طلاب في المرحلة الابتدائية يطلقون (اتحكم بغضبي و أرفض تعنيفي)

طلاب في المرحلة الابتدائية يطلقون (اتحكم بغضبي و أرفض تعنيفي)
الرابط المختصر

أطلق طلاب في الصف الخامس من المدارس السامية، مبادرة تحمل عنوان (اتحكم بغضبي و أرفض تعنيفي) بهدف التخفيف من العنف في المجتمع، ولمعرفة استراتيجيات التحكم بالغضب، بعد انتشار ظاهرة العنف.

 

وقالت المعلمة روان ابداح، من المدارس السامية، إن المبادرة تأتي ضمن آلية التخرج لطلاب الصف الخامس، وهو متطلب إجباري للانتقال إلى الصف السادس، ومن هنا انطلقت مبادرة (اتحكم بغضبي و أرفض تعنيفي).

 

وحول سبب اختيار  موضوع محاربة العنف، ترى ابداح أنه يأتي بسبب انتشاره بالمجتمع، اذ يبحث الطلاب عن الأسباب التي تؤدي إلى العنف من خلال التنشئة البيئية والتنشئة البيتية، والبحث باشكال العدوان والفرق بين بيتها وبين العنف.

 

و شارات ابداح إلى أن الموضوع يحتاج إلى بحث كبير، لذا قدمت المدرسة دعما للمشروع من حيث تنظيم الرحل الخارجية، وتوفير المعلومات اللازمة عن موضوع البحث، حيث عقدوا  ندوة عن  العنف و التبليغ عنه، كما سيقوم الطلاب بزيارة الى دار الرعاية و حماية الطفل، ودراسة آثار العنف ضدهم.

 

وحسب بداح وفرت المدرسة بالتعاون مع المرشدة التربوية دورات عن استراتيجيات التعامل مع الغضب، وما هي افضل طريقة من الممكن أن تستخدمهما كمعلم أو معلمة داخل الغرفة الصفية حتى تتعامل مع الغضب.

 

وقام الطلاب بجمع بيانات من المعلمات بسؤالهم عن اكثر مشكلة تصادفهم بالصف، وماهو تأثير هذه المشكلة على الطلاب،  تقول بداح "أصبح لديهم خلفية عن موضوع العنف عن طريق الندوة التي حضروها، و اصبح لديهم وعي بوجود العنف و عن مدى صعوبة التعبير عن العنف في مجتمعنا".

 

تضيف "نحن لا نعزل التعليم عن الحياة بل نربط  المواضيع مع المجتمع، و مع مزامنة الأمور التي تحدث في المجتمع وأغلب القضايا المجتمعية التي تحدث و نحن ايضا نكون على متابعة للاحداث وحتى على مستوى واجبات نحن نربطها بالحياة اليومية".

 

كما أوضحت ابداح ان  "العنف متواجد في المجتمع كامل  ليس فقط بالبيت، او الدراسة ولم يقتصر العنف على تعنيف الآباء لأبنائهم وعلى سبيل المثال ، أصبح العنف ليس من الآباء فقط، وأحيانا  من عاملات المنازل والمربيات او من الصديق والشارع وغيره".

 

وفرق الطلاب في مشروع البحث بين العنف و العدوان، وقالوا في بحثهم إن  العنف هو حالة مؤقتة، أما العدوان فهو مظلة شاملة للموضوع و خلال هذا الاسبوع سوف يقوم الطلاب بتدريب زملائهم من الصفوف الابتدائيه الثلاث كونهم اكبر منهم على استراتيجيات التعامل و التحكم بالغضب.

 

و قال الطالب محمد اللوزي، احد اعضاء هذه المبادرة، "نحن كطلاب فكرنا في أن القضايا المجتمعية يجب حلها و من أجل غايات التخرج من الصف الخامس اخترنا موضوع العدوان وهو منتشر بالمجتمع العربي و الاجنبي".

 

أكد اللوزي انهم يبحثون عن "كيفية حل  العدوان ومدى تأثيره على صحة الأفراد النفسية والعلاقات بين الأقران"، قائلا إن "العدوان من الممكن أن يكون لفظيا وجسديا و ايمائيا ، مثلا ان يستفزك احد بحديثه، أو أن يقوم شخص بعمل ايحاءات بوجهه و يديه وقد يتحول الى عدوان جسدي".

 

وقال الطالب "قمنا نحن طلاب المبادرة  بالبحث عن استراتيجيات التعامل مع الغضب، و وجدنا ومن هذه  الاستراتيجيات مثلا في حالة الغضب اضرب و ساده او اي شي اسفنج او عد للعشرة اذا كنت تحب الموسيقى حتى تسترخي".

 

و اجرى الطلاب استطلاعا بين معلمات الصفوف الثلاث الاولى، و سألوهن "ما هي أكثر السلوكيات المنتشرة بين الأطفال والتي تؤدي الى عدوان بينهم"

كما أشار اللوزي انه من أجل تقبل الآخر و معرفة وجهة نظرة سوف يقوم طلاب الصف الخامس،بإعطاء دورات لطلاب الاول و الثاني و الثالث عن استراتيجيات التحكم بالغضب و أهمية التسامح العنف بالمجتمع".

 

يقول "نرى نحن طلاب مشروع (اتحكم بغضبي و أرفض تعنيفي)  أنه يجب الحد من العنف و يجب خلق بيئة مختلفة، لذا التحقنا بندوة عن اهمية التبليغ عن العنف، من أجل  ايقاف هذه الظاهرة".

 

وتشير الدراسات الى أن ظاهرة العنف بشكل عام من أكثر المشكلات التي تسترعي اهتمام الجهات الحكومية المختلفة والأسرة والمجتمع.

 

ويعتبر العنف المدرسي أحد أشكال العنف التي تؤثر في الفرد والأسرة والمجتمع، وقد بدأنا نواجه في الآونة الأخيرة تطورا ليس فقط ٕ إنما في في كمية أعمال العنف في المدارس ونوعيته، وا الأساليب التي يستخدمها الطلاب في تنفيذ السلوك العنيف، كالقتل والهجوم المسلح ضد الطلبة الزملاء من ناحية، والمدرسين من ناحية أخرى.

الخبير التربوي علي الحشكي، يرى  أن الطالب "سوف يستفيد من هذه المبادرات، من خلال حضور الندوات والمادة النظرية والتطبيقات العملية وكيفية التعامل مع الآخر وتقبله".

 

وأشار الحشكي إلى أنه "في حال وجود أي نوع من المتابعة لمثل هذه الأمور ضمن برامج هادفة جدا يعني على الاقل اذا لم يستفيد جميع الطلاب لا نقف على نشاط معين وهذا الشي قد نستفيد منه بأثر إيجابي لا نصل فيه إلى المثالية التامة ولكن قد نصل فيه الى نسب معينة من الطلاب تعكس هذه الايجابية على زملائة

 

وقال الحشكي إن  "الإنسان يبدأ بتشكيل شخصيته عند عمر ال 12 سنة و بعد 12 سنة تبدأ شخصيته تتكسر الى بعض الامور من التغيير من الممكن ان يتعدل سلوكه إذا لم يكن هناك تدخل من الاخر في التنشئة".

 

يضيف "في  الصغر يصبح هناك عملية قبول الآخر" ان لم يتدخل فيها اخرون بهذه المواقف و نرجع مثلا على الاسرة في حال وقعت مشاجرة بين الطفل و زميلة يقولو له لماذا لم تضربه".

 

كما تشير الدراسات ايضا الى ان العنف ظاهرة سلبية عند الطلبة وخاصة المراهقين، يخدع عقولهم ويضلل مسارهم الفكري ويطبع القسوة في سلوكهم، وقد يمتد إلى أخطر من ذلك بما يتسم من الحقد والكراهية على الزملاء والمدرسة وحتى الأسرة والمجتمع.

أضف تعليقك