جيل جديد حول العالم لا يتناول الكحول.. ما علاقة "كورونا"؟

الرابط المختصر

تصدرت الطفرات المثيرة للقلق في معدلات تناول الكحول عناوين الأخبار خلال تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، لكن الاتجاه نحو الإقلاع عنه أو استهلاكه بصورة واعية قد ازدهر كذلك، وصار اتجاها عالميا متزايدا، لا سيما في الأوساط الشابة.

 

ويخلص تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية إلى أن الإفراط في استهلاك الكحول لدى من يتناولونه شهد مسارا تصاعديا خلال السنوات الماضية، وازدادت حدته منذ انتشار الجائحة، لكن أعداد من يتناولونه تناقصت في الفترة ذاتها، وشجع الفيروس المزيد من الناس، خاصة الشباب، على المضي باعتماد أنظمة صحية سليمة.

 

وبالرغم من الزيادة المقلقة في مستويات شراء الكحول عبر الإنترنت في فترات الحظر، إلا أن الاتجاه نحو الاستهلاك الواعي، أو ربما حتى الامتناع التام، شهد نموا بحسب التقرير، وهذا ما تؤكده نتائج مسح لمؤسسة "Alcohol Change".

 

وتظهر النتائج أن 37 بالمئة من الناس "يتخذون خطوات فعلية نحو ضبط تناولهم للكحوليات"، ويشمل ذلك تناولها بصورة أقل، أو الإقلاع عنها تماما، بحسب البيانات، وهو اتجاه ازداد مع انتشار الفيروس.

 

ويشير التقرير إلى أن أبناء جيل الألفية، كما يعرف هؤلاء الذين ولدوا بين عامي 1981 و1996، ينظر إليهم على أنهم أقل "تعطشا" للكحوليات من الأجيال السابقة.



وفي حين يبدو المنتمون للجيل التالي وهو جيل "زِد" أو "Zoomers"، وهم الذين ولدوا بعد عام 1996، أكثر ميلا لأن يكونوا "فضوليين حيال الامتناع عن تناول الكحول"، وهو مصطلح ابتكره الكاتب الأمريكي "روبي وارنغتون" عام 2018، في كتاب تناول إعادة النظر في علاقتنا بالكحول.



وأظهرت دراسة شملت ثمانية ملايين مراهق أمريكي، خلال الفترة بين عامي 1976 و2016، أن أبناء "جيل زِد" كانوا أقل ميلا لأن يجربوا الكحول خلال سنوات مراهقتهم، مقارنة بنظرائهم من الأجيال السابقة.



ويشرح "جوني فورسيث" الخبير في صناعة الكحول بشركة "مينتل" البحثية قائلا: "قبل عشرين عاما كان اتباع نظام صحي يبدو أمرا غريبا. أما الآن فقد أصبح ذلك أمرا جذابا. صار المجتمع أكثر وعيا، وبات من الصعب تبرير تناول الكحول كما كان يحدث في السابق".



ويضيف: "جيل زِد هو الجيل الأكثر اهتماما بالصحة منذ زمن بعيد. إنهم سيغيرون صناعة الكحول"، لا سيما بعد جائحة كورونا، بحسب "بي بي سي".

 

ويقول الخبراء إن تغير السلوكيات أدى إلى إيجاد فرص عمل جديدة في الدول الغربية، قد تنتشر قريبا في باقي أنحاء العالم.



وحقق مصنعو المشروبات منخفضة الكحول والخالية من الكحول نموا في مبيعاتهم خلال تفشي وباء كورونا.

 

ويشير تقرير عن أبحاث السوق حول البيرة الخالية من الكحول، نشر في آب/ أغسطس الماضي، إلى "تحول تفضيلات العملاء نحو المشروبات الخالية من الكحول"، ويتوقع أن حجم هذا النشاط "سيتجاوز ستة مليارات دولار بحلول 2024" في أوروبا وحدها، مع توقعات بزيادته في أفريقيا والشرق الأوسط أيضا.

 



ويقول التقرير إن "الوعي المتنامي بالمشكلات الصحية المرتبطة بالاستهلاك الزائد للكحول يشجع المستهلك على الاتجاه إلى مشروبات بديلة".



وصحيح أن قطاع المشروبات الخالية من الكحول أو منخفضة الكحول لا يمثل سوى جزء بسيط من المبيعات العالمية من المشروبات الكحولية، التي يقدر حجمها بتريليون دولار، غير أن الشركات العملاقة في صناعة الكحول كثفت هي الأخرى نشاطاتها في إنتاج المشروبات الخالية من الكحول.

 

ولعل المثال الأحدث كان الإعلان عن أن مشروب "هاينكن زيرو" (البيرة الخالية من الكحول) سيكون للمرة الأولى الراعي الرئيسي لدوري أبطال أوروبا، أحد أهم منافسات كرة القدم في العالم.

 

وعادة ما تتولى العلامات التجارية الكبرى للمشروبات الكحولية، خاصة البيرة، رعاية المنافسات الرياضية الدولية.