صرير الطباشير وأصوات أخرى | لماذا ننزعج من سماع بعض الأصوات؟

الرابط المختصر

نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تجعلنا ننزعج كثيرا من سماع بعض الأصوات. 



وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن من بين تلك الأصوات التي تهز حواسنا وتخلف شعورا سيئا صرير الطباشير على السبورة. 



لكن ما هي الآلية العصبية التي تطلق العنان لهذه الأحاسيس؟ وهل ذلك الشعور المزعج هو نتيجة مباشرة لعوامل جينية متوارثة أم مجرد قصور في نظامنا العصبي؟



في هذا السياق، سألت مجلة "خيزمودو'' مع العديد من الخبراء في علم الأعصاب عن أسباب شعورنا بالانزعاج عند سماع بعض الأصوات، على غرار تلك التي تصدر عند التقيؤ.



استجابة دماغية



يقول أستاذ الإدراك السمعي في جامعة خرونينغن تشيرد أندرينغا: "يثير صوت القيء استجابة عميقة في أجسامنا. الخطوات الأولى للمعالجة السمعية توجد في جذع الدماغ بالقرب من مركز الاشمئزاز الذي يُستثار عندما نتناول شيئا ساما، ويقوم بتنشيط العضلات للتخلص من تلك المادة".



ويشير أستاذ الهندسة الصوتية في جامعة سالفورد، تريفور كوكس، إلى أن هذه السلسلة من الأحاسيس السمعية المزعجة ذاتية للغاية، أي تعتمد على الشخص وظروفه الخاصة. 



ويضيف قائلا: "بشكل عام، أكثر الأصوات المزعجة هي تلك التي تعترض طريقك إذا كنت تركز على مهمة ما. إذا كنت في المنزل تقوم بشيء ما وفجأة بدأ الجار في حفر الجدار، قد يصبح ذلك كأنه أحد أكثر الأصوات المزعجة التي سمعتها على الإطلاق".

ويتابع كوكس: "ما يزيد من الانزعاج هو عدم القدرة على التحكم في هذا الصوت. إذا أقام جيرانك حفلة، فإن الضوضاء ستكون غير مريحة ليس فقط لأنها تمنعك من النوم، ولكن أيضا لأنك لا تعرف متى ستنتهي. لكن، إذا كنت تعرف مسبقا موعد انتهاء الحفلة، فمن المحتمل أن يبدو الأمر أقل إزعاجا".



الحالة النفسية



من ناحية أخرى، يشير أستاذ الصوتيات في كلية كولومبيا في شيكاغو، فلوريان هولرويغر، إلى "علم الصوتيات النفسي" باعتباره المسؤول عن هذه السلسلة من ردود الفعل السلبية عند سماع بعض الأصوات.



ويقول هولرويغر في هذا الصدد: "إنه لغز مطلق نظرا لوجود القليل من الأبحاث حول كيفية تأثير الأصوات على النفس البشرية. ومع ذلك، فإن أكثر ما يؤثر عليه هو الظروف والحالة العاطفية. يمكن المقارنة مع الأصوات التي تسعدنا، والتي تنتج تأثيرا معاكسا، مثل الموسيقى. يمكن للصوت أن يثيرنا أو يغضبنا اعتمادا على ما نقوم به في تلك اللحظة، أو إذا كنا في حالة سعادة أو حزن".