطعة على جريدة المكتبة، طالب غطّ في النوم بعد أن أرخى رأسه على طاولة في المكتبة، في إحدى الزوايا سامر وسارة.

أمامهما على الطاولة بعض الكتب والدفاتر يتهامسان ويبتسمان لبعضهما، يبدو الغضب على وجه عاتكة أمينة المكتبة، تختلس النظر إليهما مرة بعد أخرى ثم تتوجه نحوهما وتحصل مشادة كلامية بينهم، الطلبة في المكتبة ينتبهون، والذي كان نائما يستيقظ على صوتها، كلهم ينظرون إليهما، يتهامسون ويضحكون.

Cut

م70              في الحافلة        ن / د

سامر وطارق يغادران في الحافلة، يجلس طارق وسامر كل منهما في مقعد منفصل، طارق خلف سامر، يقترب طارق من أذن سامر..

طارق :

- كيف اتصرفت مع عاتكة ؟

يلتفت سامر إليه، يتكئ على الكرسي، ينظر باتجاه الشارع وليس إلى وجه طارق ..

سامر:

-  (بهدوء) كنت واثقا من عجزها وهي القاضي وأنا المتهم المقيد باعتبارات المحيط البالية ، تحديتها أن تقف دقيقة أمامي فأقلب الصورة ، أحاكمها وجها لوجه ، وأسقط منطقها أرضا.

لا يزال سامر منتبها ومتوجها ببصره إلى الشارع من نافذة الحافلة ، الكاميرا من وجهة نظره تستعرض الأبنية العشوائية على طريق سير الحافلة.

 تجلس في المقعد المجاور لهما طفلة برفقة والدتها ، الطفلة مصفرة الوجه تضع يدها على فمها ، تناولها أمها كيسا فارغا لتتقيأ فيه ، مع قول سامر أسقط منطقها أرضا تستفرغ الطفلة .

لقطة متوسطة تصور لحظة تقيؤ الطفلة داخل الكيس ، مع سماع الصوت الدال على ذلك .

اختفاء تدريجي

م 71            أمام بيت عاتكة           ن / خ

Flash back

سامر يقرع جرس منزل في أحد الأحياء السكنية المتكونة من شقق مستقلة ، عاتكة تفتح الباب ، تفاجأ من وجود سامر ، تبدو متجهمة وغير مرحبة بوجوده ، ولفترة أمام الباب يتناقشان .

تدريجيا ، يظهر وكأنّ النقاش محتد ولكننا لا نسمع صوت النقاش الدائر بينهما .

اختفاء تدريجي

م 72         في الطريق لمنزلهما        ن / خ

سامر وطارق يسيران باتجاه سكنهما ، يلتفت طارق إلى سامر ..

طارق :

- قال بحكي عنك هادي !   بالفعل روحتك لبيت عاتكة جريئة !

سامر :

- (بتهكم) والبيت دخلته من بابه .

Black Screen

م 73        خارج بيت والد سارة          ن / خ

Flash back

Slow fade in)) منظر من السماء ، الحمام يروح ويأتي ، ثم الطائر الشرير الذي يأتي فيفرق السرب (صقرمثلا) .

بيت والد سارة (شبيه تقريبا ببوابة بيت عاتكة مع اختلاف لون الدهان ) .

Cut

م 74         بيت والد سارة       ن / د

فتى يدخل سامر إلى ديوان المنزل حيث يتواجد والد سارة (رجل في منتصف الأربعين بشارب طويل وجسم مكتنز ) وشخصين بلباس الأجاويد (في نهاية الثلاثين ).

صوت نغمة وصول مسج على موبايل سامر ..

يصافحهم ، ويدعونه للجلوس ..

يشكرهم ، يجلس ، يعبث بموبايله قليلا ..

 لقطة كبيرة : على شاشة الموبايل ..

يأتي صوت سارة فوق الصورة  Off Screen:

 تتراجع الكاميرا لتؤطر سامر يقرأ بالمسج  ..

كلمات الرسالة تسمع بصوت سارة  :

..أهلا يا حبيبي وأنت تنير عتمة المكان ..

ليتني أستطيع أن آتيك الآن بذراعين مفتوحين ..

عزائي أنني بعد خروجك سأجلس في ذات المكان ..

                                                     سارة

سامر يبتسم ، يبدو التفاجىء على وجوه الجميع فزيارة سامر لم تكن متوقعة ..

صوت سامر فوق الصورة يروي لطارق :

سامر :

 - لأول مرة أجلس مع هؤلاء الجيران وأدخل عالمهم في سابقة لم تكن معهودة فلطالما  قيل لنا :

نام عند يهودي ولا تنام عند درزي .

يظهر سامر وكأنه يشرح لوالد سارة ، مرة أخرى وكأنه في حوار مع الأجاويد .

يأتي صوت سامر :

سامر :

- تحدثنا طويلا ، وجدت القتامة متقمصة بأشخاص ، ذاك انطباعي يومها ، كانوا مسرورين بحكمتهم ، منشغلين بهموم الغيب عن دنياي ومحبوبتي .

عودة للمشهد وحوار سامر مع الأجاويد ..

أحد الأجاويد :

-  بين ايدينا تجارب بعض البنات  كان زواجهم من برة جماعتنا ، يا بتضطر تغير دينها ، أو بيتخلى عنها بعد فترة وبتضيع البنت إلي بتكون غلطت بحق أهلها ، انت جارنا وحبيبنا ، ويا ريت تتفهم الموضوع .

Flash back

(من وجهة نظر تفكير سامر) شريط  سريع لأجمل المواقف التي جمعت سامر وسارة  في مشاهد متلاحقة .

Cut

م 75                     خارج بيت والد سارة        ن / خ

سامر يخرج من بيت والد سارة ليلتقي على الباب مع صديقه عامر الذي يرتدي أجمل ملابسه (شاب يملك السوبر ماركت الكبير في البلدة ، يكبر سامر بخمسة أعوام ، تربطه بسامر علاقة صداقة لا تخلو من المصالح ، أبيض البشرة ، وسيم الطلعة ) برفقة والده خال سارة (رجل خمسيني يرتدي لباس رجال الدين الموحدين : طربوش أبيض ، جبة كحلية) والسيارة الفاخرة العائدة لعامر تقف أمام البيت ، يفاجأ عامر من رؤية سامر يخرج من بيت عمته .

عامر :

- (بذهول) سامر ! شو ؟ شايفك بديرتنا ؟

سامر :

- (متلعثما) ممم .. لا بس وصّلت أغراض لسارة من سهاد أختي .

يستأذن عامر والده في التأخر قليلا مع سامر قبل أن يتبعه .

سامر ناظرا إلى عامر بلباسه المتأنق ..

سامر :

- شو القصة يا عمي ؟ إيش كل هالجخ ؟

عامر :

- ههه .. هو في شي .. اتمنالي بالله  تتيسر .

سامر :

- ربنا يقدرلك الخير .

عامر :

- تسلم يا رب ..  كنت بدي احكيلك شفت جماعة مركز المعاقين إذا بدك تصور فيلمك ، وافقوا ع الفكرة واستعدوا يتعاونوا .

سامر :

- جد بتحكي ؟

عامر :

- وإذا بدك نروح بكرة بنروح ، ولو إني شخصيا مو مقتنع بمضمون الفكرة ، بس عشان صاحبي أبو السمر.

سامر :

- خلص اتفقنا .

Cut

م 76              مضافة بيت والد سارة         ن / د

الشخصين بلباس الأجاويد ، ووالد سارة ، وقد انضم إليهم خال سارة والد عامر ، وعامر ، وسارة ووالدتها ، الجميع يظهرون بوضوح في الكادر إلا سارة Out focus  بعد قليل لا نرى عامر في الكادر، الأجاويد ومنهم خال سارة يوجهون حديثهم إلى سارة ، التي تحضنها والدتها جانبيا ، ويبدو أن سارة تمسح دموعها وتتحاور بقوة مع الحاضرين ، بعد فترة يتحدثون لوحدهم وهي مطرقة رأسها .

Out focus

م77               غرفة سامر              ل / د

 طارق نائما في غرفة سامر مفترشين الأرض هذه المرة ، يشاهدان فيلما وثائقيا أعده سامر عن ذوي الاحتياجات الخاصة بمعاونة عامر ، الفيلم في نهايته ، تتنقل الكاميرا بين إظهار لقطات للحالات المعروضة في الفيلم من خلال جهاز التلفزيون ، ثم العودة لسامر وطارق وتسجيل حوارهما على هامش الفيلم وعلاقة سامر وعامر ،  يلتفت طارق ناحية فراش سامر ..

طارق :

- مزبوط  كلامك ، عامر ما عليه لوم ، أصلا ما عندو أي فكرة عن علاقتكم ، وسارة بصراحة انحطت بين خيارين أحلاهما مر ، الولاء للدين أو للحب .

سامر :

- (ناظرا للسقف) وهل الدين إلا الحب ؟

يطفئ سامر جهاز التلفاز ، فيتناول طارق الريموت ويعيد تشغيله ..

طارق :

- مالك يا زلمة ؟ مو حكيت بدك تورجيني الكواليس ؟

سامر :

- شوف يا سيدي .. (بتهكم) بتحب النهايات السعيدة .

تتقدم الكاميرا تنقل لنا في لقطة كبيرة (للتلفاز) بعضا من كواليس التصوير في مركز الاحتياجات الخاصة :

1- سامر يداعب المنتسبين للمركز ومعظمهم من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، بينما لا يبدو عامر متعاطفا معهم .

2- على طاولة في أحد زوايا قاعات المركز (سامر وعامر) يتناولان وجبتين جاهزتين ، وتظهر معدات التصوير المتواضعة ، وخلفية صوتية تمثل أصوات الأطفال الذين يعدون لاحتفال ما ، أثناء تناول الطعام يتبادل عامر وسامر أطراف الحديث..

سامر :

- بتعرف مو حاس حالي غريب عن هالمكان  ؟

تقف اللقمة في حلق عامر ويبدأ في السعال ، كأنه سمع كلاما لم يتوقعه من سامر .

عامر :

- شو حكيتلي ؟

سامر :

- ما بعرف إحساسي بقولي إني جاي هون قبل هالمرة.

عامر :

- (مستهزءا) بتحكي هيك وبتعمل فيلم عن المعوقين ؟

ينظر سامر إلى عامر مستغربا من كلامه لكنه لا يحاول الاستفهام ..

سامر :

- (مازحا) ما بتزكر المعلمة لما كانت تحكيلنا اذا استهزأنا ع حد فيه عيب ، الله بيعملنا متلو ؟

عامر وهو يمضغ طعامه ، مشيرا بيده التي تحمل شوكة الطعام ..

عامر :

- "ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم" ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك ، كل مكروه بصيبك في عالم الكون أصله وسببه خطأك القديم .

سامر:

- (بشيء من الانفعال) يا عامر  هيك إيمان بوّلد كراهية بين الناس وظنون ببعضهم ، ولو كان صحيح هاي أرواح مذنبة  بلاش حد يدافع عن حالو ، أو يسعى بتحسين الحال ، على هيك بتنهدم الأخلاق وما بيظل للفضائل الإنسانية مجال .

عامر :

- بجوز .. صمت .. ثم : شفت الطفل المغربي ع الجزيرة بيحكي ألماني بطلاقة مع انو بعمرو ما شاف ألمانيا ولا سمع فيها ؟

تعود الكاميرا لتنقل مشهد الصديقين (طارق وسامر) وقد نظر كل منهما إلى جانبه حيث وجه صديقه

 (Fase to fase) وفي عينيهما التساؤل .

طارق :

- ما خبرك يومها عن خطبتو من سارة ؟

سامر :

- لأ .. بس من يوم ما انقطعت أخبارها عني قويت علاقتي بعامر (بتحسر) شم الريحة ولا العدم ، مو ابن خالها ؟

يضحك طارق بقوة ، وسامر مبتسما دون قهقهة .

سامر :

- كنا نلتقي بالنادي ، ونقعد بدارة الفنون لما يكون الجو حلو.

Out Focus

م 78    في النادي ، صالة بلياردو    قبيل الغروب / د

عامر وسامر ينهيان لعبة بلياردو ويسندان عصي اللعب(الأستيكة) إلى الطاولة ، يبدو الحزن على وجه سامر.

عامر :

- خلص افردها .. كل هاد لأني غلبتك ؟ ناسي كم مرة طسيتني ؟

يبتسم سامر ابتسامة باردة .

عامر :

- اه أبو السمر .. الجو حلو اليوم .  بنطلع ع الدارة ؟

سامر :

- (بتحير وتردد) بنطلع .

Cut

م 79            دارة الفنون            ل / خ

يجلس الصديقان على إحدى طاولات الدارة في الجو الربيعي الجميل والأضواء غير الساطعة يتناولان المشروبات الساخنة ، سامر يشرب النرجيلة .

عامر :

- كم يوم باقي لرمضان ؟

سامر:

- يومين أو ثلاث ما انت عارف بيختلفوا كالعادة (متهكما) ما بعرف اذا بليبيا صاموا ؟

عامر:

- ينعاد عليك وانت عريس يا رب أبو السمر .

سامر :

- عريس ؟

عامر :

- عريس اه عريس ، شو ناقصك ؟

سامر:

- رحمة ربي .. عامر احكيلي عن صيامكم ؟

عامر:

- خشينا في الدين . ماشي يا سيدي ، أول عشر أيام من ذي الحجة بنسميها (العشر) رجال الدين والناس الأتقياء بصوموها، وجبة وحدة عند الفجر، وصيام طول الليل والنهار، لكن بصراحة أنا ما بصوم ما بقدر صيامنا صعب .

سامر:

- بتعيدوا معنا بالأضحى بس ؟

عامر:

مزبوط .

سامر :

- وبضحوا بالعيد ؟

عامر :

ع هالسيرة : الذبيح اسحق مش اسماعيل ، مع انو كل الطوائف الإسلامية بتآمن انو إسماعيل هو الذبيح ، الحج سامر مو التضحية بخروف ولا غنمة ، لا تآخذني بعرفك مو متعصب ، بفلسفوها مشايخنا انو المقصود التضحية بشهوات النفس والتغلب على الغرائز .. المهم.. بنعيد معكم بالأضحى وهو العيد الأساسي دينيا واجتماعيا ، آخر يوم بالعشر (الوقفة الكبيرة) بتتذكر وقوفك قدام ربنا يوم الدينونة ، ليلة العيد كتير من رجال الدين وبعض الناس بيبقوا سهرانين طول الليل للتأمل والعبادة ، بس يطلع الصبح بتصافحوا ، وبباركوا لبعضهن بالعيد ، بعدها بروحوا ع البيوت وبتزاوروا وبتعايدوا .

سامر :

- خزاة العين عنك مخبى بقشورك ..

عامر :

بتعرف الوالد رجل دين .

سامر :

- إذا هيك تحملني بالأسئلة .

عامر :

 خد راحتك أبو السمر .

سامر:

- سلمان الفارسي ، ما بشوف طائفة إسلامية إلا بتحترمو ، شو مكانتو عندكم ؟

عامر :

- اسمه عليه السلام مشتق من السلامة ، إمام دين التوحيد ... سلمان الفارسي ... حمزة بن علي بن أحمد الزوزني الفاطمي ...صفي الخالق العظيم  ...  كلامه من غيب ، كل هاي التسميات لسيدنا سلمان.

يظهر سامر وقد تحسنت حالته النفسية ويعود وجهه للابتسام.

سامر :

- امم ، بنيسان بشوف بالتلفزيون كتير من اخوانا الدروز بفلسطين بيتجمعوا بمقام شعيب .

عامر :

- هاد مقام النبي شعيب ،إلو قصة غريبة من أيام صلاح الدين ، نطق بالقصة نفس الشخص الي روحه تقمصت جسد موحد عاصرو والدي ، خبّر هاد الشخص انو كان بأدواره الماضية ضابط بجيش صلاح الدين وقت معركة حطين ، سمع هاتف بمنامو بيقول : "اسقي حصانك من عين المي الموجودة في الموقع ، واتركه يمشي وحده ومحل ما بوقف وبيضرب رجليه بكون قبر شعيب" .

 بلغ صلاح الدين بالحلم ، فطلب منو تنفيذ الي سمعو من الهاتف ، وإذا صدق بيبني مقام وبتشرف عليه الطائفة الدرزية ، وبالفعل صدق حلمه ، بيحكي : بعد الانتصار كلفني صلاح الدين بخدمة المقام ولليوم الطائفة الدرزية بفلسطين بترعى المقام ، وبيحتفلوا هناك .

سامر :

-(باستغراب) كان دروز بجيش معركة حطين ؟!

عامر :

- أكيد ، وبالصفوف الأمامية .

Cut

م 80            في سيارة عامر         ل / د

سامر :

- اذا حد آمن بالتقمص وبعقيدة الموحدين كيف بيسير واحد منكم ؟

عامر :

- دعوة التوحيد بقيت سارية لمرحلة معينة ، يلي استجاب دخل في دين التوحيد ويلي ما استجاب ما بياخد فرصة تانية ، عشان هيك الدين مو مباح ولا ظاهر للجميع ، نحنا ما عنا تبشير بدينا متل غيرنا من الطوائف .

سامر :

- وليه بتتشددوا بموضوع الزواج ؟

عامر :

 - قصة تحريم الزواج بغير الدرزي هو جزء من المفهوم للمذهب ككل ما دام أقفلت الدعوة ، صعب غير الموحد يتزوج بدرزية من دون ما يصير  درزي؟ وإذا بدو يصير ما بينفع ، الدعوة أقفلت (بشيء من الدعابة) إلي قبّع قبّع والي ربّع ربّع .

سامر :

-(متمتما) لولا حبيبي لم أشب  === لولا مشيبي ما هويت . . (باللهجة الشامية) ولي !! . حابكينها مزبوط .

هنا يصلان بالسيارة عند إشارة ضوئية حمراء ، يضغط عامر على الفرامل دون جدوى .

عامر :

- (صارخا) سامر ما في بريك .

سامر :

- استخدم العكسي .

تتجاوز السيارة الإشارة الحمراء وتوشك أن تصطدم بها سيارتان من الشارع الجانبي حيث الإشارة المفتوحة .

نسمع صوت فرامل السيارات الأخرى .

ينجوان من حادث محقق حيث تنجح السيارتان في التوقف قبل الاصطدام بسيارة عامر ويترجلان من السيارة.

عامر :

- ما شميت ريحة الدخنة سامر ؟ ناسي أنزل (الهند بريك ) متوجها إلى السائقين : لا تآخذونا يا جماعة يلا سليمة الحمد لله .

يدفعان السيارة إلى يمين الشارع في مكان آمن .

Cut

م 81                  أمام سوبر ماركت عامر     ل / خ

سامر وعامر ، يترجلان من سيارة التاكسي  .

م 82               سوبر ماركت عامر            ل / د

الموظف داخل المحل برفقة صديقه يرى عامر ..

كاشير السوبر ماركت :

- المعلم وصل .

زاوية الكاميرا من داخل السوبر ماركت تظهر عامر وسامر يودعان بعضهما .

Fade out

(م 83+84+85+86+87 – مشاهد قصيرة مترابطة)

يعود طارق للرواية V.O :

- وانقطعت أي أخبار عن سارة ، وساءت حالة سامر ، وزاد الطين بلة انفصال أبوه وأمه ، وأخته سهاد تزوجت وسافرت ، لكن سامر بمؤهلات شخصيتو كان قادر  يتجاوز المحنة ، مع هيك ما انفكت قناعتو بسارة وكونها النموذج من البنات إلي ما بيتكرر مرتين في الحياة ، قرر في البداية  التبتل والعزوف عن الحب والجنس الآخر ، وبالفعل خاض تجربة روحية وعزلة للتأمل وقطع شوط منيح ، لكنه كان دائم البحث .

أثناء رواية طارق نشاهد :

1- سامر في الفراش عاصبا رأسه .

Cut

2- لوقت طويل على التلفاز يقلب بين القنوات بلا طائل . نوم لوقت طويل .

Cut

3- طارق يتحدث معه محاولا إقناعه بالعودة والاندماج في المجتمع .

Dissolve

4- سامر يمارس التمارين الرياضية .

Cut

5- سامر متأنقا في لباسه ، يريد مغادرة البيت ، يتناول إعلانا عن عرض مسرحية فاوست ويترك مكانه  بطاقة شكر للصديق الوفي طارق عند سريره.

لقطتان كبيرتان : إعلان المسرحية ، وبطاقة الشكر لطارق .

يتابع طارق راويا :

ورجع يستعيد نشاطه ، صدف وقرأت  إعلان عرض مسرحية بعنوان (الدكتور فاوست) كنت شايف نصها المطبوع بين كتب سامر ، خبرتو بالعرض قلت بلكي بروح وبغير جو .

Cut

م 88            صالة مسرح          ل / د

تعرض على الخشبة (مسرحية الدكتور فاوست) للأديب والفيلسوف الألماني (غوتة) يسمع صوت من المسرحية على لسان بطلها (الدكتور فاوست) دون أن تبدأ الكاميرا بنقل مشهد المسرحية :

"أجهدت نفسي في دراسة الفلسفة والشريعة والطب ، ويا للحسرة  في دراسة علوم الدين ! بهمة لا تعرف الكلل ، ثم أراني بعد هذا كله لم أتقدم شبرا ولم أخط نحو العرفان خطوة ..

سامر واحدٌ من جمهور الحاضرين في المسرح ، وكذلك (أمل) التي تجلس بالقرب منه .

 تنقل لنا الكاميرا المشهد التالي :

إضاءة المسرح ليلية ، فاوست جالس على كرسيه أمام مكتبه قلقا في غرفة ضيقة مرتفعة السقف ، مشهد المسرحية يغطي كل الكادر :

نسمع بقية منولوجه :

... سميت الأستاذ والدكتور ، وقضيت عشر سنوات وسط تلاميذي أذهب بهم ذات اليمين وذات الشمال ، تعب ضائع لم يكن تحته طائل.

لا أنكر أني بت أكثر ذكاءً من سائر الحمقى : (كالدكاترة والأساتذة والفقهاء والقسيسين) بيد أن هذه المنزلة التي بلغتها هي التي جرّت عليّ الويل والشقاء ، ولا حصّلت علما أصلح به بني الإنسان ، وأرشده فيه إلى سبل الخير ، إن هذا العيش لمما تعافه الكلاب لعمري وتأباه!

... ويلي ! ألا أزال حليف هذا السجن ؟ أسيرا في غرفة رطبة لعينة لا يدخل إليها إلا القليل من نور الشمس المحبوب ، هذه هي دنياك التي تعيش وسطها ! فتبا لها من دنيا .. وبعد هذا كله تتساءل  : لماذا يضيق صدرك وينقبض فؤادك ؟ كيف لا وأنت ثاوٍ هنا وسط هذا الدخان والطين بدلا من أن تكون وسط الطبيعة الحية التي خلقها الله لينعم بها الإنسان.

يسمع صوت طارق راويا بينما تنقل لنا الكاميرا جزءا آخر من المسرحية دون أن نسمع صوتا ، ولكن نشاهد فاوست في حركته ، وانفعالاته .

طارق : V.O

- صحيح سامر قرأ النص قبل هيك ، لكن المسرح أبو الفنون وبيوصلك بالفعل لمرحلة التطهير .

سامر يبدأ بالانتباه لأمل ..

يتبادل سامر وأمل مع الابتسام النظرات الودية ، الإضاءة خافتة في المسرح، ورغم استمرار المسرحية لكنهما يومآن لبعضهما بالتحية .

عودة للمسرحية : فاوست يرفع كأس السم يريد أن ينتحر ، ثم يتوقف إذ يسمع دق النواقيس وأناشيد العيد .

نسمع غناء الملائكة :

قام المسيح من الثرى  = = =  ورقا إلى أوج السما

طوبى لهم فليهنؤوا    = = = وليطمئن بنو الفناء

من كاد أن يودي بهم  = = = ما ورثوه من الشقاء

ومن الخطايا المهلكات = = = ودائها الداء العياء

فاوست :

أي شيء هذا الصوت الشجي ، وتلك النغمات الرنانة التي انتزعت الكأس من فمي بقوة لا تقهر ؟

 أترن هذه النواقيس إيذانا بحلول عيد الفصح ؟

وهل قامت تلك الجماعات لتغني هذه الأناشيد التي تحمل إلى القلب السلوان والسرور ؟ والتي تغنت بها الملائكة من قبل لدى قبر جليل في جنح ليل بهيم ، فكانت إيذانا بعهد جديد.

يأتي غناء الملائكة :

صعد المسيح إلى العلا..

من بعد ما سكن الثرى..

طوبى لكم .. قد آن للأغلال أن تتكسرا !

سيروا وجدوا رافعين ..

لواه في أعلى الذرى ..

ولتنشروا علم الأخوة

والمحبة في الورى ..

يكن الرئيس لكم ظهيرا ..

منجدا ومؤزرا ..

يتابع طارق راويا :

- صدق فاوست ، وكان عهد جديد .. بعد ما سامر أتأكد انو سارة وعامر صاروا تحت سقف واحد؛ اليوم  بيمد ايدو لأمل بعد ما أخفت سنين حبها من طرف واحد لسامر.

الجمهور يغادر قاعة المسرح ، وفي وسط القاعة سامر وأمل وجها لوجه ، سامر بالروحية الجديدة والابتسامة العريضة.

سامر :

- أمل ، أمل ..  زمان عنك ، وين أيامك ؟ قمت حطيت؟ خطبت تجوزت؟

أمل :

- (تضحك) رح جاوبك بس ع مهلك، أنا ع حطة ايدك. انت شو عامل؟

سامر :

- قدمت أكمل دراسة للبرنامج المشترك مع اليابان، اليابان شي تاني بتعرفي، حلمي أكمل في طوكيو .

أمل :

- لسى رح تسافر ، مالها البلد يا سامر ؟

سامر :

- (ببرود) البلد ؟ ما في منها البلد ! مش عارف حاسس ما ظلي خبز هون (ضاحكا) بدك أحاول الانتحار زي فاوست؟

أمل :

- كمان أنا حاسة هيك ، تصمت .. يلا عن إزنك ، خلينا نشوفك قبل ما تسافر.

تدير أمل ظهرها ، وتسير مغادرة ، سامر ما زال ينظر صوبها ، تلوح منها التفاتة .

سامر يسير مسرعا تجاهها ..

سامر :

- هيك رح تروحي؟

تنظر إليه وتكاد الدموع تترقرق من عينها .

أمل :

- (متلعثمة) أنا بدي أروح؟

سامر:

طيب بنتعشى مع بعض، أنا عازمك ع العشا.

Cut

م 89                 داخل مطعم           ل / د

 

سامر وأمل يقابلان بعضهما على طاولة العشاء في أحد المطاعم ويتبادلان نظرات الاشتياق.

سامر :

- يلا اتفضلي .

أمل :

- لا بلش انت بالأول .

سامر :

- بالله اتبلشي العشا ع شرفك اليوم.

أمل :

- مستحيل قبلك.

يتناول سامر بالشوكة قطعة من الطعام ، ويفاجأ سارة بمحاولة إطعامها ، وتبدو كمن لا تصدق هذه المفاجأة فها هي الأحلام تتحقق ، وسامر يتودد لها.

سامر:

- كيف المسرحية؟

أمل :

- حبيتها، الكبت دايما بولد الانفجار ، كَشَفَت عن الخلل لمى شي يطغى ع حساب شي، الأديان ما اجت تقمع حاجاتنا، بالعكس القوانين السليمة اجت لتنظيم حاجات الإنسان، تصمت، تضحك ثم: حاجاتو مو الرغبات.

ما زالا يتناولان الطعام ولكنهما يتحدثان أثناء ذلك .

سامر :

- معك حق، أنا كنت رح أروح فيها بسبب بعض الظروف ، لكن وقفة طارق وحتى المسرحية اليوم ساعدتني ، وخلتني بنفسية جديدة ، أمل أي شيء طبيعي هو شيء جيد ، انت على ما خلقك ربنا عليه ، حتى الغريزة الجنسية مو من صنع الإنسان ! هي هديّة من ربنا ! و كنوز ثمينة مخباي فيها ، إذا بكتشفها الإنسان العاقل  بكتشف الجنة وبصنعها وين ما يكون (صمت) إذا تحطّمَت البذرة بتتفتّحَ الزهرة ، بس مو تتحطم بالكبت والضغط ،  لكن بالوعي والحب (صمت) مهم أمل  نتعلّم البَستَنة الداخلية وكيف ننمي الأزهار الجميلة في قلوبنا (صمت) ما بتشوفي كيف بيستخدموا الأسمدة القذرة والفضلات ؟  وبتتحول ُ لأزهار مُعطّرة بتبوحُ بأحلى الآيات ؟

هذا هو الدّين ، الفن الأكثر رقّةً وشفافيةً ، وهاي صرخة  غوتة بمسرحية فاوست ، أنا هيك فهمتها ، ما بعرف بجوز أكون غلطان.

أمل تبدو سعيدة وهي تستمع ، تنهي طعامها .

صمت ..

أمل :

- (بحزن) متى ناوي ترجع؟

سامر أيضا ينهي طعامه .

سامر بدون مقدمات ولكن بعد بعض الصمت .

سامر :

- أمل إذا بوافقوا ع البعثة تعي نسافر مع بعض ونبدأ من جديد.

أمل :

(بذهول) جد؟

لقطة كبيرة : بوكيه الورد الصناعي الكبير في احد أركان المطعم.

Cut

م 90                على الاتوستراد       عند الغروب / خ

سيارة عامر تبدو محطمة بحادث سير .

موسيقى حزينة .

Cut

م 91        أمام سوبر ماركت عامر     ن / خ

يافطة على واجهة المحل (مغلق بسبب وفاة صاحب المحل المأسوف على شبابه في حادث سير مؤلم ، عامر حمزة)

Cut

م 92       (الموقف) ساحة ملتصقة بالمقبرة     ن /خ

مجموعة كبيرة من الرجال يتجمعون للتعزية بوفاة عامر ، يظهر رجال دين من الطائفتين الإسلامية السنية والإسلامية الدرزية، في مشهد ينم عن احترام متبادل .

(الموقف هو مكان تجمع الرجال خلال ساعتين قبل الدفن) الناس تسلم على ذوي الفقيد وتستخدم العبارات التالية من المعزين ورد أهل الفقيد ..

المعزون :

- خاطرنا عندكم .

أهل الفقيد :

- سلم خواطركم .

المعزون :

- يرحم ما فقدتم .

أهل الفقيد :

- تعيش وتترحم .

المعزون :

- مشاركينكم المصاب .

أهل الفقيد :

- ما تفقدوا غالي.

المعزون:

- ما كان بدنا كسر خاطركم .

أهل الفقيد :

- الله لا يكسر لكم خاطر .

المعزون:

يا أسفنا على الفقيد .

أهل الفقيد :

- ما تتأسفوا ولا على غالي .

المعزون :

الله يعوض بسلامتكم .

أهل الفقيد :

- إن شا الله تظلوا بخير .

العبارات التالية مستخدمة عند تقبل التعازي في البيئة الدرزية ، لكن عند تعزية رجال الدين السنة من القرية المجاورة لا يتم استخدام هذه العبارات ولكن ..

المعزون السنة :

- عظم الله أجوركم .

أهل الفقيد :

- شكر الله سعيكم .

Cut

م93          عند النساء        ن/د

الجنازة وسط حشد من النساء معظمهن خاصة الكبيرات في العمر يرتدين اللباس النسائي التقليدي الدرزي ، جميعهن يلبسن السواد ، وتظهر مجموعة قليلة لنساء من الطائفة السنية يتميزن عن النساء من أهل الفقيد وأقربائه الدروز ، الجثة داخل النعش ، لقطة متوسطة مؤطرة لسارة في أحد زوايا البيت باكية بلباس العزاء تدس رأسها بين ركبتيها.

Out Focus

(م 94+95+96+97 مشاهد سريعة مترابطة):

 

photo montage

 (flash back)

1- سارة عند المغسلة تنزع دبلة سامر المنقوش عليها (منذ الأزل والى الأبد) وتدسها في صدرها باكية .

Cut

2- يوم خطبتها من عامر تمد يدها له ليلبسها دبلة الخطوبة دون أن يظهر انسجامها .

Cut

3- يوم زفافها تخرج من بيت والدها حسب عادات الدروز ، تضع على رأسها عباءة طويلة تغطي ثوب الزفاف حتى الذيل وتخرج سيرا إلى الخلف بحيث يبقى وجهها يقابل بيت والدها الذي تفارقه إلى منزل عامر .

Dissolve

4- جزء من مشهد لقائها بسامر في المدينة المائية كنقيض صوري لسخرية الأقدار ، وتحديدا لحظة عقدهما العرفي وقبول سامر بالقول :

وأنا قبلت (يكررها ثلاثا) وعندما يلقيان بالمحرمة جانبا ، ويطبع سامر قبلة على أطراف أناملها ، ثم يخرج وردة حمراء من حقيبته ويقدمها لسارة .

Out Focus

م 98            في الشارع            ن/خ

يذهب أهل الفقيد وأقرباؤه وأبناء بلده يحضرون الجنارة من عند النساء في موكب جماعي مهيب ، مجموعة مشيا على الأقدام ، وآخرون في السيارات .

Cut

م99           في المدافن        ن/د

 توضع الجنازة في مكان مرتفع قليلا ، رأس الميت عامر إلى جهة الغرب ، ما يقارب العشر مشايخ يؤمهم إمام ويظهر بجانبه المؤذن، كثير من المعزين الحضور بشارب طويل لا يصلون ويستندون للحائط ، نرى ابتداء الصلاة  شبيهة بصلاة الجنازة عند المسلمين السنة، الإمام مستقبلا القبلة يرفع يده اليمنى إلى أذنه ويقول :

لا اله إلا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير .

نسمع صوت العبارات الدينية والدعاء مع تأثير (الايكو) وبصوت حسن جميل .

ثم ينزل الإمام يده ويكمل :

رحم الله من نظر فاعتبر وأمر فأتمر وزجر فانزجر ، ومثل هذا الحق المبين انتظر ، انتذروا واعتبروا يا أولي الألباب ، الحكم لله الواحد الوهاب .

ثم يكمل الإمام بالقول :

معكم جنازة رجل مسلم من أهل التوحيد والإيمان والحقيقة والبرهان ، مندرج بالوفاة إلى رحمة الملك الديّان، تغمده الله بالرحمة والرضوان، رحمه الله، الصلاة على الجنازة الحاضرة أثابكم الله ، فسبحان الباقي الحي الذي لا يموت.

تسمع موسيقى جنائزية حزينة (لحن الرجوع الأخير) .

لقطة مقربة : والد عامر وهو خال سارة ينظر إلى الجنازة متأثرا ولكنه لا يبكي.

Cut

م100          مضافة بيت والد عامر               ن/د

بعد الدفن، صدر المضافة ممتلئ بالرجال من العائلة والأقارب والأنسباء والمقربين (المشايخ الكبار في الوسط ، وعلى الجوانب الناس الأقل شأنا ، رجال دين سنيون مع إمام جامع البلدة السنية المجاورة مع عدد من أبناء قريتهم يعزون بالفقيد ما يلبثوا أن يستأذنوا بالانصراف، يجلس أفراد العائلة مع بعضهم في المضافة ، وهي: (غرفة كبيرة بابها بالوسط ،وتكون بواجهة البيت (صدر المضافة) يكون في مرتفع على نفس المستوى (طواطي) بلوك أو أحجار مصفوفة بجانب بعضها البعض (تقريبا أربعون سنتيمترا) وبعرض  نصف متر أو أكثر  بحيث يجلس عليها الرجل ورجلاه على الأرض.

والد عامر :

(بحزن) ـ الرحمة تحل ع روحك يا عامر.

نرى المعزين الواجمين .

Cut

م101            في السيارة                  ن/ د

رجلا دين سنيان (يرتديان الثياب البيض ، أحدهما بلحية طويلة غير مشذبة ، والآخر لا بأس بهندامه و تبدو عليه السماحة بعكس الآخر) يتناقشان

الأول بلحيته الطويلة ووجهه المتجهم :

- أنا جيت حتى ما تزعل ، لكن هؤلاء باطنيون وكفرة ، ولا يجوز مخالطة المضلين ، أما سمعت بقاعدة هجر المبتدع؟

الثاني بوجهه السمح :

- (مبتسما) يا شيخنا هاي القاعدة مو حديث ثابت عن الرسول ، ولا هي قرآن، هاي آراء اجتهادية غير ملزمة، معقول الإسلام خاتمة الرسالات والدين الحنيف يحض ع الكراهية ؟! لازم نكون دعاة بأفعالنا للدين إلي بنعتبروا خير الأديان ، عم نتحاور مع غير المسلمين كيف مع طائفة من المسلمين؟!

Cut

م102           مضافة بيت والد عامر               ن/د

قطوع متبادلة : Intercut

يتابع والد الفقيد (خال سارة) كلامه :

- يا جماعة في مثل هذا الموقف نتذكر ميثاق التوحيد الذي أخذ على كل واحد منا قبل أجيال وأجيال، ونحن محزونون على فراق ولدنا عامر، لكن لا ننسى الصبر على المصائب و تحريم البكاء على رأس الميت (الموحد الحقيقي والقوي لا يبكي على جسد فان ..)

 تسمع عبارات من الحاضرين مثل:

( الله يرحم روحو الله بيعلم وين رح يخلق)

 (الرضى والتسليم نهاية العلم والتعليم)

Cut

م 103                 في السيارة                  ل / د

طارق يقود السيارة وفي الخلف يجلس الزوجان المتأنقان ( سامر وأمل) إضافة إلى (أم سامر) في الطريق إلى المطار حيث يقرر سامر اصطحاب والدته وزوجته أمل إلى طوكيو .

Cut

م 104  في الشارع قرب سكن طارق وسامر السابق ل/ خ

سارة باللباس الأسود ، تحمل حقيبة صغيرة سائرة باتجاه سكن سامر وطارق ،  المطر منهمر بشدة ولا نرى سارة تضع شمسية تتبلل ثيابها بالماء ، تسأل البقّال في الجوار  فيخبرها ببعض الأخبار من دون أن نسمع الصوت لكنها تستمر في الاتجاه نحو المنزل الذي تم إخلاؤه منذ أيام قليلة .

Cut

م 105                      في السيارة         ل / د

طارق ما زال يقود السيارة وتظهر عن بعد معالم المطار الخارجية وتختلط أصوات الطائرات مع صوت عبد الحليم حافظ  في أغنيته ( بلاش العتاب) الصادرة من مسجل السيارة.

Cut

م 106            في بيت سامر وطارق السابق  ل / د

سارة تدخل البيت المهجور بنوافذه المفتوحة ، ووحشته الرهيبة ، وأصوات نفوذ الرياح ، وطرق النوافذ الخشبية بالحائط ، مفرغ من الأثاث ، تدور في أرجائه كمن تبحث عن شيء ما فلا تجد إلا ملاءة بيضاء وهي التي غطى بها  سامر جسد سارة المبلل في مشهد تهيؤاته (م44 ) تأخذها وتجفف بها ملابسها ، وتلف بها كامل جسدها .

Cut

م 107                    في المطار          ل /خ

طارق وسامر وأمل ووالدة سامر داخل المطار ، يتعانق الصديقان بحرارة وتمتلئ عيونهما بالدموع ، أمل التي تحضنها أم سامر تنظر بخشوع لمشهد الصديقين الحميمين وفي عينيهما التعجب من إخلاص الشابين لصداقتهما .

Cut

م 108    في بيت سامر وطارق المهجور        ل / د

 

سارة تتجه نحو النافذة  محدقة بالقمر المنير يسمع صوت دعائها بصوتها الحزين المتهدج وكأن روحها تتحشرج في حلقها.

يأتي صوت الدعاء :

- "يا رب ما بحس حالي إلا غريبة ووحيدة في هالدنيا، ما كنت بيوم أفكر أنكث عهد ولا وعد ، إلي صار بالفترة الماضية حرق قلبي ، حتى الدم جف بعروقي ، ما ظل للحياة طعم ولا للسما لون ، يا رب وعزتك تعبانة ومخنوقة ، ما في محبوب وانت موجود خدني لعندك ، أي دار أعظم من دارك؟".

Cut

م 109                      من السماء            ل / خ

الطائرة تطير إلى طوكيو ، نشاهدها لبعض الوقت في السماء .

Cut

م 110          في بيت سامر وطارق المهجور    ل / د

سارة تخرج من صدرها دبلة كتب عليها (منذ الأزل والى الأبد ) تتأملها ، نرى انعكاس الإضاءة عنها في عتمة الليل ، تلف جزءا من الملاءة على إصبعها وترتدي المحبس ، تتكئ على الجدار وتعود لتأمل الخاتم ، من (الطاقة) في سقف البيت والمغلقة بجزء من بواري مدفأة المازوت ، تقفز قطة سوداء فتسقط على أرضية البيت قرب سارة التي لا تنتبه لها ، ويسقط كوع البواري محدثا صوتا عاليا في هدأة الليل ، ويتناثر معه الدخان الأسود المتكثف من عوادم المازوت ثم يتسرب من الطاقة ماء المطر المتجمع في السطح ، ويبدأ الماء بالتمدد على أرضية الغرفة والماء الأسود يخترق الملاءة البيضاء التي تتلحف بها سارة.

Cut

م 111 شقة سامر الجديدة في طوكيو               ل / د

أمل مبتهجة في الشقة الجديدة في طوكيو تضيء شمعتين.

سامر عند المغسلة يتأمل دبلة سارة والدمع في عينيه  ثم يتذكر جزءا من لقائه بسارة في المدينة المائية.

Dissolve

Flash back (من مشهد المدينة المائية) :

سامر يخرج محرمة قماش كانت في الحقيبة ، يأخذ يد سارة ويضعها في يده ، وتفصل القماشة بينهما ..

سامر:

 - ردي من وراي ولا زغرة حبيبي .

تهز سارة رأسها موافقة مع ضحكها بخجل .

سامر :

- زوجتك نفسي.

سارة تردد :

- زوجتك نفسي.

Out focus

م 112 في منزل طارق وسامر المهجور            ل / د

سارة ممدة على الأرض بجانب الحائط ، ملتفة بالملاءة البيضاء التي اتسخ جزء كبير منها بفعل الماء المختلط بعوادم البواري ، نشاهد الماء يسيل باتجاه ساعة الكهرباء من النوع القديم الذي لا يفصل اتوماتيكيا عند حدث تماس كهربائي ، تفتح سارة عينيها ، ترتسم على وجهها ابتسامة ، يتراءى لها الحلم الفانتازي في المشهد(40)

 Out focus

(Flash forward )

صفين من حملة المباخر ، وفي المنتصف عروسين (سامر وسارة) بلباس الزفاف ، وفي الصدر المنصة ، يجلس فيها كبار الضيوف ، ومنهم رجال يرتدون الزي الديني لرجال دين من المسلمين السنة ، والمسلمين الدروز ، ولفيف من الأصدقاء والأقارب ينثرون الزهور (الديكور، والأزياء ، والإكسسوار في هذا المشهد الفانتازي ؛ متنوع يبرز تقاليد وعادات الطائفتين معا في جو من الألفة والتعايش المثاليين).

Dissolve

م 113      صالة الشقة الجديدة في طوكيو           ل / د

أمل تجلس قبالة الشمعتين المضاءتين ، تسمع صرخة من سامر الموجود في مطبخ الشقة ، كردة فعل لاشعورية تطفئ أمل الشمعتين بالنفخ عليهما ، وتركض باتجاه مصدر الصوت في المطبخ .

Cut

م 114         مطبخ الشقة الجديدة         ل / د

سامر مصفر الوجه ، تسرع إليه أمل تهز رأسها متسائلة عما حدث .

سامر :

- (بصوت منخفض) ما بعرف فتحت التلاجة بدي اشرب مي قامت لطشتني الكهربا.

أمل :

- (بصوت متهدج) سلامة قلبك حبيبي ، بجوز عندك شحنات زيادة .

تتناول أمل زجاجة الماء من الثلاجة التي ما زال بابها مفتوحا وتسقي عريسها بيدها.

أمل :

- صحتين ، اسم الله عليك حبيبي.

Cut

م115            صالة الشقة         ل / د

أمل وسامر يجلسان على الكنبة وأمامهما الطاولة التي عليها الشمعتان المطفأتان.

The End

18/7/2008

في سيناريو قادم ، نسافر مع روح سارة في دور حياتها الجديد (Rebirth) في حال إذا علمنا بوفاتها من أثر الصعقة الكهربائية ، وبأسلوب القصة المسنسرة ؛ نتناول عقيدة التقمص التي يؤمن بها أكثر من مليار شخص حول العالم .. فانتظرونا.

الأصل التفاعلي

أول النشر لحكاية (الحب الدرزي) كان بين ثنايا صفحات الرواية التفاعلية (الطابق مكشوف) في منتديات الجزيرة توك، ومن هناك توسع الموضوع وجاءت التعقيبات كالتالي:

أحمد كمال

كنت أود التعليق أكثر من ذلك لكن بعيدا هذه المرة عن التفاصيل فعندما اقرأ مجريات الأحداث اشعر أن في كل كلمة دموع تسقط وحسرة شديدة، بصراحة أخ عبد الرحمن القصة تريد تمعنا دقيقا، سوف اقرأها مرة أخرى بل مرات.

 الضفيرة النحاسية:

الحب الدرزي..هيه، ما أقساه إن لم يكن الطرف الآخر موحدا أيضا، محاكمة عاتكة، كل ما ورد في نصكم الأدبي يا صديقي قرأته بتمعن والدمع في عيني، واسمح لي ببعض التعليق على مجمل هذه المسألة الشائكة:

المزاج السائد عند الدروز هو الإحساس بالتفوق والتمايز يرافقه الإحساس بالغبن والاضطهاد، فيقومون - كجميع الأقليات - بتطوير دفاعاتهم على نحو مبالغ فيه لبناء عالم لا يمكن لتهديد خارجي أن يخترقه، بينما عالمهم الداخلي مجرد أعزل.. مثل هذه الأفكار تفضح الموقف الحقيقي والضمني تجاه الآخر وتنفي كل أشكال التعايش والاندماج. مثل هذه الأوهام جديرة بأن تحطم جيلاً من الأماني.. صحيح أن البشر مختلفون اختلافات لا نهائية، ولكن أليسوا متشابهين في الكرامة الإنسانية.

هل المشاعر طائفية أيضاً؟ وهل الحب الذي تباركه الجماعة هو الحب المشروع؟  ما ذنبي إذا خلقت مسيحياً أو درزياً أو كردياً... لم أختر طائفتي ولا ديني أو قوميتي!! ماذا سنخلف لأولادنا؟.. مستنقعاً عفناً من العادات والتقاليد؟!.. موتاً جاهزاً؟!.. أم ثقافة منغلقة متكلسة بكل مخزونها المعرفي تشكل مرتعا خصبا لنظام فاسد وشعب مقسم؟

إنها ثقافة الانغلاق الطائفي تضرب جذورها عميقاً في بنية المجتمع، وقد ترسخت بعمر هذا الزمن الرديء، ثقافةٌ لا تعترف بالاختلاف و غير قادرة على الإبداع و تهدف إلى توجيه الفرد لجعله يصطدم بثقافة الآخرين..

نحن نعيش في عالم لا يصادر حرياتنا و ذواتنا وحسب و إنما يصادر أحاسيسنا و انفعالاتنا أيضا، و يحدد لنا من نحب و من نكره، فنسلم بما رسمه لنا مجتمع سلطوي بكل المقاييس لأن الحلم بأي انزياح عن النسق يولد ميتاً، أصعب لحظات المرء أن يدفن حلماً في وقت ولادة.. لم يكن بوسعي أن احلم أحلاما مستحيلة، أو أن أتطلع إلى مستقبل لن يتحقق، كان علي أن أظل مقيدة إلى الماضي بكل موروثه العفن.

نحارب الحرية بالتقليد خوفا على وحدة "الجماعة" و على هوية مخترقة أصلاً أو حتى ضائعة.. فيتحول الفرد إلى مجرد رقم و ليس شخصية مستقلة وحرة.

أنا حرة في اختيار زوج المستقبل و لكن، أين حرية الاختيار؟؟ إذا كنت أنتمي إلى طائفة لا تتجاوز نسبتها 3% من سكان البلد بعملية حسابية بسيطة يكون احتمال أن أجد زوجاً مناسباً لي من هذه الطائفة يسعى إلى الصفر.

لا أفهم كيف يمكن لطائفة تعرف بأجوائها المنفتحة و نزعتها التحررية..أن تعطي المرأة الكثير من الحقوق، التعليم، العمل... أو حتى السفر إلى الخارج، و لكن تحرمها من حقها في تقرير مصيرها و اختيار شريك حياتها، و تقيم الحواجز على رغباتها و مشاعرها، و إذا ما أحبت أن تمارس إنسانيتها و تبني علاقة سليمة، تخنقها قيودها و تبقيها مكبلة إلى عالم لا تشعر بالانتماء إليه.

والحديث هنا قحط للروح و انهيار لآخر قيم الانتماء.. صديقتي ذات الخمسة و ثلاثين عاماً من دون زواج تقول: "أحيانا أحس أنني أكره أهلي لأنهم سبب تعاستي.. كيف يمكن أن تحب من هو قادر على قتلك في لحظة!! العبد يخاف سيده و لكنه لا يحبه" و تتابع "لا اشعر بالانتماء إلى أسرتي و لا إلى جماعتي، لا اشعر بالانتماء لأي شيء في هذا العالم. كيف يمكن لبذور الحب أن تنبت شجرة للكراهية تضرب جذورها عميقا في الوجدان!!.. و كيف تتحول المشاعر النبيلة إلى قيود تثقل علينا، رغبة في الامتلاك، و عبودية؟؟!! نحارب عدواً وهمياً متناسين أن عدونا الحقيقي يقبع في داخلنا... و خلف الأبواب طوابير من النساء تنتظر رحمة السماء و معجزة ما تخلصهم من هذا الوحش الذي يسمونه العنوسة.. كائناتٌ مفعمة بالمرارة والعجز واللاجدوى.. لا يجرؤ جارنا حميد على تزويج ابنته لرجل سني أو شيعي أو مسيحي لأننا ولدنا و تربينا على هذه العادات، لا استطيع أن أواجه المجتمع وحدي. فعقاب المجتمع صارم و من يتحمل مسؤولية التغيير؟!".

كل من يتجرأ على التصدي للأعراف السائدة مصيره النبذ و الإقصاء أو النفي الاجتماعي أو التكفير أو حتى الموت.. وربما تكون الحالة الاقتصادية هي العامل الحاسم في العزوف عن الزواج المختلط، فخلدون مثلاً يخشى أن يحرمه أبوه من الميراث و هو لا يستطيع أن يغامر بمستقبله و يبدأ حياته دون مساعدة أهله. من يمتلك القوة يمتلك السلطة اجتماعياً، دينياً، اقتصادياً أو سياسياً، وهذا ما يفسر أن بعض وجهاء الطائفة أو أغنيائها قد تزوجوا من مذهب أو حتى من دين آخر دون أن يتعرضوا حتى إلى الانتقاد. أما الفتاة التي تتزوج من طائفة أخرى فتعتبر ساقطة و يهدر دمها لأنها خرقت قانون القطيع الذي تنتمي إليه، تقتل بدم بارد دفاعاً عن وهم "الدم الصافي" في الوقت الذي بدأت فيه عقوبة الإعدام تسقط من قاموس الدول... و المشكلة الحقيقية أن من يدفع الثمن ليس صاحب الخيار فقط بل كل أسرته و ربما لعدة أجيال!!! وهذه هي حال جبر الذي تزوج امرأة سنية و أنجب منها ابنتين لم تتزوجا إلى الآن. يقول: "من الطبيعي أن يدرك كلانا أننا بدأنا بعلاقة مستحيلة في عرف الآخرين.. لم يكن يعنيني أن ينبذني المجتمع و لكني لم أتنبأ أن بناتي سيدفعن الثمن بدلاً مني. ربما يكون جبر قد ندم أو أحس أنه تحمل أكثر من طاقته و لكن (منى) الأكثر جرأة لم تندم و اعتبرت أن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة: لماذا علي أن أكون مخلصة لتقاليد الطائفة ولا أكون مخلصة لنفسي؟؟

إن أي تغيير بحاجة إلى قرابين.. كل خطوة نحو الأمام تحتاج لثمن لا بد من دفعه. ربما على المدى البعيد نستطيع أن نخلق جيلاً لا يحكمه الانتماء الطائفي في جميع خياراته في الحياة، ناهيك عن الإيجابيات الأخرى للزواج المختلط كتحسين النسل و الانفتاح الفكري. والسؤال هنا.. كيف يمكننا أن نغربل أفكارنا فنرمي ما تعفن منها؟؟ و نعلق ما بقي نقياً في خيوط الشمس.. أن نعمر كوناً جديداً بعيداً عن فواصلهم و إشارات تعجبهم.. وطناً لا يعرش على جدرانه إلا الياسمين و لا يعترف إلا بالإنسان وكرامة الإنسان.

يرى المحامي حسين أن "القانون يتواطأ مع العرف الاجتماعي والدين لتسويغ ما يسمى بجرائم الشرف وتعميق الطائفية، فزواج الرجل السني من غير السنية لا يفرض تغيير دين الزوجة أو مذهبها إلا إذا كانت درزية و زواج المسلمة من غير المسلم يقتضي إشهار إسلام الزوج، و للدروز محكمة مذهبية خاصة بهم وقانون أحوال شخصية يطبق عليهم في حالات الزواج والميراث. كيف يمكن لمجتمع واحد يتطلع إلى الاندماج الوطني والاجتماعي أن تطبق فيه قوانين متعددة للأحوال الشخصية، لا بد من توحيد قوانين الأحوال الشخصية المختلفة و المتباينة و إخضاعها إلى قانون مدني لا يقوم على الشريعة، و فصل الدين عن الدولة، و إجازة الزواج المدني بلا قيود، فالزواج المدني سبيل لتحقيق الاندماج الوطني و لتصحيح العلاقات بين الطوائف، و توحيد المرجعية القانونية شرط لتوحيد المجتمع والاندماج الاجتماعي". والقانون - كما يرى المحامي - "يمكن أن يكرس قيماً جديدة أكثر ملائمة لعصرنا" ويستشهد بقانون منع تعدد الزوجات في تونس الذي "أصبح جزءا من ثقافة المجتمع بعد حوالي 20 سنة من إصداره". ولكن كيف لسلطة مستبدة أن تنتج هوية منفتحة على الآخر؟ الأنظمة المستبدة تكرس الوعي التقليدي، التكفيري والتخويني، و تتحالف مع رموز القوى الدينية للحفاظ على استمراريتها لأنها تخاف من التغيير أكثر من خوفها على الخصوصية و الأصالة. "الدولة الاستبدادية أو الدينية لا تترك مجالاً للاندماج" و "الاستبداد يقتل في الإنسان شخصه القانوني و شخصه الأخلاقي". و في مجتمعاتنا المتخلفة ليس القانون هو الحكم بين الناس، فلا زال الضابط الاجتماعي أقوى من الضابط الأخلاقي أو الديني و لا زالت الأعراف و التقاليد أقوى من القانون.

المشكلة لا تحل بين ليلية و ضحاها، و لا تحل بقوانين و مراسيم وحسب، إنها إشكالية وعي و ثقافة سائدين. نحتاج إلى إعادة تشكيل وعينا الاجتماعي وتحديثه، إلى مجتمع ديمقراطي علماني قائم على مبدأ حرية الفرد و حقوق الإنسان. نحتاج إلى القليل من الجرأة و الكثير من التضحيات حتى نتخلص من قيود تكبلنا إلى ماض انتهت صلاحيته و لم يعد قادراً على اللحاق بركب الحضارة الذي لا ينتظر..في جذر كل اغتراب يكمن قلق الحرية..

أخيرا صديقي عبد الرحمن أحس أن الحكاية التي أوردت تنبض من روحي، وهي مكتملة الأركان لتكون فيلما سينمائيا مميزا، لماذا لا تباشر بفعل ذلك وأنت كما ذكرت تدرس السينما.

مزاج تسنيم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أتعجب كيف مر هذا الموضوع (الحب الدرزي) هنا دون أن يهز أركان المنتدى الذي يهتز لكثير من تفاهات ريما!!

أخي الكريم...

بداية عندما قرأت الموضوع منذ أول سطر سطرته به لم افهم المطلوب أو المقصود ولم افهم فلسفتك الخاصة... وحاولت ربط الأمور فربطتها ولله الحمد ووصلت إلى نتيجة قد لا أصل إليها في كثير من الأحيان، من منطلق أن الشخص يحب أن يفرض سيطرته وفكرته على الآخرين، توصلت إلى أن فلسفتك لها نوع خاص.... ويمكن انك لا توافقني الرأي على أنها فلسفة لكن قدرتك على الإبحار من عالم إلى عالم أو من "رسالة" إلى "رسالة" أخرى عبر المدعو (سامر) كما تقول أنت يعتبر بحد أدنى فلسفة جميلة جدا.. وان كنت تريد أن تكمل في هذا الجانب فننصحك بان تكمل فلك موهبة جميلة جدا... والسيناريو رائع ينقصه فقط العرض على شاشات التلفاز.. احترامي لشخصكم الكريم. ثانيا: أشكر الضفيرة النحاسية على تعليقها من دون تحيز طائفي وهذا يشهد لها..

الكاتب والقاص عمر شاهين:

الأخ عبد الرحمن يكتب بعامية تميل إلى السورية وكأنه يكتب حوارا تلفزيونيا وليس رواية فيما زج بكل ما يحمله رأسه من أفكار في الرواية وكان التصنع واضحا في الجمل والأحداث، ويريد أن يصوغ الرواية كما يشاء لا كما تدور أحداثها، فيريد أن يزج معوماته السياسية ودراسته في الرواية وهذا خطأ قاتل لأنه يفقد سيطرته على الرواية.

وبعد نشر الحكاية في موضوع مستقل كانت هذه التعليقات:

 فلتات أفنان:

بينما كنت قد نسخت هذه القصة من الطابق مكشوف رأته صديقتي آمنة خليل وكتبت هذا التعليق:

لماذا نترك أحداث الماضي تخيم بظلالها على واقع حياتنا الحاضر؟؟ ما حدث ذهب ولن يعود، حتى لو بقينا نندبه أبد الدهر.. ولكن اللحظات التي تعيشها الآن هي، وهي فقط التي تهمنا وما سيأتي في المستقبل أيضا، فلنعمل من اجل الحاضر والمستقبل.. إن التعصب والتطرف موجودان في كل الأزمنة والأمكنة، ولكن هل سألنا أنفسنا لماذا؟

 لماذا قد نقابل بتطرف وتعصب؟!إن دخول البيوت من أبوابها كان بعد محبس الخطبة ومن هنا يجب التعلم من ذلك الماضي، أن لا نبني شيئا من دون أساس متين.

إن الحب بين قلبين صغيرين لا يعني كل شيء، الحياة تتطلب وربما كان ذلك الحب مجرد إعجاب من الطرف الآخر وزال بعد ذلك، عندما يقدم الأهل الحجج والبراهين حسب الجو المحيط أو ربما يغصبون أحيانا، ماذا تملك الفتاة من أمرها أمام ولي أمرها، وان كان قلبها معلقا بفتى..

أنا أؤمن إيمانا عميقا بمبدأ الحب بعد الزواج وارفض فكرة الحب قبل الزواج.. لما قد ينشأ عنها من ارتدادات وانعكاسات على نفسية الإنسان قد لا تزول آثارها بتقادم العهد، لو نظر سامر في ذلك الوقت من غير منظور نفسه ربما لهان عليه الأمر كثيرا.. اقدر المشاعر النبيلة والعواطف السامية التي حملتها تلك النفس الإنسانية ولكن صاحبها كان عليه أن يتعرف الطريق قبل أن تطأها قدمه، حتى لا تزل تلك القدم وقد زلت.. وسيعوضه الله خيرا إن اخلص نيته لله سبحانه وتعالى وسهل الأمور حتى يسهلها الله عليه. وتحياتي للأخ عبد الرحمن، ولأعضاء الجزيرة توك وآمل ان انضم إليكم قريبا.

الثورة الجهادية:

الدروز كفار.

إنسان أولا:

إذا كان التوحيد كفرا فأنا أول الكافرين، سلامي لك يا من تكفريني..

 تراب1991:

إلى حد الآن الشيء اللي بعرفه عن كلمة درزي هي كلمة شتم في بلادنا، يعني لما واحد يريد أن يبالغ في شتم آخر يقول لـــه يا درزي.

 إنسان أولا:

نعم هذا صحيح لأن الشيء الذي أعرفه عن بلادك التي لا أعرفها هي أنهم لا يفكرون بل يكفرون، وأنهم يشكون في عدالة الله لأنهم يظنون أن الله حباهم بالحقيقة دون غيرهم فشوهوا الحقيقة. احترامي لأفراد بلادك المساكين ولك يا أخي الكريم والله يعينك على عقلك..

عبد.. الرواية رائعة والقصة تحتاج إلى البحث ولكن ليس الدروز فقط من لا يقبلون بمخالطة غيرهم فباقي الطوائف الإسلامية لا ترضى بتزويج بناتها إلا إذا اعتنق الزوج الإسلام (وفي اغلب الحالات يكون هذا إشهارا دون التزام بالدين) فقط ليتم الزواج، والنتيجة أولاد ضائعو الهوية حين نناقش زواج الموحدين من غيرهم سنتطرق للعقيدة وخلفية هذا التشريع عندهم ولكن: أولا لنناقش حالات واقعية هناك عديد من المرتدات عن مسلك التوحيد تزوجوا من غير الطائفة فما النتيجة؟؟؟؟؟ تسعين بالمائة (إذا لم يكن مئة) وأقولها دون مبالغة فشلت علاقتهن وأغلق في وجههن طريق العودة فإما أن يشغلها الزوج بالدعارة وفي منطقه أن من تخلت عن أهلها يمكن أن تتخلى عن زوجها، وهكذا يقول المنطق ان من غلبتها أو غلبته مشاعره ليتخلى عن أهله فيمكن لنفس المشاعر أن تسيطر عليه لتتخلى أو يتخلى عن الذي اختارته العواطف وليس العقل زواج الحب شيء جميل ولكن المحبة أسمى، الحب بين شخصين والمحبة بين الجميع، ولكن هذا لا يعني ألا يكون هناك حواجز لأن حواجز الدين هي الأكثر ممانعة فهناك فرق بين من يدين بالإيمان ومن يدين بالعرفان... هناك فرق بين من يتكلم بالحقيقة وبين من جعل الحقيقة تقوده وسلم لها زمام الأمور هناك فرق بين من اتخذ المسلمات دينا وبين من اتخذ عقله دينا.. هناك فرق بين من فهم أن من خلق من تراب هو من يحاسب ويعاقب واعتقد أن الله حلل شيئا بالدنيا وحلله في الآخرة، وبين من فهم خلود الروح و فهم (الموت ولادة والولادة حياة والحياة رسالة والرسالة حقيقة والحقيقة وجه الباري) ولا حقيقة أو وجود غيره، وتطهير النفس هو طريق الحقيقة وما نهي عنه في الدنيا ينهى عنه في الآخرة.. حتى في الآخرة هناك اختلاف.. هناك فرق بين أنهار اللبن والعسل والحوريات والمتعة الجسدية الفانية في الدنيا فما بالك بالآخرة وبين التطهير في الدنيا الذي يوصل للنشوة السرمدية و(النير فانا) في الدنيا وإلى الوعي أو الكمال الروحي والخلاص في الآخرة.. مضت ملايين السنين على عمر الأرض وعلى الخطيئة الأولى ونحن لا نزال رهينة الازدواجية والحاجة للوحدة والتوحد فنطبق ذلك جسديا ونبقى في دوامة التناقضات.. نعم لأن عالم المعاناة الذي نعيشه ليس إلا تناقض الأضداد التي تخيلتها ذواتنا ورددتها منذ الخطيئة الأولى فأصبحت في نظرنا حقيقة وهمية والحقيقة هي الوحدة والوحدة طريق الاتحاد والاتحاد نهاية التوحيد يا أخوتي هناك من يعلم ما هي السبعة وهناك من يدور سبعا والكون دار سبعا والأدوار سبعة ولم يبق إلا يوم الحق.. لنتحرر من مشاعرنا الزائفة.. فالحقيقة قريبة الظهور.. فليست المعاناة هي البعد بين قلبين بل هي البعد عن الحقيقة الأولى والأخيرة والحق الأزلي فلا تتركوا ذواتكم تسيركم.. فنزواتنا ليست إلا حنينا للمحبة الأبدية والنور السرمدي، والحب الزمني ليس إلا لوعة واشتياقا للحب الكوني الذي فقدناه عندما أضحى وعينا لا وعيا!!

 تأمل كلماتي وقل لسامر ولسارة.

-         اليه التجأ إن ضاقت بك الحال.

-         وإن هزتني لغربتك المضاجع؟

-         اصنع ذات الأمر.

فالمضاجع الزمنية ما هي إلا صورة للوعة الشوق لعلة العلل.. والفهم بحاجة للمقدرة.

كل الاحترام يا عبد وأتمنى أن توصل الكلام لمن يجب أن يقرأه..

 العضو (رجل خفي) ينقل حكاية غريبة:

عُثر على فتاة من قرية "أ، ر" في محافظة السويداء معلقة من عنقها بسقف المطبخ في بيتها، وذلك يوم الاثنين الماضي. وقام أحد الجيران بإسعافها إلى مشفى السويداء الوطني لكنها فارقت الحياة قبل وصولها.

وذكر في تقرير الطب الشرعي أن سبب وفاة الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً هو نقص الأكسجين الميكانيكي الناجم عن عملية الشنق بواسطة سلك هاتف، كما أوضح التقرير أن الفتاة عذراء. يشاع أن أخ المغدورة والبالغ من العمر 18 عاماً قام بشنقها بعد أن وجد رسالة على الموبايل الذي كان قد أعاره لها في اليوم السابق. ولم تتوصل جهات التحقيق حتى الآن لمعرفة ما إذا كانت هي قد شنقت نفسها أم أن أخاها أقدم على ذلك، لاسيما أنه لا يوجد أي آثار لكدمات أو سحجات على جسمها تدل على تعرضها للضرب من قبل أخيها، أو حتى محاولة للدفاع عن نفسها.

عجيب توحش الدروز ضد المرأة الضعيفة، رجالهم يمارسون الفاحشة علنا وإذا غلطت فتاة درزية بأقل شيء تشنق أو ترجم، مع العلم أنهم يدعونها للبس الجينز واللباس الفاضح..

 إنسان أولا:

القصة كذب ولم أسمع بها والشهادة زور فلسنا نحن رجال المتعة، والمسيار، والزواج بأربع، والجواري والسبي، وملك اليمين، كلها تخصكم يا صديقي ولسنا من ندفن المرأة في أكياس الزبالة.. بينما عقول الرجال لا تعرف إلا الجنس الزبالة، ولا رجم عندنا، فالرجم وقطع الرأس من اختصاصكم !

اطلع على الشرع في التوحيد ومن ثم اتهم الناس ولا مذهب يعيش مشكلة الجنس كمذهبك.

عبد الرحمن أبو سنينة:

رجل خفي، السطران الأخيران من مداخلتك مظاهر لا تختص بها الطائفة الدرزية، تفوق المفهوم الذكوري الخاطئ، وهو واقع للأسف موجود عند الجميع، وهو بين جماعتنا أكثر ما يكون !

العضو (غليون الكاتب):

هم كلامهم مستفز و أنت رد فعلك عليه طبيعي، و قد أفسدوا بذلك موضوعا جيدا، أنا لا أعرف الكثير عن الدروز و معتقداتهم و لكن الفكرة التي كونتها هي أن الدروز عندهم أسرار عقدية كثيرة ؛ مما يجعل فئات من المسلمين تعتبرهم "طائفة باطنية" و هذا يفتح الباب للاعتقاد بالكثير من الشائعات و الأساطير: كربط الناس بالجنازير.... إلخ، في حين أن من البديهة إذا كانت الممارسات السادية تمارس في داخل مجتمع محافظ كمجتمع الدروز لقل إحساسهم بالانتماء و لنفروا من معتقداتهم، و لكن هذا ليس الحال، والواضح أنهم شعب متماسك، كل درزي قابلته كان إنسانا محترما و مثقفا فشخصيا لم آخذ انطباعا سلبيا عن الدروز أبدا، ولكن تخيل مثلا، مثلما كان النقاش عن شيء جيد و مجد، و جاء أحدهم و حاول أن يفسده بعباراته العنصرية و جاء الآخر يقول لنا في مجتمعه عندما يحبون أن يكونوا متخلفين يشتمون الناس بألفاظ عنصرية أيضا و يتباهى بها هههههههه!!!! ممكن يدخل أحد قرية مسلمة لا تملك حظا كبيرا من التعليم و على قدر من البساطة و بخبث أو عن غباء يقول لهم الدروز مصاصي دماء، هكذا اعتقد أن تلك الشائعات بدأت و تلك النظرة السلبية تكونت عزيزي إنسان أولا فما تغضب، هذا (التخلف) ظاهره إلى زوال. بس وددت أن أقول لك، الإسلام نظم أمور الجنس و لم يبيح الجنس، الجنس مباح و غريزة حيوانية و إنسانية طبيعية كما الأكل و الشرب هي حاجة أساسية في الفرد. شكرا على الموضوع و دمتم.

إنسان أولا:

صديقي،،، في مذهب التوحيد (والدروز اسم لا يخصنا) هناك سرية بسبب العرفان الذي يتبعه المسلك منهجا فالعرفان ليس أي شخص يفهمه وأيضا بسبب الوسط المتعصب الذي نعيش فيه (والذي يدعي التسامح) أنا لا أحب الدخول في سجالات طائفية لأنني بصراحة أجده يحصل لضعف في العقل خصوصا إذا كان في الدين ثغرات وفي كل دين ثغرات. التوحيد الحقيقي (مذهبنا) هو أن تتبرأ من المعتقد المسبق وتدين بالحقيقة التي خلق الله لنا عقلا لنبحث عنها، وليس لنخضع لفتاوى تكفر وتندد وتستنكر.. العقول منفصلة ولكل عقل تفكيره والنفوس من أصل واحدة ولكنها تمايزت بما علق فيها من الطبائع المذمومة أما الأرواح فهي واحدة فينا جميعا لأنها جوهر من فيض (نور) الله تعالى فينا وهذا ما نسميه (العقل الأعلى) ويسميه المسيحيون الروح القدس (طبعا من دون الدخول في الأقانيم فالله واحد وليس ثالث لثلاثة ولكن من نوره خلقت أرواحنا وهذا موجود في القران الكريم) لذلك فالتوحيد ليس فيه تكليف جسماني لأنه شريعة روحانية وإذا كنت تحب أن تعرف عن معتقدنا أكثر فأنا جاهز لأشرح لك بالتفصيل ولكن عن طريق الإيميل بعيدا عن من لا يملكون عقولا، بالنسبة للخرافات الشعبية حولنا فقد ولدت من زمن العثمانيين وإبراهيم باشا المصري ابن محمد علي والفرنسيين، فكل من هؤلاء هاجموا أجدادنا (وكان أجدادنا حينها قبائل) فكانوا يردون كل هجوم بأسلحة تقليدية (بلطات وعصي وسكاكين وسيوف) ويحاربون الأعداء بما يغنمون من بنادقهم (خصوصا أيام إبراهيم باشا) لذلك كانوا يقاتلون بتوحش دفاعا عن الأرض والعرض فمنهم من قتل المعتدي عضا على حنجرته ومنهم من سطح بطنه برمية من حجر أو قصه نصفين بضربة واحدة من سيفه، وطبعا كان الدروز وقتها يتمتعون بقوة جسدية لا توصف فرضتها عليهم وعورة جبالهم البركانية وقسوة عيشهم وتعرضهم الدائم للاعتداء فقد عرف تاريخهم التنقل المستمر بسبب الاعتداءات والحروب الطائفية فمن فلسطين وحلب إلى لبنان ومن لبنان بسبب الحروب الطائفية ومنذ ثلاثة قرون نزحوا إلى حوران، وفي حوران لا مجال للنزوح فالموت أو النصر هذا على نطاق القوة الجسدية، أما على نطاق الإيمان فالموحدون يؤمنون بالتقمص أي رحلة النفس في أجساد عدة حتى تصل للخلاص (أي خلاصها من الشهوات المادية وفهم معادلة الوحدانية بالحياة) لأن الحياة خلقت من اجل التوحيد والازدواجيات التي تتخيلها نفوسنا ليست إلا سبب العذاب وهذه العقيدة تدفع الموحد إلى الإقدام على الموت دون أدنى خوف، كل ذلك أدى إلى نشوء الأساطير حول الدروز: أنهم يأكلون الموتى ووحشيون ودمويون ويحبون القتل، وهم في الحقيقة أكثر الناس إكراما للضيف وترحيبا بالغريب وحتى في غزواتنا لم يؤذ أجدادنا امرأة أو طفلا فالسبي والجواري ظاهرة حرمت عندنا من عهد الحاكم بأمر الله (الذي شوهتم تاريخه) وأيضا الزواج بأكثر من واحدة وإقامة حد الرجم وقطع الرأس ليست عندنا، أما إذا كان هناك حوادث قتل دفاعا عن العرض فهذه واردة وموجودة عند كل الناس وهي دافع شخصي وليس دينيا (أنا لست معها) ولكن من وضع بهكذا موقف فان التفكير عنده يتوقف ولا يعرف ما يقوم به صان الله أعراضنا وأعراضكم أما عن ردة فعلي فممكن كان كلامي متهجم ولكني لم اخترع شيئا، ليس عندنا لا مسيار ولا متعة كما عند غيرنا، ليس عندنا زوجات أربع، وما حلله الله للمؤمنين (وحاشى لله أن يحلل الاغتصاب لأحد) ليس عندنا فرض على المرأة بأن تتلثم بالنقاب.. تكبت.. وهذه ظاهرة تزيد من الشذوذ المثلي ومن استخدام هذا الزي لأغراض أخرى، وحتى نظرة المرأة من تحت هذا النقاب لا أجد فيها احتشام.

على كل حال أنا احترم معتقد غيري ولكن إذا أراد الغير ذم معتقدي فلا يخترع من عنده ومن أساطير أجداده وليتذكر أن من يتكلم عنهم هم حماة الشام من يوم أن خلقت وسيبقون حماته.. وإذا كان الإسلام العظيم نظم أمور الجنس فمسلك التوحيد في الإسلام ألغاه إلا بالزواج الدائم ومن واحدة فقط.

غليون الكاتب:

شكرا على ردك المفيد.. أود أن أوجه انتباهك للحقيقة التالية، أنا و جدودي لم نزور تاريخكم و لم نشوه سمعة جدودكم و عظمائكم و قديسيكم، أنا من السودان و نحن لا نعيش قريبا من الدروز، و إن كانت الصورة العامة لطائفتك في مخيلتنا هي صورة غير حقيقية أو شابها شيء من التزوير فالمسؤول عنه هم من عكس لنا صورتكم من جيرانكم، لو تكلمت عن نفسي فسوف أقول إنني أعرف قليلا أفضل من أن أشيطن فئة من البشر بسبب ترهات أسمعها عنها، لأنني أعرف أن الكثير من تاريخنا منذ مشكلة الخلافة بين سيدنا علي و الأمويين يفقد المصداقية.

 الشيء الآخر هو موضوع الجنس، هو ليس موضوعنا لكن تحمل معي قد أطيل عليك قليلا، الجنس هو عبارة عن ممارسة غريزية، أي أن الإنسان لا يحتاج أن يتعلم شيئا معينا قبل أن يتعرف على رغباته الجنسية لأنها تنبع من غرائز، طبيعة الإنسان هي طبيعة حيوانية لأن تركيبنا العضوي مشابه كثيرا للتركيب العضوي لجميع الحيوانات الثديية التي نعرفها و لذلك نجد أن العلاقة الجنسية يمكن أن يقيمها الإنسان بطرق متعددة و مختلفة كما الحيوانات أيضا.

كلمة "شذوذ" أو تصرف جنسي "شاذ" هي كلمة لا تحظى بإجماع جميع البشر على تعريف معين لها، وذلك لاختلاف موروثاتهم الفكرية و ثقافاتهم، بعض العلماء (و قد كتبت هذا ردا على موضوع سابق و لكن حذف ليس بسبب ردي و لكن بسبب الموضوع نفسه على ما اعتقد لأنه كان يتكلم عن شيوع الجنس مع الحيوانات في مجتمع معين) فسروا كلمة شاذ بأنه تصرف قليل الحدوث أي أنه تصرف شاذ للقاعدة السائدة، في برنامج عرض على قناة national geographic و كان موضوعه عن التصرفات الجنسية الأكثر "شذوذا" في مملكة الحيوان Deviant Sexual Behavior. هذا البرنامج تناول جميع أنماط التصرفات الجنسية كممارسة الجنس مع النفس، أو الاستمناء، و ممارسة الجنس مع أعضاء من العائلة، أو الأسرة، و ممارسة الجنس بين مخلوقات من فصائل مختلفة و بين مخلوقين من نفس الجنس و الجنس الجماعي....... إلخ. وجدوا في نهاية البرنامج أن التصرف الأكثر شذوذا هو الزواج من فرد واحد من نفس الفصيلة و من جنس مختلف Monogamy، طبعا هذا ليس مقياسا للصحيح أو الخطأ ولكن وددت أن أجلب لك وجهة نظر لا دينية و غير عقدية و تقوم على حسابات و دراسات و تقييمات علمية بحتة، عن كيف تقنن النظم الحياتية و الأديان المختلفة تلك الظاهرة و كم تتقبله أنت أو أتقبله أنا فهو شيء نسبي طبعا و لكن وددت أن أوضح أن الأربعة زوجات و موضوع المتعة و المسيار هو شيء يقبله مجتمع معين و تقبله ثقافة معينة و هذا السقف قد يكون أعلى عند ثقافة أخرى و منخفضا أكثر عند ثقافة أخرى و لا يمت للأخلاقيات بصلة إلا إنه ثبت أنه يسبب ضررا للمجتمع و أذية لأفراد ذلك المجتمع. فعندما تحاول عزيزي مع كل الاحترام لك و لكتاباتك التي قرأتها أن تزعم بأن الثقافات التي تقنن ظاهرة الجنس و تختزلها في ظاهرة الزواج من فرد واحد هي مثال لتفوق أخلاقي لمجتمع على الآخر فأنا أختلف و أعتقد أنه شيء يفضل أن ينظر فيه أصحاب الاختصاص من رجال الدين و علم النفس و الاجتماع حتى يحكموا فيه..

شكرا جزيلا و عذرا على الإطالة..

و أعدك أن أسألك شخصيا عن أي أمر أود أن أعرفه عن طائفتك لأنني أجد فيك إنسانا صادقا و تود أن تنير عقول الناس ليس بهذا الخصوص فقط و لكن في مجالات أخرى و أحترمك و رأيك لهذا كثيرا.

دمتم بخير.

مهم جدا (الدخول للموحدين الدروز فقط) كتب بواسطة الضفيرة النحاسية:

مرحبا لجميع الأصدقاء وخاصة من الموحدين:

يوجد في منتدى كنوز مختارة مشروع رواية تفاعلية يتحدث عن إشكاليات علاقة الجنسين من نواح عديدة، ومنها العقائدية والمذهبية، يتم ذلك من خلال تفاعل الأعضاء المختلفين في الديانة والمذهب والاتجاه الفكري، من خلال حكايات فنية تعرضها وتكتبها فتيات مراهقات من واقعهن، آخر ما يدور هناك نقاش تشددنا في مصاهرة بقية الطوائف من خلال حكاية حدثت لفتاة من طائفتنا، في المشروع أنا الموحدة الوحيدة أو الدرزية الوحيدة كما يسمونني، يا ريت إذا حد من الشباب أو الصبايا أبناء الطائفة خاصة من لبنان يتواجدوا في المشروع، ويبرروا المسألة ويوضحوا الموضوع وهذا هو الرابط:

http://www.aljazeeratalk.net/forum/s...E1%CF%D1%D2%ED http://aljazeeratalk.net/forum/showt...=70196&page=11

عبد الرحمن أبو سنينة:

لا تفهمونا غلط بليز..

عزيزتي الضفيرة:

أشكر إشارتك لما ورد في (الطابق مكشوف) لكن نتمنى أن لا يفهم الموضوع على انه إساءة للسادة الدروز، فنحن نحبهم كثيرا، ونحترم كل أصحاب العقائد مهما اختلفت، فالإنسان إما نظير لك في الخلق أو أخ لك في الدين، وبالفعل نتمنى إبداء الرأي من قبل أصدقائنا من طائفة الدروز الكريمة.. دمت سالمة والجميع .

الضفيرة:

سيد عبد الرحمن واضح أنك لا تقصد الإساءة..لا تقلق.

(الحزام الناسف):

الدروز ليسوا مسلمين، وإنما هم على دين ونحن المسلمين على دين، لكم دينكم ولنا ديننا الإسلام والدروز أهل ذمة مثلهم مثل اليهود والنصارى كانوا وسيكونون وسيبقون تحت ظل دولة الخلافة القادمة قريباً بإذن الله.

عبد الرحمن:

عزيزتي الضفيرة:

الله يعطيك العافية، بصراحة أنا ذهلت من نزاهتك وحياديتك، تقومين بهذا الرد الجريء، تعقيبك على حكاية الحب الدرزي المنشورة في الطابق مكشوف لم انتظرها من ألد خصوم الدروز، مع ذلك أنت بهذا القدر من الإنصاف!! ليس لنا إلا تحيتك بكل قوة وإعجاب.

 (الرجل النشيط ):

السلام عليكم..

معلش أنا أول مرة ادخل هذا القسم، أنا من فلسطين، إحنا عنا كلمة دروز تطلق على الجندي اليهودي العربي - ارجوا عدم الزعل - وهذه النوعية من الجنود بتكون شديدة السوء في معاملتنا على الحواجز، والاقتحامات، والتحقيق، يعني اللي بعلق مع دروز راحت عليه من كثر ما هم حاقدين، فهل تلك النوعية هي نفسها عندكم أم هو تشابه أسامي، وشكرا؟

عبد الرحمن أبو سنينة:

 إخواننا الدروز هم طائفة إسلامية لها بطولات مشهودة في بعض المواقع العربية كثورة جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش وغيرها، وهل إذا كان هناك عملاء للإسرائيليين من السنة الفلسطينيين فان كل السنة سيئين؟! هؤلاء في الجيش الإسرائيلي دروز، وهناك البدو السنة منهم كذلك من تجند في الجيش الإسرائيلي، وهناك أبطال في حركات النضال هم أيضا من طائفة الموحدين في كل ملة ستجد المحسنين وستجد كذلك المسيئين فلا تتعجل أخي بأحكامك.

 الحزام الناسف:

يا درزية يا من تعد في رقبتنا من أهل الذمة كرري ورددي واكتبي ما شئت فهل تظني بأني أضيع وقتي بقراءة مالا يرقى لأن يقرأ، إعلمي بأنكم أهل ذمة ولستم مسلمين أبداً وهذا معروف لدى كل المسلمين وليس فقط لمن يقرأ ردي، ما هي أخبار وليد جنبلاط؟

 الضفيرة النحاسية:

حتى وان كنت تكفيريا فسلامي لك، لأنني بالفعل أرثي لحالكم، ما دمت أنا أهل ذمة هل عندما ستعرفني ستتخذني جارية؟ أليس السيد فضل الله من مراجع المسلمين، لم يقل يوما أننا أهل ذمة، ولم يدعو شباب المسلمين لاغتصابنا لأننا ملك يمين بحسب عرفك أيها التكفيري، صدقني لو وقفت علينا الموحدين ما بزعل، لكن كل المسلمين من غير إسلامك السلفي التكفيري ذميين، والعراق والجزائر مثالين بارزين لفكرك الهدام.

 أحمد كمال:

حزااااااااااااااااااااااااااااااااااام ناسف أنصحك نصيحة من إنسان يحب الخير للجميع، بدلا من أن تكتب شعارات وتعليقات وبدل ما تتظاهر بأنك تدعو للدين والتمسك به، فالأولى لك بحسب علمي بأفكاركم أن تذهب وتضغط الزر الذي تضعه على بطنك لكي تتفجر أحشائك وتكون كل قطره دم في الجنة، وهذا أحسن و أولى لك من أن تعلق على الروايات، يا ريت تتعلم كيف تكتب الرواية وتكتب لنا رواية إسلامية تحث على الحزام الناسف بطريقه علمية، ولي معك عوده قريبا.

مزاج تسنيم:

ضفيرة شو المشكلة؟ صدقيني جارية عند مسلم سيكون أفضل من حياتك بين اهلك الذميين الذين حتى يمنعوك الزواج بحرية، ومن قال انو فضل الله مرجع إسلامي؟؟ ! انتم وفضل الله في كفة واحدة كلكم.. باطنية مجوس.

 الحزام الناسف:

هل تظني بأنك تقدحي بي عندما تقولي لي تكفيري؟؟ نعم فأنا وأي مسلم نكفر النصارى واليهود والمرتدين عن الإسلام (الدروز والبهائيين ) لا ترثي لحالنا فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام وهل بعد الإسلام عزة؟ وفضل الله ليس بمرجع يرجع له، فهو أمريكي من صلب إيران، تقولي بأنه لم يدعو لاغتصابكم، فهل نحن ندعو لهذا؟ حقاً أضحكتي سني، وعلى فكرة أنا لست سعوديا قاتل الله آل سعود الخونة، وأنا لا أعترف بالوطنيات فأنا مسلم فقط وعامل لدين الله وأنت يا احمد كمال لا تحشر انفك هنا، اذهب وقاتل حكامك الملاعين وصدقت أختي المسلمة مزاج.

عبد الرحمن أبو سنينة:

أخي الحزام لا تجعل الموضوع شخصي وقدم ردا علميا واضحا إذا سمحت.

إنسان أولا:

تحية لأبي سنينة، وللضفيرة النحاسية، أنا إنسان درزي لكنني سوري وهذا يعني أني لا اعترف بالدين لنصنف به خلق الله، كل الأصوليين بكل الأديان هم تكفيريون مع أنهم الوحيدين الكفار سواء كنت درزي أو سني أو مسيحي أو شيعي. إذا كنت أصوليا متطرفا فأنت خراب لوطنك ولدينك، ونصيحة للحزام روح فجر نفسك ولتسنيم خليكي عجنب انتي مصرية ما بتعرفي عن شو عبتحكي مع تحياتي لكل إنسان إذا كان من جوا إنسان.

عبد الرحمن أبو سنينة:

نرحب بالصديق إنسان وان لم تكن أخا في الدين فأنت أخ في الإنسانية، لك ما لنا، مع أنك أخ في الدين يا ابن الإسلام بكل أزهار باقته، وأعتذر عن إساءات وتجاوزات المتطرفين من أبناء جلدتي.

lamnabhi:

أنا أريد أن أسال الأعضاء الدروز عن علاقة الدرزية بالفلسفة لأني كما اسمع أن الفلسفة لها مكانة عالية في الديانة الدرزية هل ممكن أن يوضح لنا احد الأعضاء عن هذا الأمر، وهل هذا الأمر صحيح أم لا؟

عبد الرحمن أبو سنينة:

صديقي: lamnabhi، الطائفة الدرزية الكريمة وشيوخ العقل فيها يعتنون بالفلسفة، ولقد قرأت بعض ما خطه قلم مفكري الدروز مثل(ما وراء الحرف للمرحوم كمال جنبلاط ) فأعجبني هذا المسلك عندهم، ولهذا أعتقد أن كثيرا من المؤاخذات عليهم يمكن أن تجد لها تأويلات عرفانية وفلسفية على طريقة كتابات الشيخ الأكبر ابن عربي عند المتصوفة المسلمين.

 إنسان أولا:

نعم صديقي.. لكن ليست علاقة، بل الدين نفسه هو فلسفة، فلسفة الوجود، لماذا خلق الوجود؟ من اجل التوحيد، طبعا لن اقدر أن اشرح لك كل شيء عن دين التوحيد لان ذلك يحتاج إلى كتب كثيرة، ولأنه حتى أنا لا اعرف كل شيء لان ديننا دين روحاني، وكل ما سمت نفسك أكثر تستطيع أن تفهم الدين، لأنه يخاطب الروح، وأنت لا ترى من الحقيقة إلا ما وصلت إليه نفسك من نقاوة، تماما كما ترى صورتك في المرآة فالحقيقة كامنة داخلنا وما علينا إلا أن نبحث عنها، كيف ذلك؟ إن الإنسان هو جسد وروح والحياة تناغم بين هذين، والروح لطيفة نورانية والجسد كثيف، الروح ولأنها لطيفة نورانية تحب الجسد وطبعا الجسد يحب المادة وبالتالي فهي تحب له أن يتمتع بالمادة لأنها روحانية ولكن الجسد نادرا ما يحب للروح أن تتمتع والإنسان لا يصل إلى التوحيد إلا إذا طوع هذا الجسد لأجل روحه لأنه في الأصل وجد فقط من اجل الروح، لذلك يجب على الإنسان أن يزهد وأن يتنور بالمعرفة، وان يتحلى بالمحبة والسلام لأنها كلها صفات روحانية تحبها الروح- إذا صح التعبير - فالخلاصة يجب على الإنسان أن يسعى لخلاص روحه وذلك ببحثه عن المعرفة وعن الحقيقة، والحقيقة هي شيء واحد هي الله عز وجل، ونصيحة لكل أخ في الإنسانية مهما كان دينه أن يفهم الحياة على أنها حوار بين الجسد والروح وليمارس شعائر دينه أيا كانت فذلك لن يكلفه شيئا ولكنه إذا فهم الحياة كذلك سيكشف أسرار الوجود بنفسه لان هذه الأسرار كلها انطوت داخل نفس الإنسان. وسلامي لكل إنسان.

 (الشبح الحزين):

أول شي بحب قول مرحبا لكل الموجودين أعضاء وزوار وإداريين في المنتدى.... أنا قرأت الموضوع وحابب شارك بالموضوع، لأنو أكيد بيهمني أنا وكل الناس، أنا درزي سوري مبرمج كمبيوتر ومصمم مواقع، بالنسبة للكلام يلي عم اقرأو هناك توضيحات وتعليقات.

أولا: لمحة عن الدروز::: الدروز هم طائفة دينية تؤمن بالله أولا.. تعترف بجميع الطوائف والأديان وتحترم كل الأديان السماوية التي توحد الله. أما كتاب الدروز هو كتاب ديني مستخلص من القران الكريم. عقيدتنا أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له الأنبياء بالنسبة لنا أشخاص لا نستطيع أن نعبدهم لكن نحترمهم ونثق بكلامهم. إذا أردت أن تقرأ في كتابنا وديننا جيدا يجب أن تكون ملم بالفلسفة جدا جدا، حيث أن علماء الفلسفة في العالم اعترفوا بأن هذا الكتاب هو من اعقد الكتب التي مرت عليهم وهناك شواهد على كلامي. الدروز في العالم موجودين تقريبا في جميع الدول، مثل. الأردن. سوريا. لبنان. ليبيا. المغرب. مصر. الصين. إلخ......... قبل أن يتوفى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ( ستفترق أمتي من بعدي إلى 72 مذهب ( ونحن مذهب من هذه الأمة وهذا الدين، لكننا لا نقوم بنشر الدين عن طريق الكلام البذيء والطرق الغير مناسبة لأننا دين نلتزم باحترام الإنسان... وديننا هو دين علينا جميعا يجب أن نفهمه ونحفظه ونلتزم به. وهادا الرابط لأحد المواقع الذي يتكلم عن الدروز http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%...B1%D9%88%D8%B2 وهذه محاورة بين طالب درزي وشيخ الأزهر يمكن أن تقرب فهم من هم طائفة الموحدين الدروز :

لقد جرت محاورة بين طالب درزي وإمام الجامع الازهر الشيخ مصطفى المراغي:

س : ما رأي فضيلتكم بالدروز ؟

الشيخ المراغي :إن الدروز من حيث عاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم مسلمون إنما من حيث الدين فلا نعدهم مسلمون، لأنهم يعبدون الحاكم !

الطالب : يخطئ من يقول إننا نؤله حاكما نحن نعتقد أن لا إله إلا الله وأنه واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد، ومن المعلوم في مذهبنا أن الله ليس كمثله شئ فهو لا يدرك، إنه منزه عن الأزواج، والعدد، ونعتقد ايضا أن الله سبحانه سينجلي للناس في اليوم الأخير ويبدو لهم كلهم ليتم الإيمان به حقا وصدقا، يتأنس اليهم ليثبت الحجة عليهم، إذ هم يعجزون عن إدراك كيفيته، ولا يبلغون بقوة عقولهم ماهيته وإنما يكون النظر إليه كالناظر الى وجهه بالمرآة، ألا ترى يا فضيلة الشيخ عندما تنظر الى المرآة صورة تماثل صورتك ؟

الشيخ : نعم

الطالب : هذه الصورة موجودة منزهة عن جميع الصفات لا تاكل ولا تشرب، ولا.. ولا.. نحن نعتقد أنك كما تنظر الى المرآة وترى صورتك البادية المجردة عن جميع الصفات تبدو لنا صورة الله المنزه عن جميع الصفات ..

الشيخ : ما رأيك بالتقمص؟

الطالب : نحن نؤمن بالتقمص، وهذا المذهب فلسفي، قال به الكثير من الفلاسفة القدماء أليس بالغريب العجيب أن ينفي المسلمون التقمص والقرآن الكريم يقره؟

الشيخ : أعوذ بالله، أعوذ بالله، أعوذ بالله . أيقر القرأن الكريم التقمص ؟

الطالب : نعم وبصورة واضحة جلية لا لبس فيها، ألا يقول في الأية (( وكيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتم ثم يحيكم ثم إاله ترجعون )) وفي الإنجيل المقدس ((ومن لم يولد من بطن امه مرتين لم يبلغ ملكوت السموات))وما معنى قول النبي (( ما زلت أنتقل إليكم من أصلاب المؤمنين إلى أرحام المؤمنات ..)) ؟

الشيخ : ولكن عندنا لا يفسرون الآيات الكريمة بهذا التفسير.

الطالب : الحمدلله وصلنا الى نتيجة أننا مختلفون من حيث التفسيرات، لا على الحقيقة، والآن فلنترك هذا جانبا، ولنبحث فيما يقره العقل والمنطق، أنتم تقولون أن الاسلام هو حد البلوغ، وخروج الروح، والثواب، والعقاب على أساس الأعمال (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).إذن فالذين يموتون قبل البلوغ لم يقدموا من الصالحات الباقيات ما يستحق الجنة والثواب، وما اقترفوا من الموبقات المنكرات ما يستحق النار!!هذا العذاب السرمدي الذي هو النار والذي يوصف:(لاعين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) فإذا حكمنا أن من ماتوا قبل البلوغ لاهم هنا ولا هناك يعني لا الى النار ولا الى الجنة أبطلنا العقيدة كلها : يعني الاسلام. وهكذا يتضح ان الدين الاسلامي يقر بخلود الروح والثواب والعقاب لا يصحان إذا إلا على اساس التقمص فأما أن تقروا معنا بالتقمص وإما ان تنفوا الثواب والعقاب.

الشيخ المراغي :أستحلفك بالله أهذا هو المذهب الدرزي؟ أم ان ما تقوله هو اعتقادك الخاص ؟

الطالب : لو تسألني عن اعتقادي الخاص فقد يكون اعتقادي الخاص غير هذا ولكن المذهب الدرزي أي مذهب التوحيد هكذا يقول وانا اشرح لك حقيقة المذهب لا اعتقادي الشخصي ..

الشيخ : إذا صح هذا فالدروز حقاً هم افضل فرقة إسلامية على الإطلاق.

الطالب : هذا بحمد الله صحيح .

أما الكلام الذي تفوه به ( الحزام الناسف ) أريد أن أرد عليه بطريقته واعذروني ، الحزام الناسف مبين عليه من كلامو انو من الأشخاص الذين يسيؤون لسمعة الدين ( شخص لا يفهم بهذه الدنيا إلا لغة العنف والنسف والقتل.. يعني يلي مثلوا هم الذين يخربون سمعة المسلمين في العالم)... نصيحة مني يا حزام روح على الصحراء وفجر نفسك لأنو يلي متلك حرام يكون موجود لأنو عاله على الإنسان والدين و المجتمع وكلامك كلو تخاريف للأسف، يعني انت مو ملاحظ انو الكل ما حدا محترم كلامك لأنو ما عندك طريقة بالنقاش، وأنا بعزي أبوك واهلك فيك، يعني حرام تعبو عليك وربوك بس للأسف طلعت ولد عاق ! وهي متال على كلامك ((( يبدو انك العضو نفسه ahmadkmal المطرود يا ابني يبدو انك تحشر انفك الكبير فيما لا يعنيك )) وهي مثال على كلامي (( سيفعلون صديقي الخفي، ومارسوا ذلك في أفغانستان والجزائر مع فتيات الأحزاب المخالفة لهم، لكن يا ضفيرة أرجوك لا الحزام الفالت، ولا مزاج الآثم يمثلوا شباب المسلمين المتنور، واعتقد انو الكثيرين من أهل الفكر والثقافة يتبرؤون من المكفرين )) بالنسبة للأخ المحترم الكريم السيد عبد الرحمن أبو سنينة،اشكر تفاعلك مع الموضوع واحترم طريقتك بالكلام جدا تقبل مني الاحترام والتقدير. يمكن أنا راح ينعملي حظر أو ينحذف موضوعي من هون... بس الي عندي قلتو. تحياتي للجميع.. طبعا أنا طرحت الموضوع في المنتدى الخاص بنا على هذا الرابط: http://www.swaidarose.com/vb/showthr...?p=865#post865

الضفيرة النحاسية:

شكرا لألك وأخيرا أتيتم..يا ريت نكون يد واحدة في ردود متزنة ومنطقية تحياتي لك أيضا صديقي (إنسان أولا).

 إنسان أولا:

تحياتي لك الضفيرة النحاسية، أنا معجب بموضوعيتك وجرأتك واهم شي إنسانيتك، أنا أول عضو درزي بدخل بعدك ما رديت ع موضوع الحب الدرزي بس رديت عالحزام الناسف وأنا ما كان عندي اشتراك أصلا ولا بعرف الموقع بس دخلت صدفة عن طريق الغوغل المهم منتدى الرواية التفاعلية فعلا جميل وقرأت المداخلات وخصوصا حكاية الحب الدرزي، وفعلا رواية حلوة للأخ عبد الرحمن تحياتي الو، لأنه فعلا إنسان بكل معنى الكلمة وموضوعي بردوده، أما ردي على الموضوع يا ضفيرة انتي ما بعرف إذا بتعرفي كثير عن ديننا، عذرا لست اشك بثقافتك لكن اعرف انك مغتربة ويمكن ما بتعرفي كثير عن الدين، ديننا هو فلسفة حياة، فلسفة وجود، وليس أي إنسان يفهمها إلا إذا كان موحد، وأنتي تشاهدين انه حتى في منتدى حواري من الصعب أن نشرح للناس ما هو ديننا وما هو جوهره، فكيف لاثنين احدهما من دين التوحيد سواء كان ذكرا أو أنثى أن ينسجم مع إنسان آخر برباط الزوجية المقدس وهما مختلفان في أصل الوجود وغايته؟!

 مثلا الإخوان السنة تحياتي لهم يعتبرون الجنة انهارا من عسل ولبن وحوريات،أما نحن نعتبرها النقاء الروحي والتخلص من شهوات الجسد،أيضا هم الشرع عندهم سمح بأربع نساء أما نحن فلا، هم لا رهبنة عندهم أما نحن فعندنا كثيرون يزهدون بالدنيا وهم في أعلى الدرجات عندنا، هذا عدا عن الميراث الاجتماعي، وطبعا أشياء أخرى بديننا لا نفهمها إلا إذا تعمقنا بديننا دين العرفان، أنصحك أختي أن تسالي أحدا متعمقا بالدين شرط أن يكون شابا مثقفا، ويمكن سيقنعك بحكمة تحريم الزواج بين ديننا وغيره من الأديان وإذا أردتي أنا بجاوبك واصلا منكسب صداقتك لأنك جريئة وهذا ايميلي إذا بتحبي نتناقش بموضوع الحب الدرزي :

 [email protected] وبتمنى من الأعضاء الدروز الرد على الموضوع التالي للحزام الناسف (ماذا تعرف عن الدروز ) وهذا هو الرابط : http://www.aljazeeratalk.net/forum/s...ad.php?t=81176 أتمنى أن يردوا بموضوعية ولا يشتموا أي دين آخر لأننا نحن جميعا ديانتنا اللحم والدم، ولا تجعلوا مداخلات بعض الأصوليين تستفزكم، بس بتمنى من الجميع يرد والي ما عندو اشتراك يعمل من اجل أن لا يشوه الأصوليين سمعة ديننا، مع حبي لكل انسان.

عبد الرحمن أبو سنينة:

الشبح الحزين: دمت بخير.. والحقيقة أن فلسفتكم فيها الكثير من الروائع والتسامح وحديثي عن الجانب النظري فيها، ونشكر من أعماقنا انضمامك، ومداخلاتكم ستسهم من خلال كلمات أبناء الموحدين عن حقائق مهمة من عقائدكم المفسرة بسذاجة أحيانا من قبل الكثير من الكتاب، تقبلوا تحياتنا. عزيزي الشبح الحزين أنا أشكر ثقتك مرة أخرى، واعذرني إن لم أستطع الانضمام لمنتداكم لضيق الوقت بين الأعمال والدراسة، أما عن(الحب الدرزي) فعلى الرحب والسعة يمكنك نشره في منتداكم العزيز، وهو مشروع تخرجي كطالب سينما، والتفاعل هناك قد يساعدني كثيرا في التحسين من السيناريو، وتنقصني في الحقيقة بعض الحوارات الداخلية التي تدور في البيئة الدرزية حول موضوع الزواج من الطوائف الأخرى،وتلك الحوارات التي تدور داخل أبناء الأسرة لو ناقشوا موضوعا من هذا القبيل، وسينوه بالشكر عند إنتاج الفيلم لكل من ساهم معنا.

انسان أولا :

والله يا خيي عبد مش عارف ليش اني حابب ساعدك؟ ! يمكن نخوة بني معروف بس لا هذا واجبي لأنك بتفكيرك انسان، بس يا أخي ما بدي ناقشك بالتفاصيل لان بتعرف بعض العقول كيف بفسروا الكلام لان الحكمة مثل الجوهرة لا توضع بأيدي الأغبياء لأنهم لا يقدرون قيمتها، مشان هيك هذا ايميلي عالياهو وياريت اجتمع اني وياك والضفيرة النحاسية لأنكن اكثر اثنين حسيتكن قراب الي مشان جاوبك عن موضوع كيف الأهل بناقشوا زواج البنت أو الشب بطائفة أخرى وأعطيك الخلفية الدينية لهالموضوع. samerana_jentel@yahoo على فكرة قريت بأحد مداخلاتك انك مر عليك فترة نهم عالمطالعة، صفحات صفراء واديان واني هلق صايبني نفس الشي ومش قادر اشبع بشو بتنصحني؟

عبد الرحمن أبو سنينة:

صديقي انسان أولا، مواضيع عالية المضامين هذه التي تطرحها وان شاء الله مع توفر الوقت سأعود لها ونتناقش بكل محبة وهدوء، في موضوع الرهبنة ذكرتني ب(المهاتما العظيم غاندي) وأنا متأثر جدا بشخصية هذا العارف الكبير العازف عن الدنيا، لم تغريه كل مباهج السلطة والمادة حتى عندما كان طالبا بسيطا في لندن لم تستطع شقراوات الانجليز أن يغوينه ! لكن مع ذلك فلست مناصرا لهذا النوع من السلوك، وقد ألقيت بعض الضوء على النتائج السلبية لهذا المنحى خاصة عند الفلاسفة والمفكرين في هذا البحث المتواضع حول شخصية فاوست ويمكنك التفضل بالاطلاع عليه وإبداء رأيكم العزيز، هذا الرابط: http://www.aljazeeratalk.net/forum/s...ad.php?t=47714

عزيزي نحن معا إن شاء الله في تعاون إنساني خلاّق، وبالنسبة للمطالعة أشدّ على يديك، وأحيي هذه الهمة لطالب جامعي يختلف عن نوعيات شبابنا المعهودة حيث تصغر اهتماماتهم، ولك في سلمان باك الفارسي عليه السلام قدوة حيث أفنى عمره في الأسفار بحثا عن الحقيقة، فها أنت تنمي اللذة العقلية على حساب اللذة الجسدية الزائلة، كلماتك ألهمتنا وذكرتنا بتقصيرنا الكبير، لك كل الاحترام يا أخي الحبيب.

 درزية فلسطينية:

أقول للعضو الرجل النشيط: أنا بس بدي اقلك انك انت هذا الحكي عم تطلعوا منك وفش منو لأنو الدروز هم جنود مجبورين على الخدمة بالجيش..بس اغلب الشباب الدروز يرفضون هاي الخدمه وبنحبسوا..وعدد قليل جدا اللي بفوت وبخدم الجيش بدولة إسرائيل..فيا ريت اللي بدو يحكي يعرف بالأول انو إحنا بعدنا فلسطينيه ومش ممكن بيوم نكوووووووون لدولة إسرائيل..وإحنا منضل فلسطينيه..احنا عرب ال48 ومش ممكن بيوم نخضع لليهود.. واعرفوا انو عرب ال48 دروز وإسلام ومسيحيه..وكلنا ايد وحده..

 انسان أولا :

لك الله حي البطن اللي حملك، هاي أخلاق الموحدين الدروز (بني معروف) أخلاق أحفاد سلطان الذي رفض انفصال جبل الدروز عن الوطن الأم الغالية سوريا، مع أن فرنسا طبقت الفصل لمدة سنتين ولكن الدروز ناضلوا حتى رجعت فرنسا عن القرار بقوة سيوفنا وهؤلاء نحن في ال25 الثورة السورية الكبرى وفي ال48 صمد عرب فلسطين ومنهم الدروز ولم يخرجوا من بيوتهم رغم الترهيب من قبل الصهاينة، ولكن للاسف الشعب العربي الغبي (عذرا على الكلمة) اتهم عرب ال48 بالخيانة لأنهم يعيشون تحت حكم إسرائيل وهل عدم الخيانة أن تخرج من بيتك وتترك بلدك ليأخذه الغرباء دون أن تروي ترابها بالدم؟! والآن ثبت أن عرب ال48 هم اكبر عبء ديموغرافي على إسرائيل وخصوصا أن الإخوان السنة يتزوجون من اكثر من امرأة وينجبون الكثير من الأولاد، وهذا يغير الواقع السكاني للدولة البغيض )إسرائيل) وهؤلاء الدروز في 67 هم الوحيدون من أبناء الجولان وطبريا الذين بقوا في قراهم متحديين إسرائيل رافضين هويتها حتى اليوم وهؤلاء دروز لبنان والمرحوم كمال جنبلاط الذي رفض مشروع دولة درزية تحت حكم درزي وناضل ضد المارينز، لأجل عروبة لبنان ووقف مع الفلسطينيين يوم كانت الدنيا بأجمعها ضدهم فلا أقوال (النشيط) ولا (الحزام الناسف) تنسف هذا التاريخ المشرف، نشد على أيديكم الإخوة الفلسطينيين 48 والضفة والقطاع انتم الصامدون وليس الذي خرج من وطنه خوفا على روحه ولكن انسوا الطائفية وسيأتي يوم يمحى به ما يسمى بإسرائيل.

MICH3AL:

الدروز لعنة الله عليهم،... : اللهم عليك بأعداء الأمة الإسلامية من هؤلاء الصهاينة الدروز اللهم شتت شملهم ونزع أمنهم واوهن حولهم وقذف الرعب في قلوبهم.

 انسان أولا:

إذا كنت من أهل الخير الله يسامحك، وإذا لا الله يصلحك، أتذكر أن الرسول قال المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وأنت تلقي كلمة تظن انك ستستفز الناس، أصلا انت لست ملاك لتعرف المؤمن من الكافر،

بس كلامك دليل على نقص بمعرفتك فتلجا للتكفير، على كل لن أرد عليك إلا بهذا البيت: إذا أتتك مذمة من ناقص فهي الشهادة على انك كامل

إياك يطقلك شي عرق وانت عبتدعي بعدين منخسر بركاتك. ردا عسؤالك، نعم أنا موحد ، سميني درزي إذا شئت واعتز بديني والحمد لله الذي فطرني على أنوار التوحيد ولكني لست مثلك، فنحن لا نكفر أحدا، ونحترم جميع المذاهب والأديان، لان البشر جميعا أجزاء من الأنا الكلية، وإذا كان الإخوان السنة اخذوا ظاهر القران، والشيعة باطنه، فنحن أخذنا جوهره، وجوهر كلماته، وعباداته، وما جوهر الإنسان إلا الروح النورانية التي تستأنس بنور الخالق عز وجل، لذلك لا تظن انك تستفزني بكلامك فانا احمل نفسي مسؤولية تطرفك، واحملها لكل انسان على الأرض لان البشر جميعهم أجزاء من الأنا الكلية ! أما قولك الدروز الصهاينة فهو للاستفزاز وانت تعرف أن الدروز يعلمون الناس الوطنية، والشرف والدفاع عن الوطن، فمن سلطان الأطرش إلى نواف غزالة إلى شكيب وهاب(قائد الكتيبة الدرزية في جيش الإنقاذ 1948) إلى سميح القاسم الشاعر المقاوم. لا تنساني من دعائك الشنيع كل يوم قبل ما تنام لان الله يقلب دعاء السفهاء..وسلامي إليك يا تكفيري فانا أشفق على عقلك.

عبد الرحمن:

مشعل، قد نهزم فكريا في محاورة ما، فلماذا نخسر الجولة على المستوى الأخلاقي؟! اتفق مع الآخرين بصدق، وخالف بشرف، ولكن من دون إساءات شخصية، وجادلهم بالتي هي أحسن.

انسان أولا:

أخي عبد، أمثالك هم الذين يجادلون بالتي هي أحسن، وهم السنة الذين اتبعوا الرسول الكريم، هم من اخذوا منه أن الدين معاملة، أما عقول التكفير المبرمجة على: السب، والشتم، والقتل، فارثي لحالهم، طبعا أنا لا أكفرهم جميعا وبذلك أصبح مثلهم، ولكني ارثي لحال الأبرياء منهم الذين تغسل أدمغتهم .

قصة غريبة نقلتها مزاج تسنيم:

لم تكتمل فرحة أهالي قرية "تل اللوز" في محافظة السويداء بحفل زفاف اثنين من شبانهم، حتى "عادت أغاني العرس رجعَ نواحِ عند قدوم موكب العرس إلى القرية بعد جلب العروسين من قريتي "مصاد و"سهوة الخضر"، تدهورت إحدى السيارات التي كانت تقل ثلاثة أطفال مع ذويهم، وذلك يوم الجمعة الماضي، مما أدى إلى وفاة الأب وولده "أ. م.ب" (6 سنوات) لإصابته بنزف دماغي، وأصيب "ه. س. ج" (9 سنوات) بوذمة دماغية وما يزال في العناية المشددة حتى الآن، أما الطفل الثالث فقد أصيب بكسور متفرقة، وتم إيقاف مراسم حفل الزفاف لتتحول إلى مراسم عزاء. وأكد أهالي قرية "تل اللوز" أن سائق السيارة كان مخموراً بينما ذكر في ضبط شرطة "مشفى السويداء الوطني" أن سبب الحادث هو محاولة إطلاق النار على السيارة بسبب موافقة الأب الموجود فيها تزويج ابنته لأحد الأشخاص من دمشق من غير الدروز ومحاولة السائق تفادي إطلاق العيارات النارية.

عبد الرحمن أبو سنينة:

تسنيم لا نسلم بصدق هذه الحكاية التي أحسها فيلم هندي من نسج خيال البعض، حاولت البحث عن مصدر مستقل فلم أعثر، لا أستبعد أن تكون القصة مفبركة.

وتفضل الصديق العضو: lahrech ليكتب عبارته الرائعة:

كن مع الله ترى الله معك.

وتحت عنوان: الحب الدرزي (فكر وفن وثقافة) افتتحت موضوعا راغبا في الاستماع إلى ردود الأفعال من مختلف المشارب فكانت هذه المراجعات:

عبد الرحمن أبوسنينة:

أصدقائي جميعا الله يعطيكم العافية:

أكتب هذه الأيام سيناريو فني يتعلق بموضوع تشدد إخواننا (الموحدون الدروز) في مسألة مصاهرة الطوائف الأخرى، يتلخص في حكاية عاطفية،بالمناسبة، بنو معروف الدروز طائفة معروفة في بلاد الشام، وفي بلدي هم الطائفة الثالثة من حيث العدد، نأمل من الجميع المرور خاصة أحبائنا من الموحدين، وإبداء آرائهم..

علي شربة/ صحافي عراقي

يقال في الغزل العذري ان الحب كله يبقى للحبيب الأول، فلا حب يستطيع أن يحل محله وأن كان أقوى منه وأكثر تأثيرا وأشد وجدا، فإذا صحت هذه المقولة في الأدب فأستطيع القول ان السيناريو الأول الذي سيبقى حاضرا في مخليتي هو سيناريو "صناعة الحب" للزميل المبدع عبد الرحمن أبو سنينة، فهو وإن كان أول نص سيناريو أقرأه في حياتي كلها، فإنه أثار شجوني في موضوعة لا تزال تتملكني وتثيرني وتشغل حيزا من تفكيري، وهي مسألة التعايش مع الاختلافات والتربية على الأنا الفكري والثقافي.

النص الذي قرأته للتو يمتاز برشاقته الأدبية ومهنيته سوى بعض الملاحظات التي وجدتها ليست من أصل النص ولا تخدمه كثيرا وهي مسألة العلاقات الجنسية والإيحاءات التي استخدمها الزميل أبو سنينة في نصه، فالملاحظ أنها أقحمت على النص ولم تكن في أصله ولا تخدم سير النص وقصته الرئيسية، وبالتالي يمكن التخفيف منها.

النص الأدبي الذي قرأته أكاد أعتبره صرخة قوية ضد ثقافة "الانغلاق الطائفي" الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية خاصة في ضوء تنامي الفكر التكفيري الذي بات وللأسف الشديد الإطار السائد في مجتمعنا العربي والإسلامي رغم رحابة وتسامح الدين الإسلامي الذي لازال الكثير منا يتشبث به لتكفير الآخرين وإقامة الحواجز المانعة ضدهم.

لا شك أننا نعيش اليوم في عالم يعادي الحريات بكل ألوانها وأشكالها المختلفة ومنها الفكرية والدينية، بل يعمل هذا العالم جاهدا لمصادرة أحاسيسنا ومشاعرنا بل وأحلامنا، ويأسرها في فكره الانغلاقي، بل والأنكى أنه يحدد لنا ما نحب ونكره ونعتقد من أفكار، ليحولنا إلى مرتهنين له ولفكره الأحادي الجانب.

النص عالم جميل وحلم ممتع أشكر الزميل أبو سنينة عليه متمنيا له المزيد من الإبداع والتقدم، والعمل بكل جهد على تطوير هذا الحلم لفيلم سينمائي مصور، لأنه بالتأكيد سيكون علامة مهمة في تاريخ السينما العربية والإسلامية التي تتحدى الخطوط الحمراء لذلك الفكر الأحادي والانغلاقي.

 غياث الخياط:

الحب مواجهة كبرى.. إعصار ضد التيار.. لا يوجد منطقة وسطى.. ما بين الجنة والنار..

.... أحييك يا صديقي على هذا الموضوع ..

تعليقا على موضوع عبد الرحمن ورد لنا قصة فتاة درزية أحبت شاب سني وأحبها و لخوفها من أهلها هربت و تزوجت منه وعندما تكلمت مع أهلها هاتفيا قالوا لها أنهم سامحوها  وقالوا لها عودي إلى القرية و عندما عادت !!! إليكم ما حصل بالصوت و الصورة:

الحزام الناسف:

تنبيه إلى جميع المسلمين، الدروز ملة خارجة عن الإسلام وهم ليسوا بمسلمين وهم على دين وعقيدة غير المسلمين لذا جرى التنبيه،فالتوحيد عندهم ليس كالتوحيد عند المسلمين والسلام عليكم.

عبد الرحمن أبو سنينة:

الحزام الماسك (الله يحفظه): أحد أصدقائي وهو من المتعمقين في موضوع العقائد، وفضلا عن دراسته الجامعية فقد تلقى الدراسة على أيدي علماء أشعريين من أهل السنة والجماعة قال لي:

أن السادة الدروز موحدون نظريا إلا أنهم لا يلتزمون بالتوحيد العملي، لذلك اعتقد انه من الصعب إخراجهم من الملة يا أخي .

كتائب العز القسامية:

لا أعرف كيف علماء أشعريين وعقيدتهم أشعرية وأيضا عقيدتهم هي عقيدة أهل السنة الجماعة!! تناقض واضح!! أما بالنسبة للدروز فبإمكانك قراءة فتاوى شيخ الإسلام أبن تيمية فيما يخص الدروز وهم ليسوا مسلمين.

عبد الرحمن أبو سنينة:

جمهور أهل السنة أشعريو أو ماترديو العقيدة، والفكر التيمي الحراني أعيد أحياؤه مع دعوة ابن عبد الوهاب، هذا كلام مقرر تاريخيا وعلميا ، يا أخي شيخ الإسلام عليه الرحمة كفّر الأشاعرة وهم الأغلبية الساحقة بين علماء الدين السنة، فهل نأخذ بتكفيره؟

مزاج تسنيم:

يا أخ عبد الرحمن،حتى الأشاعرة عليهم ملاحظات كثيرة، ويشتركوا مع الدروز بممارسة بعض البدع، مثل موضوع زيارة قبور الأولياء،أخي غياث الملف لم يشتغل معي يا ريت ترشدني للطريقة الصحيحة.

التميمي البغدادي:

الدروز ليسوا مسلمين يا مسلمين فهم كفاااااااار.. يكفي أنهم لا يؤمنون بالرسل ولا يصلون كما نصلي وكفرهم عقائدي

عبد الرحمن أبو سنينة:

شو هالحكي يا أختي؟؟ الأشاعرة هم جمهور السنيين، ومنهم الإمام الغزالي، والرازي، والسيوطي، والباقلاني، والطبري، والعسقلاني، وغيرهم من علماء السنة،هل كل هؤلاء مشركون؟! أخي البغدادي من قال أنهم لا يؤمنون بالرسل، ألا ترى طقوسهم في مقام النبي شعيب ع؟

مزاج تسنيم:

أخ عبد الرحمن أنا احترمك،ولكن لا نحابي في الدين،أنا لا افهم هذه المصطلحات،الذين يتوجهون إلى القبور هم مشركون سواء كان الرازي أو أي فيلسوف آخر..

أبو صقر:

إلى من سمى نفسه كتائب العز القسامية، من قال لك أن الأشاعرة ليسوا أهل سنة؟!

أما تتحفظ في ألفاظك؟!! ترميهم بأنهم ليسوا أهل سنة مع أني لم اسمعهم يقولون عنكم معاشر السلفية بأنكم لستم من أهل السنة ، ومن هذا الشيخ الشهيد أبو مصعب الزرقاوي تفتخر به في توقيعك؟؟ ما أعرفه إلا إرهابي يقتل الأبرياء كما كان يفعل في العراق ضد إخوانه من الشيعة وكما فعل أتباعه في تفجير الفنادق بالأردن  . أما بالنسبة للدروز فقد كان منهم أعز أصدقائي، وكان لا يترك الصلاة في المسجد وليس كما يقول الحزام الناسف - هذا الاسم المريب -

وأنت يا مزاج إذا كنت مش فاهمة شي كيف بترمي علماء المسلمين وأئمتهم بالكفر والشرك؟

 ما بتعرفي انه هادا شي خطير؟ ما بتعرفي انه النبي نهى عن تكفير أي مسلم بدون حجة؟

كيف وهم العلماء الذين شيدوا لنا العلم؟؟

 أرجوك إذا كنت جاهلة لا تعطي أي حكم تسمعيه، وإذا كنت عالمة فاتبعي كلامك بحجته.

شكرا لموضوعك صديقي عبد الرحمن.

النصراوي:

يالمنسمة يبغالك نحطك في قدر ضغط ، ونكتمك، ونعرف من وين التنسيم بالضبط، عشان نعالج الخلل وتكفير المسلمين بدون قال الله وقال الرسول، مع اني لا اعتقد ذلك فصورة التوقيع وصورة المومياء الخدج تحكي عكس ذلك.

طشقند الإسلام:

بانتظار عرضك لعقائد الدروز وبعدها لنرى هل لك نصيب من فهم الإسلام كما هو نصيبك من السينما والفن والتحليل القصصي أم لا؟ بانتظار الإجابة.

عبد الرحمن أبو سنينة:

أخي طشقند، لست بصدد عرض عقائد السادة الدروز، كل ما اعرفه أنني لو كنت مثلا أستاذا جامعيا وأردت أن أعدّ مادة عن عقائد أشقائنا الموحدين فسأستعين بمصادرهم المدونة بأيدي مشايخهم أو بأيدي محايدة، وليس عن أقلام خصومهم، أو من أقلام كفّرت الأشاعرة أهل السنة، وكفرت المعتزلة، وكفرت الزيدية، ولم تجعل شعب الله المختار إلا فئة ضئيلة، نبذت عبر العصور واستعملها الأعداء طابورا خامسا ينخر في جسد الأمة!

سيد الشهداء حمزة:

السيد أبوسنينة، مجمل عقائد الدروز معروف وتواتر ويمكن أن يكون الاختلاف في بعض الحيثيات، وكفر الدروز هو قول واحد لكل أهل الإسلام، وإذا ادعيت العكس فعليك البرهان، فالأصل بقاء الشيء على ما كان عليه، ومن يدعي العكس عليه أن يثبت ، الأخ وجه لك سؤالا تهربت منه ! يعني الاعتراض والتشكيك يستطيع أن يقوم كل شخص به، ولكن الثبات لنقاش العقائد ومحاكمة الأفكار وصحتها يحتاج إلى شيء آخر غير الفلسفة ورمي الكلام على عواهنه، يعني لو سألنا عن وجود التناسخ في عقيدة الدروز هل ينكر ذلك منكر؟ بالإضافة إلى عشرات العقائد الكفرية والتي يكفي أي منها لإثبات كفرهما، أما تكفير الاشاعرة فكلام غير صحيح لأن من يقول بمخالفة فهم الاشاعرة للكتاب والسنة من السلفيين لا يقول بكفرهم وفرق كبير بين عدم اعتبارهم من أهل السنة والجماعة وبين وصفهم بالكفار وهذه مسألة لا تخفى على طويلب علم مع بيان مخالفتي لمنهج السلفيين فإذا أردت الحديث فتحدث بعلم ، فالدين غير السينما رحمك الله.

عبد الرحمن أبوسنينة:

هل تحب أن استعرض لك عبارات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تكفيرهم والتشنيع عليهم؟ وعلى كل طوائف المسلمين من غير المشبهة والمجسمة؟

****  ****  ****  ****

ثم نشرت المخطط التمهيدي السابق لنص مشاهد فيلم(صناعة الحب) (الحب الدرزي سابقا) في موضوع مستقل فكانت هذه التعقيبات:

الورد الجوري:

ربما يستدير الزمان بي، ويثبت على صورتي حين كنت في المرحلة الأولى من الثانويه، كانت في مدرستي مجموعة لا بأس بها من الطالبات الدروز، شعبيتهن قوية بأسلوبهن المحبب، وجمالهن المميز، وطباعهن الغريبة، وملابسهن الفاتنه التي لم تكن محتشمه كبقية بنات الحي، كان السؤال الذي يراودني دائما:

من هم الدروز؟ ماهي عقيدتهم؟ ولماذا لهم هذا الطابع وهذا الغموض؟؟

أسئلة محيرة لم تجد جوابا؟؟لعلك أخ عبد الرحمن مشكورا تجيب ببعض التفسيرات من خلال فيلم يحب الناس أن يشاهدوه، ويفضلوا أن يشاهدوه اكثر من أن يحضروا ندوه بعنوان: (الدروز..سلوك ودين).أنا شخصيا أحب أن أشاهد فيلم بعنوان: (الحب الدرزي( عبد الرحمن..مواضيعك في أعمالك اكثر من رائعة انتظر البقية بفارغ الصبر.

Mahmoud O.Awad

القصة تذكرني برواية الحب المحرم للكاتبة الأردنية نورما خوري وأيضا بقصة مشابهة لفلم لم يكتب له النجاح تم تصوير أجزاء منه في القدس وكان من بطولة توم كروز الذي قدم فيه دور رجل يهودي يقع في حب امرأة عربية مسلمة ولكن مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة تم إلغاء تصوير الفلم. قدمت القصة بقالب اعتيادي مألوف واضعا كل اللوم على طائفة الدروز، وعدم قبولهم بأي شخص من خارج الطائفة، كان الاختيار مباشر ولم يقدم مساهمة فعلية نحو الهدف من القصة فأنت تريد أن تكون القصة حدثت بين طائفتين مسلمتين وطائفة الدرزو لا تنتمي للإسلام. رسالة الفلم غير واضحة انت قدمت القصة ولم تضع فيها رسالتك، ومضمون الحكاية عن التعصب من وجهة نظري الشخصية أراه بعيد كل البعد لأن ما وقع فيه أبطال الرواية في مأزق كان نتيجة الالتزام الديني لطائفة أهل الفتاة وليس تعصبهم وهناك فرق بين الالتزام والتعصب أخي الكريم.أرجو أن تتقبل هذا النقد وأن يكون لم يضرك إذا لم ينفعك. وشكرا . عبد الرحمن أبو سنينة:

صديقي محمود، في الحقيقة أنا لا أضع اللوم على إخواننا الدروز، فهذا لا يمكن الحكم عليه من مجرد قرائنك للمعالجة، أما رفضك أن طائفة الموحدين طائفة إسلامية فهذا من تعنتك يا صديقي، وهي طائفة إسلامية كغيرها من الطوائف ك(الإباضية، والبهرة، والزيدية، والوهابية) رسالة الفيلم وما يريد الكاتب قوله يكتمل الحكم عليها بعد الإنتهاء من النص، والتعصب ليس هو جوهر العقد والأزمات في الفيلم، وحتى العنوان هو (صناعة الحب) وليس التعصب. ولكم خالص التحية.

 محمود الصواف:

سيناريو ممتع ولكن فيه نوع من تكرار لقصص الحب الغرامية التي يجري تدخل طرف ثالث لقطعها كالأهل، للاسف ليس لدي دراية بالألفاظ العربية للرواية، لكن أقول في الأخير الحمد لله الذي عافانا في المغرب العربي من شر اسمه الطائفية .

عبد الرحمن:

شكرا لمروركم عزيزي، في الجانب الذي ذكرت ربما يصح ما ذهبت إليه، لكن أعتقد أن في ثنايا الفيلم ما هو جديد،أو فيه محاولة للتجديد.. تحياتي.

 بنت فلـــــ48ـــطين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد

في الواقع.. لوهلة أولى دُهشت من غموض عنوان الفيلم" حب درزي "؟؟ وعندما قرأت عما يدور الفيلم في ملخصه أو جزئه الأول.. ازدادت دهشتي لاختيار الأستاذ عبد الرحمن أبو سنينة لهذا الموضوع.. فلم أبالي يوما بشيء يتعلق في الدروز.. لا لفلسفتهم أو معتقداتهم ، ربما ذلك يعود لقلتهم في بلدتي. تابعت القراءة بشوق لمعرفة الهدف المراد توصيله للمتلقي.. وأثناء هذا اسمحوا لي ببعض الملاحظات - وأود أن انوه أن تعقيبي للفيلم كفيلم وليس كمبدأ.. فملاحظاتي لا تعني بالضرورة اني موافقة على فكرة الفيلم أو أني مع العلاقات بين طوائف مختلفة. أولا: اللغة المكتوبة وبالتحديد:

الحديث الذي يدور بين سارة وسامر في حديثهم فهناك كلمات مبهمة ويصعب فهمها وتحليلها ،بالإضافة للكلمات البليغة جدا.. والتي لا يعقل أن تصدر من فتى بعمر الشخصية الرئيسية وهي - سامر -وكأن الجمهور المستهدف من هذا الفيلم هم الأشخاص أصحاب الثقافة العالية واللغة المتينة القوية القادرة على فهم الرموز ! ثانيا: في بداية علاقة سامر وسارة ، يكون هناك تبادل نظرات وابتسامات ! مع أن واقعنا اليوم يكون عكس ذلك..

فمع بداية أي علاقة تظهر الفتاة في البداية الفتاة العنيدة المتسلطة التي لا ترضى بأيّ شاب.. ومع محاولة الشاب بلفت نظرها عن طريق عدة أمور يفعلها.. تلين الفتاة - إن كانت طبعا بوضعية شخصية سارة كما هي مصورة في الفيلم ، وهنا لا أتحدث عن جميع الفتيات. ثالثا: عندما وصف العاشق سامر ، مواصفات سارة عندما رآها أول مرة.. كان وصفه كأي مراهق يهتم بالمظهر الخارجي للأنثى ولكن كما في الفيلم يظهر أن سامر ذلك المراهق المثقل بهموم الكبار ، ومن المفضل أن يكون ما جذبه نحو سارة جمالها الداخلي وشخصيتها وتعاملها و و.. ليس مجرد مظهرها ومفاتنها.. كما تجذب هذه الأمور غالبية المراهقين !

الآن بالنسبة للفيلم كفكرة:

اقترح أن يتم توضيح الفكرة الأساسية من الفيلم والتطرق بشكل أوضح لفلسفة الدروز - للتعرف عليها ليس إلا.. وذلك لجعل الفيلم مختلفا عن غيره.. فأفلام قصص الحب والعشق كثيرة جدا.. وهنا لوهلة أولى يظن البعض - كما ظننت أنا - انك في أوج الحديث عن قصة حب لا اكثر.. لذا.. لا يضر إن تواجد بعض المشاهد في بداية الفيلم كتعريف عن الشعب الدرزي وأفكاره وفلسفته وطريقة عبادته وكيفية معيشة أهله ومن ثم التطرق لقصة سامر وسارة !مع أنني كما علمت من البعض أن هذا ممنوع عندهم.. بحيث أن تعاليم دينهم غير معروفة للكثيرين.. وربما لهذا السبب لا اعلم عنهم الكثير.

أخيرا: قضية الموسيقى والمؤثرات الصوتية ! اعتقد أننا نسير بحسب ما يحلل لنا ديننا الحنيف ، وتظهر الفتاوى أن الموسيقى حراااام ! وسأدرج لك لاحقا العديد من الفتاوى التي تؤكد ذلك.

عبد الرحمن أبو سنينة:

أختي الكريمة.. أشكر مرورك، أعتقد أنه باكتمال الفيلم ستتم الإجابة على معظم تساؤلاتك.. تحياتي.

****  ****  ****  ****

ثم قام المشرف في منتديات السويداء، الصديق الغالي سامر الحناوي (إنسان أولا ) بنشر الحكاية هناك وكان بعض التفاعل:

EPINEPHRINE:

سلاما يا إنسان.. صديقي اسمح لي أن أعقب أولا على النص الأدبي الذي وضعته بين أيدينا كقراء، النص أدبي ذاتي يفيض بالسجالات الفكرية الذاتية بحيث يضعك في حالة وجدانية تجعل أحاسيسك تتماهي مع أحاسيس الشخصية الرئيسية في القصة. صديقي، لقد خلق الله تعالى العقل أولا وليس ذاك عبثا( معاذ الله) ولكن ليكون العقل مسيطرا على أهواء النفس وشطحاتها، نحن نعيش في مجتمع له خصوصيته من نواحي شتى ويجب أن يكون ذلك في حسباننا عندما ننسج علاقاتنا الاجتماعية مع من يحيط بنا، قد تتعرف بفتاة تحس بالانسجام والوفاق معها على المستويات الفكرية و الروحية والعلمية والجسدية ، ولكنها تكون من طائفة أخرى، وهنا يأتي دور العقل في رسم الحدود والضوابط لعلاقتك بها وإبقائها في إطارها المتوافق مع أعرافنا وتقاليدنا، قد يقول البعض أن الحب ليس بيد الإنسان، وأرد إن الحب شعور سام ولكن سموه يزداد بعقلنته، أي بفرض قواعد العقل وقوانينه عليه، والعقل يقول بأننا أبناء طائفة حرم على أبنائها أن يتزوجوا من غير طائفة ، وإن أي متمرد على عرف الجماعة سيكون غريبا.. إن لم نقل منبوذا! ثم فلنفكر قليلا بالمستقبل ..عندما يأتي الأولاد ماذا ستكون طائفتهم؟ طبعا بحكم العرف والقانون سيكونون من طائفة الأب، ثم سيكبر الأطفال ويصيرون بالغين في سن الزواج، وهنا قل لي منذا الذي يزوج ابنته لشخص نصفه من طائفتنا والنصف الآخر ليس كذلك؟؟ والأمر نفسه ينطبق على الفتاة ثمرة ذاك الزواج ولكن بعد مضاعفة النتائج خمسين مرة ! وكلامي هذا ليس عبثا ولكنها حالات شهدتها، عايشتها.. ما أقوله هو أننا نعيش في مجتمع له أعرافه وقوانينه (وبغض النظر إن وافقنا عليها أم لم نوافق) علينا أن نلتزم بها لننال القبول في هذا المجتمع.. وعندما نحس أن مشاعرنا ستأخذنا إلى ساحات وأزقة خارج دائرة القانون الاجتماعي والديني علينا وبحزم أن نترك القرار للعقل ليسيطر على العاطفة فتلك هي الحكمة من خلقه أولا.. والسلام.

 إنسان أولا:

صديقي مجد، هو فعلا كذلك ولكنه ليس من كتابتي بل من كتابة طالب سينما وستتحول فكرة النص إلى فلم يتناول فكرة تحريم الزواج بين طائفتنا وغيرها، وهنا تكمن لب المشكلة أنا أرى الحب شيء عفوي من بدايته لنهايته وأي إدخال لقوانين أو لأعراف أو لعقائد هو تشويه للحب، فإذا كان الانسجام على المستويات الفكرية والروحية والعلمية والجسدية قد تحقق فالحب إذا سيكون عقلاني ولكن يبقى الجانب الاجتماعي والديني الذي يلعب دوره الأكبر ولكن في مجتمعاتنا الشرقية، بينما ترى كثير من المجتمعات تخلت عن هذا الجانب وترى قصص حب ناجحة قائمة على التفاهم بعد التحرر من الحواجز الاجتماعية والدينية طبعا الحاجز الاجتماعي هو عرف تشكل نتيجة الحاجز الديني فهو الأساس، وإذا نظرنا لمعنى هذا التحريم سطحيا لا نجد له معنى بل نجده منافيا للإنسانية التي يدعو إليها مذهب التوحيد السامي، ولكن دعنا نرى ما الخلفية الدينية ونناقش هل هي فعلا تعارض الإنسانية أم أن لها تفسيرا باطنيا وتأويلا وغاية لتكون إكمالا للإنسانية التي يدعو إليها مذهب التوحيد؟؟ هذا المذهب الذي يدعو لوحدة الأديان والفلسفة لأنه خلاصتها وبالتالي لم لا يكون لوحدة الإنسان؟!

أتفق معك في كل هذا وهناك تجارب تخصني لناس قريبين مني فعلا ستكون النتائج كارثية إن كانت على نطاق الدين (النبذ الكامل) للشخص ولشريكه ولأولاده عن الطائفة وتحريم دخوله أو أولاده أو أي من نسله في مذهب التوحيد من جديد، وعلى نطاق العلاقات الاجتماعية أكيد ستتأثر مكانته وعلاقاته وان بقي بعضها طبيعيا فهو تجاوز من قبل بعض الناس التي تتجرد من الدين ولكن مع الوقت الشخص نفسه سيرى نفسه غريبا بين أهله وسيرحل، ومعظم الأحيان يعتنق أو تعتنق دين الزوجة أو الزوج لأن كل الأديان تسعى لزيادة عدد معتنقيها إلا ديننا (التوحيد العظيم) ولنذكر أنه على نطاق الإناث اللواتي أخذن من خارج الطائفة سنرى أن نسبة ضئيلة ممن أهلها علمانيين وبعيدين عن الدين يقبلون هذا الزواج (وهذه نسبة لا تذكر) يقابلها باقي الحالات التي تضطر البنت لترك أهلها فترى تسعين بالمائة وان لم يكن أكثر يتركها زوجها وهذا واقع موجود (على مبدأ مثل ما بعتي أهلك بتبيعيني أنا زوجك) وبعدها أنتم تعرفون أي طريق ستسلك من أضاعت أهلها، وقفل طريق الرجعة بوجهها، وباعها زوجها الذي باعت أهلها من اجله !! شكرا على المرور.. وأرجو التفاعل، الموضوع يستحق البحث وسيكون أكبر من مجرد قصة ربما يكون رواية أو فلم عن الحب الدرزي.

: essam mahmoud

الإنسان أولا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فالقصة مؤثرة بكل المقاييس والمعايير ونراها تحدث بين فينة وأخرى لدى كثير من المجتمعات الذين لا يبغون اختلاطا بمجتمعات أخرى لهم حكمتهم في ذلك وما علينا إلا أن نحترم هذه الحكمة ولكن """ أية حكمة هذه التي تقضي بإجهاض حب قبل ولادته "" فإن ولد ؛ عليهم إعدامه بشتى الطرق والوسائل ! ويعامل وكأنه إبن غير شرعي ! القصة مثيرة للجدل ولي رأيي الشخصي في ذلك ودون أن أزخرف الكلمات:

 ** من له الحق بأن يقول لنا عليك بحب هذه أو تلك؟؟

** أو من يملك الحق بالعبث بمفاتيح القلوب ومشاعرها؟؟

 لن أستفيض ولكن لي سؤال آخر:

 ** إلى أي حد نضحي بحبنا لتسعد عاداتنا وتقاليدنا؟؟

** ولماذا أضحي بحبي هذا؟؟

 ** وإلى متى سيبقى مجتمعي الضيق يتذكرني ويعبأ لي ببال ** ويأتي هنا السؤال إذا كانت مشاعر الحبّ بين الجنسين أي غير المتزوجين جائزة في الإسلام أم أنّها تندرج ضمن نطاق المحرّم الذي يجب على المسلم تجنّبه؟ وإذا جازت هذه المشاعر فما هي حدودها وضوابطها وما هو مصيرها؟ على المسلم أن يضع في اعتباره بداية قول الرسول(صلّى الله عليه وسلّم) "الأرواح جنود مجنّدة، ما تعارَف منها ائتَلفَ وما تناكر منها اختلف". إذاً فمشاعر الارتياح والميل نحو شخص ما أو حتى النفور منه هي مشاعر تلقائية لا تعرف عند نشوئها التخطيط المسبق إلاّ أنّها لابدّ وأن تسير ضمن نسق وإطار محدّد رسمته الشريعة كي لا تكون مشاعر الحب للآخرين معول هدم وتدمير لحياة الفرد. فالإسلام لم يطارد المحبّين ولم يطارد بواعث العشق والهوى في النفوس ولم يجنح لتجفيف منابع العاطفة، بل على العكس قال الرسول صلى الله عليه وسلّم مخالفاً في ذلك الكثير من الأعراف الاجتماعية القديمة في عدم تزويج المحبّين خوفاً على سمعة الفتاة: "لم يُر للمتحابين مثل النكاح" فجعل النهاية المأمولة لكلا الطرفين بالزواج الذي حضّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متّبعاً في حديثه هذا طريقة غير مباشرة في التوصية على عدم الوقوف في وجه المتحابّين وعرقلة اجتماعهما على الخير. كما أنّ الحب في الإسلام حبّا راقيا لا يضع معايير الشكل الخارجي في الحسبان فقط، فكان حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صفات الفتاة التي يعدّ الزواج والقرب منها ظفراً للمسلم فقال"تنكح المرأة لأربع، لحسبها ولجمالها ولمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".. وبذات الوقت الذي تفهّم فيه الإسلام نفسيّة الإنسان وأقر له باحتمالية وجود ونشوء مشاعر الحبّ نحو الآخر إلاّ أنّه قد وضع لها من الضوابط ما يهذّبها ويسير بها نحو طريق الأمان فكان الزواج هو واحة المتحابّين الوحيدة في التشريع الإسلامي. والحب قد يُولَد سريعا من نظرة عابرة، بل قد يولد بسماع الأذن دون مشاهدة، وهنا قد يزول وقد يبقَى ويشتد إن تَكرَّر أو طال السبب المولِّد له من رؤية للشخص المحبوب أو الحديث معه أو تذكّره والتفكير فيه، فبمعرفة السبب الموّلد له نكون قد وضعنا أيدينا على حكم الحبّ، فإذا كان من ذلك الذي قد يصيب الإنسان من النظرة الأولى وبالمصادفة فيكون ضمن الحبّ الاضطراري والذي لم تتدخّل النيّة البشرية في حدوثه أو تغذيته وهذا بفتاوى العديد من الأئمّة يدخل ضمن المصادفة ولا يحكم عليه بحلّ ولا حرمة، أمّا النوع الثاني وهو ذلك الذي يغذّيه مسبّبّه من رؤية وحديث مع المحبوب على هيئة لقاءات ونزهات وأحاديث هاتفية وخلوة أو رسائل وتبادل صور ومتعلّقات فذلك من النوع المحرّم قطعاً والذي قد يقود الإنسان نحو الهاوية إذا لم يتراجع ويحكّم شرع الله في كبح جماح عاطفته، فالحبّ الذي لا يتعدّى حدود الإعجاب والذي لم يصاحبه محرّمات فصاحبه يدخل ضمن نطاق المعذور. لكن إذا ما بدأت المحرّمات تتولّد بسببه فحكمه بدون جدال عند الفقهاء هو "الحرمة". وبعد.. فموضوعك أيها الصديق الغالي ** الإنسان أولا *** ذو شجون والآراء فيه متضاربة وأرجو أن أكون قد وفقت بتوصيل الفكرة التي في نفسي وفقك الله لما يحب ويرتضي لك.

إنسان أولا:

دكتور عصام الموضوع لا يمس تحريم الحب ضمن الطائفة الواحدة، بل إن مذهب التوحيد وكغيره من الأديان والمذاهب الإسلامية يدعو إلى الحب والمحبة الأشمل من الحب لأن الحب يهذب النفوس وينقيها من رغائبها الدنيا، ويجعل الأرواح تتألق بنورها الشعشعاني بعيدا عن المادة الكثيفة. ولكن الموضوع يخص تحريم الزواج من مذهب التوحيد بغيره من الأديان والمذاهب أو تحريم الزواج من أي دين بغيره من الأديان ففي الإسلام لا تستطيع أن تزوج فتاة مسلمة من إنسان غير مسلم إلا إذا غير دينه وهذا بحد ذاته وقوف بوجه الحرية الدينية بغض النظر عن نسبية الصحة والحق في هذا الدين أو ذاك والمسيحية كذلك واليهودية أيضا وفي مذهب التوحيد كغيره هناك قضية التحريم من خارج الملة ولكن الذي يحرم هذا الزواج قطعيا ليس هذه القضية (فهي موجودة في كل الأديان ) ولكن قضية عدم السماح لدخول أحد في المذهب وهذا الذي يجعل التحريم قطعيا فالموضوع يدور حول هذه الفكرة.. شكرا على موضوعك، ولكن دكتور في جملة أوردتها أن الحب لا يجب أن تعيقه العادات والتقاليد في حين أي منا لا يتجرأ أن يتخطى حاجز الدين ولو وقف بوجه الحب ! والسؤال (ما الذي أدى لتمايز البشر كل إلى دين؟ وتحريم الزواج ممن خلقهم الله تعالى من نفس واحدة؟؟؟) وأين الإنسانية من ذلك وان كان لذلك حكمة فما هي؟؟

أمير القلم:

إن الموضوع مكتوب بصياغة أدبية جميلة جدا، وبسرد قصصي روائي، وبغض النظر عن كاتبه فهو في يوم من الأيام سيكون مبدع، أما ما يخص الزواج بين طائفتنا وأخرى فإن حصل، فذلك على رأي بعض المشايخ ((أرتد إلى أصله))المهم بعد إزالة كل البراويز، وكذب كتاب التاريخ، والمرتزقة، لاشيء يجمع البشرية سوى العرق أو الطائفة مهما حاولنا الإنكار، وبالعقل نتدبر أمرنا يحق لك أن تحب من تشاء فهو الشعور الوحيد الخارج عن سلطة القانون، ولكن لايحق لك أن تتزوج من تشاء، ومن أراد ذلك فله كل الاحترام ولن يواجه بسيف أو بندقية. ولكن أنا شخصيا مع زواج كل طائفة من بعضها والله أعلم ـ شكرا على الموضوع.

إنسان أولا:

بالفعل العقيدة هي أكثر ما يجمع البشر ويشدهم حول فكرة معينة وفي نفس الوقت يفرقهم عن غيرهم ممن يخالفون المعتقد، والغريب أن كل دين يدعي ربانيته ويكفر غيره، لدرجة أصبحنا نشك أن هذه الأديان جميعها متناقضة ولا يمكن أن تكون وحيا إلهيا لا بل إن التناقض بينها يجر البعض لفلسفة الحياة والوجود ليصل بعضهم للإلحاد والتشكيك بالله نفسه ويصل آخرون وهم قلائل إلى توحيد الله من خلال جمع هذه الأديان جميعها في بوتقة الإنسانية التي لم يعطيها أي دين حقها كفكرة، أنا مع الزواج مع من تحبها ولكن على أرض الواقع ولنكون منطقيين أنا أعارض بشدة الزواج من خارج الطائفة والأمثلة غير مشجعة أبدا ، شكرا على المرور حكيم..

المشرفة يانا :

تحياتي أخ إنسان أولا لما قدمته لنا من سرد جميل جدا ، أخي العزيز أولا لي اعتراض على العنوان..أرى أن الحب هو الشيء الوحيد الجميل الحر الذي نعيشه بعالمنا لايخضع لطائفه أو دين أو تيار سياسي . بالنسبة لكل ما تقدم أخي الكريم: أتمنى لتلك الرؤية الفنية أن ترى النور في فلم سينمائي لما تحمله بين جنباتها من صراع عقائدي طائفي في مجتمعنا شئنا أم أبينا ، سأقدم لك رؤيتي الشخصية، ربما تكون جريئة أو في اعتقاد البعض علمانيه أو ضد مبادئ القبيلة والمجتمع.. سيدي إذا كان الله وحد الأديان في الإسلام فهذا أرقى أنواع التوحيد، إلا أنني أرى هنا بعض من التطرف المذهبي في ما ذكرت، هذا المذهب الذي يدعو لوحدة الأديان والفلسفة لأنه خلاصتها وبالتالي لم لا يكون لوحدة الإنسان؟! النبذ الكامل للشخص ولشريكه ولأولاده عن الطائفة وتحريم دخوله أو أولاده أو أي من نسله في مذهب التوحيد من جديد سيدي الكريم أنا لست مع أو ضد لكن أنا مع إنسانيتنا التي انعم الله علينا بها،أنا مع الحب بكل أشكاله وألوانه وفئاته ودياناته.. أخي الإنسان أولا.. هل تستطيع أن تذكر لي ماهي العواقب الخطيرة التي تمنع من زواج اثنين متحابين بشرع الله من الزواج؟؟ العواقب والخلافات هي وضعيه من صنع البشر. هل تستطيع أن تجد لي حديث أو آية قرآنيه يمنع الزواج من أبناء طائفتين تحت لواء دين واحد؟ والله يا أخي نحن نضع الأهمية للبشر والمجتمع ولا نركن إلى دفئ الدين وروحانيته في خلقنا.. هل إذا تزوج اثنان من خارج لواء الطائفة سينكرون وجود الله؟!

 إذا كان وجودنا الأساسي على وجه الأرض هو عبادة الله وتوحيده هل الزواج سيمنعنا؟ أخي الكريم جميع مذاهبنا مذاهب وضعيه وجدت في يوم ما لأسباب سياسيه. إذا كان الدين لله وحده، يعني هل كل طائفة تعبد الله غير عن طائفة أخرى؟ أنا ضد وجود الطوائف، لماذا لا نرى هذا الحديث الجدلي وهذا التطرف بيننا بكل مذاهبنا إلا هنا لان لمجتمعاتنا تربه خصبه في التعصب والتطرف مع وجود جميع الآيات الكريمة التي تؤكد على تآخينا والذي يجمعنا هو الإيمان. يعني بقلك شي باختصار الموضوع المذكور في ما سبق: أرى في شخصية سامر بكل جدليته شخص مستسلم ضعيف شأنه شأن جميع شبابنا الراضخون تحت لواء المجتمع والتقاليد. برأيك تقوم القيامة وتنقلب موازين الطوائف إذا تزوج هذا الإنسان بمن يحب؟؟ برأيك سيحل عليه الغضب الإلهي بمجرد انه تزوج بمن يحب بشرع الله وحده؟؟

إذا كان على المجتمع والأولاد.أرى أن الكفاءة والأخلاق هي مقياسنا الحقيقي بين البشر، وبعدين ارض الله واسعة، أخي نحن ندور في ساحات مغلقه نرفض لأنفسنا فتح باب الروحانية لها ! أتمنى أخي الكريم ألا يصدمك رأيي ولكن بالنهاية نحن بشر. ولا أعتقد بأن في هذا الرأي أي شيء يخالف مبادئ الله في الأرض. أنا ضد احتكار الإنسان، أنا مع الإنسان بكل أشكاله وألوانه .

إنسان أولا:

أهلا يانا شكرا على تلبية الدعوة ويهمني رأيك. بالنسبة للعنوان اقرئي ردي على الصديق خلدون ليس العنوان ولا الموضوع من كتابتي ومن يفهم الموضوع جيدا يعرف لماذا سمي الموضوع هكذا والكاتب والبطل من إخواننا السنة والبطلة وعاتكة (قريبتها ) من الموحدين الدروز بالنسبة لكلامي الذي تعتبريه تعصب مذهبي لم أعرف أين التعصب به، أنا قلت المذهب يدعو لوحدة الأديان لأننا نحترم الأفكار الإسلامية والسماوية (المسيحية اليهودية)أولا وباقي الديانات والعقائد والفلسفات الإنسانية ثانيا من بوذية وأفلاطونية وفيثاغورسية، ومن حكمة يونانية وهندية، كلها موجودة في مذهبنا أو مسلكنا أو ديننا لا تهم التسمية ولكن قضية نبذ الذي يتزوج من خارج الطائفة موجودة عندنا وعند غيرنا استهجنها واكرهها وأتمنى تغييرها ولكنها واقع ولا يمكن تجاهله وإذا حصل ذلك سيقدم الشخص تضحيات تجرعه إياها كؤوس العادات والعقائد والمجتمع وتحريم الاختلاط موجود أينما كان (هل إذا أحببت شخصا من إخواننا المسيحيين بإمكانك أن تتزوجيه دون أن يسلم؟؟ هنا ألا يقف الدين بوجه الحب؟ ألا يقف رفض اهلك أو غيرك (ليس المقصود شخصك بل أي أنثى) في وجه هذا الحب البريء الصادق وفي وجه الإنسانية التي تجمعك بهذا الشخص، أوافقك أن هذا الكلام متعصب ولكنه واقع موجود في كل دين ومذهب ومجتمع واقع أتألم منه كما تتألمين ولكن ما العمل؟؟ لنتناقش علنا نجد حلا لتكون الإنسانية أولا .. أنا اتفق معك في باقي كلامك احضري أنتي لي الفتوى أو الآية التي تحلل زواج المسلمة بغير المسلم؟ في كل دين أمور تدعو للإنسانية والرحمة، ولكن في كل دين أمور تناقض ذلك هل التناقض من أنفسنا...؟؟؟

 أم من أين؟

هل هناك دين يملك الحقيقة دون غيره؟؟؟؟

هل يحب الله فئة دون غيرها؟؟؟

 هل التمايز بين البشر حكمة من الله لا نعرف مقاييسها؟؟؟

 أم أنها تخضع لقانون التقمص الذي يؤمن فيه البعض؟؟؟ كيف لكلامك أن يصدمني وأنا اتفق معك وأنا اسمي إنسان أولا، أنا دعوتك لأنني اعرف وجهة نظرك

 الإنسانية. اتفق معك في الأفكار ولكن الوقائع تقف بوجه أفكاري وأفكارك الإنسانية لنتناقش علنا نفتح باب الروحانية لأجيال ستأتي بعدنا. لي قول أقوله في المنتديات وفي الحياة (إذا كانت الإنسانية كفرا يناقض عقيدة التوحيد فأنا أول الكافرين ) شكرا على مرورك وعلى مروركم جميعا أصدقائي وإخوتي.

خلدون عزام

أعتقد أن المجتمع العربي سبق اينشتاين في طرح نظرية الانشطار النووي فلم يبقى شيء عندنا إلا وانشطر على نفسه. بدأ من الأديان وطوائفها نهاية بالإنسان نفسه، وها هو الموضوع يطرح مفهوما انشطاريا جديدا عن الحب يسميه الحب الدرزي.

إنسان أولا:

الأمر لا يخص المجتمع العربي بل كل مجتمع يعمل عقيدته دون عقله.. أما عن الموضوع فهو ليس موضوعي، ولا يطرح موضوعا انشطاريا يا صديقي، بل واقعا نعيشه رغما عن أنوفنا وعند كل الأديان وشاهدنا مئات القصص، وإذا أردت أذكر لك أسماء أصحابها فهذه الدرزية تزوجت بذاك السني وبعد فترة انتهت إلى بار أو ملهى ليلي ، ليتحول شرفها إلى سلعة والى باب للرزق وبعد قصة حب رومانسية لم تحصل في الأفلام جمعتها بعشيقها الذي باعها، وذاك الدرزي تزوج من شيعية وعاشا حياة هنيئة بالرفاه والبنين وبعد أن أصبح نجلهم في العاشرة من العمر يأتي ضيف غريب يفتح له الولد أين أمك؟ هنا، احضر لي الماء، تحضر الأم الماء ولا تكاد تستوعب أن الرجل الغريب هو أخوها إلى أن يعاجلها برصاصات فقدت حياتها على أثرها وساح الدم أمام الأولاد، وذاك المسلم الذي يتزوج مسيحية فيعيش أول سنواته في قفصه الذهبي مع حبيبته وبعد أن تمر أيام الشباب يفاجئ ذاك الكهل برفض المجتمع له ورفض أي من الشباب الزواج من بناته – المبندقين- هذه حالات هذا واقع هذه ترسبات عقائد ومذاهب وأديان لا تعرف الإلهي منها من البشري هذه أشياء تفرض على بني الإنسان قسرا فمنهم من يضحي بحياته تحديا لها ومنهم من يبيع أهله من اجلها ومنهم من يتأقلم معها إلى أن يدفع أولاده وبناته ثمن خطأ من عشرات السنين ذنبهم أنهم خلقوا عند زوجين خرقا العقائد والعادات ، أنا لم أخترع دينا ولا تقليدا اجتماعيا، أنا اسمي إنسان أولا، ولك أن تفهم معنى هذا الاسم، والحب الدرزي هي قصة كتبها أحد أصدقائي (طالب سينما بالأردن القصة حدثت بين شاب من إخواننا السنة (سامر) وبين فتاة درزية (سارة) لعلها حدثت في سوريا أو لبنان، ولعلها من خيال صديقنا عبد الرحمن كما أخبرني –المهم- هي نموذج لكل قصة تحدث في اليوم عشرات المرات هي واقع نريد إظهاره بلا رتوش نريد تطهيره ومناقشته بدون عقد، بدون خلفيات مسبقة، ولكن بالمنطق، بمناقشة رأي الدين، ورأي الأهل وانعكاسات الموضوع بعد فترة على الزوجين والأولاد (على الإنسان ككل لأن الإنسان هو غايتنا، وفهم العقبات التي تواجه الإنسانية هو هدفنا فافهم ياصديقي) جدل العقائد والأفكار والعواطف ) نقلت القصة لنناقش هذا الموضوع علنا نصل إلى يوم تكون فيه الإنسانية أولا ولك أن ترد على الموضوع في مهده الأساسي في منتدى الجزيرة ومن هناك نقلته وانظر إلى الردود المتنورة والأشخاص المتجردين ما شاء الله (ولكنهم متجردين من الإنسانية(. http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?p=1289582#post1289582

خلود هايل حمزة:

هلا بالغالية يانا .. وأنا مع رأيك حرفاُ وقولا .. هذه هي الحقيقية.. أنا ضد احتكار الإنسان.. أنا مع الإنسان بكل أشكاله وألوانه، بغض النظر عن الدين أو المذهب.. هو الخوف والضعف في الأعماق مما هو قديم ومترسب يسيّرنا ويقمعنا ويشوه المحبة فينا.. تحياتي للجميع ولرأي الغالي خلدون الصائب في التحديد.

إنسان أولا:

شكرا أم المنتدى وأمنا خلود.. رد الأخ خلدون مختصر لم يعطيني شيء، نعرف أن التمسك بالعقيدة هو انشطار، ولكنه ليس على أنفسنا، الله خلقنا كذلك هو الذي يسير الدنيا(إذا كنا نؤمن به) خلق فلان من الناس في الطائفة الفلانية وقال له لا تتزوج من تلك وتزوج من هذه ولا تعبد هكذا بل هكذا ولا تؤمن بهذا بل بهذا، ليس ذنبنا وليس ذنب الله فهو خالق الأكوان ويتصرف بملكوته كما شاء، ولا أعتقد أننا كبشر يحق لنا أن نعتبر الدين الذي خلقنا الله عليه ترسبات وان اعتبرت ذلك مجازا فهو لمناقشة خلفية هذا التحريم العقائدية علنا بعقولنا الصغيرة ندرك حكمة الله الكبيرة من ذلك، ولكن أن نعتبرها ترسبات وننفيها تماشيا مع روح العصر كما فعل الغرب فلنتذكر أن الغرب ترك المعابد والكنائس، وعندما نصبح كالغرب وعندما نرى أن تصبح أخواتنا كبنات الغرب (وليس المسيحي) (بل الذي ترك المسيحية دين المحبة) عندها نقول إن هذه ترسبات أما ونحن نؤمن بكتاب منزل وعندنا حدود لا نقبل تخطيها بأخواتنا خصوصا، فلماذا نزاود على بعض بالتحرر؟؟ قلت وأقول: أنا مع الإنسانية وعدم تحريم الاختلاط كفكرة ولكنني لست معها على ارض الواقع لان نتائجها كارثية ولست مع الاجتهاد في دين أنزله الله وأنزل معه معجزات لنتأكد أنه من عند خالق منزه عن العالمين، أما إذا كان البعض لا يؤمن بالكتب المقدسة فليقل لنا ذلك ووقتها ستكون وجهة نظره شيوعية ماركسية نحترمها، ولي أصحاب شيوعيين ولكنهم يبوحون بذلك.

 أما عن كلام الأخت يانا وكلامك الذي يؤيده فأنا معه، لسنا مع احتكار الإنسان، ولكن ما تحتكره الكتب المقدسة لا نستطيع تجاوزه، ليس بمقدورنا الندية مع خالق الكون، ليس بمقدورنا أن نحيط بحكمته، ليس بمقدورنا أن نتأكد من وجوده أو عدمه، لا نقدر إلا أن نقول (الرضى والتسليم نهاية العلم والتعليم).

أعرف أن هذا التحريم يبدو بمفهومنا كبشر منافيا للإنسانية ويبدو تعصبا وتطرفا.. ولكن ما الحل؟؟ هل هو جل وعلا متطرف؟؟؟؟؟ يا جماعة بلشنا نكفر، بس أنا بتمنى نناقش أفكار ووقائع..ومناقشة الأفكار نعم، بس الفكرة اللي ما بتتطبق بمثاليتها على أرض الواقع بتموت مثل ما الروح بلا جسد ما فيها تعيش مع أنها المقدسة وهو الإثم.. يعجبني قول ب(حكمتنا الشريفة) وكأنه يدعو ضمنيا إلى التجرد من الدين والاكتفاء بالأخلاق:

" الصدق هو الإيمان، والتوحيد بكماله، والكذب: هو الشرك والكفر والضلالة "

 ولكن التحريم يأتي مناقض له أو بنظرنا كبشر مناقش ! تعجبني الآية الكريمة (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) ولكن ألا تعرفون الآية: قال تعالى (ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلا يقبل منه)؟؟؟؟!!!!

 نريد مناقشة كاملة إخوتي وأصدقائي ومن هم من جيل أبواي.

هذا جدل العقائد والمذاهب والأديان والأفكار والمفاهيم والأعراف الاجتماعية والعواطف والمشاعر والأحاسيس الإنسانية.. هل هي في خدمة الإنسان أم أن الإنسان في خدمتها؟؟؟؟

فلا يأتيني أحد ويقول لي أنا مع هذه الفكرة ومع التجرد من هذا وهو على أرض الواقع لا يستطيع أن يطبق هذه الفكرة على نفسه ولا على أخواته ولا على بناته وأولاده. معلش اعذروني.. تحياتي.

خلدون عزام

إنسان أولا إن الانشطار الذي تحدثت عنه هو السمة المميزة لعقلنا العربي ، يتجلى وضوحا عند كل هزة، انظر ما يحدث في العراق، وفي مصر مع طائفة المسيحيين الأقباط، والشيعة في البحرين، هذا هو الانقسام الذي قصدته، اختلفت معك أيضا في التسمية التي أطلقتها وهي (الحب الدرزي) واستغربت أيضا هذا المصطلح الذي لم اسمعه في حياتي من أي باحث اجتماعي وانتربيلوجوي ومتدين،،، أنا لم أناقشك في قناعات فأنت لك قناعات تختلف عن قناعاتي، وإذا بدأنا الحديث لن نصل إلى نتيجة، فالجدل في أمور تخص العقائد هو جدل عقيم، ولكني استغربت العنوان فقط.

إنسان أولا:

اوكي، إذا هيك قاصد بالإنشطار فأنا معك، لأنو بعارض كل أنواع الإرهاب الفكري والتطرف العقائدي، بس ما توقعت يكون هذا قصدك لأنو ما بخص الموضوع، بالنسبة للعنوان هو من وضع كاتب القصة بإمكانك أن تسأله بعد أن يشترك في المنتدى عن قريب، ولكن لا أجد في العنوان غرابة لأننا طائفة دوخت المفكرين والباحثين عن الأديان والعقائد، على كل حال الموضوع أكبر من أن نقف عند العنوان، النص أدبي بامتياز لكاتبه الأخ عبد الرحمن، والفكرة تستحق النقاش لأننا نعيش حالات من هذا الحب بين الطوائف والزواج أيضا فإن لم نناقش ذلك عقائديا، فلنناقش الخلفيات الاجتماعية التي صبغتها العقيدة على العرف الاجتماعي، مهما اختلفنا لا بد أن النقاش المسؤول يقربنا بالأفكار، بس إذا تناقشنا مش إذا كتبت كلمتين مثل الفتيشة وطلعت من الموضوع !! يعني أنت تضع رأيك وما بتناقش بخلفياته أو كيف وصلتلوا ! على كل حال نحنا منحب نكسبك بس يمكن وقتك ضيق، كل الاحترام صديقي..

عبد الرحمن أبو سنينة:

السلام على الجميع من الأصدقاء والإخوان والمحبين ورحمة الله وبركاته. خالص شكري وامتناني ابتدءا للصديق الغالي (سامر..إنسان أولا) لأنه إنسان دائما وأبدا، سيما وهو يحمل هذه الروحية الراقية والمنفتحة، في الوقت الذي ينتمي لمذهب التوحيد الشريف بقلبه وعقله، وهو ما أحببته فيه، فليس تعظيم الإنسانية والتعايش الرائع بين الأديان والمذاهب والأفكار يلزمه أن يذوب أحدنا في بوتقة الآخر.

ما نشره صديقي الحبيب سامر هنا، هوالأصل الروائي لفيلمي القادم إن شاء الله (صناعة الحب) والذي يمكن لاحقا أن أضع بين يديكم جزءا من حواراته ومشاهده لنستفيد من ملاحظاتكم، وآمل من الجميع أن لا يبخل باقتراحاته، وسيجدني معتنيا جدا بها، فما يهمني أن يتوافق مضمون الفيلم مع حقيقة السماحة والفكر النير المعتمد على أدق القواعد الفلسفية، عند السادة الموحدين.

للفاضل EBNEPHRINE اسمح لي أيها الحبيب أن اعترض على ما تفضلت به من القول بأن العقل يحكم بأننا طائفة لا تقبل بالتزويج من الطوائف الأخرى، ونسبة هذا الأمر للعقل الجمعي أو العقل المنطقي فيه ما فيه، والأدق لو نسبت مثل هذا الحكم لشيوخ العقل العظام أو للتشريع المعتمد في الطائفة الكريمة، أو حتى لبعض الأصول العقائدية في منهجكم المبارك . أمير القلم حرسه الله، هذه الجملة (ارتد إلى أصله) تحمل مضمونا عاليا سأكون كاذبا إن قلت لك أنني أفهمه حق الفهم، وقد ضمنت هذه الجملة في أحد مشاهد الفيلم، كم أغدو ممتنا لو تفضلت بشرح أوفى حول مضمون هذه العبارة. ونعود للحبيب سامر وأقول: يا بن الكرام من الأتقياء والأولياء من ، موضوع رفض التزويج بلا شك أنه موجود أيضا في الطوائف الأخرى، لكن صدقني يا عزيزي أن هناك فارق بين خلفيات الرفضين، فهو بنظري ساذج الأبعاد عند بعض الطوائف، لكن التمايز في هذه المسألة كون الأمر يرتبط بنواح عقدية عميقة عند أحبتنا الموحدين من قبيل موضوع التقمص الذي فيه حكمة رائعة، وكيف للأصلاب التي تحوي أوعية خيرة الأرواح، أن تختلط بتلك المعذبة في ذاتها ! وإن صح هذا الكلام فالفارق مهم أخي سامر. نحن معكم في هذا الحوار الإنساني البنّاء،  مع خالص شكري لإدارة منتديات السويداء، وللصديق (إنسان دائما وأبدا) وللهبات الإلهية أينما وجدت.(التوقيع: ليس لنا جميعا سوى اله واحد، أنّى بحثنا عنه.. في القرآن.. في الكتاب المقدس.. أو الاستباق - كتاب الزرادشتية - أو (حكمة الموحدين) أو الأوبينشاد الهندوسية.. وهو إله الحب والحقيقة، لا أرى لحياتي قيمة، إن لم أثبت إيماني هذا) مستوحى من كلمات المهاتما.

إنسان أولا :

صديقي عبد، لا اعرف هل أعلق على ردك أم على توقيعك، على كل حال الاثنان يحتاجان إلى صفحات، توقيعك هذا يدل على نموذج منفتح لإخواننا (أهل الإيمان أو السنة أو التنزيل أو الظاهر) لا تهم التسميات لتسقط كل التسميات أمام الجواهر الصافية والعقلية المنفتحة والنظرة العميقة للأمور التي لا زال يتمتع به عدد من إخواننا السنة بعيدا عن النظرة المنغلقة للأمور التي نجدها عند البعض وخاصة الوهابيين التكفيريين ! على كل منا خرزة تشكل المسبحة التي يضمها الإسلام العظيم وان ابتعدت المذاهب وكل منا حلقة تشكل الإنسانية وان اختلفت الأديان هذا بالنسبة للتوقيع.

 بالنسبة للموضوع، موضوعك لا يحتاج للمدح أو للتعقيب فهو يتكلم عن نفسه بأسلوبه الأدبي الجزل والذي ألزمني أقرأه (عشر مرات) واسمحلي أن أقتبس من موضوعك - حتى تفاعلت معه حدّ التطهير كما تفاعلت أنت مع سامر (بطل القصة) حدّ التطهير، ما قصد مجد بأن العقل يحكم بالتحريم فهو أن العقيدة تحكم بهذا التحريم والتزامنا بالعقيدة يتبعه الالتزام بالتحريم فلا أكبر منصب روحي في مذهب التوحيد بإمكانه أن يغير شيء بخصوص ذلك فهو مفصل يقوم عليه هذا المسلك، ولا فتاوى بهذه القضية بل لا فتاوى(بالمعنى الدارج) في هذا المسلك ككل، أي أنه لو فرضنا صحة مسلك التوحيد وأردنا الالتزام به فلا بد لنا من الالتزام بالتحريم وإلا خرجنا منه إلى الأبد كما لو فرضنا صحة أي شريعة فعلينا الالتزام بأركانها وعباداتها سواء كنا من أهل التنزيل فيها أو أهل التأويل أو أهل الحكمة، بالنسبة لما أشار إليه أمير القلم فالجملة (يرتد إلى أصله ) تحتاج إلى شرح بمئات السطور وبإمكانك أخ عبد أن تفهمها كون اطلاعك جيد على مذهب التوحيد(وهو أكثر من اطلاع الكثير من شباب المذهب للأسف!! كون الموحدين يؤمنون بخلود الروح وبقاء النفس وتجدد الجسد ورحلة التطهير عبر التقمص فهم يؤمنون بتدرج الرحمة الإلهية حتى وصول النفوس لما هي عليه ووضعها في الدين أو المسلك الذي يناسبها (يا صاحبي أنت على قدر ما ذهبت إليه في صواب وفي سلامة ولكن ارتفع وتوغل أكثر وأعلى) هذا التوضع الزماني للنفوس في مذاهب وأديان هو نتيجة لما قامت به من أعمال صقلت من جوهرها بالخير والطباع الحميدة أو زادت هذا الجوهر كثافة في تعامله مع الدنيا وفهمه لحقيقة الرب والتكوين (هذا الفهم لحقيقة الرب هو لب العقيدة كل عقيدة وهو الذي يؤدي إلى تمايز كل شريعة، فهناك من يدخل الرب في نطاق التجسيم على العرش فيتصوره ذو أرجل وأيدي جالسا على العرش الذي يحمله ثمانية من الملائكة وهناك من يجعل الذات الإلهية تحل أو تتجلى بشخص بشر هو الأمام الموجود في كل زمن ليفتي بسلطته على البشر، أي كأنه سفير للرب على هذه الأرض وهناك من يؤمن بتجلي ناسوت هذا الرب من خلال صورة لا يمكن لنا أن نقول أنها صورة بشرية وان كانت على هيئة البشر ولكن لنشبهها ولو أن التشبيه لا يصح ولكن تقريبا لأذهاننا، لنشبه لاهوته جل وعلا عن الأسماء والصفات والعدد والتشبيه بالشمس، هذه الشمس لا يمكن أن نلمسها أو نقربها أو نصلها ولكن شعاعها هو الذي يصلنا ويبث الحياة والحرارة التي هي طبع الحياة الأساسي والدفء، والحركة في هذا الكون وفي نفوسنا هذا الشعاع إما أن يرتد عن نفوسنا الكثيفة فنبقى بعيدين عن نور الحق وبالتالي بعيدين عن الاقتراب من الحقيقة المطلقة التي وجدنا على هذه الأرض لنبحث عنها أو أن يخترق هذه النفوس دون أن يؤثر فيها أي أن تحس النفس بوجوده دون أن تتبع نوره أو أن يخترق النفس ويتألق في جوهرها فيقبع فيها فتنعم هذه النفس باليقين فكأنها مرآة صافية لهذا الشعاع الطاهر تتألق بما تأخذه منه فتكتفي بذاته عن ذاتها ويذوي نوره بنورها وتذوب الأنا الآنية وتبقى الأنا الكلية وتذوب الدوافع الفردية الازدواجية ويبقى الدافع الأحدي حلا لمعادلة الازدواجية فترفع هذه النفوس شعارها بالرضى والتسليم بفعل المولى الحاكم الأحد وتكون الصلاة المتصلة بنوره والصيام أبد الدهر بنوره عن المعاصي والتزكية بحضوره عن حضور النزعات الذاتية واليقين المطلق بأحديته، هذا الاختلاف الجوهري بين الفهم لخالق الكون الواحد الأحد وللغاية من خلقنا ولتكويننا هل الأصل في التراب أو الجوهر هو الذي يؤدي إلى التمايز في المذاهب التي تختلف في عمقها أو سطحيتها وتتفق في غايتها وهو وجه الله تعالى؟ من هنا نجد أن أتباع المسلك التوحيدي الذي تجلى مذهبا في كل من الشرائع التي أتى بها أولي العزم والتي تسلسلت في كل دور من تنزيل إلى تأويل (تعددت وجوهه) إلى حكمة وهي آخر المراحل بالنسبة لأهل هذا المسلك وخلال دور أدم الصفا - سلام الله عليه - قامت سبع أدوار للتوحيد آخرها دور الكشف الذي ختم كل ادوار التوحيد قبله، وتجلى هذا أتباعه ليشكلوا زمنيا مذهبا ضمن شريعة الإسلام، وليكملوا دورات التوحيد التي تتعدى الزمان والمكان، لهذا المسلك آدابه وفروضه كما لكل مذهب ودين، من هذه الفروض عدم الاختلاط بالطوائف الأخرى ؛ لأن تمايز النفوس عبر آلاف بل وملايين السنين هو الذي وضع كل إنسان على دين ومذهب يختلف عن الآخر فلا يصح بين يوم وليلة أن نوفق بين نفسين تختلفان اختلافا جوهريا حول علاقتهما بالإله، وان توافقتا زمنيا حول حب فردي، ولوعة الشوق بين الذكر والأنثى ما هي إلا دافع زمني للشوق لعلة العلل، وأصل الوجود والإتحاد، وكما قلت سابقا فالمضاجع الزمنية هي صورة للوعة الشوق لعلة العلل والحب البشري ما هو إلا نقطة في الحب الإلهي، والخروج عن قواعد المسلك هو ارتداد عنه أو قصور عن فهمه وفهم علاقة الإنسان بالله ضمن بوتقته وعودة من آخر الطريق إلى مكان في أوله أو في وسطه حسب الشخص وهي كشف لهذا الشخص هل هو فعلا من الموحدين أو من المنافقين الذين اعتنقوا المذهب لمصلحة أو دون قناعة ويقين أو حتى ليسقطوا التكليف عن نفوسهم دون التزامهم بالشريعة والمنهج الروحاني في حالة الزواج هذه فان كل نفس تبان على حقيقتها وترجع لأصلها ويعرف الموحد الحقيقي من الموحد الخارج عن التوحيد، أعتقد أنني أجبتك إجابة لا بأس بها عن جملة أمير القلم وعن الفقرة الأخيرة التي ترجع التحريم وتربطه بموضوع التقمص. أهلا وسهلا فيك عبد أخ بالمنتدى وباسم كل إخوتنا ذوي الصدور الرحبة أرحب فيك. أتمنى كون فدتك بشيء ولو صغير. كل الاحترام.

عبد الرحمن أبو سنينة:

تقبرني سامر شو واعي وصاحب كلام مسؤول، حقا استفدت من مداخلتك فيما سعيت سنين كي أستفيده وأفهمه، بوركت مولانا.

رائد عيد

أولا اسمحولي إخواني الأجلاء إبداء وجهة نظر بالموضوع بالرغم من حداثة عهدي بهذا المنتدى الراقي، أنا برأيي المتواضع أقول بأنه من شروط الزواج السليم وبعيدا عن الدين والفلسفات العقائدية والمذهبية التقارب الفكري وانعدام الفجوة المثيرة لنقاط الخلاف المحتملة في المستقبل، ففي نفس المجتمع وضمن نفس الدائرة المحلية من المستهجن أن تجد طبيبا على سبيل المثال يتزوج بفلاحه أميه مع احترامي للجهتين، فكل منهما له ميزانه في الحياة، ولكل منهما دوره وموقعه بالمجتمع، ولكن هناك مواضع خلاف متعددة بينهما يجب أخذها بعين الاعتبار بالرغم من أن هناك أمور كثيرة يمكن تصحيحها مع الزمن، فكيف إذا كانت هذه الأمور تمس العقيدة فهي محور التفكير البشري وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، فعلى الإنسان -وبرأيي المتواضع- أن يكون واقعيا لأبعد الحدود وان لا ينجر خلف عواطف ستنهكها متطلبات الحياة حتما في المستقبل، والأمثلة حاضره في كل زمان ومكان ، كل الاحترام لرأي كل من خالفني بوجهة النظر والشكر الجزيل ل"إنسان أولا" لطرح هذا الموضوع الحساس وللأسلوب الراقي والمميز في تناوله البحث فيه تحيتي للجميع، تقبلوا تواضع مروري.

إنسان أولا:

شكرا رائد على المرور.. بالفعل إذا كان الاختلاف في مستوى الوعي والتفكير يفشل الزواج والتواصل، فما بالك بالاختلاف العقائدي الذي يلقي بظلاله على العلاقة مع الرب، مع النفس، ومع المحيط الاجتماعي الذي ينبذ من يتجاوز عقيدته شكرا مرة أخرى ع المرور..

خلدون عزام:

الحب الدرزي... متى كان الحب متسما بسمة دينية؟ غدا ستقول الحب الشيعي ثم الحب السني وبعدها الحب المسيحي ! ألا يكفينا هذا الشبح المخيف الذي يخيم فوق رؤوسنا من البحر إلى المحيط متغذيا على كل الأفكار والمبادئ التي تعتمد التفريق الديني والعرقي والإثني؟؟ بالإضافة إلى ذلك رأيت طارق في نصك يبتسم بسخرية ويقول: طارق: بأي حارة أو سوق أو مسجد أو فندق رح تتطاير أشلاء جسدك؟ إن تلك الثقافة وهذا الكلام لم اسمعه أبدا في الوسط الذي نشأت فيه _ على مشاكله_ ترى من أين استقيته؟؟

عبد الرحمن أبو سنينة:

ليس الدين إلا الحب ! لذا يا أخي هو شيعي، ومسيحي ويهودي، أما طارق وحتى سامر فهما ليسا موحدين درزيين إن أثارك ذلك، وكلام طارق الراوي كان من باب التهكم، أما أنك لم تسمعها في وسطك، فلقد شاهدناها عيانا وعلى شاشات التلفزة مرارا وتكرارا.. كل الشكر لمرورك.

الضفيرة النحاسية:

يكتب الصديق عبد الرحمن هذه الحكاية، ويهاجم الكثير من الكتّاب هذا التشدد عندنا، وأنا وإن كان عندي بالفعل تحفظات على التشدد الزائد عندنا في هذه الموضوع، لكن في النهاية يجب أن نكون موضوعيين ومنصفين ولذلك أضع بين يدي السيد عبد الرحمن وغيره من الأعضاء هذا الحكم الفظ لقاضي سعودي يفصل زوجين عن بعضهما،لأن الزوج ليس كفؤا للزوجة السنية إليكم الخبر: قبل ما يقارب السنتين أصدر قاضي محكمة محائل عسير ع. ح، حكما تضمن التفريق بين رجل وزوجته بحجة أن الرجل يعتقد بالمذهب السليماني الإسماعيلي فيما زوجته تنتمي إلى أسرة سنية بحجة (أن العقد غير صحيح لعدم الكفاءة الدينية لأن الإسماعيلية ليسوا بأكفاء لأهل السنة) وهو ما يعني عدم اعتراف القاضي بالمذاهب الشيعية كمذاهب مسلمه رغم توجه الشيعة بما فيهم الإسماعيليون إلى قبلة المسلمين ويشهدون الشهادتين وينسب المذهب الإسماعيلي نسبة إلى إسماعيل ابن جعفر الصادق حفيد رسول الله وفي التفاصيل: يفاجئنا القاضي بمحكمة محايل عسير / ع. بن ع. ح، بإصدار حكما شرعيا !! بالصك رقم 14/4 وتاريخ 30/2/1426هـ بفسخ نكاح المواطن / على الله بن حسن بن فنيس آل فنيس

 ( الإسماعيلي المذهب ) من زوجته / ل.م. ف. ع ( سنية المذهب !!) بعد زواج دام أكثر من سنة بعقد زواج من مأذون بني ثوعه بمحايل عسير برقم 38 في 14/15/ 11/ 1424 هـ بولاية والدها وشاهدين بصداق خمسون ألف ريال، فسخ نكاح لا يصح فيه الطلاق من الزوج !! بل وصرف النظر عن مطالبة الزوج بحقه (المهر( لأنه قد وطأها ولها مهر مثلها !! كل ذلك في صك لا تقل مساحته عن نصف متر مربع على مدار عدة جلسات محاكمة وقد استند القاضي على ما يلي كمقتطفات من الصك ( أنه جرى سؤال المدعي ما هي عقيدته فقال إن عقيدتي هي أنني أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. وأنا أتبع المذهب الإسماعيلي ولا زلت عليه حتى الآن.. وأصلي مسبل اليدين وأصوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولم أحج حتى الآن ) وسألت المدعى عليها ( فقررت أنها وطئت وهي راضية، وبما أن النكاح الموجود في هذه القضية هو نكاح شبهة لأنه تم عن طريق مأذون شرعي، ولأن ظاهر العقد هو الصحة نظرا لتوفر الشروط من الزوجين ورضاهما والولي والشهود وبما أن نكاح الشبهة نكاح فاسد) (وبما أن المذهب الإسماعيلي هو من مذاهب الشيعة وبما أن سماحة رئيس القضاة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى قد قال في عقد تم بين سني ورافضية إنه يستنكر وقوع ذلك. وقال في كتاب الفتاوى ج 10 ص 118 -119 ما نصه ( ونرى أن العقد غير صحيح لعدم الكفاءة الدينية لأن الإسماعيلية ليسوا بأكفاء لأهل السنة) (وبما أن هذا النكاح فاسد ويلزم التفريق فيه بين الطرفين ولا يصح فيه الطلاق من الزوج لأنه نكاح غير صحيح وبما أن قول المدعي أن عقيدته في التوحيد الشهادتين لا تسوغ بقاؤه مع المدعي عليها لأنه أقر بأنه لا زال على المذهب الإسماعيلي.

من دون تعلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييق!!!!!

رجل خفي:

أختي الضفيرة..بالنسبة للإسماعيليين ليسوا كالشيعة الزيدية، وهم غلاة وكفار حتى عند الشيعة أنفسهم، فليس من المنطقي أن تساويهم بعموم الشيعة !! شكرا على النقل..

الضفيرة النحاسية:

أخ رجل خفي ، يبقى أن هذه الطائفة إسلامية تتشهد بالشهادتين، وتحج البيت، وتصوم، وتصلي، وان اختلفوا معكم في الفروع.. أرجوا أن تقول ما رأيك في تفريق المرأة من زوجها بعد سنة كاملة من الزواج.

عبد الرحمن أبو سنينة

كل الشكر للزميلة الضفيرة.. نحن ضد التعصب ورفض الآخر كائنا من كان.. ويشاركني في ذلك كل أصحاب النفوس السوية، واغلب الشباب المتنور من أبناء طائفتي.. شكرا لتواصلك عزيزتي الضفيرة..

ahmadbalasie

انتو عبارة عن شوية ناس يدهم يبينوا حالهم اعرفوا شو الإسماعيلية بعدين تعالوا احكوا بس شو بدنا نقول بالجهل؟

عبد الرحمن أبو سنينة:

لا داعي لهذه اللغة الخشبية يا أخي، وليس من بين الفرق الإسلامية من دمه أزرق والآخر ملوث الدم، وأنت تعرف تعدد الطوائف والمذاهب الإسلامية، كالأشاعرة، والوهابية، والإمامية، والإباضية، والزيدية، والإسماعيلية، والظاهرية، والموحدين الدروز.. جميعها انبثقت من بوتقة الإسلام، وكل حزب بما لديهم فرحون.. مثلا الإسماعيلية في بلدي ساهموا في بناء مسجد جعفر الطيار ومقامه، وبالتالي هم يساهمون في تخليد شخصية إسلامية كبيرة من عهد الصحابة الكرام، وإن اختلفنا معهم في تفاصيل مذهب كل منّا.

العمري الجنوبي:

بارك الله في القاضي: ع. بن ع. ح وأحسن إليه وجزاه خيراً في الدنيا والآخرة ، الحق أبلج لكن البعض وضع على عينيه غشاوة من مناهج الغرب الكافرة أو من خيالات يتصورها عن الدين، إبحث عن دين الإسماعيلية لتعرف ما حكم الإسلام فيهم.

مسلم جزائري

إذا جهل المرء شيئا فعليه أن يقصد أهل الذكر وهم معروفون لا أن يمشي في الأسواق ويصيح.

عبد الرحمن أبو سنينة

ما أطيب قلبك يا أخي !!!! من أخبرك أنهم معروفون؟؟؟؟ وأنهم بالفعل في متناول اليد؟؟

وقام العضو(الحزام الناسف) بفتح موضوع في منتديات الجزيرة بعنوان: ماذا تعرف عن الدروز وهاجمهم هناك بأسلوب لا يليق وذكر مجموعة مراجع للتوسع منها:

مـــراجع للتــــوسع: 1- عقيدة الدروز عرض ونقد محمد أحمد الخطيب. 2- أضواء على العقيدة الدرزية احمد الفوزان. 3- إسلام بلا مذاهب د. مصطفى الشكعة. 4- أصل الموحدين الدروز وأصولهم أمين طلع. 5- الدروز والثورة السورية كريم ناشد. 6- طائفة الدروز محمد كامل حسين. 7- مذاهب الدروز والتوحيد عبد الله النجار. 8- الدروز: مذهبهم، وجودهم، توطنهم أبو إسماعيل سليم. 9- مذاهب الإسلاميين عبد الرحمن بدوي. 10- تاريخ المذاهب الإسلامية محمد أبو زهرة.

فكان هذا التفاعل:

عبد الرحمن أبو سنينة

(الحزام الناسف) المحترم ، بصراحة لو سودت عشرات الصفحات من كتب خصوم الطائفة فهذا في الميزان العلمي المنهجي ساقط جملة وتفصيلا، طريقك الوحيد الاعتماد على مصادر معتمدة كتبت بأقلام مشايخ عقل الطائفة أو نقلا عن مراجعهم الروحية، أو مصادر أخرى معتمدة لديهم، كل هذه المصادر هي لخصوم الدروز، ولا ينتظر من مثقفي الطوائف الأخرى أن يقدموا الحقيقة كما هي، بل وأكثر من ذلك حتى لو اعتمدت على مصادر درزية فهناك الكثير من العبارات العرفانية والفلسفية التي لا يصلح تأويلها دون فهم لمصطلحات العرفان، تماما كتلك التي يذكر مثلها الشيخ الأكبر"قدس سره" أو الفلاسفة الإشراقيين، تحياتي لك أخي الكريم.

 إنسان أولا:

لك والله العظيم أنت من اسمك يا حزام ناسف مبين عليك واحد عميل شغلتك بس ترسخ للطائفية لك أخ أخ، شو بدي احكي لأحكي، بس على كل حال ما رح انزل لمستواك، وبدي احكي بموضوعية:

 أولا: الدروز ليسو سنة، ولا شيعة، وليسو مذهب، بل دين قائم بذاته، وهو اشرف الأديان، دين العرفان وما أدراك ما العرفان، ونحنا موحدين شئت أم أبيت، والله هو اللي بيعرف مين الكافر ومين المؤمن، وعلى كل ما رح ناقشك بديننا لان مثل ما قال الأخ قبل: إن الحكمة كاللؤلؤ لا توضع بأيدي الخنازير وما أدراك ما الحكمة !! ثانيا: بالنسبة للفئة القليلة من دروز فلسطين اللي بتخدم بجيش إسرائيل واللي عملتوهن شغلتكن وعملتكن، مع انو في أضعافهم من الخونة السنة والشيعة والمسيحيين مثل ما في مجاهدين طبعا بكل الأديان في خونة، وهذول بالنسبة إلنا مرتدين عن الدين، يعني مش دروز وعلى كل ما بستغرب إنهم يتعاملوا مع إسرائيل لان أمثالك التعامل معو أقبح من التعامل مع اليهود، طبعا هذا مش مبرر هم خونة وأنت إرهابي، ولما بتذكر دروز فلسطين ليش ما بتقول شاعر المقاومة سميح القاسم درزي؟؟ ليش ما بتذكر وقت الثمانية وأربعين يوم الجيوش الشعبية راحت لفلسطين واستشهدوا ومنهم الدروز وجدي أنا واحد منهم؟! ثالثا: دروز سوريا ولبنان كانوا وما زالوا اكبر المدافعين عن بلدانهم وانت بتعرف مع أن التاريخ شوهوه ناس عنصريين من أمثالك لكن أعمال سلطان باشا الأطرش اشرف من انها يشوهها التاريخ وانت يا ابو شهاب وين كان جدك بو شهاب الكبير يوم الدروز هزموا الفرنسيين ولحقوهم عالشام وكانوا متواعدين مع ثوار الغوطة بس ما طلع معن غير البطل حسن الخراط وقدروا يحاصروا الشام، ولو ساندوهم الشوام كانوا طلعوا الفرنسيين من يومها، على كل رجعوا طلعوا الفرنسيين بالصرماي فيك وبلاك، اقسم بشرفي لو تعرفوا الثورات اللي قادها سلطان ضد الفرنسيين لشاب شعر راسكن لأنها مثل الأسطورة، وبحرب تشرين أول اللي طلعوا عجبل الشيخ دروز وبالجولان لم يبقى في الجولان إلا الدروز صامدين رافضين الهوية الإسرائيلية، وأخيرا عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار شو دينو؟؟ كمال جنبلاط اللي وقف بجنب الفلسطينيين يوم ما حدا بالعالم كلو وقف جنبهم شو دينو؟؟

رابعا: دول الخليج اللي عاملين حالهم إسلام طيب وين الإسلام إذا الأقصى ما بدافعوا عنو؟! خامسا: إذا كثرو أمثالك من المستحيل لفلسطين تتحرر، لك عيب عيب عيب، انسى الدين، اتذكر انك عربي وأنا عربي، وكلنا لازم نقاتل جنب بعض، بس أنا لو بدي قاتل كيف رح أكون آمن وفي واحد مثلك جنبي حاقد بيكرهني أكثر من اليهودي؟؟!

 اقسم بالله السلفيين أمثالك اخطر على الإسلام من المرتدين ومن اليهود، وشكرا للإخوة اللي شاركوا وكانوا موضوعيين بكلامهم، ولعلم الجميع اليوم وبكرا وليوم القيامة ما رح تدعس أرضنا رجل غريبة، الحمد لله اننا ببلد تغلب فيه الوطنية وتقل الطائفية، وانتو خليكن بس للحكي ، وتحية لكل الأديان ولكل إنسان إذا كان من جوا إنسان .

عبد الرحمن ابو سنينة

الكبار والأقزام موجودون في كل دين وكل طائفة حتى في اليهودية.

أبو شهاب:

إنهم باطنيون يا أخي لا يظهرون حقدهم ولا خبثهم بل ويقولون أنهم مسلمون مثلنا.

أبو حسين العراقي

الدروز كفار يؤمنون بالحاكم بأمر الله إلها... الخ الخ من الأمور ، لكن لماذا يهوى البعض التفرقة و نشر دعاوى طائفية ومذهبية؟؟ أولا الدروز يسكنون المنطقة منذ مئات السنين، منهم العملاء ومنهم الوطنيون وإبراهيم سلطان الأطرش معروف للقاصي والداني، خلفية الصراع في بلاد الشام اليوم ليست بين السنة والشيعة والطوائف المحسوبة على الشيعة مثل الدروز بل هي شيعية -شيعية بحتة وتمترس جنبلاط مع فريق 14اذار من الأمثلة على هذه الحالة فالعداء بين العلويين ودروز معلوم لكل أهل الشام منذ العهد العثماني وكثير ما استخدم هؤلاء ثم الفرنسيون بعدهم هذا العداء لضرب الفريق الأول بالثاني. وأنا هنا لا انصح ولا أحبذ هذا تثقيف الطائفي أخي إذا كنتا تنشر مواضيع تخص طائفة أو اثنيه تعيش بين ظهرانينا فحاول ما أمكن أن تكون موضوعيا.

إنسان أولا:

أولا: ردا على أخي ابو حسين العراقي ليس هناك عداء بين العلويين والدروز، بل العكس هم أبناء عمنا في الدين وإخوتنا في الإنسانية وفي حمل لواء العلم السوري . ثانيا: الدروز حاربوا الدولة العثمانية التي جوعت وعذبت الشعب وجعلته يرجع قرونا من الجهل والتخلف والتي تدعونها دولة الخلافة، كانت تأخذ الشباب العرب وترميهم في حروبها الخاسرة ومنها سفر برلك ! والدروز حاولت إخضاعهم لكنهم بقوا سادة أنفسهم رغم انفها واحد بطولاتهم أن احد المجاهدين سد المدفع بعمامته (الشيخ المرحوم ابو علي قسام الحناوي. ثالثا:الدروز حاربوا الاستعمار الفرنسي بقيادة سلطان الأطرش وقاموا بأروع الملاحم، اقرأ كتاب منير الريس الذي هو من أبناء الثورة وهو سني وحموي لكي لا تقولوا انه تحيز(الكتاب الذهبي للثورة السورية الكبرى) رابعا: يا عربي للأبد الدروز سنة 1948 كانوا أول المدافعين عن عروبة فلسطين وقد ذهب من سورية عدة كتائب فوزي القوقجي والشيشكلي ومن جبل العرب الكتيبة الدرزية بقيادة شكيب وهاب وسطروا مجاهدين فلسطين من سنة وشيعة ودروز أروع الملاحم لولا خيانة الشيشكلي وبعض عرب فلسطين الذين أعمتهم العنصرية وجعلتهم يطلقون النار على الدروز إخوانهم في الجهاد واليك شهادة احد المشائخ من أهل ذلك الزمان:

لقاء مع الشيخ الجليل أبو فرحان سلمان نبواني حوار: رفيق بكري وحسن خشان صحيفة الحقيقة تحاول في زاويتها الأسبوعية الجديدة ذاكرة الوطن تلتقي مع شخصيات من قرى ومدن الجليل الذين عاصروا نكبة شعبنا الفلسطيني عام 1948 وسنوات الحكم العسكري، وأحداث وقصص من الماضي يروونها لنا بتفاصيلها المشوقة، قصص عن البيادر والحياة البسيطة الآمنة، والعلاقات الاجتماعية الأسرية الطيبة التي سادت في تلك الأيام.

وفي هذه اللقاءات سيروي لنا ضيوف هذه الزاوية - كشهود عيان - ما واجهته الأقلية الفلسطينية الباقية في وطنها، من ملاحقة، ومخاطر ومخططات ترحيل وترانسفير في معركة الصمود والبقاء، وحتى أيام الانتداب البريطاني والعثماني. بابور الطحين وانقطاع المازوت: في بيته العامر في قرية جولس، التقينا مع الشيخ ابو فرحان سلمان نبواني (81 عاما)، إنسان ارتسمت على وجناته تجاعيد الماضي السحيق. تحدث إلينا بشغف عن الأيام الخوالي وكأنه يعيش أحداثها اليوم.. وخلال الحوار الذي دار معه طوال أكثر من ساعتين، كان يحدثنا ويصف لنا ما واجهه من نعم أحيانا ومآسي وآلام أحيانا أخرى... فتدمع عينيه تارة ويبتسم تارة أخرى لتجربة مر بها. وروى لنا قصتين تركتا في نفسه أثرا كبيرا حتى الآن، أحداث لم يعتد عليها أهالي جولس في السابق، فقد سادت في القرية حياة هادئة وطمأنينة وألفة بين الناس والمنطقة، هذا النمط من الحياة اكتسبه العم ابو فرحان عن والده طيب الذكر المرحوم محمد نبواني إلى أن جاءت أحداث عام 1948 وبدأ الناس يتخوفون من دخول اليهود إلى البلاد واحتلالها. وبصوت خافت بادر العم ابو فرحان بالحديث عن هذه الذكريات وقال: عام 1948 كان لكل بلد حراسة، خوفا من دخول اليهود، استمرت لأكثر من خمسة أشهر، وفي أحد الأيام شاهدنا مصفحة عسكرية قرب الخزان بمحاذاة القرية، وبدأت تقصف بقريتي جولس ويركا، وتنادوا الأهالي يصرخون أجو اليهود.. أجو اليهود أهالي جولس هربوا إلى منطقة شرقي القرية اسمها الكروم للاختباء فيها، وأنا بدوري ذهبت مع زوجتي إلى تلك المنطقة، وهناك تذكرنا بأن ابننا البكر فرحان (أربعة شهور) لا يزال في البيت، فقررت العودة بسرعة لإحضاره فوجدته في سريره، فاحتضنته وعدت به إلى زوجتي في منطقة الكروم. كانت سنابل القمح لم تنضج بعد، ولم يحن موسم الحصاد، وعمّت المنطقة أزمة حادة ونقص في القمح والطعام. ذهبت إلى ابن القرية( سلمان عامر ابو يوسف) تاجر الحبوب، فلم أجد عنده القمح فتوجهت إلى قرية كفريا سيف المجاورة، واشتريت بعض من الشعير بدلا من القمح. ثم انطلقت بالحمولة إلى بابور الطحن في قرية يركا من أجل طحن الشعير، كغذاء بديل للقمح في ظروف القحط. وفي يركا قالوا لنا أن البابور يعمل على الكاز المازوت وعليكم الانتظار حتى الصباح بسبب انقطاع الكاز، وفي اليوم التالي أخبرونا أنه لا يوجد كاز وعلينا الذهاب الى بابور البقيعة. وضعنا الشعير على الحمير وتوجهنا الى البقيعة وكان برفقتي المرحوم ابو عزام صالح عزام. وفي طريقنا التقينا مع الكثير من العائلات التي هربت من الحرب، من البروة والدامون والرويس والجديدة والبعنة ودير الأسد وغيرها، في طريقهم الى لبنان. في البقيعة أخبرونا أن المازوت أيضا مقطوع والبابور لا يعمل، فتوجهنا الى بيت الشيخ فرحان من البقيعة فلم نجده، فذهبت زوجته الى صاحب البابور لتسأله فأخبرها أن المازوت لم يصل بعد، وأنه علينا التوجه الى بابور للطحن في قرية سحماتا. وفي صباح اليوم التالي حملنّا الشعير على (الدواب) وانطلقنا الى سحماتا... وهناك وجدنا الناس تقف في الدور، فانتظرنا وطال الانتظار. ذهب شريكي ابو عزام لإحضار كبشة تبن لإطعام الحمير والتقى بامرأة طلبت منه أن يذرّي لها التبنات... تأخر ابو عزام ولم يأت دورنا بعد، وإلا بمختار قرية صفورية يصل الى بركة سحماتا برفقة 27 عمّال بقرة لاسقائهم من البركة فحاول نفر في المكان منعه من ذلك، فسحب الجفت يعني البارودة وهددهم به إذا حاول أحدهم أن يتحرك. طال انتظارنا أمام البابور، راودتني شكوك بأنني أعرف صاحب الملحمة القريبة من المكان، فذهبت إليه وسألته: هل تعرف أحدا من قرية جولس؟ فقال: نعم أعرف الشيخ محمد فارس نبواني، فقلت له: انه والدي وأتذكر عندما أتيت معه إليك في صغري. وشرحت لذلك اللحام ما جرى لي في رحلة الشعير هذه، فقال: اتبعوني الى البابور، وعندما وصلنا وقف اللحام في مدخل البابور وصاح بالعاملين هناك وأقسم بالطلاق وقال: اتركوا كل ما بأيديكم ولا ترغمونني على استعمال طريقة أخرى، واطحنوا الشعير لهذين الرجلين!! وهكذا تم طحن الشعير وعدنا من حيث أتينا الى عائلاتنا الجائعة في الكروم.

في طريق عودتنا شاهدت منظرا تقشعر له الأبدان،لا يغيب عن مخيلتي حيث كانت قوافل المهجرين كالنمل تهرول خوفا ويملؤون الجبال في طريقهم الى لبنان.

عند وصولنا الى أطراف قرية جولس في المساء الى منطقة اسمها العنقور حيث كان هناك ضبع يطارد المارة من المكان، تمدّد ابو عزام على الأرض رافضا مواصلة الطريق، فانتظرنا حتى الصباح وعدنا الى عائلاتنا مع الشعير المطحون. (هوشه والكساير) والخيانة العربية: واستهل العم ابو فرحان رواية قصته التالية قائلا: قبل ما وصلوا اليهود الى البلاد جاء حياة الشيشكلي الله لا يجبرُه، اللي كان زعيم جيش الإنقاذ وقال: وين راحت النخوة يا بني معروف!! اليهود وصلوا ولم يبق أحدا في شفاعمرو. صارت هالناس في قرى الجليل اللي معه عصاة واللي يحمل سكين، وكل بلد رفعت بيرقها (علمها)، بيرق من بيت جن وآخر من جولس وآخر من يركا.. والخ، واتجهت جميع البيارق الى هوشه والكساير للدفاع عنها. وأضاف ابو فرحان: رافقت المرحوم ابو جمال محمود سعيد شنان الذي حمل بارودة انجليزية قصيرة اسمها فلونت وكان معنا حياة رباح العوض من المزرعة وسعيد ربيعة من أبوسنان، الذين تسلما قيادة المعركة.... وهناك وجدنا شفاعمرو كما هي خالية من اليهود. وإلا بالمصّفحة العسكرية تصول وتجول قرب كفريتا (كفار آتا اليوم)، والمقاتلون يهاجمونها. كان القائد شكيب وهاب الذي وصل مع فرقة مقاتلين من جبل الدروز، قد تمركز في الجبل من جهة الغرب قبالة المدرعات وأما بقية المقاتلين من جماعة القوقجي، فكانوا منتشرين في أماكن أخرى. شاهدت المقاتلين الذين حضروا من جولس ويركا والقرى المختلفة، يتلقون الرصاص ويصابون بجراح من مصادر مجهولة وهم في طريقهم الى مواقع القوة التابعة للقائد شكيب وهاب من الجهة الغربية، وإلا على بعد أمتار قليلة مسؤول عن ثوار جيش الإنقاذ في الجليل يلبس ثوب حرير أبيض وخيوط مزركشة على الأكمام أسمه فتحي الطرطوزي من عكا، يمسك بسلاح البرنْ ويطلق النار على احد المقاتلين الثوار، وعندما حاول ابو جمال محمود شنان إطلاق النار عليه، كان ذلك الخائن قد سبقه في ذلك، فأصيب بو جمال وقال لي: دعنا نمشي قبل أن يبرد جرحي، وقد بدت على وجهه ملامح الغضب والاستياء لما رآه. وصلنا الى مفرق شفاعمرو والهوشه المعروف اليوم بسومخ حيث تواجد هناك المرحوم الشيخ صالح خنيفس والمرحوم الشيخ لبيب ابو ركن والمرحوم محمود عواد الذين احضروا الشراب والطعام للثوار. وواصل العم ابو فرحان يسرد علينا وملامح الفخر والاعتزاز باينة في عيونه: واصلنا الطريق الى بيت المرحوم الشيخ سلمان طربية من شفاعمرو، فطلب ابو جمال محمود شنان أن يشرب، فأسقاه اللبن ثم احضروا له فيما بعد سيارة شحن، كان في أرضيتها شاب من عين الأسد مصاب برجله، وقرب قرية البروة توفي هذا الشاب متأثرا بجراحه. واصلنا طريقنا الى عكا قرب سبيل الطاسات حيث كان هناك مستشفى وحضر عدد من الأطباء لعلاج ابو جمال وبدؤوا يبحثون عن الرصاصة التي أصابته فوجدوها قد استقرت بين ضلعي قفصه الصدري. تركت صديقي ابو جمال في المستشفى وأخذت بارودته ووضعت رصاصة في بيت النار وعدت حذرا الى البيت. وفي النهاية أقول: إن الثوار قد أبلوا بلاءً حسنا في المعارك الضارية التي واجهوها مع اليهود، وقد تعرّض اليهود الى معارك قاسية وشرسة، وأهمها معركة هوشة والكساير التي تعتبر إحدى أشد المعارك ضراوة. صحيح أن اليهود في هذه المعركة ذبحوا، ودمروا البيوت، وقتلوا النساء بسبب الخيانة عند العرب والفساد الذي ساد في ذلك الوقت. وبعد أن دمرّ جنود شكيب وهاب المصفحّة العسكرية لليهود وباتت المعركة شبه محسومة لصالح الثوار، قام جماعة الشيشكلي بالفرار من مواقعهم الى الشرق واختفوا!!

وفي سنة 1953 قام أديب الشيشكلي بتعذيب أبناء وطنه، وقد حاول أن يعتقل سلطان باشا الأطرش وجر جيش الوطن لهذه الغاية ولكن الباشا رفض الهرب ورفض القتال لان من سيقاتلهم هم أبناء وطنه، وليس ذنبهم أن الشيشكلي يريد ذلك فحاصر الجيش القرية وسلطان في بيته، ولكن أهل القرى المجاورة لم يرضوا بذلك وخلصوا الباشا رحمه الله وبعدها سقط حكم الشيشكلي وهرب الى البرازيل فلحقه المرحوم البطل نواف غزالي وقتله. فإلى أين تريدون أن تصلوا بطائفيتكم وعنصريتكم وهل هناك اشرف من هكذا تاريخ؟؟ نحن في سورية إخوة في الإنسانية، ديانتنا العظمى الإيمان باللحم والدم. وسلامي لكل إنسان إذا كان من جوا إنسان.

أبو حسين العراقي

أخي.. فوزي القوقجي متهم هو الآخر بالخيانة، اقصد أن هناك من يتهمه بالخيانة والتواطؤ مع الأنظمة الرسمية، أنا لا اصدق الكثير من مثل هذا الكلام.. إن هناك منا نحن كعرب من يهوى ويعيش في نظرية المؤامرة والخيانة فالكل في نظره خائن ومتواطئ وللأسف هذا ما أنبئنا به نبي صلى الله عليه وسلم حينما يأتي زمان على أمتي يصبح فيه الحليم حيران أو كما قال عليه سلام.

الحزام الناسف:

الدعوة ليست دعوة طائفية، ولا لتفرقة، وإنما تبيان وتوضيح لكل مسلم وذلك لكي يعي المسلمون حقيقة هذه الطوائف المنحرفة.. وهل الموضوعية أن لا أقول للكافر أنت كافر وأجامله على حساب الإسلام؟

أنا لست عميلاً يا إنسان ولا أدعوا لتفرقة المسلمين، لاكنكم لستم مسلمون حتى أدعوا للتفرقة، لا تقل بأن دينكم هو أشرف الأديان يا هذا فالكفر والإسلام لا يستويان ولا يلتقيان، أترك الحكمة لك فخذها كيفما تشاء والأنظمة الكافرة القائمة في عالمنا الإسلامي فكلها أنظمة عميلة للغرب الكافر المتمثل بأوربا وأمريكا ولا تخرج عن طوعها فهي كالكماشة المطبقة عليها، ولا تقدر على تجاوزها لأن هذه الأنظمة هي من صنع الإنجليز وأمريكا.

socrates

من أذن لك أنت يا حزام أن تتهم طائفة بالكفر؟ ومن أنت لتحاسب الناس؟ هل وكلك الله (استغفر الله العظيم) بمحاسبة الناس. إن الدروز تاريخهم اكبر منك أنت وأسيادك في التفرقة (إسرائيل) ومعلوماتك خاطئة عن طائفة المسلمين الموحدين لا تبحث على الانترنت بل اسأل من هو ذو صفة مسؤولة كمشايخ العقل.. ثم إن الدروز هم من حرروا سوريا من الاستعمار، وهم من يرفضون الهوية الإسرائيلية بالجولان، لن اذكر أكثر عنهم، فهم ليسوا بحاجة لشهادة من أمثالك فهم وطنيون من قبل أن تخلق أنت وكل عائلتك. لن اكفر أحدا لكن أذكرك عملاء إسرائيل من السنة هم من يخبر قوات الاحتلال الإسرائيلي عن أماكن المقاومين الفلسطينيين وزعماء العرب هم من انبطح أمام أميركا. نحن الدروز لا نعترف بمن اخذ الهوية الإسرائيلية، أما انتم فلا ضير من ذلك عندكم لأبناء ملتكم!! مع أنني لا أقف مع الجنود الإسرائيليين في جيش الاحتلال لكن ارجع للتاريخ وسترى ما فعل أجدادكم بالدروز في فلسطين من مجازر حتى أنهم ينتقمون منكم ولو وضعتم محلهم لفعلتم ذلك ولا تنسى أن البدو من السنة جنود في جيش الاحتلال ! راجع التاريخ أليس قادة من السنة من هدم الكعبة المشرفة؟ أليس بلاد سنية من سمح بمرور الاحتلال ليحتل العراق وينطلق الاحتلال من أراضيه؟ تأتي لتحاسب الناس على أديانهم وتترك العدو الرئيسي للعرب (إسرائيل وأميركا) يعبثون كما يشاؤون كأنك انتهيت من كل المشاكل ولم يبقى إلا هذه المشكلة !! من الذي يحارب المقاومين ضد إسرائيل؟ ومن الذي قتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان وخليفتهم علي؟؟ أم اننا نرى عيوب الآخرين ونترك عيوبنا؟! هذه أول مرة أتكلم فيها بطريقة طائفية بسبب الخونة أمثالك، في سوريا لا نتكلم بالطائفية فكلنا إخوة، والعراق بدأ يتكلم بالطائفية بتشجيع من أميركا، لقد دعم العراق والسعودية وإسرائيل (الإخوان المسلمين)في سوريا في الحقبة الماضية ليقتلوا كل من خالف عقيدتهم وخالف آرائهم من الأطباء المشهورين الى جنود الجيش الى المواطنين العاديين الأبرياء، ويأتي سفيه مثلك ليتكلم عن ما هو اعجز أن يصل إليه !

يا حزام ناسف أمثالك كانوا سبب احتلال العراق وأفغانستان. شفت كيف الغباء تبعك وين وصل الإسلام والمسلمين؟ يعني شو استفدنا من حضرتك انت وغيرك غير أنكم خدمتوا أهداف الصهيونية؟ يعني بيتضح انوا انتم عملاء بالدرجة رقم واحد. ولا تنسى انه تنظيم القاعدة تأسس على ايدين أميركا والسعودية وإسرائيل لأن الاتحاد السوفيتي اللي كنتوا تحاربوه كان يدعم العرب بس الغباء صفة تلازمكم منذ الأزل.

الدروز لأني قلت سابقا إنهم إسلام رغما عنك لكن أليس المسيحيين هم من حمى الدين الإسلامي عندما هاجروا الى الحبشة خوفا من المشركين ؟ أم أن تفسير الأغبياء للقرآن الكريم سيلزمنا بمعاداة الجميع؟؟!!

السياسي المفكر

الغباء هو الخلط بين أمرين واضحين، حماية النجاشي للمسلمين ، وصحة أو عدم صحة عقيدة النجاشي، وقومه من النصارى، ومن يخلط بين هذين الأمرين الواضحين ، لا نصيب له من عقل أو فهم.

socrates

من قرأ تعليقك يعرف مدى جهلك، فبكلامك هذا انت تقول أن الرسول كاذب أو مرائي- استغفر الله- من هنا يظهر لنا غباء بعض السفهاء ممن يدعون الإسلام ! إن كل من عبد الله هو مؤمن مهما اختلفت ديانته، أما من نصب من نفسه وليا على فكر الآخرين فهو كافر وقد كفر بمسؤولية الله عن خلقه ومحاسبتهم، وبما أنني لا اكفر أحدا مثل غيري، ولم يجعلني الله محاسبا للناس لكن ذكرت سابقا أن كل الخيانات بالتاريخ 90% التي زادت من تأخر المسلمين منها مسلمون سنة بسبب غبائهم وحبهم للمال والسلطة وابتعادهم عن التفكير والعبادة.

عبد الرحمن أبو سنينة:

الخيانة لا دين لها ولا مذهب، الكبار والأقزام موجودون في كل دين وكل طائفة حتى في اليهودية.

أبو بكر البيروتي:

أخي الكريم لا يغرك بعض ما يقال من الذين لا يعرفون من ديننا شيء، الدروز والنصارى واليهود وووووووو... الجميع في النار، بدليل الآية القرآنية: " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه" أخي لو كانت أعمالهم جبال جعلها الله هباء منثور.. فانتبه..

إنسان أولا:

والله.. الله يعينك على عقلك، إذا هيك بتفكر كيف بدي ناقشك؟؟ انت شايف العالم من عين وحدة ! طيب الرسول الكريم قال أن هناك فرقة واحدة من الإسلام ستنجو من النار وانتم تقولون انها السنة طيب ما الدليل أنكم تتبعون سنة الرسول وأهل بيته؟؟ حتى هذا خطا فانتم ابعد الناس عن هذا فبعضكم يذبح الناس هل هذه سنة؟؟ والبعض يصدر فتاوى عجيبة، شي رضاعة كبير، شي اعتبروا اللي بموت من الايدز شهيد مثل بعض علماء الأزهر، حتى معظم اللي يفجروا نفسهم طمعهم بالجنة والحوريات يعني بدوا الجنة ليشبع غرائزه! كلام خطا يا أخي، القران الكريم أعمق من انو يتفسر تفسير حرفي، لكل كلمة ظاهر وباطن وجوهر، البعض اخذ الظاهر والبعض الباطن، والدروز ليسوا باطنيين، الدروز اخذوا الجوهر.. ولكن كيف اشرح لإنسان مثلك معنى الجوهر وانت تعتبر كل أعمال الإنسان هباء إذا كان ليس مسلم؟! يعني غيرك إذا قضى حياته بتوحيد الله وبالصدقة ع الفقراء وبالدفاع عن الوطن وبغيرها من أعمال الخير سيدخل النار لأنه ليس سني، وانت اعمل السبعة وذمتها ولا تخاف لأنك عندما تحج تعود كما ولدتك أمك يعني فعلا كلام منطقي ومقنع!!!!!! أخيرا: يكفي الدروز فخرا أن الجنة ليست عندهم انهار عسل ولبن وحوريات وإشباع لشهوات الجسد، بل هي تخلص النفس البشرية التي هي جسد وروح من شهوات الجسد وغبطتها بنقائها الروحي النوراني وغبطتها بنور الخالق، لن اختم كلامي إلا بالسلام لكل الأديان حتى لكم يا من تكفروننا نحن الموحدين الدروز، لان هذي من آداب ديننا ويكفي مشايخنا فخرا أنهم لم ولن يكفروا أي دين أو أي مذهب لان الدين لله والدنيا والوطن للجميع، وسلامي لكل إنسان إذا كان لا يزال يحتفظ بإنسانيته التي خلقها الله معه طفلا.

مواطن:

أخي إنسان: أنا أحترمك قبل كل شيء لأنك إنسان ، لا يهمني دينك أو مذهبك.و لا أملك الحق لا أنا و لا غيري على التطاول على انتمائك المذهبي أو الفكري، و فوق كل ذلك أنا شخصياً أحترم أبناء الطائفة الدرزية الكريمة احتراماً خاصاً، لأن التاريخ الناصع لنضالكم في سوريا و لبنان ضد الإحتلالين الفرنسي و العثماني لهو خير دليل على تجذر الوطنية في دمائكم و من لا يحني هامته إجلالاً لروح الشيخ المجاهد) سلطان باشا الأطرش) قائد الثورة السورية الكبرى يكون إنسانا جاحداً و حقوداً و غوغائياً و غرضه الوحيد هو الفتنة الفاتحة على روحه الطاهرة و على كل أرواح الشهداء في سبيل الوطن.

إنسان أولا:

والفاتحة على روح كل من استشهد أو قضى عمره دفاعا عن أرضه. الفاتحة على روح الشيخ المجاهد صالح العلي. الفاتحة على روح إبراهيم هنانو. الفاتحة على روح حسن الخراط. الفاتحة على روح يوسف العظمة. الفاتحة على روح احمد مريود. أخي احترام الآخر ليس غريبا عندنا، نحن انتمائنا الوحيد هو الوطنية والدين لله، هكذا تعلمنا من المرحوم سلطان الأطرش الذي كان شعار ثورته(الدين لله والوطن للجميع( أما عن الدين والمذهب فانا من واجبي أن أدافع عن انتمائي وان أرد اتهامات الأعضاء الجاهلين، واذكرهم بالتاريخ المشرف، في النهايه أهلا بك أخي في الوطنية.

الحزام الناسف:

نحن نتحدث عن عقيدة لا نتحدث عن أفعال وأعمال من قبل مشاهير الدروز لماذا تنقلون الموضوع نقلة أخرى وتتهربون من الواقع؟

إنسان أولا:

يا حزام ناسف إن العقيدة تنطبع على تصرفات الأشخاص، وانتم أول الناس القائلين بربط العقيدة بالدولة وبالأخلاق وبكل شيء، فالأفعال والأعمال هي من أناس متدينين عندنا لذلك هي بدافع العقيدة، والعقيدة الفاسدة لا تدفع بأبنائها لأعمال نبيلة ولو كانت هذه الأعمال التي قاموا بها ليست من لب عقيدتنا لما خلدنا أسمائهم على مر العصور، فلا تقل لي أن موضوع العقيدة ينفصل عن الأخلاق والأفعال، فانتم من ادخل العقيدة في كل شيء. ثانيا: موضوعك منسوخ وليس فيه إلا القليل من الصحة شاهدته في كثير من المواقع نفس المقال وهناك أسماء لم اسمع عنها لأنها لا تمت لديننا بصلة وحتى بعض الأشياء الصحيحة ذكرت بحرفية ومن غير تأويل ما غير معناها لغاية في نفس صاحب المقال!!!

أما عن قولك نحن نتهرب فانا جاهز لأدخل معك في مناظرة فكرية حول مواضيع خلافية مهمة مثل: - لماذا لا تترهبنون ونحن نترهبن؟؟ - لماذا الزواج نصف الدين.؟؟

 هذا أول سؤال تفضل أنا لا أتهرب، اهزمني فكريا مع أن أسلوبك في التكفير لا يتقبل الحوار ولكن سأناقشك لأبطل ادعائك باني أتهرب، مستني اجابتك.

عبد الرحمن أبو سنينة

أعتقد أخي الإنسان أنك حشرته في الزاوية الضيقة وبات أمام خيار صعب، وهل يقوى التكفيريون أن يقفوا أمام ليوث الحكمة؟؟ في حوار جاد وهادئ؟ !لا أعتقد ذلك.. لكن دعونا نجرب !

mohamad-alarab

الدروز ليسوا فئة طائفية ، بل مصطلح الدروز يطلق على قوم معين، فهم يؤمنون بخليط من الأمور، نادرا ما تجد منهم من يفقه من هو "نبيه"، الأمر معقد جدا، فليس هناك كتاب مقدس يؤمنون به ، فهم يأخذون من كل الكتب السماوية، أغرب شيء هو إيمانهن بتناقل الأرواح.

إنسان أولا:

لسنا فئة طائفية ماذا إذا... قبيلة؟؟؟!!!

يطلق عليهم الموحدون، وليس لهم علاقة به !!

نادرا ما تجد من يفقه من هو نبيه؟؟؟؟ أتحفتنا فعلا، تركنالك النباهة، طب روح قرا عنا بعدين تاع ناقش.

الأمر ليس معقد فكل الأديان غايتها التوحيد وكل حضارات الأرض تؤمن بقوة خفية تسير كل شيء، جاء الأنبياء ليدلوا على وحدانية هذه القوة وان الله عز وجل يحرك كل شيء ولماذا تستغرب أن نأخذ من الكتب السماوية والله انزلها جميعها أم انك لا تؤمن بها؟؟! أما عن تناقل الأرواح فأقول لك (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) صدق الله العظيم.

mohamad-alarab

بالنسبة لتناقل الأرواح فلا تنكر ذلك ، أعرف دكتور في تاريخ الشرق الأوسط، يدعى (مردخاي نيسان) وقد كتب كتابان عن الدروز، قال بعظمة لسانه:

 أنهم يؤمنون يتناسخ الأرواح ، وبخليط من الكتب السماوية ، وأنهم فئة منحلة عن فئة منحلة، ولا يمتون للإسلام بشيء ، فما بالك بقول المسلمين؟؟ وإذا بدك بجيب مردخاي يحكيلك هالحكي.

إنسان أولا:

عن انتقال الأرواح وليس التناسخ وهناك فرق بينهما فلم أنكر اننا نؤمن بالتقمص، وإذا أردت في وقت لاحق سأثبته لك، ولا حاجة أن تنقل عن مردخاي ويا خوفي أن تكون كل أفكارك تنقلها عن الصهاينة !

mohamad-alarab

شهد شاهد من أهله، يعني انتقال الأرواح حقيقة، إذا فهذه الحقيقة تناقض ما جاء في القرآن بأن الروح تصعد الى الله عز وجل، إذا فأنتم لستم مسلمووووووووووووون، العب غيرها.

إنسان أولا :

لا يا صديقي، وعندي إثبات عليها من القران، ولكنكم تفسروه تفسير آخر، وعندي إثبات علمي أيضا، أما عن إن كنا مسلمون أو لا فهذه لن نتفق عليها لان كل طائفة إسلامية تدعي انها هي المسلمة، ولكن ما يهمنا هو اننا موحدون وهذه هي غاية الإسلام وغيره من الأديان (التوحيد) أما عن (((العب غيرها))) فأنا لست هنا لألعب، ولماذا تتكلم كأنك ببداهتك اثبت اننا لسنا مسلمون، أنا أقول لك معتقداتنا وأحترم ما تعتقده انت ولكن لا تتحاذق.

 الحزام الناسف

لاشكر على واجب، بما انك لا تستطيع تكفيرهم فبهذا يترتب عليك البحث والاطلاع أكثر واحكم بنفسك، والصالحون هم أصحاب الأخلاق وهم متواجدون في كل الديانات في اليهود والنصارى والبوذيون و و و

لكنها لا تصلح لأن تكون عقيدة أو مبدأ..

إنسان أولا:

قال الحق سبحانه وتعالى:

)) إنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(( {62} البقرة.

كما وردت الآية:

 ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)){69} المائدة .

هل انت مطلع على القران الكريم؟؟ اشك بذلك ! أو أنك تؤلف مذهبا جديدا !

أضف تعليقك